فوزي مسعود
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 18891
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أعلن يوسف القرضاوي في فتوى، وجوب قتل معمر القذافي. والذي يهمني هنا ليس مشروعية قتل القذافي من عدمه، كما أن الموضوع لايتعلق بالدفاع عن القذافي، فهذا الأخير مجرم منذ زمن بعيد، ولكن الذي سأتناوله هو عملية إصدار الفتوى والإشكاليات التي تطرحها. وسأمر من هناك لتبيان عينات متهافتة للذين يتخذون الواقع مرجعا حين ضبط مواقفهم، ولنا في تونس نموذج حركة النهضة.
تناقضات من وحي المواقف
يصدر القرضاوي فتوى بوجوب قتل القذافي، لكأن الناس تمكنت من القذافي وأعجزها أمره، وهي تنتظر فتوى توضح لهم ماذا يفعلون به. ثم إن الثورة الليبية أساسا مثل الثورتين التونسية والمصرية لم تنطلق بفتاوي كي تنتهي بفتاوي، لأن أصحاب الفتاوي هؤلاء وعلى رأسهم القرضاوي وجماعة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين –الحقيقة أن باقي فقهاء السلطان من بعض الجماعات السلفية أشد سلبية-، كانوا أبعد الناس عن مواجهة الحكام، وكانوا ولايزالون أول المكرسين لتسلطهم، وما انفكوا يقفون في صف الظلمة ضد شعويهم، وما برحوا يخدرون الناس من خلال ثقافة الإسراف في الفتاوى، حتى أن هؤلاء "العلماء" تحولوا لكهنوت يشابه المؤسسة الكنسية.
وحتى إذا تحرك هؤلاء لخدمة الإسلام بزعمهم، تحركوا بطريقة منكسرة متلونة تغري أهل الباطل أكثر مما توطّن لأهل الحق، وتمكّن لأعداء الإسلام أكثر مما تمكّن لمناصريه.
وإذا كانت مواجهة القذافي بالقوة واجبة، لقتل هذا الطاغية الناس، فلماذا تحرك القرضاوي والاتحاد العالمي من قبل ضد من رفض القذافي، بزعم الوسطية وان هؤلاء ولاة آمر يجب نصحهم ودرءا للفتنة ؟ وإذا كان التصدي للقذافي واجبا، فلماذا لم ينتبه القرضاوي لحاكم ليبيا إلا حينما تداعى عليه الناس كلهم، أم أن المبادئ الإسلامية لاتعلن ولايجهر بها إلا حينما يلتحق الناس كلهم بالركب، وإلا ماداموا رافضين لذلك الحق فلا يجب القول به؟ وهل يعني ذلك إلا تغليب الواقع على المبادئ الإسلامية؟
وإذا كان إصدار الفتوى بقتل القذافي داعيه قتل هذا الأخير المسلمين، فلماذا لم يصدر القرضاوي واتحاد المسلمين فتاوى مشابهة بمواجهة أو قتل الحكام بسوريا مثلا، ألم يقتل حافظ الأسد زهاء العشرين ألفا من السوريين، أم أن دم السورين أقل قدرا من دم الليبيين؟ أم أن القرضاوي لم يتحرك لأن الواقع لم ينضج لتقبل مواجهة مع النظام السوري؟ وهل يعني ذلك إلا تغليب الواقع على المبادئ الإسلامية؟
وإذا كان تحرك القرضاوي وجماعة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بسبب من الغيرة على حرمات المسلمين، فأين كانت هذه الغيرة حينما قتل عشرات الآلاف من المسلمين العراقيين من طرف الأمريكان الكفار؟ أين كانت غيرة القرضاوي والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين حينما اغتصبت العراقيات من طرف الأمريكان؟ لماذا لم نسمع منهم أي شيء يذكر ضد مقاومة الاحتلال؟ أم أن الواقع الذي يحيط بالشيخ القرضاوي في دويلات الخليج حيث يقيم مجاورا للحكام المتورطين، لم يسمح له بأن يعيش عيشة المسلم الحساس بالناس المهتم بأمرهم؟ وإذا كان القرضاوي لايرتقي في مواقفه ضد الأمريكان حتى لمرتبة المسلم العادي، فكيف يتصدى لدور الموجه للمسلمين؟ وهل يعني ذلك إلا تغليب الواقع على المبادئ الإسلامية؟
يجب على القرضاوي وجماعة إتحاد علماء المسلمين أن يقنعوا الناس بأنهم لم يخدموا الأمريكان والدول الغربية بمواقفهم السابقة، ثم بعد ذلك يجب عليهم أن يقنعونا أنهم حينما يتحركون فإنما يتحركون نصرة للإسلام وليس خدمة لدولة غربية أو منظمة أجنبية أو حاكم عربي أو رأي عام.
يجب على هؤلاء أن يقنعونا أن فتوى القرضاوي لجندي أمريكي مسلم - إبان غزو العراق- بوجوب طاعة رؤسائه في الحرب بالعراق، تخدم الإسلام ولا تخدم أمريكا، خاصة وان فتواه الضمنية بجواز قتل العراقيين لم تصاحب بفتوى للمسلمين بوجوب مقاومة الأمريكان؟
يجب على هؤلاء ان يقنعونا أن فتوى القرضاوي للشيشانين بوجوب قبول الاحتلال الروسي في شكل الحكومة التي عينتها روسيا، هي فتوى فيها خدمة للإسلام وليس خدمة لروسيا، كما يجب ان يوضحوا لنا أين خدمة الإسلام في فتوى القرضاوي حينما نعرف أن موقفه ذلك سيتسبب في قتل مسلمين رافضون لتلك الاتفاقية، وهم المجاهدون الشيشانيون.
يجب على هؤلاء أن يقنعونا أن فتوى القرضاوي بوجوب القبول بالحكومة التي دعمتها أمريكا بالصومال، هي فتوى فيها خدمة للإسلام وليس خدمة لأمريكا، كما يجب أن يوضحوا لنا أين خدمة الإسلام في فتوى القرضاوي حينما نعرف أن موقفه ذلك سيتسبب في قتل مسلمين رافضون لتلك الاتفاقية.
الواقع مقابل المبدأ: من القرضاوي إلى النهضة
المأخذ الأكبر على القرضاوي ومجمل من يسير في ركبه من تفريعات جماعة الإخوان المسلمون والذين يشكلون أغلب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أنهم يتخذون الواقع مرجعا موازيا وأحيانا مسابقا للنصوص الشرعية حين إنتاج المواقف، بحيث أن الواقع ومكوناته يمكن أن يكون في درجة أولى أو موازية للنصوص الشرعية أو ما يفهم منها صراحة. وقد لاقى هذا التيار انتقادات كبيرة، ولكنهم مصرون على منهجهم ويزعمون أن إمامهم يوسف القرضاوي مجتهد بتصور وسطي للإسلام كما يقولون.
هؤلاء غالبا ما لايحترمون حتى أنصارهم ومنخرطيهم حين اتخاذ بعض مواقفهم، وهم بالطبع لايحترمون الاسلام في تلك المواقف، مايهمهم بدرجة أولى هو إرضاء بعض أطراف الواقع المتنفذة من وسائل اعلام ومنظمات مدنية ومواقف الدول الغربية.
استحداث المذاهب ذاتها ليس بدعا في الإسلام ولا منكرا، ولكن السؤال الذي يمكن طرحه هو هل أن المواقف المتلونة يمكن أن تعتبر خادمة للإسلام فضلا على أن تعتبر مذهبا أصلا؟
هل يمكن اعتبار المواقف المنكسرة المنسحبة أبدا أمام الواقع أمرا سليما لمسلم فضلا على أن يعتبر صاحبها ذا مذهب؟
هل يمكن اعتبار التنظيمات التي تصورها الناس يوما إسلامية، فإذا بها وهي بمواقفها توحي أنها تستشعر الوضاعة أمام الواقع من دول غربية أو وسائل إعلام أو منظمات حقوق إنسان، هل يمكن اعتبار هذه التنظيمات ومن مثلها ونطق باسمها، جديرة بان تحمل رسالة الإسلام بمبادئه التي تصرح أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، وان الذلة و الصغار للكفار، وان التقي ليس كالفاسق، وان علة التمايز بين الناس إنما هي التقوى؟
على جماعات الوسطية المزعومة أن تقنع الناس، أن مشاركة فرع الإخوان المسلمين بالعراق في الحكومات التي ارتضتها أمريكا، هو ليس نتيجة انكسار وشعور بالصغار أمام الواقع والدليل عدم مقاومته، كما يجب ان يوضحوا للناس كيف ارتضى هؤلاء تحولهم لأداة بيد أمريكا لمحاربة المقاومة هناك وتكريس احتلال بلد كافر لبلد مسلم، ثم ليقولوا لنا أخيرا أي مبادئ في كل هذه المواقف المتلونة، فضلا على أن تكون مبادئ إسلامية.
على جماعات الوسطية أن يقنعونا أن حركة النهضة التونسية، لم تنطلق من فقر مبادئ فضيع وخواء تستبطنه ضمنيا مقابل الواقع والمتمكنين فيه، حينما تباهت أنها حركة متحررة أكثر من الحركات الإسلامية بالمغرب وتركيا. ومتى كان المسلم الحق يتفاخر بالتحرر، بل أساسا متى كان التحرر بمفهومه الغربي المستعمل، مقياسا لإنسان يحترم نفسه فضلا على أن يكون مسلما فضلا على أن يكون قائله قدوة للمسلمين؟
سيكون الأمر شاقا على هؤلاء أن يوضحوا سبب إصدار حركة النهضة بيانا تتهجم فيه على غلق المواخير من قبل ثلة من فتية الإيمان، بزعم أن ذلك ليس بالمنهج الديمقراطي؟ وهل يوجد تفسير آخر لهذه المواقف المخزية غير أن هؤلاء غارقون في أحاسيس الصغار والذلة أمام وسائل الإعلام والدول الغربية والرأي العام الذي يكره التمكين للإسلام؟ ألم يسعهم أن يسكتوا عما حصل، وهل طلب منهم أن يكتبوا بيانا حول غلق المواخير بالتحديد، ألم يسعهم القول أنهم مع غلق المواخير وإن كانوا يتحفظون على الطريقة؟ أم إنهم ضد غلق هذه البؤر اساسا؟ إنها النهاية في الانحدار، حينما يتخذ أحدهم إرضاء أقطاب الواقع مقياسا للمواقف.
سيكون الأمر مقاربا للمستحيل أن يبرهن دعاة الوسطية هؤلاء أن المبادئ الإسلامية نسخت واستبدلت بما يقره الناس وتوافق عليه الأغلبية، وان المنكر ليس ما تعارف عليه المسلمون، وإنما المنكر ما أنكره الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان، وأن الحق ما أجازه هؤلاء.
مواقف عادمة للطاقة وخارج الزمن
منهج أصحاب الوسطية المزعومين، مبني بدرجة كبيرة على إرضاء مكونات أقطاب الواقع ، وبالتالي فان جل تحركاتهم تحددها موازين القوى من وسائل إعلام ومواقف الدول الغربية وغيرها.
ولذلك فإن هؤلاء لايعدمون بعض المواقف المشرفة في الظاهر، ولكنها في الحقيقة مواقف لامعنى لها، لأنها ليست مولدة للطاقة، وإنما هي مواقف يمكن أن نطلق عليها مواقف في "الوقت الضائع"، هي مواقف سمحت بها أو دعا لها الرأي العام والدول الغربية.
من ذلك مواقف القرضاوي مع القضية الفلسطينية، فهي ظاهرا مواقف مشرفة، ولكنها مواقف من تحصيل الحاصل، فعدالة القضية الفلسطينية من الوضوح بحيث يوافق عليها حتى اليهود أنفسهم والغرب، وتلك المواقف بالتالي لاخطر فيها لا على أي نظام عربي ولا على أمريكا ولا على الدول الغربية.
ومثل ذلك تدخل القرضاوي في ملف ثورتي ليبيا أو مصر، كان تدخلا من تحصيل الحاصل، لأنه كان تدخلا متأخرا زمنيا، ثم هو تدخل لا أساس له كما وضحنا حيث ان صاحب الموقف ليس أهلا لإعطاء دروس لمقاومة الحكام والتسلط.
المواقف يمكن تصنيفها نسبة للطاقة، لمواقف مولدة للطاقة، وأخرى موزعة للطاقة وأخرى عادمة للطاقة.
كما يمكن تصنيف المواقف نسبة لزمن الفعل، لمواقف سابقة للزمن، وأخرى موازية للزمن وأخرى خارج الزمن.
مواقف جماعات الوسطية، تتراوح بين المواقف العادمة للطاقة والموزعة للطاقة في أحسن الحالات، ثم هي تتوزع بين مواقف خارج الزمن وموازية للزمن في أحسن الحالات.
لا أريد أن أثقل على القارئ الكريم في مثل هذه المقالات القصيرة، وإلا لبرهنت له بطريقة علمية دقيقة مكونات مواقف هؤلاء، ولعل ذلك سيكون في مقال آخر بإذن الله.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
10-08-2012 / 13:47:46 سعيد بن عبدالله الدارودي
القذافي ليس مجرماً
وفقاً للفتوى التي أفتى بها القرضاوي فقد اعتمد على ما نقلته الجزيرة والعربية وغيرها من قنوات شاركت ببشراسة في إسقاط النظام الليبي وسفك دماء الليبيين .. كل ما قيل عن قتل القذافي للمدنيين بالطائرات واغتصاب النساء وجلب المرتزقة الأفارقة، لم يستطع أحد أن يثبته إلى هذه الساعة، لا القنوات المحرضة ولا المجلس الانتقالي الليبي، بل وجدنا العكس، لجان تقصي حقائق ومنظمات حقوقية ، وإعترافات هنا وهناك، كلها تجمع على أنه لم يتم العثور على دليل واحد يثبت ما قيل خلال الأزمة الليبيية .. في هذا الشهر الكريم تفطر كل أسرة ليبية وهي لديها فقيد أو مفقود جرّاء هذي الفتنة التي ألمّت ببلد المليون حافظ للقرآن .. كانت الفتنة نائمة فأيقظها أمثال القرضاوي، اللهم لا تؤاخذنا بما فعل المفتون منا ؟
14-03-2011 / 14:17:20 فوزي
بل هو نصح مبني على وقائع ثابتة
@ابو احمد
المقال لايتضمن تشكيكا في النوايا، وإنما يتحدث عن وقائع مادية معروفة، والجديد فقط هو الاستنتاجات التي بدورها يمكن لأي كان أن يستخلصها لو كسر حجاب القدسية الزائفة نحو الأشخاص، وهي قدسية لاشرعية لها في الاسلام.
إن كنت أنت تعتبر الخادمين لسياسات أمريكا -بقطع النظر عن النية في ذلك- علماء مسلمين، فهذا لايلزمك إلا أنت، وإلا فلو كان الأمر كما تقول بالنسبة لي مثلا لما كتبت هذا المقال، وعليه فالقول بان هذا عالم لايجوز نحوه أي نقد، فانه كلام فضلا على انه صنمية غريبة على الإسلام،، فانه كلام ضعيف، لان كونه عالما ذو مصداقية ليس متفقا عليه، بل هو الموضوع المطروح للنقاش، وعليه فكلامك من نوع المصادرة على المطلوب، وهو بالتالي كلام لامعنى له.
مسالة كون بعضهم أوذي من قبل في سبيل العمل الإسلامي، نقطة رددت عليها من قبل، ومفادها أن أحدهم كونه كما تقول لايعطيه الحصانة ضد النقد، فضلا على ان ذلك لايعني انه قد لا ينحرف فيما بعد
غلق المواخير، البيان بصيغته لم يوضح انه مع غلقها، ولما تناول فقط الطريقة وتهجم عليها، فمعنى ذلك انه ضدها ضمنيا، وإلا فلماذا يسفه الطريقة ومن ورائها الذين قاموا بالعمل، ولايسفه وجود هذه البؤر أساسا، وهذه هي الأساليب المتلونة التي تنشد إرضاء الواقع وعدم إغضابه التي تحدثت عنها
أنا لا اكتب إلا ماهو مؤكد واقعا، ولا اصدر استنتاجات الا بعد ان أبرهن عليها، وعليه فلا يمكن وصف ما اكتب بأنه إصدار اتهامات ضالة مضلة
النقد هو نهي عن المنكر وأمر بالمعروف وهو واجب كل مسلم، لايجب التقيد برأي احدهم للقيام به او الكفّ عنه، والذي يجب ان يكون موضوع نصح بعدم شق الصفوف هو الذي يراعي الرأي العام ووسائل الإعلام والدول الغربية، حين إصدار مواقفه
14-03-2011 / 12:10:53 ابو احمد
نعم للنصح لا للسخرية و الاتهام
تضمن المقال لكثير من التشكيك في نوايا بعض علماء المسلمين و النشطاء السياسيين الرافعين لراية الاسلام و التهجم عليهم و نعتهم بنعوت بل باتهامات خطيرة ( "ارتضى هؤلاء تحولهم لأداة بيد أمريكا"...) تخرجهم من الملة، وجب التدليل عليها بالحجة، لا تليق بمجاهدين، قضى الالاف منهم قرابة العشرين سنة في غياهب السجون و قضى العشرات منهم تحت سياط جلاديهم، نحسبهم شهداء . و قد وقفوا بصبرهم و ثباتهم على دينهم طيلة سنين الجمر مواقف عزو شرف اذهلت جلاديهم.
زد على ذلك ان الكاتب يستدل بانصاف الحقائق من مثل :"إصدار حركة النهضة بيانا تتهجم فيه على غلق المواخير...". قرأنا البيان،معذرة اخي، لم يكن فيه تهجما على غلق المواخير بل انتقادا للطريقة (العنف و الفوضى) التي سلكها الشباب لفعل ذلك.
لكم وددت ان يكون المقال نقدا بناء موضوعيا يساهم في النصح و التذكير و الاصلاح للعلماء و الناشطين الاسلاميين بدون تخوين و اصدار احكام و اتهمات و استنتاجات ضالة مضلة ؛
اخي الكاتب مثل هذا الكلام لا يزيد الا في شق صفوف اهل الحق و تعزيز موقف اهل الباطل .
الكل يقر و هذه الجماعات الوسطية بدورها تقر انها لا تعدوا الا ان تكون اجتهادا في الاسلام و هي تختلف حتى فيما بينها فلا يصح ان نحشرها في كيس واحد و نآخذ بعضها بجريرة البعض .
نعم للنصح لا للسخرية و الاتهام
9-03-2011 / 20:25:48 الحميدي الحناشي
ضمنية فتوى القرضاوي باباحة دم القذافي
المتلقي لفتوى القرضاوي يفهم وكان القذافي شخص متواجد داخل مكتبة لبيع القصص والحكايات وباستطاعة كل من دخل المكتبة ان يهدر دم القذافي ويتصل في عين المكان بالقرضاوي ويخبره انه عمل بفتواه.
الا يعلم القرضاوي ان الوصول الى القذافي يتطلب عدة وعتاد ووقت؟ انه ليس بالامر السهل ان تصدر فتوى من هذا الحجم انها تضمنت المعنى الواسع للجهاد في ليبيا
27-02-2011 / 13:28:55 فوزي
النهي عن المنكر والامر بالمعروف واجب مهما كان الشخص او الحزب
@نسرين
بل إني أعرف تاريخ القرضاوي وتاريخ الحركات التي انتقدها، وإنما الذي هو مؤكد انك أنت التي لاتعرفين بعض القواعد المنطقية لتقرير الحقائق والحكم بصحتها، ولك القاعدتان التاليتان:
أولا الحقيقة المكونة من حقائق أولية بطريقة الجمع المنطقي، يكفي في نفي صحتها، إثبات نفي إحدى حقائقها الأولية
ثانيا إن الحكم بنفي حقيقة مكونة من حقائق أولية بطريقة الجمع المنطقي، لايعني نفي كل حقائقها الأولية
وكمثال لذلك، فإن أحدهم ممن عاش حياته مسالما، ثم قام ذات يوم بعملية قتل، فإنه يقال له قاتل وتصح عليه تلك الحقيقة، فحقيقة كونه قاتلا أمر استحقه من خلال إثبات حقيقة القتل في جزء صغير من مسار حياته الطويل، رغم أن اجزاء حياته الاخرى كانت تنفي كونه قاتلا.
والأمر الثاني أننا حين نقول عليه قاتلا فإن ذلك لايعني أن هذا الشخص كان طوال عمره مرتكبا للقتل، وإنما يكفي في تقرير صحة تلك الحقيقة أنها صحت في جزء من حياته.
ردك بمحاولة نفي كلامي من خلال القول ان القرضاوي قام باعمال ايجابية مايعني برايك نفي التهمة، معناه ان الحقيقة يمكن نفيها من خلال اثبات نقيضها في احدى مكوناتها الجزئية، وهذا كلام فاسد، لأنه يعني ان القاتل مثلا، يمكن رد التهمة عليه من خلال القول انه ليس بقاتل حيث كان طيلة حياته ضد القتل.
أنا اتخذت مثل القتل ليس تشبيها للشيخ القرضاوي بالقاتل، وإنما لتقريب المثل، لان الحقيقة الكلية اما ان تكون مكونة من حقائق أولية بطريقة الجمع المنطقي أو بطريقة البدل المنطقي، وموضوع القرضاوي وعملية القتل يتشابهان من حيث انبنائهما على عملية الجمع المنطقي
حقيقة الجمع المنطقي المكونة من حقيقتين أوليتين، ان نقول ان الصواب يكون صوابا حين تكون الحقيقتان الأوليتان صوابا بمعنى صواب مع صواب، وإذا نتفت احدى الحقيقتين تكون الحقيقة الكلية منفية، وهو موضوعنا
حقيقة البدل المنطقي المكونة من حقيقتين أوليتين، ان نقول ان الصواب يكون صوابا يكفي في إثباته كون إحدى الحقيقتين الأوليتين هي صواب، وإذا نتفت احدى الحقيقتين تكون الحقيقة الكلية صوابا رغم ذلك، وهو ليس موضوعنا
ولما ثبت كون القرضاوي قام بأعمال تكرس الواقع الفاسد وتساند الأنظمة وتخدم المصالح الغربية، فذلك يؤكد أنه خدم الغرب وساند الأنظمة ووقف ضمنيا في صف هؤلاء، ولاينفي في صحة هذه الحقيقة كونه قام من قبل بأعمال أخرى منافية لهذه الاعمال.
ردك بدفع كلامي بكون القرضاوي ليس سلفيا وانه ينطلق من مذهبين آخرين، حجة فاسدة من الأساس من قبل حتى نقاش محتواها، لانه كلام يجعل حجة الانتماء المذهبي متقدمة على حجة الانتماء المبدئي (الذي هو الإسلام)، وبيان ذلك أن من المتفق عليه ان المذهب هو تفريع على المبدأ، وان حجته وصحة المحاججة به متاتية من المبدأ، وعليه فحينما يقع اثبات فساد العمل نسبة للمبدأ، فإنه يقع الإثبات ضمنيا فساد ذلك العمل نسبة للمذهب، والا لكان معنى كلامك علوية المذهب على المبدأ، ولما كان ذلك غير صحيح ثبت بالتالي فساد ردك.
بقي القول أني لا اقصد بماكتبت التهجم على القرضاوي ولاعلى حركة النهضة لاعتبارات سياسية، فانا لست منتميا لأي تنظيم سياسي، وانما الذي يهمني خدمة الاسلام والتصدي لمن يحاربه ويمكن لأعدائه سواء اكان عدوا ظاهرا مكشوفا أو احدهم ممن عمل لخدمة الإسلام ثم اجتهد فأخطأ، وانا لست متاكدا ان الصنمية وتقديس الاشخاص والمذاهب والاحزاب من الاسلام، حتى اتردد عن واجب النهي عن المنكر والأمر بالمعروف تجاه هؤلاء
26-02-2011 / 19:09:56 نسرين
يبدو جيَدا أن كاتب المقال لا يعرف تاريخ القرضاوي و إلاَ لما كان كتب هذه الكلمات:
" يجب على القرضاوي وجماعة إتحاد علماء المسلمين أن يقنعوا الناس بأنهم لم يخدموا الأمريكان والدول الغربية بمواقفهم السابقة، ثم بعد ذلك يجب عليهم أن يقنعونا أنهم حينما يتحركون فإنما يتحركون نصرة للإسلام وليس خدمة لدولة غربية أو منظمة أجنبية أو حاكم عربي أو رأي عام."
القرضاوي ذاك الذي عاش في المنفى و تعرض إلى أقصى المواقف و واجه الموت أكثر من مرة بسبب مواقفه التي لم تعجب خدَام الدول الغربيَة و الأجندة الصهيونيَة من الحكومات.
أمَا عن تناول الكاتب لموقف القرضاوي تجاه القذافي فأنا أراه يفتقر للموضوعيَة: القرضاوي ليس سلفيَا و أقرَ ذلك بنفسه و قال أنا حنبلي شافعيَ أميل إلى المذهبين و لست سلفيَا. فمآخذاته له باسقاطات للفتاوى السلفيَة عليه تبدو و كأنَه يستفرغ عقدة تجاه السلفيَة و تجاه الإخوان و النهضة. إنَ العنوان كان بعيدا جدَا عن المحتوى الذي جاء أصلا لينتقد مواقف الاتَجاهات الإسلاميَة في السياسة و يا ليته تخلَص فيها من انتقاد لهذه الفتوى لأنَ انتقادها كان ضعيفا جدَا بحيث أنَك وقعت فريسة لانفعالات.
10-08-2012 / 13:47:46 سعيد بن عبدالله الدارودي