أحاديث انتشرت ذات معنى جيد، لكنها تكذب على رسول الله
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 468 محور: التدين الشكلي
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المؤمن الذي يخالط الناس، ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم».
[صحيح] - [رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد]
---------
طيب، الان رغم مايقال عن صحة هذا الحديث ورواته، فإني أجزم أن هذا الحديث يستحيل أن يقوله المسدد بالغيب، بصياغته هذه
للتوضيح أنا لا اناقش معنى الحديث ولا مغزاه ولا قصده الجيد، وإنما بناءه
وسبب ذلك أننا إن قبلنا به، فذلك يعني قبولنا بالفساد المنطقي لكلام الرسول، ولما كان نبي الإسلام مسددا بالوحي فإنه لايصح أن يقول كلاما غير سليم، ولما كان هذا الحديث فاسدا منطقيا فذلك يعني إذن أنه يستحيل أن يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم، تبرئة له
تفسير الفساد المنطقي للحديث
الحديث يقدم في شكل جملة منطقية بها عاملان هما أولا: (أ) يخالط الناس، وثانيا: (ب) يصبر على أذاهم
العاملان عبارة عن عوامل منطقية، أي أن القيمة هي صواب أو خطأ
وتم ربط العاملين بأداة الجمع المنطقي
الجملة المنطقية إذن تكتب على النحو التالي: أ * ب
وستكون جملة صحيحة بشرط أن يكون العامل (أ) صحيحا والعامل (ب) صحيحا
في قواعد المنطق نفي الجملة التي تربط عواملها بالجمع المنطقي أي علامة الضرب، يتحول لتخيير من خلال (أو) أي علامة الجمع
بمعنى أن الجملة: أ (مع) ب، حينما تنفى تصبح: ليس (أ) (أو) ليس (ب)
لا: ليس (أ) (مع) ليس (ب)، كما يقدم الحديث
خذ مثلا:
القبول بالشغل يلزمه الجنس ذكر و مستوى تعليمي جامعي
نفي هذه الجملة، أي حينما لا يقع القبول، يكون: ليس جنس ذكر (أو) ليس مستوى جامعي
لايصح القول أن عدم القبول يتم حسب قاعدة:
ليس جنس ذكر (مع) ليس مستوى جامعي
هذا لايصح منطقيا، نفي الجملة الاولى لايكون بتلك الطريقة والجملة، حيث اعطى نفيا جزئيا لايغطي كل المجال الممكن من حيث أنه نفي الجملة الاولى، حيث ما يقدمه الحديث في جزء النفي يمثل حالة خاصة من الجملة المنطقية المنفية بطريقة سليمة
هذه قواعد منطقية بسيطة يعرفها كل دارس في الشعب العلمية والتقنية، لايعقل أن يخطأ فيها المسدد بالوحي، فثبت استحالة قولها من طرف الرسول صلى الله عليه وسلم، تنزيها له
أو أن يصير الحديث:
المؤمن الذي يخالط الناس، ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس (أو) لا يصبر على أذاهم