البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات
   عام حطّة

نيتشه الموت والحياة

كاتب المقال د - المنجي الكعبي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 506


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


في ترجمة له لأحد شعراء القيروان المحدثين (الدكتور المنصف الوهايبي) قرأتها اخيرا في بعض كتاباته على الشبكة وتقول:
‏نيتشه في النادر النفيس بترجمتي: "‏ليست الحياة سوى وجه من وجوه الموت و‏إنه لأنفسها.
"La vie n'est qu'une variété de la mort, et une variété très rare.".

فنشهد ‏بهذه الترجمة ، نقلا عن الفرنسية، عن غير اللغة الًأصل، أي بنسبة زيادة في عدم الدقة أو الخيانة باللغة اللاتينية: أن الحياة الأولى أنفس من الحياة الثانية، الآخرة، التي تحرض عليها الأديان لأنها الأبقى والأخلد ‏بالخير والنعيم جزاء ‏للدنيا أوعقابا عليها بالأعمال الصالحات أو غير الصالحات. وهذا من تحريض الفيلسوف قومَه على الإقبال على الدنيا دون الآخرة لأن فلسفته كلها قائمة على إنكار فكرة الإله التي تعمر ذهن الانسان من قديم ‏وتعويضها بالإنسان الإله ‏وعنده ليس ما سوى الإنسان إلاه الا الانسان.

فهل استلهم الفيلسوف الفكرة القائلة في الإسلام والديانات عامة بالحياة الأولى والثانية والدنيا والأخرى أو الآخرة. فكلها حيوات والموت ما هو إلا مصطلح ثان على إحداهما أو الأخرى يراد به التنويع، واعتبرها الأندر وكأنه ‏قال الوحيدة الباقية ‏وعبارتنا الإسلامية هي الأبقى ‏وهي الخالدة أو دار الخلد.
ومهد بفكره المتطرف للنازية، وكم من فيلسوف بعده أنكرها عليه ‏لأنها لم تسبب الكارثة على الألمان فقط بل وعلى العالم.

‏والنفاسة ليس بمعنى النادر جدا في العبارة الاصلية. ولكن فيها من نفحة نيتشه والمباركة لفلسفته البائدة.

نيتشه الذي أكبر في الانسان ‏إسقاطه فكرة الاله على الأرض وتعويض نفسه به

والترجمة كما قلنا فيها نسبة من الخيانة للأصل كما يقول الجاحظ في الترجمة للشعر والا لراعى مترجمنا سياق ‏ الكلام ‏ومشاربه وأغراضه.

أحد المحامين النبهاء سألني عن سبب تنامي ظاهرة الانتحارفي القيروان بين الشباب قلت لأنها وهي عاصمة الإسلام الأولى فقدت ثقافتها الاسلامية التي يسميها بوحديبة ثقافة القرآن ونعاها في كتابه المشهور والمطبوع طبعة ثانية في بيت الحكمة بقرطاج دون إشارة الى كتابنا النقدي عليه تحاملا ورفضها أخيرا لنشر طبعتنا الجديدة عليه المزيدة ‏في بيان أخطائه ومخالفاته القانونية.

وقريب من نيتشة أو على الحافة منه القول  في جدارية له:
‏«ليس هناك التونسي! أو التونسية! هناك تونسيون! هناك تونسيات! إياكم والكليات! الإله أحد والإنسان أحد! ولم يكن له كفوا أحد!»
وهو الذي ترجم التوراة بل مزامير داوود بشاعريته الفذة، وعرّف السياسيين في بعض مبرراته بما هو تطبيع وبما هو ليس بتطبيع.
والجرأة على المقدس بعنوان يجوز للشاعر ما لا يجوز لغيره للقزاز القيرواني قديم في الشعر،  فالمتنبي مثل نفسه بصالح في ثمود وابن هاني الأندلسي مدح المعز بالواحد القهار تشبيها برب العزة وإنما هي من عقيدة الشيعة في نفي الصفات عن الذات الالهية وتحدي الشابي الزيتونيين بلا بد ان يستجيب القدر وهو اسم من اسماء الله تعالى  وانما يقصد الاستعمار كما فسره محمد عبده وانه من القدر الذي يجب رده وورّى الشاعر عليه تقية من الوشاة لأنه هو الذى فرض على الامة الظلم والقيد.
أما الجراة على المقدس عند الغير فهي جرأة غير مأمونة بقوانين.
ورأيت من تسرعه في القراءة والحكم في أكثر من مثال
‏وهو يرقع كلامه بأسماء مستشرقين وغير مستشرقين لدعم رأيه بأقوالهم المردودة عليه لقلة مطابقتها لموضوعه. من ذلك ما كتبه عن القصيدة المدورة نقلا عن كتاب العروضي النديم .
‏وهذا التعامل في قراءة النصوص والحكم على ما جاء فيها غير موثوق به، لأنه إقتطاعي أكثر منه علمي ومنطقي مثاله اقتطاعه ما جاء في سياقه من مخطوط العروضي النديم عن الشعر المدور على غير قافية موحدة على عادة الشعر المقفى ليسميه «القصيدة المدروة» التى يتنازع المحدثون من الشعراء في الشرق استحداثها، ولم يتفطن الى نقدنا لمحققي هذا الكتاب لأخطائه واضطراب أوراقه ونقصه وتسرع أصحابه في نسبته الى مؤلفه الحقيقي ولا اهتدوا الى عنوانه الحقيقي، وقد بينت ذلك في معركة خضتها معهم  في كتابين منشورين في حينها وأخيرا نشرته كاملا محققا.
ويظهر النص الذي ساقه منه في مقاله «في ‏سلطة القافية وميتأفيزيقيتها» للاستشهاد به على رأي القدماء فى القافية المدورة، ولكنها في الحقيقة التفاعيل أو الأجزاء المدورة دون تقيد برويّ، وهناك فرق بين المفهومين ‏أو ما يسمه القصيدة المدروة استنادا الى محققي الكتاب دون تثبت من النص كما بينا ذلك في موضعه.
وانتهى به إلى الدعوة الحارة للتخلص من سلطة القافية ويتساءل : « لِمَ يحتفظ شعراء التفعيلة إذن بالقافية؟ ألا يرجع ذلك إلى الإيقاع نفسه من حيث هو ميتافيزيقيّ أيضا؟ يقول المستشرق هاملتون جب إنّ الكنيسة المسيحيّة لجأت إلى الموسيقى لتعلي من التوتّر الشعوري في الصلوات، وإنّ الإسلام كذلك طوّر فنّ القراءة المرتّلة للقرآن كي يشحذ من قدرته على اجتذاب الخيال والشعور». «وأضيف أنّ ممّا يسوّغ هذا الرأي جملة أمور من أبرزها الصلة الحميمة بين «النظم الشعري والنظم القرآني».
ويذهب الوهايبي الى أكثر من هذه المشابهة الفجة، حين يقول عن الفاصلة في القرآن : «والحقّ أنّنا لا نرى سببا وجيها في فصلهم بين القافية والفاصلة من حيث الوظيفة، إلاّ أن يكون لحرج دينيّ. وهو عندئذ ليس بالأمر الذي يعتدّ به أو يعوّل عليه علميّا.».
فلا جرأة أكثر من رمي الجرجاني مثلا بالحرج الديني الذي منعه من أن يعامل القرآن معاملة جب الانقليزي للإنجيل!

---------------
الدكتور المنجي الكعبي
تونس في ١١ صفر ١٤٤٥ه‍‍‍ / ٢٨ أوت ٢٠٢٣م

‏  ‏


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

نيتشه، الموت، الحياة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 29-08-2023  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  تناقل أقوال تشومسكي عضو بيت الحكمة في تونس
  مخطوط قيرواني نادر الوجود في بيت آل الكعبي
  وثائق زيتونية شابية عن إحالة الأستاذ الدكتور المنجي الكعبي على مجلس التأديب بتاريخ 25/03/1991
  تحلّ المشاكل بالأقوياء لأنها تنشأ بالضعفاء
  حادث بمثقال ‏الحادي عشر من سبتمبر
  وزن الإسلام في الإنتخابات الجارية في فرنسا وغيرها
  التحقيق في جريمة كتاب
  عداوة‏ الإسلام تكشف حقيقة الأحزاب المتطرفة في فرنسا
  الاجتراء علي وعلى ابن خلدون
  الشِّكل والشَّكيل والشِّيكَل الإسرائيلي
  ‏التخويف من أوروبا المسلمة
  حطّة
  ‏الفهم القاصر للحق الباصر (بين البيروني وابن خلدون)
  الإقتطاع والإجتزاء والإفتراء والتلفيق
  نبوة (5): الإسلام يسود المشهد السياسي في فرنسا
  البيروني والكلام المرذول أو البيروني على غير ما يفهم ويليق به تحت بعض الأقلام
  بيت الحكمة .. ولا من تنادى
  التطرف والغلو والمبالغة والانحياز‏ في ‏كتاب أبو الريحان البيروني لعلي الشابي
  على هامش الانتخابات الرئاسية القادمة صدور كتابين تاريخيين في طبعة جديدة
  حل الدولتين في مأزق النقض
  فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ
  المرحوم قاسم بوسنينة مثال نادر من الرجال المخلصين
  فعل المستحيل، أو بعبع حق النقض في يد إسرائيل بالتناظر لأمريكا
  أفكار يجرفها الطوفان
  كل ما تخسره إسرائيل بتطاول مدة الحرب تكسبه حماس
  يهود العالم في ولايات متحدة أمريكية صهيونية
  هدنة تفتح على حل دائم وإلا عودة لحماس أشد بأسا
  معركة الأسرى أقوى من معركة السلاح وفتيل النار
  كل الغثاء حمله الطوفان
  رب درس تأخذه من عند غير مدرس ولو من طوفان

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عمار غيلوفي، محمود سلطان، صباح الموسوي ، د - محمد بنيعيش، أبو سمية، أنس الشابي، رشيد السيد أحمد، سعود السبعاني، وائل بنجدو، أحمد الحباسي، رضا الدبّابي، محمد شمام ، د - مصطفى فهمي، سليمان أحمد أبو ستة، علي عبد العال، أحمد ملحم، عبد الله زيدان، محمد عمر غرس الله، حميدة الطيلوش، سلوى المغربي، سيد السباعي، مجدى داود، د. مصطفى يوسف اللداوي، رافد العزاوي، د - محمد بن موسى الشريف ، فهمي شراب، محمود طرشوبي، أحمد بوادي، إسراء أبو رمان، د. طارق عبد الحليم، أشرف إبراهيم حجاج، ضحى عبد الرحمن، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محرر "بوابتي"، د. عبد الآله المالكي، د - صالح المازقي، عبد الرزاق قيراط ، محمد اسعد بيوض التميمي، مصطفى منيغ، سلام الشماع، د- هاني ابوالفتوح، إياد محمود حسين ، صلاح الحريري، د- جابر قميحة، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد الطرابلسي، رحاب اسعد بيوض التميمي، الناصر الرقيق، المولدي الفرجاني، محمد أحمد عزوز، سامر أبو رمان ، سفيان عبد الكافي، خالد الجاف ، حسن الطرابلسي، د. خالد الطراولي ، عبد الغني مزوز، مصطفي زهران، سامح لطف الله، فتحي الزغل، حسن عثمان، العادل السمعلي، طلال قسومي، د. أحمد بشير، د- محمد رحال، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد العيادي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - الضاوي خوالدية، كريم فارق، أحمد النعيمي، صفاء العراقي، منجي باكير، محمد الياسين، عراق المطيري، ماهر عدنان قنديل، د - المنجي الكعبي، ياسين أحمد، صفاء العربي، د. صلاح عودة الله ، فوزي مسعود ، كريم السليتي، عبد الله الفقير، محمود فاروق سيد شعبان، عواطف منصور، مراد قميزة، الهيثم زعفان، د.محمد فتحي عبد العال، أ.د. مصطفى رجب، حاتم الصولي، يحيي البوليني، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، علي الكاش، فتحي العابد، د. أحمد محمد سليمان، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد يحي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، جاسم الرصيف، د - عادل رضا، تونسي، الهادي المثلوثي، صلاح المختار، يزيد بن الحسين، عمر غازي، فتحـي قاره بيبـان، د - شاكر الحوكي ، رمضان حينوني، رافع القارصي، نادية سعد، عزيز العرباوي، إيمى الأشقر، د- محمود علي عريقات، صالح النعامي ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة