د - أحمد إبراهيم خضر - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 13849
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يقول "المؤرخون" الإسلاميون :" إن ما وقع من الوثنيين الهنود عند انفصال باكستان لا يقل شناعة ولا بشاعة عما وقع من التتار في ذلك الزمان البعيد.. إن ثمانية ملايين من المهاجرين المسلمين من الهند - ممن أفزعتهم الهجمات البربرية المتوحشة على المسلمين الباقين في الهند فآثروا الهجرة على البقاء - قد وصل منهم إلى أطراف باكستان ثلاثة ملايين فقط ! أما الملايين الخمسة الباقية فقد قضوا بالطريق.. طلعت عليهم العصابات الهندية الوثنية المنظمة المعروفة للدولة الهندية جيدا والتي يهيمن عليها ناس من الكبار في الحكومة الهندية، فذبحتهم كالخراف على طول الطريق، وتركت جثثهم نهبا للطير والوحش، بعد التمثيل بها ببشاعة منكرة، لا تقل - إن لم تزد - على ما صنعه التتار بالمسلمين من أهل بغداد !... أما المأساة البشعة المروعة المنظمة فكانت في ركاب القطار الذي نقل الموظفين المسلمين في أنحاء الهند إلى باكستان، حيث تم الاتفاق على هجرة من يريد الهجرة من الموظفين المسلمين في دوائر الهند إلى باكستان واجتمع في هذا القطار خمسون ألف موظف.. ودخل القطار بالخمسين ألف موظف في نفق بين الحدود الهندية الباكستانية يسمى [ ممر خيبر ].. وخرج من الناحية الأخرى وليس به إلا أشلاء ممزقة متناثرة في القطار !.. لقد أوقفت العصابات الهندية الوثنية المدربة الموجهة، القطار في النفق. ولم تسمح له بالمضي في طريقه إلا بعد أن تحول الخمسون ألف موظف إلى أشلاء ودماء !.. وصدق قول الله سبحانه: (كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة) التوبة 8.. وما تزال هذه المذابح تتكرر في صور شتى ". انظر بعض فظائع الهندوس ضد المسلمين فى مقالتنا بعنوان " استنفار الهند والصين لمحاربة الجهاديين " ومقالتنا :" مطامع الهندوس فى مكة المكرمة".
إن مثل هذه الفظائع التى ترتكب فى حق الإسلام والمسلمين لتبين بجلاء أن هذا الدين – كما يقول المفكرون الإسلاميون:" لا بد له من هيبة، ولا بد له من قوة، ولا بد له من سطوة، ولا بد له من الرعب الذي يزلزل أعداءه، ذلك لأن الإسلام الضعيف، أو الإسلام المجهول القوة والنفوذ لا يستهوى قلوب الآخرين، بل يصدهم عنه ".
فى 12 سبتمبر 2009 نشر موقع " الطالبان قادمون "، وهو موقع يتابع ويغطى كل ما يكتب عن حركة الجهاديين الإسلاميين تقريرا يقول : " فى السنوات الأربع الأخيرة عبر الحدود الباكستانية خمسة آلاف هندوسى متجهين إلى الهند. ولا يفكر هؤلاء الهندوس مطلقا فى العودة إلى الباكستان مرة أخرى. صحيح أنه ليس من السهل عليهم التخلى عن منازلهم وعائلاتهم، لكنهم يقولون : " ليست أمامنا بدائل أخرى، وليس لنا إلا الفرار من الجهاديين". بدأت مغادرة الهندوس للباكستان بصورة محدودة فى عام 2006. كانت القطارات تغادر كراتشى أسبوعيا.
فى البداية عبر الحدود ثلاث مئة واثنين وتسعين هندوسيا، وصلوا إلى ثمانى مئة وثمانين فى عام 2007، ثم إلى ألف ومئتين وأربعين فى عام 2009. وعبر ألف آخرون الحدود فى هذا الشهر من العام الحالى. يسعى هؤلاء المهاجرون إلى الحصول على الجنسية الهندية بعد عدة مرات من إجراءات مد تأشيرات دخولهم إلى الهند. هذه هى الأعداد الرسمية، لكن المسئولين الهنود يقولون أن العديد من الهندوس ينصهرون فى المجتمعات المحلية الهندوسية التى يصلون إليها.
ذكر التقرير بعض القصص التى يرويها الهندوس عن ظروف رحيلهم من الباكستان. " رانارام" هندوسى اعتاد أن يعيش فى مقاطعة " راهيميار" فى " بنجاب الباكستان".
يقول " رانارام" : أنه يخشى افتراس الجهاديين له، فقد اعتنقت زوجته الإسلام، ففضل أن يهرب مع ابنتيه بعد أن فقد الأمل فى زوجته. " دانجارام" هندوسى آخر يقول أن هناك شدة بالغة فى التعامل مع الهندوس فى باكستان، وخاصة فى السنوات الأخيرة بعد رحيل "برويز مشرف". ويقول هذا الهندوسى أيضا:" أننا لا نستطيع الحصول على وظائف دائمة إذا لم نعنتق الإسلام".
" سنج سودها" رئيس جماعة "سيمانت لوك سانجاتان" وهى الجماعة التى تعمل على رعاية اللاجئين من الهندوس. يقول "سودها" : ليست هناك لسوء الحظ سياسة تتبعها الهند لرعاية هؤلاء المهاجرين، بالرغم من كبر أعدادهم، فى عام 2004-2005 أعطيت الجنسية الهندية لمئة وخمس وثلاثين عائلة، لكن العديد من العائلات الأخرى تعيش بدون إقامة قانونية، وغالبا ما تعاملهم الشرطة الهندية بقسوة بسبب ذلك. فى عام 2008 اعتنق أكثر من مئتى هندوسى الإسلام فى واحدة من المدن الباكستانية. لكن الكثيرين الذين يصممون على البقاء على هندوسيتهم لا يشعرون بالأمان ".
يقول:" هيتودين شيرين" ضابط الهجرة فى محطة قطار" مينابيو" " إن وصول المهاجرين الهندوس قد تزايد بصورة مفاجئة. ويتراوح عدد العائلات الهندوسية التى تترك الباكستان من خمس عشرة عائلة إلى ست عشرة أسبوعيا، ويقرر معظمهم أنه لا ينوون البقاء فى الهند، لكن وضع أمتعتهم يقول غيرذلك .
لقد بدأ الماء الراكد يتحرك، وما كان له أن يتحرك لولا ظهور الجهاد والجهاديين، وماكان للهنادكة أن يفكروا فى مغادرة الباكستان لولا شعورهم بقوة هؤلاء الجهاديين، إن الدعوة إلى الإسلام– كما يقول المفكرون الإسلاميون- لتختصر نصف الطريق إذا كانت الجماعة التى تحمله " بادية القوة، مرهوبة الجانب، عزيزة الجناب ". ورغم ذلك فإن هؤلاء الهندوس الذين تركوا الباكستان قاصدين إلى الهند، لم يعانوا ما عاناه المسلمون الذين غادروا الهند إلى الباكستان، فلم يذبحهم الجهاديون كالخراف على طول الطريق، ولم يُقتّلوا حتى تترك جُثَثهم نهبا للوحوش والطيور، ويُمَثّل بهم فى بشاعة منكرة، ولم يُزَجّوا فى عربات أو قطارات ثم يُفرموا إلى أن يتحولوا إلى أشلاء متناثرة. تعامل الجهاديون مع الهندوس بنفس الطريقة التى كانوا يتعاملون بها مع الأسرى من الغربيين. كانوا يتلمسون فى قلوبهم مكامن الخير والرجاء والصلاح، لم يَسْتذلوهم انتقاما لما فعله الآباء والأجداد من الهندوس بالمسلمين فى الماضى القريب، أو يسخروهم استغلالا كما فعل الرومان بأعدائهم فى الماضى البعيد، فأسلم منهم من أسلم، وغادر منهم البلاد من غادر. ورغم محدودية وضعف أعداد الهندوس الذين فكروا فى الهجرة إلى الهند قياسا إلى حجم أعدادهم فى الباكستان، فإن ما حدث ما هو إلا : قطرة أول الغيث.
------------
د أحمد إبراهيم خضر
دكتوراة في علم الاجتماع العسكري
الأستاذ المشارك بجامعات القاهرة، والأزهر، وأم درمان الإسلامية، والملك عبد العزيز سابقا.
الإحالة:
Fearing Taliban: The Taliban Are Coming، Conscious aggregation of media articles covering the Taliban movement.Sep.9.2009
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: