أحمد محمد سليمان - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7551 Mr.solyman@yahoo.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
ليس من المعقول ما يحدث في وطننا العربي، ليس من المعقول هذه العقليات العربية التي تحكمنا، أليس من حق تلك الشعوب أن تختار من يحكمها، وأن تُقصي من تراه يستحق الإقصاء ؟!!!!
قامت شعوبنا بطلب الحرية، ولم يستمع لها أحد، بل قاومهم الحكام بكل أشكال المقاومة المشروعة وغير المشروعة. قاموا بممارسة الترغيب والترهيب، فمنهم من استسمحهم في البقاء، قائلا : إنه قد فهمهم وفهم ما طلبوه؛ ءالآن فهمتهم؟ ءالآن عرفت أنك ظلمتهم طيلة مدة حكمك؟.
ومنهم من تنطَّع في التنحي ولم يتركها إلا رغما عنه بعد أن حاول بكل المحاولات في البقاء في السلطة ، إلا أن إرادة شعبه كانت أقوى.
ومنهم من استعمل القوة بكل قسوة ووحشية، حتى إنه استعمل معهم الأسلحة المحذورة وغير المحذورة وكأنهم أعداءه لا أبناء وطنه.
أقول لهذا وذاك، أقول لهم جميعا :
اعلموا أن الإمارة والحكم ليس بالأمر السهل اليسير؛ لذا حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من طلب الإمارة والحكم، فمن طلب تلك الإمارة لم يعنه الله عليها، بل وكله إلى نفسه يتخبطه الشيطان ويتلاعب به وبأفكاره واتجاهاته، أما من ولاه شعبه واختاره أعانه الله على الحكم ويسر له أمره.
ألم يسمع حكامُنا قوله تعالى : فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ [النجم 53/ 32]
وقال– صلى الله عليه وسلم- « لا تطلب الإمارة ، فإنك إن طلبتها فأوتيتها وُكلت إليها ، وإن لم تطلبها أُعنت عليها ».
والنهي في الآية والحديث لكل من لم يرَ في نفسه أنه سيقدر على تحمل أعباء الإمارة، كأن تكون نفسه من النفوس الضعيفة مثلا، أو أن يكون من أصحاب القلوب الرحيمة دوما، وعدم التزكية لمن يرى في نفسه أنه غير قادر على هذا ومع علمه يترشح ويطلب الإمارة.
فالإمارة تكليف لا تشريف، والحكم شاق لا يقدر عليه أي أحد، فلو علم أحدهم أنه بتوليه رئاسة شعب قد أعطاه الله همًّا ثقيلا، فإما أن ينجو بنفسه بالعدل ، وإما أن يُثقل نفسه بالذنوب فيحكمهم بالجور والظلم.
هذا إذا طلبها العبد فما بالكم أيها الحكام بمن طلبها ولمَّا أراد شعبه أن ينحيه لم يرض؟!!!
هذا الحاكم ماذا سيفعل معه الله جل وعلا؟.
فلتتقوا الله يا حكام أمتنا فيما ملَّككم الله إياه، فأنتم راع وسوف تُسئلون عن رعيتكم ماذا فعلتم بهم ؟
ولكن هناك سؤال يطرح نفسه قد يسأله أحد العقلاء وهو، لماذا طلب سيدنا يوسف عليه السلام الإمارة حيث قال { اجعلنى على خَزَائِنِ الارض } ؟
أقول كما قال السلف الصالح : إنه طلبها؛ لأنه موكل من الله تعالى بشئون العباد وقتئذ، فكان من الواجب عليه التوصل إلى الإمارة بأي طريقة وبأي وسيلة، وقد كان يوسف عليه السلام قد علم بالوحي أنه ستحدث سنوات القحط والجدب، فلعله أراد أن يتولى الإمارة لينقذ الناس مما هو قادم.
فكان طلبه الإمارة ليوصل الحق إلى مستحقيه ولينقذ الناس ويريحهم، فكان لزاما عليه طلب الإمارة، فهل على وجه الأرض يومها من هو أحق بنبي اصطفاه الله ليكون رسوله ونبيه ليتولى الإمارة ؟!!!!.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
14-08-2011 / 20:11:26 دودى
رد
اختلف أهل العلم في جواز سؤال الإمارة، هل يجوز للإنسان أن يسأل الإمارة أو القضاء أو ما أشبهها من الولايات؟! منهم من قال: إن ذلك جائز، ومنهم من قال: إنه محرم، ومنهم من فصَّل.
أما من قال إنه جائز، فاستدلوا بقصة يوسف، حيث قال لملك مصر: ( اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ) [يوسف: 55] فسأل الولاية، وشرعُ من قبلنا شرعٌ لنا، ما لم يرد في شرعنا ما يخالفه.
كما استدلوا بحديث عثمان بن أبي العاص حين قال للنبي صلى الله عليه وسلم : اجلعني إمام قومي، قال: "أنت إمامهم".
أما من منع ذلك، فاستدل بحديث عبدالرحمن بن سمرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "لا تسأل الإمارة، فإنك إن أعطيتها عن مسألة وُكلت إليها، وإن أُعطيتها من غير مسألة، أُعنت عليها".
فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم أن يسأل الإمارة، وبين له السبب، أن من أعطيها عن مسألة، وُكل إليها، ولم يعنه الله، ومن أتته من دون مسألة، أعانه الله عليها.
واستدلوا أيضاً بأن رجلاً طلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكون عاملاً، فقال: "إنا لا نولي هذا الأمر أحداً سأله"، وهذا يدل على أنه لا يُسأل، وأن من سأل، فليس أهلاً لأن يولى.
وفصَّل آخرون، فقالوا: إن سألها لإصلاح ما فسد منها، فإن ذلك جائز، إذا علم من نفسه القدرة، وإلا فلا يجوز، لأن السلامة للإنسان أسلم.
وهذا القول التفصيلي هو الصحيح، لأن به تجتمع الأدلة، فإن الإنسان مثلاً، إذا رأى ولاية قام عليها شخص ليس أهلاً لها، إما في دينه، أو أمانته، وتصرفه، وهو يعلم من نفسه القدرة على القيام بها على أحسن حال، أو على الأقل بوجه أحسن مما كانت عليه، فلا بأس أن يسألها، لأن غرضه بذلك غرضٌ عملي وإصلاحي ، وليس غرضه شخصياً.
أما إذا لم يكن هنالك سبب، أو يعرف الإنسان من نفسه أنه ضعيف لا يستطيع القيام به، فلا يسأل، ولا يجوز أن يسأل ) . ( تفسير سورة ص ، ص 175-177) .
14-08-2011 / 20:11:26 دودى