حسـن عـثمان - سوريا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6502 H-Othman@Orook.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
إنّ من يروّجون لزوال إسرائيل، يعتمدون في ترويجهم دائماً على الوضع الداخلي اليهودي في فلسطين المحتلة، وكذلك على سياسة الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى السياسات الفذّة لقادة العالمين العربي والإسلامي. حيث يكاد يغيب نهائياً عن أسباب الزوال هذه من وجهة نظر هؤلاء المروّجين (عن عمد أو غير عمد) عامل المقاومة، والكفاح المسلّح وكل عوامل التحرير الأخرى.
إنّ النظر إلى الوضع الداخلي اليهودي، لا يجعلنا نأخذ الموضوع وبهذه البساطة بهذا الاتجاه المروّج له ( يعني تعالوا نتخلى عن الكفاح المسلّح والزوال آتٍ من الداخل اليهودي. هذا الكلام غير صحيح ). ففي الوقت الذي تتقدم به إسرائيل على مختلف الأصعدة، يُقابله تراجع في مختلف الأصعدة لدول العالم العربي، حيث يعزو البعض من هذه الدول هذا التخلف أو البطء في حركة التطور لديها بحالة الحرب الراهنة ( وهو ليس عذراً )، فهذا يجب أن يكون دافع لتسريع عجلة التقدم والتطور وليس العكس.ومهما تحدث الكثير من الاستراتيجيين والباحثين السياسيين عن جدوى السياسات المتبعة في العالم العربي منذ النكبة إلى الآن، (والتي يرى البعض فيها بُعد نظر لا يتحلى به إلا القلة القليلة من القادة في العالم)، نؤكد أنّ الكفاح المسلّح ( والذي لا يقتصر فقط على استرجاع جزء من فلسطين أو ما يسمى حدود 1967) هو الحل الوحيد والأكيد لحل مسألتنا الفلسطينية، والمتمثلة باسترجاع كل فلسطين وطرد اليهود الطفيليين منها، ليعودوا من حيث آتوا، ومن الأماكن التي طردوا منها سابقاً.
حيث أنّ من ينظر إلى زوال إسرائيل ويُراهن على العوامل الداخلية لديها في زوالها، وكذلك على السياسات المتبعة من قبل العالمين العربي والإسلامي، ويمتنع عن ربط هذا الزوال بأي شكل من أشكال الكفاح المسلّح فقد أخطأ خطأً كبيراً. و إليكم تعليل ذلك: إنّ السياسة المتبعة في دول العالم العربي والإسلامي لا ترمي صراحة إلى استرجاع كل فلسطين، وطرد اليهود. حيث ما شاهدناه من اتفاقيات السلام المتتالية ومساعي التطبيع المتلاحقة تؤكد كلامنا هذا. وإذا عدنا إلى قراءة الشعارات والمطالب في العالم العربي بشأن مسألتنا الفلسطينية مع بدايات القرن العشرين وقارنّ ذلك مع مطالب وشعارات اليوم، سنتأكد من أنّ الكثير من دول العالمين العربي والإسلامي شاركت بدرجة كبيرة جداً في استباحة فلسطين، وتقديمها للاغتصاب العلني.
فإذا قمنا بتمثيل المطالب والسياسات المتبعة من قبل دول العالم العربي بيانياً منذ النكبة وإلى الآن سنلحظ توافق وانسجام لا يقبل الشك بين تقلص مساحة وزوال فلسطين التدريجي و هذه السياسات والاستراتيجيات ( البعيدة النظر ). ولقد قمنا بتلخيص السياسات المتبعة والمطالب الحالية التي وصلنا لها، ووضع فلسطين المذري، الذي يتجه تدريجياً نحو زوالها عن الخريطة ، في حال الاستمرار في هذه السياسات، التي لا تأخذ بالحسبان المصالح القومية العليا للبلاد، وبالتالي تبتعد كل البعد عن المفهوم والمضمون الجوهري للسياسة، التي هي بالتأكيد القدرة على صيانة المصالح القومية العليا للبلاد، وليس صيانة مصالح الأشخاص.
إنّ من يُمعن النظر في هذا المنحني البسيط والذي يمثل حقيقة يُقارب عمرها المائة عام، لا يمكنه ولا بأي شكل من الأشكال أن يقتنع بكلام الباحثين، والسياسيين القائلين بزوال إسرائيل وفقاً لوضعها الداخلي، وسياسات حكومات العالم العربي والإسلامي.لا يمكنهم بتاتاً إغفال عامل الكفاح المسلّح كشرط أساسي لزوال إسرائيل والحفاظ على فلسطين من الزوال. لذلك بناءً على الواقع المذري والرديء لسياسة الكثير من حكومات العالم العربي، وبناءً على المعطيات السياسية الواضحة للجميع، لا يمكن إلا أن نقر ونعترف بزوال فلسطين، إن لم يتم تبني الكفاح المسلًح كطريق وحيد وأساسي لطرد اليهود واسترجاع كامل فلسطين.
-----------
حسـن عـثمان
محرر في موقع أوروك الجديدة
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: