البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

رب درس تأخذه من عند غير مدرس ولو من طوفان

كاتب المقال د - المنجي الكعبي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 715


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الاستقلال والسيادة وعدم التدخل بعضنا في شؤون بعض هي المفاهيم المستوردة من الغرب التي نخرت عظام وحدتنا ‏في الحكم والقرار والحرب والسلام والمناعة في الاقتصاد والتجارة والتحكم في ثروات بلادنا. ‏

السيادة بمعنى عدم التبعية لأحد أو لجهة لحساب جهة أو أحد، مفاهيم مدسوسة، استعمارية تحطيمية. تصب في خانة الدول العظمى التي تريدنا في تبعية دائمة لها وحدها. الصين ضد استقلال تايوان وإيطاليا ناهضت شتات دويلاتها واتحدت وألمانيا استعادت وحدتها وأمريكا نفسها باتحاد ولاياتها الخمسين.. والأمثلة كثيرة، ‏وكل دولة من دول الأمم المتحدة تقول عن نفسها أنها اتحاد أو متحدة أو عظمى أو فيدرالية. يوغسلافيا بجمهورياتها سابقا والاتحاد السوفيتي قبل تفكيكهما من قبل الغرب والإمبريالية الأمريكية.

‏الاستعمار نفسه قبل أن يتولانا قطع أوصالنا عن الخلافة العثمانية كإمبراطوية عظمى تهدد تمدده، بتحريض ولاياتها على الانفصال باسم السيادة والاستقلال، ثم بعث فينا كدول منفردة عدم التدخل بعضنا في شؤون بعض لكي يجد لنفسه المجال للتدخل في شؤوننا دولة دولة. ولا يزال هو الذي يتدخل في كل مرة لمنع قيام اتحاد المغرب العربي الكبير تحت أستار كثيرة وورث فينا العداوة باستقلاليتنا عن طريق النزاعات الحدودية واختلاف النظم الديمقراطية، بين الملكية والجمهورية، ولم يرحل من ديارنا قبل أن ينبت في أرضنا مفاهيمه التصديرية للديمقراطية المزيفة لتكون مدخلا لعيون مراقبيه وملاحظيه حتى تكون نتائجها لحساب عملائه وأعوانه في الأحزاب والقوائم التي تخدمه لتسويق تكون مفاهيمه ذات المكيالين في الحريات وحقوق الإنسان و حرية المعتقد والضمير ، وفي الوقت نفسه عملة مساومة للقروض والديون غير المسددة وتهريب أموال المفسدين الى خزائنه وبنوكه.

كل الدول الأوروبية اليوم وأمريكا وغيرها تقول إنها لا تتدخل في الشأن الليبي. وتقول ذلك الدول العربية المجاورة. هل مفهوم التدخل على لسان هذا هو التدخل نفسه على لسان ذاك؟ لا طبعا ولكن الواقع السياسي العالمي أصبح يفرض تدخل الأمم المتحدة وتدخل الاتحاد الأوروبي، وتدخل هذا الطرف وذلك الطرف إذا أخذ الضوء الأخضر بعنوان الوساطة أو بأي عنوان مشابه تحت ستار تنفيذ الشرعية الدولية أو قرارات الأمين العام للأمم المتحدة أو مجلس الأمن. ومثَلُ اعتراض السودان أخيرا على ممثل الأمم المتحدة جليّ من حيث من عدم القبول به الى أن تم الإذعان لإرادة رئيس الدولة.

وكذلك فرض العقوبات بأنواعها وما فيها من تجاوزات واستهتار بالمواثيق وتحكم بإرادات الدول والحكومات المعاكسة لهيمنة أمريكا هنا وهناك في آسيا وإفريقيا . ولا نخرج بدولنا الكثيرة - ما شاء الله - من ورطة الديمقراطية المغشوشة وعدم التدخل المزيف والاستقلالية والسيادة الزائدتان على اللزوم إلا بمراجعات حتمية لدساتيرنا لتكون لنا وحدة اتحادية أو فيدرالية على منوال الإمارات العربية المتحدة كمثال قريب منا: جيش واحد وخارجية واحدة وعملة مشتركة وتمثيل واحد. عندئذ تكون إسرائيل في حجم بعوضة وحماس دولة فلسطين في صلب اتحاد الدول العربية كمؤسسة أمة جديدة تأخذ مقعدها كصوت قوي وازن في الأمم المتحدة. ‏ولا يكون معنى للحدود بيننا إلا كمعنى الحدود بين الولايات والجهات والأقاليم الإدارية الاعتبارية.

‏وما لم تعمّره الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسوريا في ٥٨ والجمهورية الإسلامية المتحدة بين ليبيا وتونس في ٧٤ بسبب المفاهيم المخربة لكل وحدة من هذا النوع في عقول بعض الزعماء والحكام المتنصبين على كراسيهم بتأييد من الخارج لا بإرادات شعوبهم الحرة عبر انتخابات ‏حقيقية ومؤسسات فاعلة.

‏فنرى إلى أي حد هذا الطوفان حرك من قضايا وطرح من مراجعات.

-----------------------------------------
تونس‭ ‬بتاريخ،‭ ‬اليوم‭ ‬الثالث والأربعون ‬من‭ ‬طوفان الأقصى


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

غزة، فلسطين، إسرائيل، طوفان الأقصى،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 20-11-2023  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الموقف الذي يجب أن يتوضح للفصل بين العمومي والخصوصي
  ‌السلاح الذي يبطل النووي هل يكون في إيران
  عودة إلى ما قبل حماس في غزة
  التهافت على الدين كفرا باتباعه
  الفتن النائمة في أوروبا بين دولها والولايات المتحدة
  التجديد أو الإصلاح بين الإسلام ونواقضه
  ‌‏والعقبى لإسرائيل في العناد وركوب الرأس مع ترامب
  ‌الإبحار في الفلسفة بدون بوصلة مفسدة للطفولة المبكرة
  ‌‏الدين والمال للتمكين
  ‏الأرض للعم سام ومن عليها..
  غزة ولاية أمريكية.. الأولى في قارة آسيا؟
  ترامب وناتنياهو أحدهما في قناع الآخر
  محمد الضيف رمز طوفان الأقصى
  ‏الخشية على ترامب من الصهيونية
  فلسطين : ‏من وراء الغيوم شام نجم الشفق
  الإسلام والمكانة المتميزة في حفل تنصيب ترامب
  كالشعر والسياسة كالشعر والدين
  ‏الاعتبار بالمحن
  الانتصار بغمامة وقف إطلاق النار
  ‌الدهس سياسة إسرائيل
  إن الإنسان ليأسى أن يرى أرواحا تزهق باطلا
  مايوت والإعمار أو المحنة بالاستعمار الفرنسي
  ‌‏العاصفة تكشف عن واقع التدمير الاستعماري الفرنسي لجزيرة مايوت الإسلامية
  الذين هم في موعد مع التاريخ
  عدوى التهارش السياسي في الديموقراطيات المعطلة
  ‌‏الشعوب العظيمة شديدة المراس على زعمائها
  ‌لو كان لا يبقى للفلسطينيين غير الدعاء لتحرير أرضهم..
  ‌‏‏لبنان أكبر من حجم التحدي الإسرائيلي الأمريكي
  دافع كره اليهود ومعاداة السامية ؟؟ أو ناتنياهية أشبه بالنازية
  اختبار الإبادة لإسرائيل

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
خالد الجاف ، صباح الموسوي ، د- محمود علي عريقات، رحاب اسعد بيوض التميمي، صالح النعامي ، الهيثم زعفان، وائل بنجدو، د - عادل رضا، أنس الشابي، د. طارق عبد الحليم، د - المنجي الكعبي، فتحي العابد، محمد أحمد عزوز، رافع القارصي، محمود سلطان، إسراء أبو رمان، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عزيز العرباوي، رمضان حينوني، د.محمد فتحي عبد العال، سامح لطف الله، سامر أبو رمان ، حسن عثمان، محمود طرشوبي، فهمي شراب، سليمان أحمد أبو ستة، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أحمد الحباسي، ماهر عدنان قنديل، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عمر غازي، أ.د. مصطفى رجب، فتحي الزغل، جاسم الرصيف، عمار غيلوفي، د. عادل محمد عايش الأسطل، رشيد السيد أحمد، أحمد النعيمي، عواطف منصور، د - شاكر الحوكي ، صفاء العربي، إياد محمود حسين ، عبد الله الفقير، د- هاني ابوالفتوح، د. عبد الآله المالكي، يحيي البوليني، ياسين أحمد، تونسي، د. أحمد بشير، سلوى المغربي، مراد قميزة، عبد الغني مزوز، أبو سمية، طلال قسومي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - محمد بنيعيش، حسن الطرابلسي، محمد عمر غرس الله، خبَّاب بن مروان الحمد، علي عبد العال، كريم السليتي، الهادي المثلوثي، المولدي الفرجاني، عبد الله زيدان، محمد العيادي، رضا الدبّابي، محمود فاروق سيد شعبان، فوزي مسعود ، محمد يحي، أشرف إبراهيم حجاج، د - الضاوي خوالدية، عراق المطيري، سعود السبعاني، سلام الشماع، صلاح المختار، د - صالح المازقي، محمد علي العقربي، محمد الطرابلسي، كريم فارق، محرر "بوابتي"، عبد العزيز كحيل، المولدي اليوسفي، حسني إبراهيم عبد العظيم، رافد العزاوي، ضحى عبد الرحمن، أحمد بوادي، طارق خفاجي، د. مصطفى يوسف اللداوي، فتحـي قاره بيبـان، سفيان عبد الكافي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، حاتم الصولي، إيمى الأشقر، عبد الرزاق قيراط ، د. أحمد محمد سليمان، د. صلاح عودة الله ، صلاح الحريري، نادية سعد، محمد شمام ، الناصر الرقيق، مجدى داود، محمد الياسين، د- جابر قميحة، مصطفى منيغ، د - محمد بن موسى الشريف ، بيلسان قيصر، صفاء العراقي، منجي باكير، سيد السباعي، موسى عزوق، د. خالد الطراولي ، محمد اسعد بيوض التميمي، د - مصطفى فهمي، أحمد ملحم، يزيد بن الحسين، علي الكاش، العادل السمعلي، حميدة الطيلوش، مصطفي زهران، د- محمد رحال،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز