عندما صدر تقرير "راند" الأخير متناولاً الصورة التي يرتضيها للمسلم "المعتدل" تعجب كثيرون من هذه الصورة الخرافية لمسلم لا يكاد يحمل من الإسلام إلا اسمه تريد الولايات المتحدة تنميطه ليصبح ملائماً لأحلامها في السيطرة على عقول المسلمين من خلال هذا النموذج الذي لا يكتفي بأن يكون مجرد "مسلم معتدل" وإنما "داعية معتدل" وفق تعريف الاعتدال "المتطرف" تمييعاً للدين بل وإزالة لأركانه، وعند مناقشة التقرير في أكثر من مناسبة من قبل المحللين استنكر البعض مجرد هذه الأمنية الأمريكية أن تكون بالفعل قابلة للتحقق.
ولعل أحداً لم يتعجب أن يختار الرئيس المنتخب باراك أوباما ـ أو يتوقع وقوع اختياره على ـ د. أحمد يوسف أستاذ الشريعة الإسلامية في جامعة برنستون الأمريكية، ليكون مستشاره لشئون الدين الإسلامي، الذي لا يؤمن بالحجاب ويروج لنمط متطرف من الاختلاط المباح أيضاً بين الرجال والنساء، لم يكن هذا عجيب على مستشار لرئيس غير مسلم.
بيد أن المثير للاشمئزاز والحفيظة والعجب أن يُرى مثل هذا النموذج المطلوب أمريكيا ليجسد دور "داعية معتدل" عياناً في قلب بغداد الرشيد، ولكن العجب يزول حين يتبين أنه ينشط في المنطقة الخضراء معقل القوات الأمريكية التي تمسك بتلابيب الحكم في العراق، وحينئذ العجب يزول ونحن نقص هذه القصة لأنه من اكتشاف الأمريكان الذين طالما اكتشفوا للعالم من البدع ومن الأمور التي تبعد كل البعد عن النهج الإنساني والعقلاني القويم وكان من الأجدر بهم أن يسندوا له بطولة فلم من إنتاج المدينة الهوليودية بدلا من أن يضعوه إماما للمسلمين في بيت من بيوت الله , نعم فقد وضعوه إماما لمسجد القادسية في المنطقة الخضراء ببغداد التي تقطنها القوات الأمريكية والمسئولين الأمريكان وأفراد الحكومة العراقية .
اسمه فؤاد راشد وعمره أربعون عاما متزوج من امرأة تصغره بعشرين سنة وليس له أولاد , هذا الشخص الغريب والذي يدعي زورا وبهتانا انه شيخ يضع العدسات اللاصقة على عينيه ويصبغ لحيته باللون الأصفر بل ويأخذ من حاجبيه ويرتدي ملابس شبيه بملابس الراهبات , وعندما يسأل عن سبب ارتدائه لزي الراهبات , فيدعي انه رأى السيدة مريم ثلاث مرات في المنام عندما كان طالبا في المرحلة الثانوية في مدرسة الراهبات ( هذه المدرسة هي مدرسة تنصيرية في العراق وبالتحديد ببغداد في جانب الرصافة على نهر دجلة ) وطلبت منه السيدة مريم أن يتبعها؛ فكان ارتدائه لملابس الراهبات منذ ذلك الوقت لازمته لكي يكون على هيئة السيدة مريم عليها السلام كما يدعي هو.
هذا الشخص يتحدث في خطبة الجمعة عن التسامح والحب الذي يكنه الأمريكان للعراقيين ولا يخفي حبه للأفلام الأمريكية وإعجابه بها بل إنه شديد الإعجاب بالممثلة الأمريكية ويتني هيوستن ويقول عنها أنها أنيقة وجميلة ونقية وهو لا يخفي حبه وافتتانه بالحياة الأمريكية بل ويتمنى العيش فيها لأنها رمز للحرية والديمقراطية في العالم كما يدعي هو.
هو الآن إمام وخطيب ( وللأسف الشديد ) في أحد بيوت الله في الحي الخاص بالرئيس صدام حسين وبنى بالقرب من قصره الرئاسي مسجدا , وعندما احتلت بغداد تم عزل شيخ المسجد وتعين فؤاد الراشد هذا بدلا عنه في المنطقة الخضراء المحصنة بالدبابات والدروع الأمريكية لان راشد هذا يدرك انه لا يستطيع العيش خارج أسوار المنطقة الخضراء وإلا سيكون مصيره جيفة بين أكوام النفايات ولن يقبل أبناء الرافدين الغيارى على دينهم وإسلامهم أن يؤمهم ويخطب فيه هذا "الراشد" (الذي ليس براشد حقيقة), ولكن ما نقول إلا رحم الله بلاد الرافدين وأبناء الرافدين الذين ابتلوا أيما ابتلاء من جراء الاحتلال الأمريكي وأذنابهم الذين لا يفتؤوا أن يسيئوا في كل لحظة للإسلام ومقدسات الإسلام وحسبنا في ذلك الله هو مولانا ونعم النصير.
إنه إحدى النماذج التي يتمناها الأمريكيون أن يكون عليها دعاتنا "المعتدلون"؛ فلأي إسلام سيقودنا هؤلاء؟!!
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: