د- جابر قميحة - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6858 Komeha@memanet.net
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أعتقد أن القارئ في حاجة أن " أفتح " له العنوان حتى ينطلق إلى المضمون بفهم ووعي :
فكلمات بلا نظام تعني أنني كتبتها عفوا كما ترد على الخاطر ، دون ما إعداد سابق .
والحزب : هو الحزب الوطني الديمقراطي صاحب الأغلبية المدعاة .
واللجنة : هي لجنة السياسات الجمالية الحسنية المباركية التى تمسك بأزمة الأمور ، ورأيها لا يرد .
والنظام هو نظام الحكم القائم ، ومعروف أنه لا يستند إلى أسس ديمقراطية أو وطنية ، أو تخطيط متسق واضح .
وهأنذا ... أقدم المواد الآتية ولا يقودني إليها إلا تداعي المعاني العفوي :
• أصحاب المناصب والحيثيات ــ وخصوصا رؤساء مجالس الإدارات الصحفية ، ورؤساء التحرير في التكية المسماة بالصحف القومية ــ مازالوا يكررون ويلحون في تبجح عجب : أننا نعيش أزهى عصور الديمقراطية ... هكذا بلا تحشم أو حياء ، والمواطنون يضحكون وهم يقرأون في الأهرام ( 21 /4/2009 ) أن الذين رسموا على أرض الشوارع رسومات تصنع كلمة أونطة . علل السادة ذلك بأن الذين فعــلوا ذلــك كان لشعــورهم بأنــهم " يعيشون مناخ الحرية غير المسبوق في مصر " . وإني أسأل الكبار جدا : أين الديمقراطية الزاهية ، وأين الحرية المتدفقة وآسرى الدولة في السجون فاق في العدد آسرى إسرائيل من الفلسطينين ؟ وأين الحرية في تحويل المدنين إلى محاكمات عسكرية ؟، وأين الحرية والديمقراطية في اقتحام زوار الفجر لمساكن أصحاب الرأي وتدمير كل ما فيها ، ومصادرة ما ثقل وزنه وغلا ثمنه ؟ ثم إني أسأل هل فيكم ــ يا أصحاب التكية الصحفية القومية ــ من يرسم لنا ملامح مجتمع يعيش أظلم عهود الديمقراطية ،وأخس أنواع الحرية ...حتى نعرف الفروق بينه وبين العهد المباركي الذي نعيش واقعه في حاضرنا الآن ؟
ومع ذلك لا يستحي سرايا أن يكتب في صدر " تكية الأهرام " : " .... عرفت مصر مع مبارك منذ أيام الحكم الأولى الحرية ، والمصارحة ، والواقعية ،والوطنية الصادقة : بالحرية أصبحنا شركاء في القرار، وتوحدنا مع قضايا الوطن . وبالمصارحة عرفنا حدود مشكلاتنا ، وما نواجه من أخطار . وبالواقعيةاقتحمنا التحديات واحدا تلو الآخر . وبالوطنية الصادقة تمكنا من حماية مصر ، وصيانة أمنهاومصالحها وسط مسلسل طويل من الأزمات التي أحاطت بنا ولا تزال " . الأهرام . الاثنين . 4 5 2009
• المواطن المصري ــ بصرف النظر عن حظه من الثقافة ــ مازال يسأل : لماذا لم يعين الرئيس مبارك نائبا له حتى الأن ؟ وإجابة الرئيس عن هذا التساؤل غير كاشفة . والمواطن المطحون مازال ينتظر الجواب الكافي الشافي .
• والمواطن يتساءل هل سيجدد الرئيس مبارك مددا أخرى بعد المدد الخمس؟ علما بأن سنوات السيد الرئيس تفوق مجموع السنوات التى قضاها في الحكم الرؤساء محمد نجيب وجمال عبد الناصر وأنور السادات ، كما تزيد على مجموع السنوات التى قضاها في الحكم الملكان فؤاد وابنه فاروق . كما أنه أطول الحكام حكما لمصر من قيام الولة العلوية حتى الآن (باستناء محمد علي باشا) . وأنا أقول إن هذه المدد المتلاحقة هي من اختراعات السيد الرئيس حسني مبارك . ولم يفكر في المد واحد من سابقيه . وأنقل للقارئ شهادة رجل لا يشك في نزاهته وضميره هو الدكتور حسب الله الكفراوي نشرها في الأهرام في عمود صلاح منتصر ونصها :
• تعليقا علي ما أشرت إليه عن تعديل المادة77 في الدستور الحالي والتي كانت تجيز أن يعيد رئيس الجمهورية ترشيح نفسه مدة أخري مما يعني قصر فترة الرئاسة علي مدتين ثم تعديل المادة عام1980 وجعلها مددا أخري, اتصل بي المهندس حسب الله الكفراوي وزير الإسكان والتعمير الأسبق وقال لي إنه توضأ قبل أن يكلمني ليدلي بشهادته أمام الله علي ماحدث بينه وبين السادات يوم4 أكتوبر عام1981 أي قبل أن يلقي ربه بيومين. وكان السادات في ذلك اليوم قد حضر افتتاح مشروعات استصلاح300 ألف فدان في النوبارية كانت صحراء ، وكستها الخضرة ، وتم توزيعها علي صغار الفلاحين, وقد انبهر السادات بالمشروع وسجل في دفتر الزيارات إعجابه بما شاهده في النوبارية الذي اعتبره أنجح مشروع تعميري زراعي.
وبعد أن انتهي الاحتفال ــ يضيف الكفراوي ــ طلب السادات أن أصحبه في طائرته الهليوكوبتر. وصعد معنا الدكتور فؤاد محيي الدين القائم بأعمال رئيس الوزراء.. وبعد أن إستقرت الطائرة في الجو أخرج السادات البايب الذي يدخنه وملأه بالتبغ ، وأخرج علبة الكبريت وأخرج منها عودا أشعله، وراح يبتلع نفسا ثم الثاني ثم نظر إلينا قائلا والله علي ما أقول شهيد: الحمد لله. الوقتي أنا اطمأنيت.. مصر الحمد لله.
حاربت وانتصرت وعملت السلام وحطت رجلها علي أول التنمية والتعمير.. اللي شفته النهاردة هو بداية الطريق ودلوقتي أنا خلصت مأموريتي.. يوم25 أبريل(1982) إن شاء الله نستلم أرضنا في سينا ولازم نعمل مهرجان تدخل فيه الفرحة كل بيت في مصر.. وبكده أبقي ختمت حياتي. قال له فؤاد محيي الدين ومين ياريس اللي حيوافقك علي كده؟ قال السادات: سيبك يافؤاد من الكلام اللي مالوش لازمة. مصر كفاية عليها حكمنا ومن حقها تنعم بالديموقراطية والشعب بقي يختار اللي يحكمه.
ومن عنده قال الكفراوي إن تعديل المادة77 كان باتفاق خفي قاده النبوي اسماعيل وزير الداخلية في ذلك الوقت وفؤاد محيي الدين وآخرون من وراء ظهر السادات, وهذه شهادتي أمام الله والله علي ما أقول شهيد.
انتهت شهادة الكفراوي .
• قيل إن الخسائر التى سببها حريق مجلس الشورى تقدر بـ : 45 مليون جنيه . وصرح الرئيس مبارك بأن الشعب لن يتحمل شيئا من هذه الخسائر وأن الدولة أي الحكومة ستتكفل بها . ونحن جميعا نسأل ... ياعجبا هل للدولة " بلاطة " تسحب من تحتها ما تشاء من أموال ؟ ... أليست المسألة مرجعها جيوب الشعب ... ورغيف الشعب ... ودم الشعب ؟ ويجر هذا السؤال سؤالا أخر هو لماذا لم يذكر اسم الفاعل حتى الأن ؟؟!!! .
• أتحدى من يأتيني بحديث ، أو تصريح ، أو خطبة للسيد " صفوت الشريف " جدا خلت من ذكر الرئيس مبارك ، والتدفق بعبارات الإخلاص والولاء والوفاء مثل " عملا بتوجيهات الرئيس حسني مبارك ...استجابة لأوامر الرئيس...تنفيذا للبرنامج الانتخابي للرئيس ... الخ " حتى أصبح له معجم لغوي خاص يمكن أن نسميه " معجم الألفاظ المباركية " ، وأغلب الوزراء ينهجون هذا النهج ، حتى أصبح أغلب ما يتخذه الوزراء من أعمال ومشروعات سببها توجيهات الرئيس وأوامره وتنفيذ إرادته . والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لو فرضناأن الرئيس لم يأمر ، ولم يوجه أحداهل سيتوقف هؤلاء الوزراء الطوال العراض عن العمل ؟ ! . وأنبه الشريف وحوارييه إلى أنه قد ظهر في المضمار منافس جديد ، اسمه " مجدي الدقاق " ، نصبوه حديثا رئيسا لتحرير " مجلة أكتوبر " . وآخر إفرازاته مقال بعنوان "إنشاص الرمل وملايين أبو هشيمة " بأهرام 3 5 2009 . مجد وعظم فيه جمال مبارك ولجنة السياسات أكثر من خمسين مرة .
• ويلح علي ــ في شدة ــ سؤال ، بل عدة أسئلة تسبح في فلك واحد : ما الملامح الفارقة بين المصطلحات التى تمثل شعارات للحزب الوطني ومنها : العبور الأول ــ العبور الثاني ــ مصر تتقدم بينا . ولجنة السياسات ما رسالتها وما مهمتها ؟ ولماذا لا تكون " اللجنة السياسية " لا لجنة السياسات ؟ فالأخيرة تتسع لكل المفاهيم الأخرى من اقتصاد وسياسة وفلسفة حكم ، وواقع الحاضر ، واستشراف المستقبل . وما الصفة السياسية للسيد جمال حسني مبارك حتى يقوم بزيارات لأمريكا وغيرها متحدثا باسم مصر ؟ وما معنى أنه يحاول أن يتقدم بــ الــ " ألف قرية الأكثر فقرا " . لماذا هذا الرقم يا سيد جمال ، وهل قمت باستقراء شامل ، لحالة هذه القرى ؟ . إن في مصر ـ يا سيد جيمي ـ عشرات الآلاف من القرى تدخل في مظلة " الأكثر فقرا " ، فما المعيار الواضح لاختيارك الألفي هذا يا سيد جمال ؟!!!!! . ويقال إن مشروعك هذا يحمل عنوان " المشروع القومي للاستهداف الجغرافي للفقر " . وهو عنوان ـ على غموضه ـ يتسع لكل القرى والمدن المصرية ، فكلها تقع تحت خط الفقر.
• نشرت بعض الصحف اللاحزبية بأن المؤتمر الأخير للحزب الوطني تكلف 300 مليون جنيه : إعدادا ... واستضافة ... ودعاية جند لها كل وسائل الإعلام المقروءة ، والمسموعة والمرئية . فما مصدر تمويله في أمة لا تجد لقمة عيش نظيفة ، ولا شربة ماء خالية من ماء المجاري ؟
• وقف مفيد شهاب يخطب في مجموعات من الشباب ومما قاله : "إن الإخوان المسلمين أخطر على مصر والبلاد العربية من إسرائيل ... " وبهذه الرؤية فسر الوزير العبقري ــ دون أن يدري ــ سر التعاطف بين النظام القائم وإسرائيل ، ، وسر معاداة النظام الحاكم لجماعة الإخوان .. التي يطلقون عليها " الجماعة المحظورة " .
• أعتقد أن وزير خارجيتنا الهمام أحمد أبو الغيط سيكتسب ثوابا جزيلا عند الله ... وهو ثواب جاءه دون أن يقصد إليه ، لأنني كلما رأيته وسمعته يتحدث( بعربيته المكسرة).... بكلامه المفهوم ، وغير المفهوم ، ومنطقه الغريب العجيب الذي خلا من كل منطق ... أترحم على الصفوة من وزراء الخارجية المصرية السابقين أمثال : الدكتور محمود فوزي ، والدكتور محمد كامل إبراهيم والدكتور محمد صلاح الدين ، والدكتور أحمد عصمت عبد المجيد . وهكذا قد يثاب المرء رغم أنفه .
• ما رأي حكامنا فيما جاء في الخبر الآتي الذي نقلته الصحف المعتدلة المحرومة من " التكية الصحفية " :
• الأهرام اشترت هدايا بـ 104 ملايين منها 7 ساعات بـ 875 ألف جنيه .
• كشف تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات عن الأوضاع داخل مؤسسة "الأهرام"، الذي نوقش خلال اجتماع مجلس إدارتها في اجتماعه الأخير عن مخالفات مالية صارخة، رفض مرسي عطا الله – المنتهية ولايته - إحالتها إلى النيابة العامة لإجراء التحقيق فيها، مكتفيا بإجراء تحقيق داخلي بشأنها.
إذ رفض عطا الله طلب أسامة غيث وأحمد النجار عضوي مجلس الإدارة بإحالة المخالفات الواردة إلى النيابة للتحقيق.
ما رأي حكومتنا فيما نشرته الأهرام في الصفحة الأولى ( الاثنين 20/ 4 / 2009 ). أبوطرطور يبتلع11 مليار جنيه ويتهم الفلنكات بإهدار الفوسفات ! كان آخرها48 مليون جنيه في العام الماضي وحده. أما المدهش والمثير فقد جاء ضمن إجابة بعض المسئولين عن أسباب فشله. أصابع الاتهام أشارت إلي سرقة قضبان السكك الحديدية, والفلنكات, وأسباب أخري يصعب التسليم بها . مجلس الشعب تلقي تقريرا وصف فيه مشروع فوسفات أبوطرطور بأنه يعد نموذجا بارزا لإهدار المال العام, نتيجة لسوء التخطيط, والقصور الشديد في إعداد دراسات الجدوي الاقتصادية له, والأخطاء الجسيمة في التشغيل والتنفيذ وتضارب القرارات والسياسات التي اتخذت بشأنه دون تحقيق أي من أهدافه المرجوة.
************
لقد طال بنا المسار ، وما زالت الخواطر تلح علي ، ولكني مضطر أن أكبح جماح قلمي ، واكتفي بهذا القدر ، وقد يكون لنا بمشيئة الله مع الحزب واللجنة والنظام لقاءات ... ولقاءات ... ولقاءات ... فالساكت عن الحق شيطان أخرس .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: