أحمد محمد سليمان
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7444 MR.SOLYMAN@YAHOO.COM
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يسعد موقع "بوابتي" إنضمام الأستاذ أحمد محمد سليمان للمساهمين بالنشر بالموقع، ونحن نرحب به وبإنتاجاته الفكرية.
محرر موقع "بوابتي"
---------------
منذ نعومة أظافري، ومنذ أن نشأت في أحضان هذا الوطن العربي وأنا أسمع كلمة (جامعة الدول العربية) وكنت معجبا بالاسم، وكنت أقول لنفسي بالتأكيد هذه الجامعة من أقوى المؤسسات السياسية العالمية، كيف لا وهي تضم وطنا عربيا كبيرا، مساحته من المحيط إلى الخليج، ومن البحر المتوسط شمالا إلى أذيال البحر الأحمر جنوبا؟ منذ نشأت تلك الجامعة وكان أعضاؤها فقط سبعة أعضاء، وحتى بعد أن صار عددهم الآن اثنتين وعشرين دولة، لكنهم – واأسفاه- كغثاء السيل، قراراتهم واجتماعاتهم لا تسمن ولا تغني من جوع.
يجتمعون كأطفال يحتفلون بوقعة حدثت، ويتفرقون كأطفال فرقهم موعد نومهم، وعندما تشاهدهم وتسمع كلامهم تشعر بالغثيان والقيء، تشعر بمدى الضعف الذي آل إليه حال حكامنا .
منذ أن نشأت تلك الجامعة عام 22 مارس 1945 ولم تصدح وتشدو لنا بقرار يشفي صدورنا، قرأت مواثيق تلك الجامعة فتعجبت حتى كدت أجن ويطيش عقلي، فمن أهم مواثيقها أن تلك الدول نصت على :
(أن الدول المتعاقدة تتشاور فيما بينها بناء على طلب إحداها كلما هددت سلامة أراضي أية دولة واحدة منها أو استقلالها أو أمنها . وفي حالة خطر حرب داهم أو قيام حالة دولية مفاجئة يخشى خطرها، تبادر الدول المتعاقدة على الفور إلى توحيد خطتها ومساعيها في اتخاذ التدابير الوقائية والدفاعية التي يقتضيها الموقف) .
كلام رائع وصياغة تقشعر لها الأبدان، وتحس بالفخر وأنت تقرأ هذا الميثاق، لكن سرعان ما تعود أدراجك وتحس أن هذا الميثاق الذي كُتب في الإسكندرية ووضع في مقر الأمانة العامة في يونيو 1950 صار شيخا كبيرا مسنا متهالكا، وأن تلك الجامعة صارت امرأة عجوز شمطاء تحتضر.
ماذا فعلت تلك الجامعة أيام حرب العراق؟ لماذا تركنا عراقنا يضيع أمام ناظرينا ولم يتحرك جفننا ؟ لماذا لم تجتمع تلك المرأة العجوز لتدفع العدوان عن الكويت في مقابل العراق وصدامها؟ لماذا لم نتحرك إلا بعد أن تحركت أمريكا وحلفاؤها وقرروا الدخول؟ أليس هذا ما اتفقتم عليه يا حكام أمتنا ؟ أيتها الجامعة المحتضرة أما من رجل همام يُفعل دورك المُهمش؟
فلتعلموا أن أمين تلك الجامعة السيد عمرو موسى لم يتولَ هذا المنصب إلا لينحيه مبارك عن التواجد في مصر كوزير للخارجية . نعم هذه الحقيقة فبتوليه أمانة تلك المرأة العجوز الطاعنة المحتضرة ابتعد بشكل كبير عن التواجد السياسي، فأمين هذه الجامعة ما هو إلا منصب وحسب، ليس له أية صلاحيات يستطيع أن يدلي بها ويمارسها .
اتخاذ التدابير الوقائية والدفاعية التي يقتضيها الموقف
أية تدابير اتخذتها تلك الجامعة فيما حدث في السودان، أية تدابير اتخذتها تلك الجامعة فيما يحدث الآن في شعوبنا العربية؟ .
فلترحلي أيتها المرأة العجوز عن ديارنا فوجودك لم يعد كعدمك، بل صار عدمك أفضل من وجودك، فلتهجري حينا، فلتبتعدي عن مدننا، فلتتنحي عن بلادنا ما عدنا نريد رؤية وجهك الدميم، ما عدنا نريد اجتماعاتك التافهة، ما عدنا نريد أن تضحكي علينا وتديري ظهرك لما يحدث فينا، تلاعبت بنا الدول قاطبة، فدخلوا أرضنا دخلوا عراقنا وسوداننا، دخلوا الآن ليبيانا وأنت واقفة جامدة، متى ستتحركي، أبعد خراب مالطة؟!!!
إما أن ترحلي عنا وإما أن تصيري شابة قوية فتية عتية، حتى تستطيعي الوقوف أما الطوفان العالمي الذي يشق غبار أمتنا العربية، ويجري كعداء محترف نحو ديارنا وأرضنا .
أما أن ترحلي وإما أن تُفعلي، وإن أطال الله بقائي فسأكتب لكم قريبا جدا بعض الخطوات التي يجب علينا اتخاذها والمطالبة بها كي تصبح مرأتنا العجوز المحتضرة شابة فتية .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:
14-04-2011 / 00:20:59 الزهراء