الحادي عشر من سبتمبر وتصاعد الحركات الإسلامية الأصولية
مصطفي زهران - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7255 Gabarty_2000@hotmail.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يمكننا القول ان الحادي عشر من سبتمبر 2001م، هو عام يؤرخ له بصعود وتنامي الحركات الإسلامية الراديكالية ليس في الجبهات التي فتحتها الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها في أفغانستنان والعراق فحسب، بل في العالم اجمع،سببته ردة فعل قوية نتيجة الإحساس بالظلم وهدر كرامة المسلم والعربي من قبل قوي الإستكبار او الكفر كما تعرفها مفرداتهم، التي تحاول القضاء علي الهوية الإسلامية والعربية لكل بلد مسلم وعربي تطئ اقدام الأمريكان أراضيها توازيا مع الإندفاع الجنوني للإدارة الأمريكية بمعاقبة كل من توهمة انه مشترك ولو بالدعاء في احداث الحادي عشر من سبتمبر، والتي نتج عنها تدمير فادح لبرجي التجارة العالميين....فانطلقت تلك الحركات تتصدي لما ماأطلق علية بوش الإبن بالحرب الصليبية.
بحق لم يكن الأمر عاديا....ان تتعرض دولة مثل الولايات المتحدة الامريكية الدولة العظمي علي الخريطة الجيوسياسية في العالم لهذه الصفعة القوية من حركة راديكالية أصولية وليدة تطلق علي نفسها تنظيم "القاعدة" بقيادة الرجل الأول في لائحة المطلوبين أمنيا "أسامة بن لادن"، وبعض الفتية الذين تلقوا تدريبات في معسكرات داخل افغانستان وخارجها، فيتم تفجير برجي التجارة بواسطة الطائرات في نيويورك وجزء من وزارة الدفاع الامريكية في واشنطن لينتج عنها كارثة لا مثيل لها في التاريخ الأمريكي الحديث حصيلتها ثلاثة الاف ضحية...قنبلة مدوية ان تتعرض القوي العظمي في العالم لهذه المهانة وان تصفع بهذا الشكل.
الأمر الذي دفع الولايات المتحده الي أن تعلنها صريحة حربا علي الإسلام في شكلة الأصولي، حتي وان طال مسلمين في الشرق والغرب لا ذنب لهم ولا صله لهم لا بالقاعده او غيرها، واذنت بحربها ضد افغانستان والعراق ليدخل العالم الغربي بقيادة امريكا مرحلة جديده من الصراع مع الإسلام في شكلة الأصولي، ولتتولد خريطة جديدة للحركات الإسلامية في العالم تتسع رقعتها ونفوذها وتتنامي كلما وجة الغرب بقيادة أمريكا جام غضبة علي تلك الحركات.
بالرغم من تواجد الحركات الإسلامية الراديكالية في العالم خاصة في افغانستان والشيشان والصومال قبل الحادي عشر من سبتمبر، الا أنها تضاعفت وتكاثرت بشكل تدريجي بعد هذا التاريخ، وتنامى هذا المد بين صفوف المسلمين نتيجة الإختناق المتزايد بسبب ما انتهجته السياسة الخارجية للولايات المتحدة من بطش وتنكيل والزج بالألاف الى معتقلات امريكا المترامية الأطراف في العالم علي رأسهم معتقل جوانتناموا ومن بعده أبو غريب بالعراق الذي شهد أحداث جسام تحدث عنها الغربي قبل الغربي.
في أفغانستان كانت بداية المواجهة الأمريكية والتي تصف بالشرسة أمام طالبان علي الأرض الأفغانية خاصة بعد تبني بن لادن وتنظيمه الجديد مسئوليته عن تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر، فانطلق الجيش الأمريكي في بدايات 2002 م تدعمه دول حلف الناتو، وتم تجييش الغرب بعدته وعتاده تجاه ما أطلق عليها في ذلك الوقت بؤر الإرهاب الإسلامي أو الإسلام فوبيا، ومركز الإسلام الأصولي المتمثل في الحكم الإسلامي في افغانستان بقيادة الملا عمر امير المؤمنين_كما تتحدث ادبياتهم وفي معاجم مصطلحاتهم_ وبمباركة الزعيم الروحي العربي المولد والنشأه "بن لادن"ومساعده الأيمن "أيمن الظواهري".
وبعد قرابة السبع سنوات ماذا حصدت أمريكا من غزوها للأفغانستان ؟، لم تحصد إلاشرا، تراجعت طالبان عن كابول العاصمة واتخذت من الجبال بيوتا وسكنا، وانطلقت بحرب عصابات ضد القوات الامريكية وحلفائها، و أصبحت طالبان اكثر قوة من ذي قبل وذاع صيتها في الدخل والخاج نتيجة لصمودها الذي جعل من افغانستان مقبرة للجيش الأمريكي وحلفائة وكبدتهم خسائر فادحة في الارواح والممتلكات بالرغم من امتلاكهم الالاف من الاسلحة والتقنيات الحديثة في مقابل الأسلحة الخفيفة والعبوات الناسفة التي يمتلكها طالبان...
هذا النموذج الطالباني الافغاني الذي اصبح رمزا بطوليا، نجح في استقطاب الكثير من المتعاطفين في باكستان الدولة المسلمة الكبري في المنطقة والجارة في الوقت نفسة، وتمخضت من هذه الرمزية نسخة اخري طالبانية ولكنها باكستانيه تنتهج الجهاد ليس ضد الكفار "امريكا والغرب" كما هي مفرداتهم، انما ضد الدولة الباكستانية ان لزم الامر، ويقدر عدد المقاتلين في صفوف حركة طالبان باكستان بعشرات الألاف من خريجي ومنتسبي المدارس الدينية التي تتبع المدرسة الديوبندية وتدرس فقة الامام ابو حنيفه، فبدءا من مرحلة التعاطف الي مرحلة التنظيم كانت طالبان باكستان بمرور الوقت قد اشتدت عودها وتركز مؤيديها في الأقاليم الجنوبية لباكستان من بدايات الغزو الامريكي لأفغانستان ومحاصرة طالبان في باكستان خاصة بين عامي 2002و2004م.
فشلت الدولة الباكستانية في تقويض هذه الحركة الناشئة خاصة بعد التطورات التي حدثت من قتل قادة القبائل المتعاونين مع الحكومة والأمريكان بتهم التخابر والتجسس واصبح الطالبان هم الأيدي العليا، و بديلا حقيقيا لهؤلاء الأعيان والرؤوس الكبري من قادة القبائل وامرائها، وفي 23فبراير شباط2009 غيرت حركة طالبان باكستان اسمها الي "مجلس شوري المجاهدين" إثر توحد قادة ثلاثة تنظيمات رئيسية تحمل اسم حركة طالبان باكستان هم بيت الله محسود_"الذي قتل مؤخرا في قصف امريكي وحل محلة حكيم الله محسود"_ وحافظ غل بهادر ومولوي نذير، وبذلك استطاعت هذه الهجمة الامريكية والغربية علي طالبان والأرض الافغانية في تجييش الكثير من المسلمين ضدهم وتوالد الجماعات والحركات المناوئة لأمريكا في اقرب المناطق لهيبا آلا وهي باكستان!
و تستمر تلك الحركات في التتنامي لتشكل خطرا كبيرا علي امريكا وحلفائها وبالطبع علي الدولة الباكستانية وخاصة انها حركات راديكالية تتعاطف مع القاعده وطالبان وقاداتهما اسامة بن لادن والملا عمر، وبالتالي تتسع رقعة الاسلام في شكلة الأصولي بفعل الضربات الموجعه لأمريكا والغرب.
وفي وسط هذا التخبط الأمريكي اعتزمت الإدارة الأمريكية ضرب العراق بحجة امتلاكها اسلحة نوويه وذرية، وان رئيسها صدام حسين على علاقة وثيقة بالقاعده وهو أول من يمدهم بالفكر والأسلحة وربما يكون التدريب ايضا...فيلما دراميا انتهجته الادرارة الامريكية بقيادة الرئيس بوش الإبن ترتب عليها زيادة نسبة المشاهدة علي احتلال العراق وسقوط صدام، فتمخض عن هذا الإحتلال المئات من الحركات الإسلامية الراديكالية الأصولية التي ينتمي جزء كبير منها روحيا لتنظيم القاعده التي يتبناه بن لادون وايمن الظواهري واصبحت هناك مايسمي بالقاعده في بلاد الرافدين....وبجوارها جماعات جهادية اخري بتعدد مذاهبها وطرقها واعتقادها..وأصبح الإسلام في شكلة الأصولي نقطة انطلاق كل الحركات الاسلامية التي تتبني فكر الجهاد ضد المحتل الأمريكي والإحتكام للشريعة الإسلامية فكرا وسلوكا وعملا.
الامر الذي يعكس بشكل جلي قوة تنامي وصعود هذا التيار في كل مكان تطئ فيها القوات الأمريكية بحجة القضاء علي الإرهاب وصد مايسمي بالإرهاب فوبيا إما غازية أو محتلة او متخفية في ستار الدفاع عن الحقوق المسلوبة واعاده الديمقراطية والقضاء علي الظلم والاستبداد.
لقد ساهمت اساليب الإدارة الأمريكية غير المتزنة في التعامل مع العرب والمسلمين بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر في تنامي قوة الحركات الإسلامية الراديكالية ليس في تلك الاماكن التي احتلتها فحسب وانما في العالم اجمع،ولم تجني الولايات المتحده من حربها علي مايسمي بالارهاب إلا وبالا عليها وعلي حلفائها،حتي اصبحت تشكل تهديدا قويا للأنظمه العربية الحليفة معها.
-----------
وقع التغيير الطفيف في العنوان الأصلي للمقال كما وردنا
محرر موقع بوابتي
-----------
مصطفي زهران
كاتب وإعلامي بوكالة الأخبار العربية
0020106988149
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
15-09-2009 / 01:49:57 فينيق
مابني على باطل
السلام عليكم
انت تجزم فعلا أنّ عملية ضرب البرجين ( صفعة أمريكا ) كانت من القاعدة .. و هذا ما لم يثبت الى الآن .. و على فرض الصدق ، أو الكذب .. فإنّ معظم الدراسات ترجح فكرة الخدعة في هذا الموضوع ؟؟و العمليات التي تجري في باكستان ، و افغانستان .. آن لنا ان نردها الان الى موضوع تحرير البلاد من المحتّل .. و ليس كحركة اصوليّة اسلامية ، و حسب .. حتى ، و إن كانت خلفيّة ( الأفغان .. و الباكستانيين ) اسلاميّة أو طالبنيّة .. أو مهما يكن .. و نحن لا ننكر دور أمريكا في تفريخ حركات ( راديكاليّة ) و هذا بالمطلق .. فما هي خصوصيّة الراديكاليين المسلمين ضمن منظومة مجتمعهم و ما هو الحاضن الذي يفرخ هؤلاء الشباب ( الراديكاليين ) هل هي أمريكا فقط ؟؟؟ .. ثمّ اما آن لنا أن نخرج من تداعيات احداث ١١ - ٩ و تاثيراتها .. بعد أن نفّسها باراك اوباما الذي صفعت بلده ؟؟؟
15-09-2009 / 01:49:57 فينيق