البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الصوفية في مواجهة الإسلام الأصولي

كاتب المقال مصطفي زهران - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7798 Gabarty_2000@hotmail.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يسعد موقع "بوابتي" انضمام الأستاذ مصطفي زهران من مصر للمساهمين بالنشر بموقعنا، ونحن نرحب به وبكتاباته

مشرف موقع بوابتي
*******

شهدت مصر في العقد الأخير من القرن الماضي معارك فكريه وإيديولوجيه ومسلحة أحيانا بين الحركات الإسلامية المختلفة بتياراتها المتعددة وخاصة الراديكالية منها مع النظام المصري، والتي تصفه بالكافر والعميل، والتي اسلم معظمها في النهاية الي ما يسمي بفكر المراجعات، الأمر الذي دفع النظام المصري للسعي نحو الدعم المباشر للجماعات الصوفية بطرقها المختلفة و المتعددة، وتنشيط دورها في المجتمع المصري،الأمر الذي وصل لحد الترويج لها إعلاميا، لتقف أمام المد الأصولي بأشكاله المختلفة


لن تجد الحركة الصوفية في مصر فرصه لبسط نفوذها ودعم سلطتها الروحية في قلوب مريديها وأتباعها ومحاوله استقطاب المئات لتدعيم صفوفها مثل هذه الفترة الراهنة، بعد أن ضيق الخناق علي الحركات الأصولية، وخاصة الراديكالية منها التي دخلت في صراع مسلح مع النظام المصري، وباءت بالفشل في نهاية المطاف، الأمر الذي أورث الرهبة والخوف من تنامي تلك الحركات مره اخري علي غرار سابقيها فبحث النظام المصري عن بديل تمثل في الصوفية البعيدة عن المواجهة والعنف....لتجعله في مواجهة مثل هذه الحركات، وتحد من نشاطاتها


وفي أوائل الثمانينات كانت جماعتي الجهاد والجماعة الإسلامية المصريتين تطفوان علي مسرح الأحداث في مصر، منذ قيام الأولي باغتيال الرئيس المصري" محمد انور السادات حتي أواخر التسعينيات "والتي تعد من اشد الفترات دمويه في تاريخ مصر الحديث، ولكن تعامل النظام المصري الحذر بعد تولي "الرئيس مبارك"الحكم 1982م والتي اتسمت فترته بالكياسه والقوه في التعامل مع تلك الحركات في صعيد مصر وجنوبها،خاصة الوجه البحري الذي عج با الاف من (عناصر) حركات التكفير والهجرة،عن طريق قمعهم والزج بهم في السجون لفترات طويلة حتي تم القضاء علي أحلامهم وطموحاتهم نحو تحقيق مايسمي بالإمارة الإسلامية والحكم الاسلامي....وفي نهاية المطاف خرجت من السجون رسائل ماتسمي بالمراجعات الفكريه التي يعلنون من خلالها نبذهم للعنف وتراجعهم عن حمل السلاح وتكفير الحاكم، والتي عرفت بمراجعات الشيخ إمام



الإخوان المسلمون أقدم الحركات الإسلامية في مصر منذ إنشائها علي يد حسن البنا في 1928م وكان لها وجود قوي، وضمت تحت لوائها الآلاف من مختلف محافظات مصر،إلا ان هذه الفترة التي بزغ فيها نجم الحركات الاسلاميه الاصوليه الراديكالية،كانت تشاهد الإحداث عن قرب لتنأي عن الدخول في مواجهه هي الاخري مع الحكومة، وأصدرت الجماعة خلالها الكتب المختلفة ضد الأفكار الراديكاليه والأصوليه، وكان للمرشد السابق عمر التلمساني والهضيبي دورا كبيرا ساند الحكومة المصرية آنذاك، وصدرت الكتب المتعدده التي تؤيد عدم التصادم مع الحكومه والنظام المصري، مثل كتاب" دعاه لاقضاه"...والذي وجه من خلاله خطابا لاذعا ضد فكر هذه الجماعات التي كانت تنظر في الوقت ذاته لحركه الاخوان المسلمون علي انها مترخصه وخانعه



لم تدم علاقه الود بين النظام المصري والإخوان طويلا نظرا لغياب الحركات الاسلاميه الراديكاليه الأصوليه، بعد الزج بها داخل السجون المصريه في مشاهد مأساويه ،بعد تعبئه الرأي العام المصري ضدها ووجهت وسائل الإعلام المصريه اشد حملاتها ضد أفكار هذه الجماعات المسلحه، مماساعد علي اختفائها من الساحه المصريه ناهيك عن حالات منفصله علي سنوات متباعده، فدخلت في سجال سياسي بينها وبين النظام المصري الذي دفع بقادتها الي محاكم عسكريه وعمل علي قص جناحها كلما نبت لها ريشا وحاولت الطيران مره اخري


نشطت في خضم تلك الظروف السابقه الحركه السلفيه بقوه وتعددت تقسيماتها وأنواعها فمنها السلفية الجهادية والسلفية المتشدده وهو التيار الأكثر شعبيه في المجتمع المصري،ومنه التيار السلفي القائم علي العلم والتربيه ومن ابرز مشايخه الشيخ محمد حسين يعقوب وحسان والحويني والذي اصبحت لهم قاعده كبيره في اوساط المصريين وخاصة بعد ظهورهم علي القنوات الفضائية التي ساعدت علي ترويج افكارهم اكثر من ذي قبل، فانتشرت ظاهره النساء المنتقبات في مصر بشكل ملحوظ عن ذي قبل، وتعاظم اعداد الشباب الملتحي ذي الجلباب القصير.



كل ذلك دفع الحكومه المصريه الي التوجه نحوالدعم المباشر لجماعات الصوفيه في مصر، من خلال إعطائها الحرية الكاملة في إقامة الموالد الخاصة بمشايخهم وأسياد طرقهم مثل مولد البدوي والشعراني والسيدة زينب والسيدة نفيسه ...إلخ من المقامات والاضرحه المنتشرة في مصر، ناهيك عن المؤتمرات التي تدعمها الدوله لنشر الفكر الصوفي والذي لعب الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعه الأزهر الأسبق دورا كبيرا في الترويج لهذا الفكر الي ان وصل الشيخ علي جمعه الي دار الافتاء والذي كان بتحلق حوله المئات من المريدين له في مسجد السلطان حسن والمعروف بموقفه الحاد من السلفيه وفكر محمد بي عبد الوهاب النجدي.



تراهن الجماعات الصوفية في مصر علي الوجود بقوة، مع الصلاحيات التي تقدمها لهم الحكومة المصرية، و تعتمد الصوفية بشكل عام على مجموعة ممارسات تقوم على نبذ الدنيا والعمل والتفرغ التام للطاعة والعبادات بالإضافة إلى مجموعة من الأوراد والأذكار يتوارثها الصوفيون من شيخ إلى آخر. وإتباع شيخ هو شئ أساسي في الفكر الصوفي "من لاشيخ له فالشيطان شيخه "فهم بعيدون كل البعد عن الخوض في معترك السياسة والحكم الذي يؤرق مضجع اي نظام حاكم.

لذلك تشرع الحكومة المصرية بإصدار قناة فضائيه يغلب عليها الجانب الصوفي لتقف أمام الإعلام الأصولي .....ولكن هل تنجح الصوفية في وقف مد الحركات الأصولية علي الساحة الداخلية المصرية كالسلفية التي تنتشر يوما بعد يوم بإعلامها المتزايد وصورها المختلفة ...هذا ما سنرقبه في المستقبل القريب.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، الصوفية، حركات إسلامية، سلفية، حركات إسلامية، أصولية إسلامية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 18-08-2009  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أ.د. مصطفى رجب، د. عبد الآله المالكي، د. عادل محمد عايش الأسطل، حميدة الطيلوش، حاتم الصولي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد اسعد بيوض التميمي، رافد العزاوي، صلاح الحريري، أبو سمية، محمد يحي، صالح النعامي ، د. أحمد بشير، صلاح المختار، محمد عمر غرس الله، عمار غيلوفي، رافع القارصي، د- جابر قميحة، محمد شمام ، المولدي الفرجاني، خبَّاب بن مروان الحمد، وائل بنجدو، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. خالد الطراولي ، صباح الموسوي ، د. مصطفى يوسف اللداوي، صفاء العربي، أحمد بوادي، تونسي، الناصر الرقيق، محمد العيادي، مجدى داود، أنس الشابي، د - محمد بنيعيش، أحمد الحباسي، أحمد النعيمي، ضحى عبد الرحمن، ياسين أحمد، يزيد بن الحسين، د - عادل رضا، كريم فارق، د - محمد بن موسى الشريف ، مراد قميزة، أحمد ملحم، العادل السمعلي، د- هاني ابوالفتوح، فتحي العابد، حسني إبراهيم عبد العظيم، منجي باكير، علي عبد العال، محمد أحمد عزوز، رضا الدبّابي، سيد السباعي، د. أحمد محمد سليمان، د - صالح المازقي، عبد الله الفقير، سلام الشماع، مصطفي زهران، مصطفى منيغ، علي الكاش، محمود فاروق سيد شعبان، إياد محمود حسين ، د - مصطفى فهمي، سامح لطف الله، أشرف إبراهيم حجاج، د- محمد رحال، فتحي الزغل، محمد الياسين، حسن الطرابلسي، د.محمد فتحي عبد العال، فوزي مسعود ، د - المنجي الكعبي، طلال قسومي، إيمى الأشقر، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عواطف منصور، سفيان عبد الكافي، صفاء العراقي، نادية سعد، د- محمود علي عريقات، يحيي البوليني، فهمي شراب، محمود طرشوبي، كريم السليتي، فتحـي قاره بيبـان، سلوى المغربي، عبد الله زيدان، إسراء أبو رمان، سعود السبعاني، عزيز العرباوي، جاسم الرصيف، عراق المطيري، عبد الغني مزوز، سامر أبو رمان ، محمود سلطان، د - شاكر الحوكي ، د - الضاوي خوالدية، الهادي المثلوثي، خالد الجاف ، محمد الطرابلسي، عبد الرزاق قيراط ، حسن عثمان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. صلاح عودة الله ، عمر غازي، رمضان حينوني، رشيد السيد أحمد، ماهر عدنان قنديل، الهيثم زعفان، محرر "بوابتي"، د. طارق عبد الحليم، سليمان أحمد أبو ستة،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة