البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

عن ثقافة الحجاب وسلوكه: في الرد على "حجاب الموضة"

كاتب المقال هناء سلامة   
 المشاهدات: 8077



بعد أن نمت وانتشرت الصحوة الإسلامية المباركة في بلاد العرب والمسلمين، بل وفي العالم كله، كان من نتائج ذلك انحياز قطاعات عريضة من نسائنا وفتياتنا للمشروع الإسلامي والثقافة الإسلامية والسلوك الإسلامي والمظهر الإسلامي.

وارتدت طالبات الجامعة والمدارس والموظفات وربات المنازل الحجاب الشرعي على نطاق واسع تعبير عن الهوية الإسلامية والالتزام بالإسلام وأخلاق الإسلام.

إلا أنه في السنوات الأخيرة، بدأت تنتشر ظاهرة ارتداء الكثير من الفتيات والنساء زيًا يفرغ الحجاب من مضمونه ويحسبه الكثيرون من الحجاب وما هو من الحجاب، عبر ارتداء الملابس الطويلة والمجسمة في نفس الوقت، وكذلك ارتداء الطرحة ولكن مع النمص ووضع الماكياج والعطور.

الأمر السلبي في هذه الظاهرة أنها كانت من ناحية التفافًا على الحجاب وثقافته، ومن ناحية أخرى اتخذها العلمانيون وسيلة يوجهون من خلالها خناجرهم وسهامهم المسمومة تجاه الإسلاميين والفكرة الإسلامية عموماً، ويقولون إن كثيراً من المحجبات الآن يرتدين الملابس المثيرة، التي هي أكثر إثارة وإغراءً من ملابس المتبرجات، وإنه من المألوف أن نرى كثيراً من هؤلاء يتأبطن أيدي الشباب في مناظر خليعة في الشوارع والميادين، فلماذا إذاً يصدعون رؤوسنا مطالبين بالحجاب؟.

إن الزي هوية وجزء أساسي من الدين، وشكل ونوعية الحجاب مؤشر على قوة إيمان المحجبة، فإذا كان تدينها مبدئي وقوي، فسوف تكون قدوتها المسلمات الرساليات الأوائل وزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، ولذلك فلن تتنازل أبداً عن شروط ومواصفات الحجاب الطويل الذي لا يصف ولا يشف وليس حجاباً للزينة.
أما إذا كان تدين الفتاة أو المرأة مهزوزاً وضعيفاً فسوف تقل شروط حجابها، ولن تلتزم بالشروط الشرعية المطلوبة.

ولذلك فليس هناك في الشارع الإسلامي ثقة في تدين الفتاة أو المرأة التي ترتدي الإيشارب والبنطلون الجينز وتضع المساحيق والعطور.

ومن حيث المضمون فلا يمكن تصور أن التي ترتدي هذا الحجاب المعيب قد قرأت في العلوم الشرعية أو الثقافة الإسلامية والعقيدة، لكي يكون حجابها تعبيرًا صادقًا وأمينًا عن تدينها، وإنما غالب الأمر أن هذا الحجاب شكلي وأنه عرض لمرض القلب، ودليل على حب الدنيا والتعلق بها، أو هو دليل على عدم وضوح الرؤية.

إننا نستطيع أن نقول إن هناك ما يمكن أن نسميه "عقلية الحجاب"، فالحجاب ليس خرقة تلف الرأس وحسب، كما يحب البعض تشبيهه، لكنه قبل أن يكون لباساً فإن له عقلية وثقافة ونفسية خاصة به في الخلق والتعامل، فالصلاة لن تغني عن صاحبها شيئاً ما لم تمنعه عن المعاصي والرذائل، والزكاة لن تنفع من سب هذا و كفّر ذاك وسرق الثالث وافترى على الرابع .. الخ. ولن تغني كل العبادات عمّن لم يدخل فؤاده طاعة الرحمن وخشية الله، فالدين المعاملة، وما بعث خير الأنام إلا ليتمم مكارم الأخلاق.


إن السعي لملاحقة الموضة قضية اجتماعية خطيرة، فالنفس البشرية تتوق دائمًا للجمال وتعجب به، ولذلك أمر الله عباده بالتزين والتجمل في غير إسراف، مع التأكيد على أن لباس التقوى هو الساتر الحقيقي للإنسان، والمسلم يعمل على الاهتمام بمظهره الخارجي كل حسب طاقته وقدرته، وكل هذا مباح ولا غبار عليه مادام لا يتعدى حدود الشريعة الآمرة بستر العورة للرجال والنساء على السواء، فالتجمل والاعتدال فيه والانضباط أمر حسن ومحمود، أما الإسراف فيه والتقليد الأعمى لكل ما يبتدع على أيدي أعداء الإسلام فهو المذموم الذي لا يحبه الله تعالى ولا يرضاه لعباده.

إن ستر شعر الرأس ليس هو الغرض من الحجاب، وإنما الحجاب عبادة واجبة يأثم المفرط فيها، وكما أن للصلاة صفة من خالفها فقد خالف صحيح الدين، فكذلك الحجاب له صفة لا يجوز مخالفتها، فشروط الحجاب معروفة وهي: أن يكون ساترا للبدن عدا الوجه والكفين، وواسعا لا يصف، وسميكا لا يشف، ولا يلفت الأنظار، وألا يكون زينة في ذاته، وألا يكون لباس شهرة.

إن التي ترتدي الخمار الساتر بشروطه قد التزمت بالفريضة، وتعلوها المتنفلة التي تحب أن تقدم النافلة مع أداء الفريضة، والنافلة ما زاد تطوعا عند الإنسان في طاعته وعبادته قربة لوجه الله سبحانه وتعالى؛ وهي التي ترتدي النقاب.

لكن التي ترتدي حجاب الموضة، لا تؤدي فريضة دينية، وما ترتديه قد يكون نوعاً من الاحتشام تفادياً للتبرج، لكنه ليس حجاباً، لأن الحجاب ثقافة ثم سلوك وخلق.

--------------
وقع التصرف الجزئي في العنوان
موقع بوابتي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

صحوة اسلامية، المسلم الرسالي، غزو فكري، الحجاب، سلبية، علمانية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 26-11-2008   shareah.com

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عمار غيلوفي، محمود طرشوبي، عبد الله الفقير، بيلسان قيصر، وائل بنجدو، د - محمد بن موسى الشريف ، عزيز العرباوي، أحمد ملحم، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد يحي، أحمد الحباسي، محمد الياسين، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سامر أبو رمان ، العادل السمعلي، الناصر الرقيق، محمود سلطان، عراق المطيري، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، فتحـي قاره بيبـان، أ.د. مصطفى رجب، الهادي المثلوثي، مجدى داود، د. صلاح عودة الله ، محمد اسعد بيوض التميمي، صلاح المختار، محمد أحمد عزوز، أبو سمية، د. عبد الآله المالكي، صلاح الحريري، المولدي اليوسفي، حسن عثمان، عبد الغني مزوز، المولدي الفرجاني، محمود فاروق سيد شعبان، سفيان عبد الكافي، صباح الموسوي ، حاتم الصولي، ياسين أحمد، فتحي العابد، د - مصطفى فهمي، د. أحمد محمد سليمان، محمد العيادي، أشرف إبراهيم حجاج، أحمد بوادي، مصطفي زهران، سامح لطف الله، حسني إبراهيم عبد العظيم، الهيثم زعفان، حميدة الطيلوش، محمد علي العقربي، د. طارق عبد الحليم، فتحي الزغل، رضا الدبّابي، منجي باكير، إيمى الأشقر، رشيد السيد أحمد، تونسي، ضحى عبد الرحمن، جاسم الرصيف، د - صالح المازقي، سلوى المغربي، صفاء العراقي، محمد عمر غرس الله، د- محمد رحال، علي عبد العال، كريم السليتي، د - عادل رضا، رافع القارصي، فوزي مسعود ، عبد الله زيدان، رمضان حينوني، د- هاني ابوالفتوح، عبد الرزاق قيراط ، د - الضاوي خوالدية، طلال قسومي، محرر "بوابتي"، علي الكاش، سليمان أحمد أبو ستة، د - شاكر الحوكي ، د. أحمد بشير، رافد العزاوي، رحاب اسعد بيوض التميمي، يحيي البوليني، د- محمود علي عريقات، د - محمد بنيعيش، سلام الشماع، إسراء أبو رمان، سيد السباعي، محمد الطرابلسي، نادية سعد، د. عادل محمد عايش الأسطل، عبد العزيز كحيل، مراد قميزة، ماهر عدنان قنديل، د- جابر قميحة، حسن الطرابلسي، د. خالد الطراولي ، كريم فارق، طارق خفاجي، محمد شمام ، إياد محمود حسين ، يزيد بن الحسين، خبَّاب بن مروان الحمد، د. مصطفى يوسف اللداوي، فهمي شراب، أنس الشابي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، خالد الجاف ، مصطفى منيغ، عواطف منصور، د - المنجي الكعبي، د.محمد فتحي عبد العال، عمر غازي، صالح النعامي ، سعود السبعاني، صفاء العربي، أحمد النعيمي، د. ضرغام عبد الله الدباغ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز