البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

العـراق حينما كان يدعم العرب

كاتب المقال د. كاظم عبد الحسين عباس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8206


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


بعد ان فجر البعث ثورته الخالدة عام 1968، كان عليه ان يهيء الارض المناسبة لخارطة التغيير الثوري الجذري والشامل التي تفجرت الثورة من اجلها, وأولها ترصين الوحدة الوطنية وتنظيف ساحة العراق من الجواسيس واعطاء الفرصة للقوى السياسية التي تدّعي وتزعم بانها وطنية وتهمها مصلحة البلاد في ان تثبت ذلك عمليا من خلال اقامة ائتلاف ديمقراطي حكومي شمل كل هذه القوى بعد اقامة الجبهة الوطنية والقومية والاشتراكية, تلا ذلك اعلان التعبئة الوطنية الشاملة للبناء والاعمار من خلال حملات العمل الشعبي في طول العراق وعرضه وكلّل ذلك كله بثورة التأميم العظيمة التي كرست الاستقلال الاقتصادي والسياسي ووضع ارادة الامة في التحكم بثرواتها لاول مرة موضع التطبيق.

وبعد النجاحات الهائلة والتاريخية في ميدان الوضع القطري الداخلي واجهت قيادة الحزب معضلات رسم السياسة الداخلية بما لا يفترق ولا يتقاطع مع قومية اهداف البعث والتي تعني بديهيا ان الابعاد القومية في أي بناء داخلي يجب ان تصب في خدمة هدف الوحدة العربية ولا تتعارض معه باي شكل من الاشكال ذلك لان التقوقع القطري في الاعمار والبناء مهما كان البناء جليلا وواسعا فانه يظل جزءا صغيرا من كل اوسع واعم واشمل ولا قيمة لهذا الجزء ان لم ياخذ اطاره العربي الاوسع وكذا الحال في تطبيقات البعث الاشتراكية التي هي ضرورة حاسمة في تجربة العراق القطرية غير ان النظرية البعثية وتطبيقاتها الميدانية يجب ان تجد حلا" ملائما للتنفيذ في قطر العراق مع ايجاد السبل الكفيلة باعطاء التجربة الاشتراكية هي الاخرى افقها القومي المطلوب.

ولكي نكثف الدلالات والمعاني في اطار المساحة المقبولة لاغراضنا هنا فاننا سنلخص الاجراءات القومية التي نفذتها قيادة البعث وعبقريها الخالد صدام حسين رحمه الله لتعطي للتجربة البعثية في العراق اطارها القومي:
1- انطلاق اول نظرية عمل بعثية في الميدان تصدى لها القائد الملهم صدام حسين وركزت من بين ما ركزت عليه ايجاد جسور الصلة الفكرية والتنفيذية بين ساحة القطر العراقي والساحة العربية الاوسع.
2- استقبال العمالة العربية في العراق الثائر واعتمادها في ميادين الصناعة والزراعة والبناء والانشاءات والتعليم والصحة وقد وصل عدد المصريين الى اكثر من خمسة ملايين والسودانيين الى اكثر من مليونين وهكذا بقية العرب من المغرب العربي ومشرقه.
3- اعتماد صيغ مستقرة ودورية ضمن خطط التنمية العراقية تخصص فيها مبالغ للاستثمار في الاقطار العربية وخاصة ذات الامكانيات الاقتصادية المتواضعة. وقد نفذ ضمن هذا البرنامج مئات الانجازات في اليمن والسودان والصومال وموريتانيا وتونس والجزائر ومصر والاردن وتنوعت بين معونات مالية ودعم لوجستي في التسليح وامدادات تربوية وتعليمية ضخمة ومعونات صحية وغذائية كبيرة وانجاز مشاريع عمرانية مختلفة.
4- فتح ابواب عمل قيادي في قنوات الدولة المختلفة بحيث كنّا نجد عربا من مختلف الجنسيات ضباطا كبارا في الجيش وفي مراكز قيادية في ألوية الجيش العراقي الباسل وخبراء في مؤسسات البحث العلمي والاكاديمي كالطاقة الذرية ومنشآت الصناعة والتصنيع والجامعات ومدراء عامين في مختلف دوائر الدولة فضلا عن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي و الكادر القيادي المرتبط بها.
5- فتح ابواب الدراسة في الجامعات العراقية للحصول على البكلوريوس والماجستير والدكتوراه للطلبة العرب من مختلف الجنسيات حيث تخرج الآلاف منهم في مختلف حقول العلم والمعرفة.
6- تنازل العراق عن المنطقة الحدودية الغنية بالنفط والفوسفات الى الشعب الاردني حيث قال الرئيس الخالد صدام حسين ( ليأخذوها .. هي حصة الاردن في ثروات العراق ) ,تنازلة ايضا عن قطعة ارض حدودية مع المملكة العربية السعودية.
7- مشاركة العراق في معارك الامة ضد الكيان الصهيوني وعلى مختلف الجبهات السورية والمصرية وبمختلف صنوف القوات المسلحة العراقية. والدعم غير المحدود الذي قدمه العراق للقضية الفلسطينية في مختلف المحافل والدعم المادي والتسليحي للمقاومة الفلسطينية وللفدائيين وعوائلهم.
لقد كانت القوة العسكرية الضخمة والبناء الاقتصادي الرصين ومظاهر البناء والعمران والتنمية البشرية كلها موظفة لصالح الامة وتصب في قنوات صيرورتها. وقدم العراق اروع صور البطولة والتضحيات الجسيمة في قادسية صدام المجيدة التي تصدى فيها للعدوان الفارسي الطامح للتمدد على حساب العراق والخليج العربي. لقد كان العراق قلعة العروبة وقبلة احرارها وملاذ المظلومين والملاحقين من ابناءها والبقعة المحررة في ارض الامة التي منها انطلقت عشرات المبادرات القومية التي هدفت الى لم الشمل العربي وتوحيد الارادة السياسية في مواجهة التطبيع والاستسلام والخنوع للامبريالية والصهيونية وتوحيد اتجاهات التنمية في الامة وتكامل انشطتها الصناعية والزراعية والتجارية ومنح الاولويات لهذه الانشطة العربية العربية. وكلنا يتذكر ان العراق قد استورد الغذاء والدواء من مصر وسوريا والاردن وبقية اقطار الامة عندما اقر برنامج النفط مقابل الغذاء والدواء ابان فترة الحصار الجائر المجرم، ورفض وهو تحت ذاك الظرف العسير ان يستورد من الغرب المجرم.
ان ما قلناه هو غيض من فيض فلقد كانت تجربة 35 عاما من البناء الوحدوي الاشتراكي التحرري ليس للعراق وحده بل لكل الامة وكانت اهم مسوغات استهداف التجربة البعثية واغتيالها هو تطبيقاتها الوحدوية على ساحة العراق العظيم.

---------------
وقع التصرف في العنوان الأصلي للمقال
مشرف الموقع


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، امريكا، احتلال، عملاء، تخاذل العرب،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 23-12-2008  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  عشيرة البوحيات نموذج العراق الثائر
  الحسين بن علي عليه السلام ثائرا "وليس لطّاما"
  غزة .. كشفت مزايدات ايران الفارغة
  غزة تستصرخ ... سيف صدام حسين
  ديموقراطية صدام حسين: مقابلة المواطنين نموذجا
  العـراق حينما كان يدعم العرب
  تداعيات قندرة منتظر الزيدي
  موقف العمائم من اتفاقية توزيع العراق غنائم
  يا أبناء شعبنا العظيم ... انهم يكذبون علينا
  مبروك للمقاومة البطلة توقيع الاتفاقية
  المذهب شئ ... والطائفية السياسية شئ آخر
  الاحزاب الطائفية الصفوية .. لا عراق ولا ديمقراطية
  كلمة السر .. كلمة المرور الى التزوير!
  مميزات دين إيران الأساسية
  رمضان يغرينا بغسل عارنا !
  الغوص في الوَهم .... والعاقبة للمتقين !!
  أقلام النفوس المظلمة
  ضربات الأقلام المجاهدة وفحيح المغلوبين

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سيد السباعي، صالح النعامي ، فهمي شراب، إسراء أبو رمان، د. أحمد محمد سليمان، سفيان عبد الكافي، يزيد بن الحسين، صلاح المختار، عبد الغني مزوز، أحمد بوادي، وائل بنجدو، عراق المطيري، عمار غيلوفي، مصطفي زهران، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد يحي، عبد الرزاق قيراط ، كريم السليتي، ضحى عبد الرحمن، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عبد الله زيدان، د - مصطفى فهمي، صلاح الحريري، أنس الشابي، حاتم الصولي، إياد محمود حسين ، أحمد الحباسي، تونسي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. عادل محمد عايش الأسطل، صفاء العراقي، أحمد النعيمي، د. عبد الآله المالكي، سامر أبو رمان ، طلال قسومي، محرر "بوابتي"، الناصر الرقيق، أبو سمية، مجدى داود، رضا الدبّابي، منجي باكير، سلام الشماع، علي عبد العال، فتحي العابد، عمر غازي، د - محمد بنيعيش، حسني إبراهيم عبد العظيم، حميدة الطيلوش، جاسم الرصيف، د. طارق عبد الحليم، د - المنجي الكعبي، العادل السمعلي، كريم فارق، د. أحمد بشير، أحمد ملحم، ياسين أحمد، رشيد السيد أحمد، عواطف منصور، إيمى الأشقر، فتحـي قاره بيبـان، سلوى المغربي، عزيز العرباوي، الهادي المثلوثي، د.محمد فتحي عبد العال، صفاء العربي، د - محمد بن موسى الشريف ، مصطفى منيغ، محمود طرشوبي، د- محمد رحال، حسن الطرابلسي، د - صالح المازقي، سليمان أحمد أبو ستة، د. ضرغام عبد الله الدباغ، فتحي الزغل، أ.د. مصطفى رجب، محمد أحمد عزوز، محمد العيادي، د - عادل رضا، د- محمود علي عريقات، الهيثم زعفان، محمود سلطان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد شمام ، ماهر عدنان قنديل، رافد العزاوي، محمود فاروق سيد شعبان، د - الضاوي خوالدية، محمد الطرابلسي، د. خالد الطراولي ، خبَّاب بن مروان الحمد، رافع القارصي، علي الكاش، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سعود السبعاني، د- هاني ابوالفتوح، المولدي الفرجاني، حسن عثمان، د- جابر قميحة، نادية سعد، د. مصطفى يوسف اللداوي، مراد قميزة، محمد الياسين، سامح لطف الله، رمضان حينوني، عبد الله الفقير، أشرف إبراهيم حجاج، د. صلاح عودة الله ، خالد الجاف ، محمد عمر غرس الله، د. كاظم عبد الحسين عباس ، صباح الموسوي ، فوزي مسعود ، د - شاكر الحوكي ، يحيي البوليني،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة