د- أحمد إبراهيم خضر - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 10523
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
1- الأصل فى العلوم الإجتماعية هو أن " الإنسان محور الكون" ، وأن مستقبل الحياة على الأرض يقع على كاهل الإنسان وحده وأنه يستطيع أن يجد في ذاته كل الحقيقة الضرورية اللازمة لتوجيه حياته ، وهو المرجع والمعيار لكل ما يصدر عنه من أفعال وتصرفات ، فما يراه هو الأصل والصواب ، وهو يعيش في هذه الحياة الدنيا وحدها ولا معاد له في الآخرة ، وهو مصدر المعرفة وليس " الله " وهذا هو المعنى الحقيقي للعلوم الإنسانية وليس كما كان متصورا من أنها العلوم المتعلقة بالإنسان. أما الأصل فى الدين فهو أن " الله هو محور الوجود " وأن هذا الوجود ليس متروكا لقوانين آلية صماء ، فهناك وراءها إرادة مدبرة ومشيئة مطلقة . ولا مكان في هذا الوجود للمصادفة العمياء ولا للفلتة العارضة ، وأن "التحليل والتحريم"بمعنى " الحظر والإباحة " يشمل كل شيء في الحياة الإنسانية ، وأن الإعتقاد بالآخرة كلية من كليات الدين وأن الإيمان بالغيب هو العتبة التي يتجاوزها الإنسان ليتجاوز مرحلة الحيوان ، وأن الله لم يترك الإنسان مهملا معطلا عن الأمر والنهى والثواب والعقاب. وهذه كليات ترفضها العلوم الإجتماعية رفضا مطلقا. هذا هو الأصل فى كل من العلوم الإجتماعية والدين . ومن المعروف أن الأصل إذا اختل ، اختل الفرع من باب أولى . فالفرع مبنى على أصله يصح بصحته ويفسد بفساده ويتضح باتضاحه ويخفى بخفائه ، والأصول منوط بعضها ببعض فى التفريع عليها . وكل وصف فى الأصل مثبوت فى الفرع ولو وقع فى بعض الأصول خلل لزم سريانه فى جميعها . ونقصد من هذا بيان أن هذا الأصل فى كل من العلوم الإجتماعية والدين يسرى فى كل جزئية من جزئياتهما وفروعهما وعلومهما بلا استثناء ، ويستحيل أن تستغنى الجزئيات عن كلياتها أى أصولها ، فمن أخذ بنص جزئى وأعرض عن كليه فقد أخطأ ، ومن أعرض عن جزئى جملة شك فى الكلى لأن الإعراض إنما يعنى مخالفته للكلى أو توهم المخالفة له. وهذا فارق أساس يقف حجر عثرة فى وجه كل من يحاول التوفيق بين العلوم الإجتماعية والدين ، أوعقد مصالحة أو السعي لإيجاد تكامل بينهما .
2- يلخص العلماء الإجتماعيون الغربيون موقف نظرياتهم الإجتماعية من الدين بقولهم " فيما يتعلق بالحقيقة الدينية تقر النظرية الإجتماعية العامة بالإلحاد ، وتجاهر العداء للدين ، أما النظريات الحديثة فإنها وإن كانت غير معادية للدين فإنها إلحادية أيضا ، وفى الوقت الذي تدعى فيه النظريات التقليدية بأن الأفكار الدينية زيف ووهم ، فإن النظريات الحديثة تحاول تجنب مسألة حقيقة الدين ، لكنها تغذى في الواقع هذه التحليلات التي تحقر من أية رؤية جدية للأفكار الدينية وتنظر إليها على أنها غير حقيقية" .
3- تعكس النظريات الإجتماعية الأولى آراء مفكري عصر التنوير الثائرين على الدين ، وبالرغم من اختلاف محتوى هذه النظريات فإنها اتفقت على توجبه اتهامين أساسيين للدين : أولهما : أن التعاليم الدينية ليست صحيحة ، والثاني : أن الدين شجع على القيام بالعديد من الشعائر التي تحول دون رفاهية البشر ، وخلاصة ما انتهت إليه هذه النظريات أن الدين ليس بالشيء الحسن ولا بالشيء الحقيقي وفقا لمستويات عصر التنوير.
4- يقول " جى نورمانو" الأستاذ بجامعة هارفارد فى مقالة له نشرت فى عام 1932يصف فيها عالمية وإسهامات سان سيمون :" كل العلوم الإجتماعية خصبتها كتابات سان سيمون ، الإشتراكية من صنع سان سيمون ، وهو فى نفس الوقت نبى الرأسمالية ، أثر سان سيمون فى الفلسفة والإقتصاد وفى التاريخ والدين والسياسة ، إنه المؤسس الأول لعلم الإجتماع ، وهو الذى صاغ مسودة عصبة الأمم فى عام 1814 ، وهو قائد النخبة الجديدة من السياسيين والصحفيين ورجال التقنية والصناعة ، وهو المتحدث الرسمي بإسم الجيل الأول الذى يحمل روح التحديث الثائرة " . الإنسان عند " سان سيمون " هذا هو الذى اخترع " الله" مدفوعا بدوافع مادية وبعد أن تم له هذا الإختراع اعتقد فى أهمية نفسه . و"الله " عنده فكرة مادية ناتجة لدورة السائل العصبي فى المخ . أما تلميذه " أوجست كومت" فقد سعى لإبعاد الله بإسم الدين وكان يقول أنه مستعد لتقدير الله تاريخيا شرط الإنتهاء منه وعدم ذكره نهائيا ، وكان يرى أن الإنسان هو ممثل الكمال الأعلى وأنه أفضل من "الله " وأن المرأة هي أجدر بالعبادة لأنها محل تحقيق أمانى الصداقة والعشق . أما " دوركايم " وهو من أكثر العلماء الإجتماعيين شهرة فقد اعتبر أن"التوتمية "وليس "التوحيد" هى الصورة الأولى للحياة الدينية وأن "الألوهية" ما هى إلا مجرد فكرة وليست بحقيقة وأن الدين لا يبدأ بالإله وعمد إلى تأليه المجتمع وصاغ عبارته الشهيرة " إن الله هو المجتمع ". وفى أول فرصة أتيحت أمام " دوركايم" لوضع أفكاره موضع التطبيق ساهم فى إصدار أول قانون فرنسى عام 1882 يحظر إمداد الأطفال فى التعليم الأولى بأي تعليم دينى من سن السادسة إلى الثالثة عشرة ، وطبق ذلك فى المدارس الفرنسية بالفعل . واعتمدت سياسته فى إصلاح التعليم فى فرنسا على فصل الأخلاق عن الدين وتجريد المبادئ الدينية من طبيعتها والإستعاضة عن الوحى بالعقل واعتبار أن المجتمع هو غاية السلوك الأخلاقي بدلا من " الله " .
5- هذا عن النظريتين التقليدية والحديثة أما علماء النظريات الإجتماعية المعاصرة فقد تمسكوا بالقول بأن " العالم الغيبي عالم زائف ، لكن هذا العالم يجب أن يكون حقيقيا لمن يؤمنون به "، كما قالوا: " بأنه لا بد أن يكون للإنسان أسطورة أي معتقد دينى وأن هذه الإسطورة ليست إلا وهما" . وقد دفع هذا القول أحد العلماء النصارى وهو " وليام كولب" إلى القول : "بأن هذه الكلمات مثال صارخ للإعتراف الواضح والصريح بالأساس الإلحادى للنظرية المعاصرة عن الدين".
6- امتدح العلماء الاجتماعيون المعاصرون الدين ، وامتدحوا كذلك الجهود التي تبذل لتفسيره ، لكنهم لم يروا أبدا أن الدين وحى من الله وإنما هو انعكاس لعوامل نفسية إجتماعية ، حتى أنهم أيدوا أشهر علماء النظرية الإجتماعية المعاصرة " تالكوت بارسونز" لنجاحه فيما يسمونه " ترقية الدين من درجة الوهم إلى درجة الإنحراف الضرورى " . ومن أبرز العلماء المعاصرين أيضا ذوى الباع الطويل فى قضايا الدين :"بيتر بيرجر" و " روبرت بيلا" . أما الأول ، فقد كتب كتابا بعنوان " الظل المقدس" دعا فيه الأمريكيين إلى العودة إلى الله والكتاب المقدس وكان يرى أن الجنس البشرى لن يتقدم بلا دين ، وكان ينظر إلى " بيرجر" على أنه مناصر للدين وخاصة لقبوله النظرة القائلة بأن العلم لا يستطيع تطبيق طرقه التجريبية فى المجال الروحى . لكن التحليل الدقيق لآراء " بيرجر" يكشف أن كتابه السالف الذكر هو أكثر كتبه احتقارا للدين ، فالدين عنده اختراع إنساني والناس هم الذين ينتجون الدين ويعيدون إنتاجه ، وكان يرى أن الدين يجب أن يقوم على افتراضات إلحادية وأنه يحطم تصورات الناس عن أنفسهم ويزيف وعيهم الثقافي، وأيد الرأي القائل بأن كل الأفكار الدينية زيف ووهم وأن التجربة الدينية تجعل الحياة تافهة ونسبية . وأن فكرة ما فوق الطبيعي بمعنى الله والملائكة والجن والشياطين فكرة لم يعد لها وجود فى الفكر الديني الحديث . ومن أبرز ما قاله " بيرجر ":" إذا كان هناك آخر يتحدانا ويقصد " الله " هنا فيجب أن يتحدانا باستمرار كما كان يفعل من قبل .....إن الصلاة والصوم والحج ماهى إلا رد فعل ناتج عن الخوف المتولد من المواجهة مع الله ... الدين إسقاط نفسى اجتماعى والناس يدينون به بسبب حاجات نفسية واجتماعية". أما " روبرت بيلا" الذي اعترف بأن محاضراته أدت إلى أزمات حادة فى الإيمان عند طلابه ، فلم يختلف كثيرا عن سابقيه ، وكان يقول أنه وإن اختلف عن غيره فى رفضه أن الدين خداع عظيم فإن مخالفته هذه تقوم على أساس أن الدين يحتوى على حقيقة ما ، لكن هذه الحقيقة تختفى فى الأساطير والطقوس الوهمية للدين .
7- تأثر معظم العلماء الاجتماعيين العرب بهذه الأفكار المناهضة للدين ، وخاصة هؤلاء الذين درسوا فى بلاد الغرب ، ولما عادوا إلى بلادهم ، كتبوا فى مؤلفاتهم بالعربية " أن الدين من صنع المجتمع والثقافة وأنه نوع من التضليل الإجتماعى والأفعال الرمزية التي أسيئ فهمها ونسيت معانيها وأنه نوع من الجهل والخطأ الإنسانى وأنه أسلوب بدائى فى التفكير ستؤدى العقلانية إلى إضعافه وإخفاقه . " الله " عندهم كما هو عند علماء الغرب مجرد رمز أو أنه إما قوة العقل الخلاقة فى المادة أو أنه تطوير إسقاطى لاعتماد الطفل على والديه حسب المفهوم الفرويدى للدين . كما رأوا كذلك أن هناك تناقضات فى جوهر الدين وأنه يعزل الإنسان عن العالم ، ويعمل على إعاقة التطور الإقتصادى فى المجتمع لرفضه النظام الربوى وتشجيعه على كثرة النسل ، كما قبلوا التحليلات الغربية فى نظرتها إلى الأمور الغيبية وأداء الشعائر ، ووصل الحال ببعضهم إلى النظرة إلى الكعبة المقدسة عند المسلمين والصليب عند النصارى على أنها لا تختلف عن النظرة إلى البقرة المقدسة عند الهندوس فليست جميعها مقدسة فى ذاتها ، وإنما الذي أضفى عليها القداسة هو طبيعة مشاعر واتجاهات الناس حولها ، والقداسة ليست إلا اتجاه عقلي انفعالي يفصل بين الأشياء فيميز أحدها بالقداسة والآخر بغير التقديس. وعلى امتداد المشرق العربي ومغربه نادى العلماء الإجتماعيون العرب بإهمال النص الديني وعدم الاعتداد به ، والتركيز فقط على الوظيفة التي يؤديها هذا النص فى حياة الناس .
8- انفرد العلماء المسلمون الأوائل باتخاذ موقف حاسم ومتشدد تجاه العلوم الإجتماعية وذلك منذ أن كانت جنينا فى أحشاء الفلسفة وقبل أن تكتسب أسماءها الحالية وتتشعب إلى ماهى عليه الآن. وخلاصة هذا الموقف هو أن جميع أفكار هذه العلوم إما فاسدة أو ناقصة ، ولا بد فيها من خلل يمنع دعاتها ومؤيديها أن تتم لهم منفعة بها . ولو فرض صلاح شيئ من أمورهم على التمام لاستحقوا بذلك ثواب الآخرة . هذه العلوم –كما يقول العلماء ، لا يصح نسبتها إلى شريعة الإسلام بوجه من الوجوه ، فهى لا تشتمل على ما يؤمر به شرعا ، وشريعة الإسلام ليست متوقفة عليها ، وهى لا يحدث منها الإيمان الواجب ، ولا يعرف منها صحة الإسلام وثبوته. وهى فى مجملها مجموعة من القضايا الكاذبة والخيالات الفاسدة يعتبرها أصحابها أصولا عقلية يعارضون بها الدين ، وفيها من القواعد السلبية الفاسدة التي راجت على كثير من الفضلاء ، والذي يؤمن بها يكون بعيدا إما عن أصل الدين أو عن بعض شرائعه، لأنه لا ذكر فيها للنبوات وإن ذكرتها فبالسلب ، فهي تقوم أصلا على عدم التصديق بالرسل مما يحفز الناس على الكفر ، لا يلجأ إلى هذه العـــلوم من يعلم أن الدين قد جاء لإصلاح الإنسان والنفس والمجتمع، أما الذي يغوص فيها فهو من فقد أسباب الهدى لأن كل ما فيها من العلوم والأخلاق والأعمال لا يوصل ولا يكفى للنجاة من عذاب الله فضلا عن أن يكون محصلا لنعيم الآخرة ولأن ما تحصل به السعادة والنجاة لا تتضمنه أصلا ، فأصل السعادة والنجاة من العذاب هو توحيد الله بعبادته وحده لا شريك له، والإيمان برسله واليوم الآخر والعمل الصالح وكل ذلك تخرجه هذه العلوم من دائرتها وتقذف به إلى دائرة اللاهوت . وإذا فرض أن فيها أي منفعة فالصواب منفعته فى الدنيا فقط . ما تقوله هذه العلوم إما إن يكون باطلا و إما أن يكون تطويلا لا يخلو من أخطاء تعوق الطريق عن الوصول إلى الحق . اصطلاحاتها واللغة التي تقوم عليها لا يحتاج إليها العقلاء ولا طلب العقلاء يكون موقوفا عليها. والمعرفة لا تتوقف على هذه العلوم فعلوم الناس عامتهم وخاصتهم حاصلة بدون هذه العلوم ، والأنبياء لا ريب فى استغنائهم عنها وكذلك أتباع الأنبياء من العلماء والعامة، فالقرون الثلاثة الأولى من هذه الأمة الذين كانوا أعلم بنى آدم علوما ومعارف لم يكونوا يعرفوها ولا ابتدعوها فلم تكن الكتب الأعجمية الرومية عربت لهم ولكنا حدثت بعدهم . وهذه العلوم فى عامتها لا تشفى عليلا ولا تروى غليلا ، ومن ثم لا يحتاج إليها الذكي ولا ينتفع منها البليد ، وهى على العموم قليلة الفائدة إما لكثرة الحشو فيها وطولها وإما لفسادها ، وإما لعدم تميزها لما فيها من الإجمال والاشتباه ، وهى لا تتضمن إلا كلاما مزخرفا مزينا محسنا يقوم على التلبيس والتمويه يمكن الإستغناء عنه ، وهى وإن كانت تتضمن علما فإن هذا العلم يمكن أن يحدث بدونها ، وإن كان بعض الناس يستفيد منها فإن هذا لا يحدث لأكثر الناس . إنها تبعد العقول عن العلوم والأعمال النافعة مما يضر بالكثيرين منهم ويسد عنهم طريق العلم الحقيقي ويوقعهم فى الضلال والجهل، لسلوكها طرقا معقدة مستخدمة ترسانة ضخمة من الإصطلاحات الغامضة لا تؤدى إلا إلى إضاعة الوقت وشغل الناس عما لا ينفع وتثبت الجهل الذي هو أصل النفاق فى القلوب حتى وإن ادعت أصل المعرفة والتحقيق. والذين يمارسون هذه العلوم هم أكثر الناس شكا واضطرابا ، وأقلهم علما وتحقيقا وأبعدهم عن تحقيق علم موزون ، وإن كان فيهم من يحقق شيئا من العلم فذلك ليس لصحتها وإنما لصحة المادة والأدلة التي ينظر فيها وليس لأجلها ذاتها .، وموضوعاتها فى جملتها تحتوى على أمور فطرية عقلية لا تحتاج إلى اصطلاحات خاصة . والمشكلة الكبرى فى أرباب هذه العلوم أنهم يستجهلون كل من لم يشاركهم فيها حتى وإن كان إيمانه أفضـــــل من إيمانهم إذا كان فيه قصور فى البيان والذكاء ، ويرون كل مالم يتم الوصول إليه من غير علمهم ليس بعلم . أى أنها ترى أن العلم الذي يجب تصديقه ليس بعلم ، وتجعل ما هو باطل وليس بعلم علما. فالعلم الإلهي ليس بمتيقن معلوم عند أرباب هذه العلوم .
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
16-10-2008 / 13:55:32 ابو سمية
السيد محمد لااراك قلت كلاما واضحا بتدخلك، وعلى اية حال الكاتب ام يقل انه لا يجب ان نتبع الغرب على الاطلاق، وانما تناول موضوعا هاما وهو العلوم الاجتماعية التي هي علوم انسانية تعكس الخلفية العقدية للرؤى التي تحكم تلك العلوم الاجتماعية، وقال الكاتب ان تلك العلوم من حيث انها تحارب الاديان وتكفر بها ومنها الاسلام، فانه يجب اعادة النظر فيها
ولا افهم مادخل موضوع سرقوا حضارتنا وسرقة الصفر بالتحديد في المسالة
16-10-2008 / 11:25:41 محمد
الدين و القانون
ان تدخل الدين في القانون لان دينناهو قانونا و لا داعي الاتباع الغرب الذي سرق حضارتنا بل ا الفرنسينلم يكونويعرفون حتى الرقم الصفر تونسالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
16-10-2008 / 13:55:32 ابو سمية