(54) 'الفقيه القديم' حسن حنفى و'ألمع العلمانيين' فؤاد زكريا قراءة فى فكر هدام [1]
د - أحمد إبراهيم خضر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 12274
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
جاء فى موقع "الدكتور يوسف زيدان للتراث والمخطوطات" أن " الدكتور" حسن حنفى" أو " الفقيه القديم " كما أطلق هو على نفسه منذ أربعة عقود تقريبا : " هو أحد العلامات الفكرية الكبرى فى مصر والوطن العربى، بل وفى العالم أجمع. تنوعت جهوده الفكرية ومجهوداته (النضالية) فى سبيل الإرتقاء بالفكر والواقع - معاً- فى بلده. وهى جهود ومجهودات لاتزال تثرى واقعنا المعاصر.
بدأ الدكتور "حسن حنفى" مسيرة عطائه الفكرى، من التراث الإسلامى، وإليه انتهت هذه المسيرة وامتدت حتى اليوم. فقد بدأ أعماله العلمية بنشر كتاب " المعتمد فى أصول الفقه " للبصرى"، وهو الكتاب الذى صدر فى جزئين بدمشق 1964، ثم التفت الدكتور "حسن حنفى" نحو التراث والفكر الغربى ليتزود منه، ويزوِّد المكتبة العربية بترجماته من هذا التراث.
كانت قراءة " حسن حنفى" للتراث الأوروبى ( والكلام لنفس الموقع ) محاولة دؤوب لوضع الفكر الأوروبى فى سياقه الخاص، ونفى الوهم القائل أن تراث أوروبا هو التراث الإنسانى، وأن أوروبا هى (المتن) وبقية الثقافات هى (الهامش)".
أما الدكتور"فؤاد زكريا" فقد وصفه أحد مريديه وهو الدكتور " رمضان الصباغ " بأنه :" عالم قدير ومفكر علمي وطني موسوعي يمتلك حدة الذكاء و القدرة علي سبر أغوار الأفكار و التنقيب في حفريات الكلمات، ويمتلك الجرأة في البوح بنقده و تفنيد أفكار من يحاوره أو ينتقده من ذوي الحظوة الكاذبه لدي الجماهير ومن ينافقون السلطة. " فؤاد زكريا " فى نظر" الصباغ " علامة فارقة في تاريخ الفكر العربي، وواحد من ألمع العلمانيين في مصر والعالم العربي. خاض مجالات عديدة...... كانت ومازالت أفكاره و آراؤه بمثابة الكشاف الذي يضيء الطريق للكثير من قرائه و تلاميذه. كان فيلسوفا رائدا اتسمت أعماله علي تنوعها و اتساع مجالاتها بالدقة و الموضوعية والتملك البارع للمنهج العلمي والرؤية المستقبلية، كما خاض سجالا مع الآراء الرجعية و قوي الظلام ( ويقصد بهم هنا الشيخ الشعراوى والشيخ القرضاوى وغيرهم) متسلحا بالمنهج العلمي والروح الوطنية التي تضع مصالح السواد الاعظم من الشعب فوق كل اعتبار. أشار "الصباغ" إلى أن " زكريا " ناقش أفكار الشيخ الشعراوي و مصطفي محمود، و فند آراؤهما التى وصفها باللاعلمية، واتهمهما بأنهما لا يمتلكان المعرفه بالاتجاهات التي ينقدانها ".
هكذا يُقوّم العقلانيون العلمانيون التنويريون روادهم وخاصة الفلاسفة منهم. أما الشيخ "ابن تيمية" فله تقويمه الخاص لأمثال هؤلاء الرواد. يقول الشيخ : " كل ما يقوله هؤلاء فيه باطل، إما فى الدلائل وإما فى المسائل. وإذا قالوا مسألة فيها حق، فإما أن تكون أدلتهم فيها ضعيفة وإما أن تكون المسألة باطلا.....تجدهم أعظم الناس شكا واضطرابا، وهذا أمر يجدونه فى أنفسهم ويشهده الناس منهم، وشواهد ذلك أعظم من أن تذكر. وفضيلة أحدهم باقتداره على الإعتراض والقدح والجدل. والإعتراض والقدح ليس بعلم ولا فيه منفعة، وأحسن أحوال صاحبه أن يكون بمنزلة العامى، وإنما العلم فى جواب السؤال. ولهذا تجد غالب حججهم تتكافأ، إذ كل منهم يقدح فى أدلة الآخر. إنهم أكثر الناس انتقالا من قول إلى قول، وجزما بالقول فى موضع، وجزما بنقيضه فى آخر، وهذا دليل عدم اليقين. إنهم أعظم الناس افتراقا واختلافا، مع دعوى كل منهم أن الذى يقوله حق مقطوع به قام عليه البرهان. إنهم أبعد الناس عن اتباع الأنبياء. إما عن سوء عقيدة ونفاق، وإما عن مرض فى القلب وضعف إيمان. إذا كشفت أحوالهم وجدتهم من أجهل الناس بأقواله صلى الله عليه وسلم وأحواله وبواطن أموره وظواهرها، حتى لتجد كثيرا من العامة أعلم بذلك منهم، ولتجدهم لا يميزون بين ما قاله الرسول ومالم يقله، بل لا يفرقون بين حديث متواتر عنه وآخر مكذوب موضوع عليه. وإنما يعتمدون فى موافقته على ما يوافق قولهم سواء كان موضوعا أوغير موضوع. إنهم لا يعلمون معانى القرآن، فضلا عن الحديث، بل كثير منهم لا يحفظون القرآن أصلا. فمن لا يحفظ القرآن، ولا يعرف معانيه، ولا يعرف الحديث ولا معانيه، من أين يكون عارفا بالحقائق المأخوذة عن الرسول. ومنهم من لا يميز بين القرآن وغيره، بل ربما ذكرت عنده آية فقال : لا نسلم بصحة هذا الحديث، وربما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتكون آية من كتاب الله".
يبدو أن موقع "إسلام أون لاين" - الذى يحظى باحترام وتقدير الكثير من المسلمين - قد انخدع بما صوره البعض عن "حسن حنفى" من أنه علامة فكرية فى تاريخ مصر، وأنه مناضل فى سبيل الإرتقاء بهذا الفكر، وأنه قد بدأ عطائه ابتداء من التراث الإسلامى، وانتهى إليه , وقرأ التراث الأوربى ليثبت أنه ليس بالتراث الإنسانى، فأفرد لـه مساحة فى الموقع يتحدث فيها عن رأيه فى تحقيق نهضة عربية. عبّر" الفقيه القديم" عما يعتقده ويؤمن به بأسلوب فات على الموقع اكتشافه. الليبرالية عند "حنفى" وجدان مطلوب لم يرق ليكون اختيارا جماهيريا، بما تتضمنه من فصل للدين عن الدولة. تواجه الليبرالية عند " حنفى" تحديا من قبل ما يسميه بالخرافة والفكر الدينى فى دعوتها إلى العقل الناقد وإلى العلمانية، وتساءل هل يمكن تحويل الثقافة الوطنية التي لا تزال تؤثر في الناس إلى ثقافة علمية وطنية تجعل الدين أحد مظاهر النشاط الإنساني لكنها لا تجعله متماهياً مع الفكر الديني، وتساءل كذلك :" هل يمكن تأصيل العلمانية من الداخل، وليس من الخارج، ويقول : "ولدينا عند المعتزلة أن العقل أساس النقل. وابن رشد والفلاسفة نقدوا الفكر الديني من أجل تجديده....". جاء كل ذلك فى الموقع دون أن ينبس كاتب المقال بكلمة.
سافر" حسن حنفى" إلى فرنسا للحصول على درجة الدكتوراه من جامعة (السوربون) فحصل على الدرجة عام 1966. ويبدو أن " السوربون " أعاد صياغة فكره كما صاغ من قبل فكر " طه حسين". كان "مشروع السوربون" يسعى إلى " إعادة تفسير الماضى الإسلامى ليس بوصفه "عقيدة" وإنما بوصفه " ثقافة إنسانية " حتى يصبح هذا التراث ثقافة لا عقيدة بغية قتله لا إحيائه. وكان " حسن حنفى " واحدا من أدواته لتحقيق هذا الهدف.
وكذلك لا يخطئ أى ناقد فى إدراكه لحجم تأثير الفيلسوف البرتغالى اليهودى الأصل " باروخ اسبينوزا" على " حسن حنفى". ومعروف أن الأول قد دخل فى صراع مع المجتمع اليهودى بسبب آرائه التى قال فيها :" أن الله يكمن في الطبيعة والكون، وأن النصوص الدينية هي عبارة عن استعارات ومجازات غايتها أن تُعرّف بطبيعة اللهّ. اتخذ " اسبينوزا " منهجا فلسفيا مغايرا لمنهج الدين، يقوم على عقلانية صارمة لا تقبل إلا البرهان والدليل. كما قام بتطبيق هذا المنهج على الكتب المقدسة. كتب " اسبينوزا" رسالة بعنوان "رسالة في اللاهوت والسياسة" نقد فيها التوراة والإنجيل وأثبت الكثير من تناقضاتهما وتلفيقاتهما وأنكر الكثير من المعجزات الواردة فيهما والتي تتناقض في رأيه مع نظام الكون. ترجم " حسن حنفى" رسالة اسبينوزا" ونشرها عام 1973 وأشرف على الترجمة " فؤاد زكريا " نفسه. ونشأت فى أوربا استمرارا لمنهجية "اسبينوزا" قراءات نقدية للنصوص بكافة أشكالها، فظهرت بالتالى الكثير من المناهج والمدارس والفلسفات، وعلى رأسها الفلسفة الظاهرتية و"الهرمونيطيقا". وهذه الأخيرة هى التى استخدمها " نصر حامد أبوزيد" فى الهجوم على القرآن والسنة. ومن المعروف أن هذا الأخير هو أحد التلاميذ الخُلّص لـ " حسن حنفى " الذى قال له يوما :" أنت تلميذى وبعض غرسى". لم يشر " موقع إسلام أون لاين" لأى من هذه الحقائق عن " حسن حنفى" وتركه يسترسل فى الحديث عن النهضة العربية وفق تصوراته التى أشرنا إليها.
الدكتور " حسن حنفى " من أنصار " فلسفة التنوير". والتنوير كما يصفه (عاطف أحمد): هو مركز الحداثة الغربية، وهو مرحلة من مراحل الفكر الأوروبي تميزت بالتأكيد على الخبرة والعقل الإنساني، لكنه يرتبط بعدم الثقة بالدين، وبسلطة التقاليد، ويرفض الوصاية الدينية على الفكر وشؤون الحياة. ويرتبط أيضاً بالنشأة التدريجية للأفكار التي تبنتها المجتمعات الغربية: كالليبرالية، والعلمانية، والديموقراطية.
ينظر "التنوير" إلى الكائنات البشـرية نظـرة مادية، ويـؤمن بقـدرة الإنـسان عــلى تحقيق التقدم من خلال التعليم والبحث العلمي الهادف للسيطرة على الطبيعة ؛ لكنه يُعْلى في الوقت نفسه من قيمة المنفعة في المجال الإجتماعي والأخلاقي. و «النفعية» هنا تقوم على مبدأ: أن اللذة أحسن وأفضل من الألم، والمنفعة هي السعادة الكبرى لأكبر عدد من الأفراد، والوصول بالسعادة إلى أقصى حد ممكن هو الهدف الأساس والنهائي للجنس البشري، ولا يتم ذلك إلا عن طريق اللذة، فلا شيء مرغوب لذاته سـوى اللذة، وليس هناك نوع من اللذة أفضل من الآخر. وترتبط النفعية بـ «البراجماتية» وهي النظرية التي ترى الآثار الملموسة تجريبياً والمتضمنة في فكـرة ما أو في قضية ما، هي التي تكوِّن معنى القضية، وتعتبر في نفس الوقت معياراً لصدقها. وتنظر "البراجماتية" إلى "المنفعة" على أنها المعيار الأساس لكل قيمة.
أما أساس الفكر التنويري كما يرى (غانم) هنا فهي المقولة المعروفة: "لا سلطان على العقل إلا العقل", ومن المعروف أن قضية العقل كانت قد شغلت الفلسفة الغربية لألفي سنة ؛ مما أدى إلى التطرف في تأكيد مكانة العقل وسلطته في المجتمع البشري، وأعلت من قيمته ليقف في مواجهة الإيمان والسلطة الدينية والمسائل الروحية، ويرى (سمارت) في "الموسوعة الفلسفية" أن روح عصر التنوير العقلانية النقدية وجهت ضد الحقائق المنزلة في الكتب المقدسة، ويرى أيضاً: «أن أفضل استخدام للعقلانية على المستوى الديني سلبي تماماً، وأنها في نهاية المطاف حركة مضادة للدين ذات نظرة نفعية، لا تلقي بالاً للقيم الأخلاقية، وتعطي وزناً أكبر للمناقشات العلمية والتاريخية المضادة للإيمان. " انظر مقالتنا : " الأساس الإلحادى للمفاهيم الغربية".
طبق " حسن حنفى" فلسفة التنوير على الإسلام فقال استنادا إلى قاعدة " أن العقل مقياس العقائد". فى مقالة له بعنوان : (الإيدولوجية والدين نشرتها مجلة الفكر المعاصر عدد 8 اكتوبر 1968 ص 78):" أن القرآن يتميز بالتعقل وان القرآن ذكر ( أفلا تعقلون ) أكثر من ثلاث عشرة مرة، ثم عاد فقال في مقالته (موقفنا من التراث الغربي ص 21 ) : بأن "فلسفة التنوير" من حيث هي قضاء على الخرافة هي ما نحتاجه أكثر في عصرنا هذا من إيمان بالإنسان ونداء للحرية (؟) والاتجاه نحو العالم الحسي (؟). انتهى " حسن حنفى" بفعل إيمانه بفلسفة التنوير إلى رفض ألفاظ الحلال والحرام والدنيا والآخرة والجنة والنار والملاك والشيطان واستبدلها بالفاظ رآها اكثر عقلانية مثل الشعور والذات والفعل والحركة , كما جاء على لسانه في مقالته ( ثقافتنا المعاصرة بين الأصالة والتقليد، مايو 1970 ص 6)، وفى أخرى عن ( التجديد والترديد في الفكر الديني المعاصر نشرت فى مجلة الفكر المعاصر فى ابريل 1970) ص 39. يقول " حنفى" بأن الإنسان " لا يحتاج لكي يكون مسلما إلى الإيمان بالجن والملائكة والشياطين والعفاريت على اعتبار أن التفكير فيها ينأي عنه البعض باعتباره غير علمى وقد اعتبرها الفلاسفة من قبل مجرد رموز تدل على معان عقلية أو روحية وأنكروا مادية الوقائع أو أحداثها التاريخية ). وفى النهاية قادت " فلسفة التنوير" الدكتور" حسن حنفي " إلى القول بان : "الفكر الغيبي اقرب إلى الأسطورة منه إلى الفكر الديني" ص 37.
ويطالب الدكتور "حسن حنفي" في مقالته عن الأفغاني ( الفكر المعاصر مجلد 9 مايو 1966 ص 39):بـ " إخضاع قوله تعالى (خلق الانسان هلوعا إذا مسه الشر جذوعا وإذا مسه الخير منوعا) إلى تحليلات علم النفس الاجتماعي ودراسات الشخصية ". ويرى " حنفى" أن رفض الدين لنظرية التطور العضوى أو نظرية فرويد أو المادية التاريخية يعنى سيادة النظرة الإلهية الكونية السائدة في تراثنا القديم، تلك النظرة التي لا يقرها الدكتور "حسن حنفي" كما جاء في مقالته عن التجديد والترديد ص 35.
الدكتور"فؤاد زكريا" الذى أشرف على ترجمة " حسن حنفى" لرسالة "اسبينوزا" فى اللاهوت والسياسة، مدافع صلب عن الثقافة الغربية، ومهاجم شرس للتراث الإسلامى القديم وللعلماء الإسلاميين المعاصرين. يرى " زكريا" أن الثقافة الغربية – عالمية – ولهذا يرفض التراث القديم وينظر إليه بغضب وسخط ويراه ماضياً راكداً وجامداً. ويعتبر أن مثل هذا السخط والغضب هو الطريق الى المستقبل الافضل.
يقول الدكتور " زكريا " في مقالة له بعنوان (شخصيتنا القومية نشرت فى مجلة الفكر المعاصر عدد 59 ابريل 1969 ص 11):"... إن كان الغضب على الماضي والسخط على أسلوب في الحياة جامد لا يتطور بشيرا ببداية الوعي الذي يقودنا إلى مستقبل أفضل فأهلاً بالغضب ومرحباً بالسخط... إن النظرة الى الوراء بسخط... جزء لا يتجزأ من صفات جيل الشباب المتطلع الى التغيير هي نظرة بناءة تحاول إعادة التوازن بين الماضي والحاضر بعد أن ظل طويلاً في اختلال ترجح فيه كفة الماضي على الحاضر ".
وفي مقالته ( دفاع عن الثقافة العالمية نشرت فى مجلة الفكر المعاصر مجلد 13 يناير 1971 ص 36 – 37) يدعو الدكتور " زكريا" إلى الإغتراب عن هذا الماضي ولا يرى أن هذا الماضي الذي تفصلنا عنه مسافات زمنية كبيرة يمكن أن يكون مرشدا وموجها لنا فيقول : (...إن الإغتراب عن الماضي فكرة لا أعتقد أنها تلقي ترحيباً من الكثيرين ومع ذلك فإني أطرحها أملا أن تبحث بمزيد من العناية).
ويستطرد " زكريا" قائلا : (.... ماذا يكون مصير تلك الدعوات التي ترى أن طريق التحرر من الثقافات الداخلية إنما يكون بإحياء ثقافات تفصلنا عنها مسافات زمنية كبيرة ؟ أنستطيع حقا ان نتخذ من هذه الثقافات القديمة مرشدا وموجها لنا، ونحن آمنون من أن رجوعنا إليها سيخلصنا من كل اغتراب؟).
ويمكن تفسير هذا العداء المتطرف من قبل الدكتور"زكريا" ضد الدين وعلمائه بأن " زكريا " كما يقول " الصباغ " :" لاقى الكثير من التجاهل والعنت"، وفى قول " زكريا " نفسه تعليقا على أفكار"حسن خنفى" أن " جمهور القراء يتعاطف حتما مع من يقف إلى جانب العقيدة السائدة ولا يقف إلى جانب من يعارضها". ويبدو أن "زكريا" كان يتوقع من القراء كفيلسوف تقديرا وتبجيلا واحتراما عاليا لنفسه مثلما يلاقيه فلاسفة أوربا من شعوبهم، ولما عرف أن الدين متجذر بقوة فى وجدانهم رغم كل محاولاته وأقرانه زحزحته عنهم، اتخذ هذا الموقف العدائى من الإسلام وأهله وعلمائه. ووصل الأمر به إلى انتقاد "حسن حنفى" لمجرد ادعائه بالعودة إلى التراث القديم ولمجرد نقده – حتى ولو كان نقدا غير جاد- للثقافة الغربية.
بدأ " حسن حنفى " مقالاته بالتعبير الدقيق عن الدوار الذي يصاب به الإنسان أمام هذا الخضم الهائل من التيارات والمذاهب المطروحة عليه من الشرق والغرب والتي تتراكم عليه من كل اتجاه ويضطر لاستيعابها حتى يكون مثقفاً بلغة العصر، لكن هذه المعلومات المتراكمة باعتراف الدكتور " حسن حنفي " تلغى بعضها بعضا، وأن حصيلتها في النهاية طبقة سمكية وهشة من الأفكار المتقاربة تموت بعد حين من الزمن لأنها – كما يقول – أفكار مجتزة الجذور.
ويقر الدكتور "حسن حنفي" بالخطأ الذي وقع فيه – هو وغيره – من الكتاب غير الأوروبين بأنهم ترجموا وشرحوا وعرضوا بل وانتسبوا واعتنقوا كتابات الغرب، وأنهم اعتبروا الحضارة الأوروبية حضارة عامة لكل الناس، وأنهم لم يروا نوعية هذه الحضارة أو رأوها وتغافلوا عنها، وأن النمط الفني أو الأدبي أو الفكرى الغربي له ظروفه الخاصة التي نشأ فيها، وأنه لا يمكن نقله إلى بيئة اخرى غيرها بإسم التجديد والمعاصرة. وأرجع الدكتور "حسن حنفي" هذا الخطأ إلى أنه – هو وغيره – كانوا على غير وعي كاف بالتراث القديم.
إذن فهي دعوة الى العودة للتراث القديم وإلى اتخاذ موقف صريح وواضح من التراث الغربي كما يقول – الفقيه القديم – (... وهذا ما أعنيه بالموقف من التراث الغربي منذ أكثر من قرن ونصف من الزمان، نترجم ونعرض ونشرح ونفسر التراث الغربي دون أن نأخذ منه موقفاً صريحاً وواضحاً... مازال موقفنا حتى الأن موقف الناقل... ).
ولا شك أن البعض يمكن أن تخدعه مثل هذه الدعوة. لكنه سرعان ما تتكشف حقيقة هذه الدعوة، حينما نجدها ترتبط بدعوة أخرى إلى نبذ الإنتماءات السابقة التى هى فى نظر "الفقيه القديم" إنتماءات تنم عن تفكيرغيرعلمي لا يعتمد على المراجع ولا على البحث والإستنباط، وتفكير أثبت التاريخ فشله لأنه يقف عند حدود رسائل ومثاليات ومناهج من شأنها أن تكون عائقاً فكريا وحركيا لهم. وكل ذلك إشارة إلى الإسلام بمعناه المعروف. يدعو " حسن حنفى" إلى فكر مستنير يرسم معان رئيسة ويعمل على كسر الحواجز التي صنعتها المدارس المحافظة ويفتح لهم مجالات جديدة مثل الإسلام والمعاصرة ومفاهيم التراث وأزمة اليسار الماركسى ... الخ. هذا هو الإسلام المعاصر ( غير المعروف) الذى يريده " حسن حنفى".
الدكتور " فؤاد زكريا " هو أقرب الناس إلى فهم حقيقة صديقه " حسن حنفى". ومن واقع فهم الدكتور" زكريا " لحقيقة الإتجاه الفكرى العام للدكتور "حسن حنفي" وقف مندهشا إزاء دعوة الأخير للعودة إلى التراث القديم واتخاذ موقف من التراث الغربي ووصل به الإندهاش مبلغه حينما رأي أن الدكتور "حسن حنفي" قد اتخذ لنفسه مظهر الفقيه القديم.
هذا ويمكن تحديد الخطوط الأساسية التى رسمها الدكتور " فؤاد زكريا" لفكر الدكتور " حسن حنفى" على النحو التالى:
أولا: إيمانه العميق بالفكرة التى يدعو إليها:
شك الدكتور " زكريا " في أن يكون اتجاه الدكتور "حسن حنفي" إلى العودة للتراث القديم من قبيل استجلاب تعاطف القراء أو لرغبة منه في التملق إليهم على اعتبار أن جمهور القراء كما أشرنا من قبل - يتعاطف حتما مع من يقف إلى جانب العقيدة السائدة ولا يقف إلى جانب من يعارضها. استبعد "الدكتور" هذا الإفتراض بناء على معرفته الوثيقة بصديقه فقال فى ذلك : " إذ اني أعرف عن كاتبه – اي الدكتور حسن حنفي كما جاء فى مقاله " موقفنا من التراث الغربي" – ما يجعلنى أجزم بأنه لم يكتبه تملقا لجمهور قرائه بل أنه كتبه عن إيمان عميق بما يقوله كشأنه دائماً في كل ما يكتب".
ثانيا: تأثره القوى بفكر المعتزلة.
يشير الدكتور (فؤاد زكريا) إلى تعاطف الدكتور (حسن حنفي) مع التيار العقلى في التراث الاسلامي فيقول في (... علام يدل انحياز كاتب المقال للتيار العقلى بالذات في الإسلام؟). ثم يؤكد تأثر الدكتور "حسن حنفي " بالثقافة الغربية فيقول: (... نحن لا نملك إلا أن نعترف بأن كل من يميلون إلى تأكيد أهمية هذا التيار ومنهم الدكتور حسن حنفي وكاتب هذه السطور – أي الدكتور (فؤاد زكريا) متأثرون على نحو مباشر أو غير مباشر بالثقافة الغربية التي كان التيار العقلى فيها هو الغالب بلا منازع والتي استطاع هذا التيار أن يقود مسيرتها الظافرة الى كل ما حققته من انجازات).
ويتحدث الدكتور "هانى السباعى" مدير مركز المقريزى للدراسات التاريخية ( بكلمات شافية كافية) عن آثار فكر المعتزلة على حسن حنفى وغيره فيقول :" لقد فتح المعتزلة الأوائل المجال للعلمانيين ومن سار على دربهم للنيل من الإسلام وعقيدته، أطلقوا سلطة التحسين والتقبيح على حساب الشرع، فقدموا العقل على النقل، وقد نتج عن ذلك أنهم عطلوا صفات الله وقالوا بخلق القرآن وأنكروا رؤية الله سبحانه وتعالى يوم القيامة، وأنكروا أحاديث الشفاعة في أهل الكبائر يوم القيامة، وقالوا أن مرتكب الكبيرة يخلد في النار، وقالوا أن الله لم يستو على عرشه وأولوها بالاستيلاء، وتطاولوا على الصحابة كأبي بكر الصديق وعثمان وعلي وطلحة والزبير وجرير بن عبد الله بن مسعود وسمرة بن جندب، وكان لأبي هريرة نصيب الأسد من الطعن والتجريح رضي الله عنهم أجمعين. وقد تولى زعامة هذه المدرسة الكلامية واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد وأبو الهذيل العلاف والنظام والجاحظ والقاضي عبد الجبار وغيرهم. ثم زين المستشرقون آراء هذه الفرق الضالة فسار- على تلك المنظومة وخاصة في القرنين المنصرمين – قلة من أبناء المسلمين المتسمين بالإسلام فبعد الطهطاوي جاء الرجل اللغز جمال الدين الأفغاني وتلامذته محمد عبده ومحمد مصطفى المراغي وشيخ الأزهر الأسبق شلتوت وعبد العزيز جاوي ومحمد فريد وجدي وعلي عبد الرازق وغيرهم وعلا صوت هذه المدرسة وتم تلميع أئمتها كالأفغاني ومحمد عبده، فصارت فتاواهم عمدة وتكأة لآراء العلمانيين ومن يسمون أنفسهم بالإسلام المستنير، وصار كل من هبّ ودبّ يتكلم في الإسلام كطه حسين الذي لم يجد نقيصة إلا ووصم بها الإسلام. طه حسين الذي قدم لنا الآداب الميتة ولغتها المندثرة كاليونانية وكان ينقب عن النشاز في التاريخ فيبرزه كثورة الزنج والقرامطة تزلفاً وعرفاناً بالجميل لأسياده المستشرقين. وفي ظل هذا الجو الكئيب وسيطرة الفكر الإعتزالي على جامعاتنا ومراكز الدراسات كان من الطبيعي أن يفرز ذلك المناخ الدكتور حسن حنفي أستاذ الفلسفة فأخرج لنا مؤلفاته التي تسير على غرار المنظومة الماركسية. ولما كان مصراً على الإحتفاظ بإسم مسلم فإنه صار على منهج المتناقضات بغية التوفيق أو قل التلفيق في تأويل الحدث التاريخي الطويل من البحث والتنقيب ظهر سلخ جديد إسمه اليسار الإسلامي، فصار التاريخ الإسلامي يسار ويمين فالمعتزلة يسار، والأشاعرة يمين، والفلسفة بها يمين ويسار، فالفلسفة عند ابن رشد يسار.. والفلسفة الإشرافية عند الفارابي وابن سينا يمين.. والتشريع يمين ويسار.. فالمالكية التي تقوم على المصالح المرسلة يسار، والفقه الإفتراضي عند الحنفية يمين وفي التفسير بالمعقول يسار والتفسير بالمأثور يمين وفي التاريخ الفتنة الكبرى علي يسار ومعاوية على يمينٍ". ويستطرد الدكتور السباعى حديثه عن حسن حنفى قائلا :" نلاحظ أنه صنف الأحناف يمين لأن فقه الأحناف في نظره غير واقعي، ويتحدث عن أمور في المستقبل.. أما التفسير بالمأثور يمين لأن الذين يفسرون بالمأثور يحتمون بالنص، والنص يعتمد على سلطة الكتاب وليس على سلطة العقل وحجة السلطة ليست حجة لأن هناك كتباً مقدسة كثيرة في حين أنه يوجد واقع واحد وعقل واحد. فخلاصة فكر هذه المدرسة (اليسار الإسلامي). أنها امتداد للفكر الإعتزالي وما يسمى بالمدرسة الإصلاحية بزعامة الأفغاني ومحمد عبده ومن رجال هذا التيار اليسار الإسلامي فتحي عثمان ومحمد عابد الجابري وغيرهم. ويركز هذا التيار على الثورة و الإشتراكية والعدل الإجتماعي وتجديد التراث وغير ذلك . ويعتبر حسن حنفي أن اليسار الإسلامي هو النقد الذاتي للحركة الإسلامية وهو التيار المعارض والمصحح داخل هذه الحركة الإسلامية، كما أنه يجب إحياء الجوانب الثورية في الدين وتأويل كل حدث على أنه ثورة".
ثالثا: استشهاده الزائد بالثقافة الغربية، ونقدها، مع الإعتماد الكلى عليها.
يقول الدكتور "زكريا": أن النقد الذي يوجهه الكثيرون إليه شخصياً – أي إلى الدكتور – حسن حنفي – يقوم على أساس أنه يستشهد بالثقافة الغربية إلى حد يبدو في بعض الاحيان زائداً.
ويقول الدكتور "زكريا" معلقا على مقالات "حسن حنفي" : (... هناك أمثلة عديدة على أن محاولة الإستقلال عن ما يسمى بالتراث الغربي تكشف هي ذاتها عن اعتماد لا حد له على هذا التراث بل إنها تتم في الواقع على أساس مناهج لا تفهم الا في ضوء المفاهيم الغربية وتحقيق قيم لم تستمد إلا من الغرب.
رابعا: تأثره بمنهج "سبينوزا" فى نقده للتوراة والإنجيل فى دعوته إلى نقد النصوص الدينية.
تأثرا بـ "اسبينوزا" نادى الدكتور "حسن حنفي " في دعوته إلى العودة إلى التراث القديم بدراسة قضية التحريف والتبديل والتغيير فيما يسميه بالكتب المقدسة التي تحدث عنها القرآن، وكذلك تغيير أهل الكتاب لعقائدهم وإساءاتهم لفهم أقوال المسيح وتبديل أقوال الأنبياء على اعتبار أنها فرض علمى (؟؟؟) وكبرنامج عمل لدراسة النص الديني وتطوره ونشأة العقيدة وتطورها في القرون السبعة الاولى. ويعتبر الدكتور "حسن حنفي" أن هذه الدراسة الجديدة لقضية التحريف في القرآن لون جديد من تفسير الآيات الخاصة بالتحريف عن طريق إيجاد الوقائع والحوادث التاريخية التي يصفها القرآن.
وهنا تصدى له الدكتور "فؤاد زكريا" مؤكدا له أن دعوته هذه لم تستمد إلا من مناهج التفسير التاريخي للنصوص الدينية التي ازدهرت في أوروبا منذ وقت مبكر - يرجع الى القرن السابع عشر- ونمت نموا كبيراً في ذلك الحين، ولولا المناهج الأوروبية لما كان لهذه المحاولة معنى، إذ أن تحريف الأناجيل كما قاله القرآن ينصب على تحريف نص ديني كان من المفروض أن يظل ثابتا لأنه منزل، على حين أن اتجاه التفسير التاريخي يَرُدّ كل النصوص الثابت منها والمحرف إلى أصول تاريخية. ويستطرد الدكتور "زكريا" معلقا على خط الدكتور "حسن حنفي" في الإستقلال عن الثقافة الغربية فيقول (... وهكذا نجد اتجاها الى تأكيد ضرورة اتباع خط مستقل للثقافة الشرقية ولكن عن طريق اقتباس مناهج غربية بحيث أننا كلما ازددنا إمعانا في هذا اللون من الاستقلال ازددنا في الوقت نفسه تأكيدا على اعتمادنا على الغرب ).
يدعونا " حسن حنفى" في مقاله (موقفنا من التراث الغربي ص 21 ) إلى دراسة تاريخنا القديم بالإعتماد على نموذج الهيجليين اليساريين وفلاسفة التنوير لكن الدكتور (فؤاد زكريا) يدينه في هذه النقطة كذلك مدافعا عن الثقافة الغربية فيصف محاولته هذه بأنها (... ليست إلا تطبيقاً لمناهج غربية بحتة على المجال الديني والفكرى في بلادنا ) ويستطرد قائلا :" وإذا كنا نعترف بقيمة هذه الدراسات بوصفها نموذجا يساعدنا على التحرر من كثير من العناصر الخرافية في تفكيرنا (؟) فلا ينبغي أن ننكر أننا باتباعنا هذا الطريق إنما نزيد من تغلغل القيم الثقافية الغربية في تراثنا ).
ويخلص الدكتور "زكريا" في تقويمه للبرنامج الذي أعده الدكتور " حنفي " لتراثنا القديم إلى القول بأن ذلك البرنامج (دليل قاطع على تغلغل القيم الثقافية الغربية في تفكيرنا).
ويقتبس الدكتور " زكريا ¬¬¬¬¬" مما كتبه الدكتور " حنفي" مقولة يبطل له فيها أساس دعوته الى العودة إلى التراث القديم، ويثبت له فيها أنها تصبح غير ذات موضوع طالما أنها تعتمد على تطبيق المذاهب المختلفة على بلادنا لأن من شأن هذه المذاهب الرفض الكامل للماضي ولكل ما أودع من ثقة للموروث. يقول الدكتور " زكريا" في ختام دفاعه عن الثقافة الغربية : "وأود ان اختم هذا الجزء من مقالى باقتباس مستمد من مقال الدكتور حسن حنفي يشرح فيه أهمية وفائدة دراسة المذاهب المختلفة بالنسبة إلى مجتمعاتنا، يقول " حسن حنفى ": "تعطى المذاهب قوة رفض رهيبة للماضي بكل ثقله وللموروث بكل الثقة الموضوعية فيه، وبأن الماضى مهما بلغ من صدقه فإن الواقع سيتخطاه لا محالة وبأن التقدم يفرض نفسه ". يقول " زكريا" :" هذا كلام رائع ولو أصبح هو معيار نظرتنا الى الأمور لكان معناه أن تصبح الدعوة الواردة في المقال الذي اقتبست منه هذه الكلمات غير ذات موضوع".
وقد يقول قائل أن آراء " حسن حنفى " إنما كتبها فى الستينيات من القرن الماضى وكانت تعبر عن مرحلة معينة من مراحل تطوره الفكرى، لايصح محاسبته عليها، وأنه يجب النظر فى فكره الحالى الذى يعتبرأكثر نضوجا واكتمالا. الواقع أن "حسن حنفى" شأنه شأن " طه حسين" الذى لم يتخل عن أفكاره إلى أن مات، فكذلك "حسن حنفى" لم يتخل عن أفكاره وهو على بعد أميال قليلة من الموت.
بعد مضى أربعين سنة من عودة " حسن حنفى" من "السوربون" حاملا رسالة "السوربون" فى تحويل الإسلام من "عقيدة " إلى " ثقافة إنسانية"، قال فى ندوة له بمكتبة الإسكندرية فى 27/8/2006 :" أن القرآن الكريم أشبه بالسوبر ماركت، وأنه يمكن للمجتهد أن ينتقي منه ما يشاء من دون الإلتزام بحرفية النصوص القرآنية أو يأخذها كلية، لأن هناك كثيرا من الآيات القرآنية بينها تناقض وخاصة ما يتعلق بالتسامح والدعوة إلى القتال.." سخر " حنفى" من بعض أسماء الله الحسنى وبعض الأحاديث النبوية وقال عن أسماء المهيمن والمتكبر والجبار بأنها " تدل على الديكتاتورية للذات الإلهية، وأنه يجب حذف تلك الأسماء. انتقد " حنفى" حديث الرسول "خير القرون هو قرني ثم الذي يليه" متسائلا: ما ذنبي أنا حسن حنفي أن أعيش في قرن من أسوأ القرون ولماذا لم أعش في خير القرون.
هذا هو "حسن حنفى" الذى لا تخرج حقيقته عن هذا الوصف الموجز الذى وجدناه متفرقا فى كتب "الشيخ ابن تيمية" وهو يصف حقيقة الفلاسفة : " تََرَك ما أمر الله به من الحق، حتى احتاج إلى الباطل. فَقَد أسباب الهدى. ارتد عن أصل الدين. وقع فى أودية الضلال والجهل. وطوائف الضلال إما مضللون مداهنون، وإما زنادقة منافقون، لا يكاد يخلو أحد منهم عن هذين. إذا ادعى التوحيد فهو توحيد بالقول، لا بالعبادة والعمل.التوحيد الذى جاءت به الرسل لا بد فيه من التوحيد بإخلاص الدين لله، وعبادته وحده لا شريك له، وهذا شيئ لا يعرفه " حسن حنفى". وقد قيل يوما لأحد كبار المشايخ : ماالفرق بين الأنبياء والفلاسفة ؟ فقال السيف الأحمر". وحذّر " الشيخ ابن تيمية" هؤلاء الذين يقفون إجلالا واحتراما لهؤلاء الفلاسفة بعبارة قصيرة موجزة خلاصتها " أن طلب الهدى عند أهل الضلال يُعَدّ من أعظم الجهل ".
----------------------
د. أحمد إبراهيم خضر
الأستاذ المشارك السابق بجامعات القاهرة، وأم درمان الإسلامية، والأزهر، والملك عبد العزيز.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: