البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

تسخير الدين لشرعنة اغتصاب فلسطين

كاتب المقال حسن عثمان - سوريا    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6813 H-Othman@Orook.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لطالما كان الدين ممراً ومنفذاً لتبرير الكثير من الوقائع والأحداث والأعمال المنطقية وغير المنطقية على مر السنين، حيث يستغل الكثير من رجال الدين، والمستغَلين (بفتح الغين) بدورهم من قبل رجالات المال والسياسة، العقائد والمقدسات والرموز الدينية لاستمرار سطوتهم وسلطتهم على الناس. حيث يكون هؤلاء الكثرة من رجال الدين متبوعين بشكل مباشر وغير مباشر لأحبائهم رجالات المال والسياسة.

إنّ الجاهل وعديم البصيرة فقط، من يُتكر هذا العمل المشين للكثير من رجالات الدين والسياسة، والمتمثل بتسخيرهم للعقائد والمقدسات الدينية لضمان مصالحهم وأهواءهم الشخصية المتنوعة والمختلفة والتي لا يُعرف لها حدود، والبعيدة كل البعد عن مصالح البلاد التي يوهمون الناس بسعيهم لتحقيقها، والأدلة على ذلك لا تحصى. فمن يُمعن النظر في التاريخ المعاصر والأحداث الجارية يتأكد من حقيقة ذلك، ومن يدرس التاريخ القديم والحديث بصورة متأنية مجردة من التعصب الديني سيصل بالتأكيد إلى هذه الحقيقة.

لقد تزايدت هذه الظاهرة في عالمنا العربي وخصوصاً بما يرتبط بمسألتنا الفلسطينية ومغتصبيها اليهود. وإليكم بعض الأمثلة: حيث أنّ دعوة اليهود القتلة لحوار الأديان من قبل بعض الدول (الإسلامية) مدعومة بمراجعها الدينية كدعوة آل سعود (على سبيل المثال وليس الحصر) لشمعون بيريس لحوار الأديان في العام 2008 وكذلك الحال مع العام 2009 من دولة إسلامية أخرى، تمّ تبريرها تحت حجة وذريعة التسامح الديني الإسلامي المحمدي(هذا التسامح المنتفي أصلاً بين مذاهبه)، وذلك لإسكات وإقناع أتباعهم في العالم الإسلامي بشرعية لقاء اليهود والابتعاد عن دعم الفلسطينيين في تحرير كامل أرضهم ، وبالتالي القبول بحل الدولتين،و التطبيع معهم مستقبلاً. وبالرغم من ثقافة اليهود البعيدة كل البعد والرافضة حتى للديانات السماوية المسيحية والمحمدية.

ولقد سار على نفس النهج من التسخير الديني، النظام المصري مستعملاً شيخ الأزهر الذي يُلبي مُسرعاً دعوات حوار الأديان مُرحباً ومُشيداً برجل (( السلام )) شيمون بيريز. الأمر الذي ينعكس بدوره على المصريين وغيرهم من التابعين لمرجعيته الذين سيرحبون بدورهم باليهود دون أن يجدوا في ما اقترفته وتقترفه أيديهم القذرة بحق أهلنا الفلسطينيين أي مشكلة , وكيف سيجدون ذلك ولقد اجتهد السيد طنطاوي في عمله هذا ، وبكل الأحوال اجتهاده إن أصاب أو خاب سينال عليه الثواب ؟!؟!؟!؟

أيضاً لم يذهب بعيداً عن ذلك حاكم الفاتيكان، هو والكثير ممن يتبعونه من المسيحيين، فلقد عرف بدقة كما عرف أسلافه في الفاتيكان كيف يُسخر منصبه الديني لصالح اليهود من خلال دعوته للمسيحيين للتقرب من اليهود، مُستغلاً رسالة ودعوة السيد المسيح للمحبة، والاستناد لحديثه " من صفعك على خدك أدر له الأخر " متناسياً بابا الفاتيكان أنّ اليهودي لا يدع لك المجال ولا حتى الوقت لتدير له الخد الثاني، حيث تأتي صفعته الأولى كافية لأن تقتل بكل ما لهذه الكلمة من معنى كما يحدث جلياً على أرض فلسطين المحتلة.

إنّ الحديث عن هذا الموضوع صراحة طويل، وهو ينطبق على كيانات أخرى من أمتنا السورية كالكيان اللبناني والعراقي، والذي يُستباح كل منهما على نفس الوتيرة والمبدأ. ولكن أحب أن أختم بحكاية جديدة عن التطبيع للأشراف في شرقي الأردن، وتبرير استمرا الاغتصاب والتطبيع، حيث قاموا بإرسال وفد صحافي إلى فلسطين المحتلة ووفروا له غطاءً دينياً منيعاً، لا يمكن الجدل والمناقشة به بين المسلمين، حيث برروا ذلك تحت حجة التعريف بدور الأردن في حماية وصيانة ورعاية المقدسات فيها.

وهكذا وبعد أن تعرفنا على دور المملكة الأردنية في صيانة حرمة المقدسات في فلسطين المحتلة، أعتقد أنه أصبحنا ندرك جيداً من خلال هذه الرعاية الهاشمية وغيرها من رعايات حكومات العالم العربي والإسلامي السبب الرئيسي في دخول اليهود وسرقة فلسطين واغتصابها يوماً تلو الأخر.
أمر آخر أحب أن أشير إليه وهو أنه إذا كانت المقدسات الدينية نالت كل هذه الرعاية والحرص ممن يعتبرون أنفسهم رموز العالمين العربي والإسلامي ، أدعوكم أن تشكروا الله وتحمدوه على ما تنالونه من الرعاية والاهتمام والحماية (ومهما بلغ مداها) في حياتكم اليومية من هكذا حكومات عربية و إسلامية.

------------

حسن عثمان
محرر في موقع أوروك الجديدة


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فلسطين، رجال دين، فقهاء السلطان، فقهاء الفضائيات، كهنوت، حوار الأديان، تسامح،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 30-09-2009  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  إلهـــــــــــــــــــــام جبـــــــــــــــــــراني - 1 -
  الوعي الاجتماعي والولاء الوطني سبيلنا لبناء الدولة السورية
  الثورة الحقيقية .....
  الخلافة...... الحل الشافي ؟!
  مجموعات سرقة الآثار في (سورية)
  عثرات كتاب (يهود ضد الصهيونية)
  هل يتحمل بلفور والغرب كامل مسؤولية سرقة فلسطين؟
  الرئيس مبارك ..... وتمسكه بالحديث النبوي
  تسخير الدين لشرعنة اغتصاب فلسطين
  استكمال سرقة كل فلسطين.... مسألة وقت ؟
  ملاحظات حول مقدمة وتمهيد كتاب القلم الجريء: مفكرون يهود وغربيون انتقدوا الصهيونية
  الإسلاميون في الأردن، و المرأة "الأنثى الكنسروة"

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
كريم السليتي، رافد العزاوي، إسراء أبو رمان، رضا الدبّابي، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد علي العقربي، بيلسان قيصر، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - الضاوي خوالدية، حسني إبراهيم عبد العظيم، الناصر الرقيق، سعود السبعاني، سيد السباعي، صباح الموسوي ، سفيان عبد الكافي، عزيز العرباوي، د- محمد رحال، منجي باكير، عبد الله الفقير، د - صالح المازقي، أحمد الحباسي، محمد أحمد عزوز، د. صلاح عودة الله ، الهادي المثلوثي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. مصطفى يوسف اللداوي، أحمد ملحم، المولدي اليوسفي، فهمي شراب، د - محمد بنيعيش، المولدي الفرجاني، تونسي، فتحي العابد، سامر أبو رمان ، عواطف منصور، ياسين أحمد، د - محمد بن موسى الشريف ، العادل السمعلي، سلام الشماع، د. عادل محمد عايش الأسطل، سلوى المغربي، د.محمد فتحي عبد العال، طارق خفاجي، د - المنجي الكعبي، أنس الشابي، أحمد بوادي، محمد الياسين، عبد الرزاق قيراط ، عمار غيلوفي، صفاء العربي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د- محمود علي عريقات، نادية سعد، د- جابر قميحة، خالد الجاف ، وائل بنجدو، مصطفى منيغ، عمر غازي، حسن الطرابلسي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، إياد محمود حسين ، عبد العزيز كحيل، حسن عثمان، مراد قميزة، كريم فارق، عراق المطيري، مصطفي زهران، يزيد بن الحسين، حاتم الصولي، رشيد السيد أحمد، محمد شمام ، إيمى الأشقر، فوزي مسعود ، ضحى عبد الرحمن، أشرف إبراهيم حجاج، عبد الله زيدان، محمد عمر غرس الله، أ.د. مصطفى رجب، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محرر "بوابتي"، مجدى داود، محمد يحي، رحاب اسعد بيوض التميمي، جاسم الرصيف، رمضان حينوني، طلال قسومي، د - شاكر الحوكي ، أحمد النعيمي، فتحـي قاره بيبـان، محمود سلطان، د. خالد الطراولي ، د. أحمد بشير، سامح لطف الله، د - عادل رضا، أبو سمية، علي الكاش، عبد الغني مزوز، محمد العيادي، صفاء العراقي، د. أحمد محمد سليمان، د. عبد الآله المالكي، صلاح الحريري، د - مصطفى فهمي، الهيثم زعفان، محمد الطرابلسي، ماهر عدنان قنديل، محمود فاروق سيد شعبان، صالح النعامي ، يحيي البوليني، د- هاني ابوالفتوح، سليمان أحمد أبو ستة، فتحي الزغل، صلاح المختار، خبَّاب بن مروان الحمد، محمود طرشوبي، د. طارق عبد الحليم، حميدة الطيلوش، علي عبد العال، رافع القارصي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز