د. جابر قميحة - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6856 komeha@menanet.net
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
كان الفيلسوف الفرنسي فولتير يقول : " أنا لا يهمني أن يكون على رأسي تاج، مادام في يدي قلم، وفي فمي لسان ". والمجال لا يتسع لكي نشرح للقاريء قيمة القلم، وقيمة الكلمة الحرة البانية. ويكفي أن نشير إلى أن الله سبحانه وتعالى قد أقسم بالقلم فقال
" ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ) القلم (1) "
كما أنه سبحانه وتعالى قد بين الفارق الهائل بين الكلمة الطيبة البناءة، والكلمة الخبيثة المدمرة، مما يحتاج إلى مبحث مستقل. ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) ابراهيم 24 / 26
**********
وقد كتبناــ من قبل في مواقع متعددة ــ عن ممتاز القط المتربع على عرش تكية أخبار اليوم وذلك في عدد من المقالات. وأشرنا إلى بعض جنايته على الفكر واللغة. ومن بعض جناياته :
- العمل على ترويج العامية الهابطة التى لا تدور إلا في الأوساط الهابطة، بل تؤدي إلى إفساد الناشئة والشباب، و نشير في هذا المقال إلى قليل من عامية ملك التكية الأخبارية :
ــ أنا زهقان و قرفان وهطق !!!!!. إيه رأيكم بلاش أكتب النهارده أحسن باين كده أني مش هاجبها البر، وهكتب كلام مش هيعجب ناس كتير... لأن الناس لا بيعجبها العجب ولا الصيام في رجب.
صحيح هما ناس وحشه، ولكن لازم الواحد برده يخلي عنده دم، وكلامي مش هيصلح الكون، واحنا في أيام مفترجة.
ــ " بصراحة أرجوكم امسكوا الخشب...والله العظيم أنا ما بهزر وبتكلم جد..
أنا خايف على أخبار اليوم من الحسد والقر , والنفوس المريضةاللي نفسها ربنا يخدني, ومعايا الفراودة كلهم بتوع أخبار اليوم !! "
ــ مصر ياجماعة محروسة من النق والقر وعين الحسود!! لايهمنا أنفلونزا طيور ولاانفلونزا خنازير.. وإن شاء الله حتي يبقي فيه انفلونزا قطط، ولو أني هضيع فيها. وربنا يستر علي عيلة القـط كلها
ــ إيه رأيكم النهاردة ندي زمبة في وزير التربية والتعليم رغم إنه راجل دمث الأخلاق وطيب ومش ذنبه أبدا، إنه بقي وزير لوزارة الداخل لها مفقود والخارج منها مولود!!
عشان أثبت له إني بحبه، إيه رأيكم الزمبة تكون علي أد المحبة!!...
السبت 30 مايو 2009
**********
ومن جنايات القط التطرف إلى حد لا يصدقه العقل. ومن أمثلة هذا التطرف المخجل ما يأتي :
1- ما نشره في الصفحة الأولى من أخبار اليوم، وهو خبر مؤداه : أن السيد الرئيس حسني مبارك أرسل إليه أحد الأمراء أو إحدى الشخصيات القيادية عن طريق الجمرك المصري هدية من التمر. فأصر السيد الرئيس على أن يسدد الرسوم الجمركية على هذه الهدية. ويقول المطلعون على الأمور أن الخبر لا أساس له من الصحة، وأن هذا المنشور أغضب سيادة الرئيس،لأن سيادته حاول أن يكون ملكيا أكثر من الملك.
2- ما نشره في أحد مقالاته من كلمات تتعارض مع أبسط قواعد الإيمان ومنها السطور الأتية :
"إذا كانت بعض الكلمات والعبارات التى رددها عمال مصر، خلال الاحتفال بعيد العمال مثل " إنت الوحيد اللي حاسس بينا ياريس " تعبر عن عفوية وقوة العلاقة بين الشعب والحاكم إلا أنها تجسد ــ أيضا ــ الحقيقة، التى قد نتلمس بعض معالمها في مواقف عديدة وكثيرة، كان فيها الرئيس هو الأقرب لنبض الشارع وآمال المواطنين.
3- والأشد من هذا ما كنبه وردده أكثر من مرة من قوله " إلى من نتطلع إلا إليك ؟ ومن نسأل إلا أنت ؟ " ؟
**********
أما كارثة الكوارث فهي أن يقف كاتب في حجم القط الذي يحكي انتقاخا صولة الأسد : في صف شحنة القمح التى استوردها رؤوس كبيرة من روسيا، ويبسِّط المسألة على المواطنين زاعما أن الشحنة صالحة للاستعمال البشري،معتبرا غير رأيه هذا خيانة وطنية، فكتب سيادته في تكية أخبار اليوم بتاريخ 23 مايو 2009 :
"..... لا أعتقد أن أحدا في مصر يقبل، وتحت أي حجج أو ذرائع، أن تستورد مصر كميات من القمح الفاسد، تستخدمها في سد أفواه هذه الملايين، التي يمثل رغيف الخبز مكونا اساسيا من قوتها وحياتها. وقد شهدت السنوات الماضية عشرات المصادرات، وإعدام بعض شحنات الغذاء الفاسد، سواء من القمح أو غيره من السلع والحبوب، التي ثبتت مخالفتها لمواصفات الجودة المصرية.
وفي دولة مثل مصر، التي تستورد ما يقرب من ٨ ملايين طن قمح سنوياً، تزيد احتمالات تسرب شحنة مخالفة بطرق ملتوية، وليس معني ذلك أن الدولة تستورد أو تسمح باستيراد قمح فاسد، وحتي قبل أن تتاح حرية استيراد القمح بواسطة المستوردين، فإن الهيئة الحكومية المكلفة بالاستيراد رفضت عديداً من الشحنات المخالفة، وهو أمر طبيعي وروتيني.
لكن لا أحد ــ ايضا ــ يقبل أن تكون زوبعة القمح الروسي الفاسد المثارة هذه الايام، مجرد »شو اعلامي« لتغطية حروب المستوردين، الذين يكشرون عن أنيابهم ضد الحكومة، التي لجأت ونجحت في تنويع، وتوسيع مصادر الحصول علي القمح.
تناسي هؤلاء ان هذا القرار، لا يقل أهمية عن قرار تنويع مصادر السلاح، والذي يضمن حرية القرار المصري، وعدم الوقوع تحت أي ضغط.
لقد تابعت عن قرب الجهود التي قام بها الرئيس مبارك لتحقيق هذا الهدف، بعد ان ظلت مصر لسنوات طويلة تخضع للاحتكار الامريكي في توريد القمح.
وكلنا نتذكر الزيارة الناجحة التي قام بها الرئيس مبارك لروسيا وكازاخستان، منذ ما يقرب من عامين، وكان التعاقد علي شراء كميات كبيرة من القمح من الدولتين، إحدي النتائج الهامة للزيارة، وأعقبت ذلك سلسلة من الزيارات واللقاءات، التي عقدها المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة، بهدف تأمين احتياجات مصر من القمح، وبأسعار تنافسية مع القمح الامريكي. نجحت مصر في خفض كميات القمح المستورد من الولايات المتحدة، والذي كان يشكل ما نسبته 60٪ من كل وارداتنا، لتصبح أقل من 0٢٪ فقط، وبأسعار وشروط تمثل ميزة لمصر.
لم تكن المرة الاولي ــ ولن تكون الأخيرة ــ التي يقف فيها وزير التجارة والصناعة ضد لوبي الاحتكار، في العديد من السلع، سواء المستوردة أو المنتجة محليا. تحرك لوبي المنتفعين بترويج شائعات القمح الفاسد، وذلك علي الرغم من أن وزارة التجارة والصناعة، قامت برفض الإفراج عن العديد من الشحنات الأخري المخالفة، وهو أمر طبيعي تمارسه أجهزة الوزارة المسئولة، بصفة دائمة ومستمرة. والغريب، أن توقيت اثارة وجود قمح روسي فاسد، جاء رغم أن الشحنة لاتزال تمر بالقنوات الطبيعية للافراج عنها، سواء مطابقتها للمواصفات الخاصة بالجودة، أو مطابقتها صحيا وزراعيا.
وقد أعلنت وزارة الزراعة ان وجود شوائب أو حشرات، لا يعد عيبا في الشحنة، وإنما طلبت إعادة عملية الغربلة لإزالة هذه الشوائب، وعلي نفقة المستورد، وكان من الضروري أن يتم نقلها بعيدا عن الجمارك لإتمام عملية الغربلة.
ولكن اللوبي الذي يقدم خدماته لكل من يدفع أكثر، نزل بكل ثقله ليروج شائعات كثيرة حول فساد القمح، وكان من الطبيعي أن تبدأ ردود الفعل من هنا وهناك، بما فيها نفي المسئولين الروس، لما تروج له بعض وسائل الاعلام الخاصة، التي ترتبط بمصالح قوية وراسخة، مع لوبي رجال الاعمال وكبار المستوردين.
اختيار التوقيت لزوبعة القمح الروسي الفاسد، جاء متزامنا مع جو من البلبلة والتشكيك في سلامة الاغذية، بما يولد شعورا من عدم الثقة، والنفور بين المواطنين، في إطار حالة الإحباط التي تحاول قوي الظلام فرضها علي المجتمع، والتشكيك في كل شيء.
4- وجند القط عاميته الساقطة يؤيد بها رؤيته للقمح، فكتب بعاميته الكسيحة تحت عنوان :
عايزين جنازة ونشبع فيها لطم!!
حقيقة يبدو أنها اصبحت سياسة ثابتة لبعض أحزاب المعارضة التي تصول وتجول في محاولة لهدم كل بارقة أمل في حياة أفضل!! تحولت صفقة من القمح إلي فضيحة تحاول المعارضة أن تجعلها شعارا توصم به كل مايتم علي أرض مصر، رغم أن الصفقة »المتهمة« كانت لاتزال تدور في مرحلة الشبهات والاتهامات التي لا تستند لدليل.
أحد علماء الزراعة المعروفين قال لي أنه علميا لايتم استخدام القمح في صنع الأعلاف أو العليقة للحيوانات لأنه يؤدي لتخمة تكون قاتلة!! وأشار إلي أن للقمح أنواعا كثيرة ومراتب تحدد جودة اصنافه. والنوع الذي تم ضبطه هو أحد الأنواع المعروفة، ويمتاز بانخفاض سعره بعض الشيء عن أنواع أخري أكثر جودة، ولا يوجد أي ضرر من استخدامه لصنع الخبز المصري. وفي بعض الدول المتقدمة لايتم استخدامه لتوافر كميات كبيرة من الأنواع الأخري الجيدة.
**********
ونسي القط حقيقتين :
الأولى :أن ما ذكره من إجماع على صلاحية شحنة القمح يعد ادعاء كاذبا، فهناك من كتب تقاريير تذكر أن هذا القمح قاتل، مهما غربل، وإني لأسأل القط كم الشهور تستغرقها عملية الغربلة ؟ وما تكاليفها ؟
ومن يضمن صحة هذه الغربلة ؟
والثانية : أن هناك تقارير أحصت ما في كل كيلو من حشرات وسميات، مما دفع أحد الكتاب ( من حسني السمعة هو الأستاذ محمد سلماوي رئيس اتحاد الكتاب المصري ).
إلى القول ؟ (... وقد وجد بها من الحشرات أكثر من الحبوب ). الأهرام 27 مايو 2009.
وصوت القط هذا لم يرتفع إلا بعد أن هددت روسيا بإعادة شحنة البرتقال التي أرسلتها إليها مصر بدعوى أنها مصابة بحشرة" الذبابة الحمراء "
**********
ونختم بهذه الحالة كواحدة من حالات تطرف ملك تكية أخبار اليوم، بمصر المخروسة. مع ملاحظة أن هناك عشرات من المواقف لا يتسع لها المقام.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: