البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

قضايا الواقع لايمكن استيعابها بالتناول الثنائي: عبير موسي، سوريا، حسن نصر الله

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 103
 محور:  الفرد التابع

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


عموم ما يحصل من تناولات الواقع ومسائله تتحرك بفرضية وجود احتمالين فقط للصوابية
ينتج عن هذا التصور، أن عليك إزاء قضية ما من مسائل الواقع أن تقف في إحدى طرفي الممكنات المقترحة، فإن لم تكن مع طرف فأنت بالضرورة مع الطرف الآخر
وهذا تصور غير سليم، إذ يمكن أن تكون الصوابية بشمولها غائبة عن الطرفين وإنما هي متوزعة عليهما بل متوزعة على ممكنات أخرى متعددة غائبة

------

بعض أسباب هذا القصور التصوري أن هذه التناولات التسطيحية تنظر في تفاصيل الواقع أي الأحداث والافراد، أي تنظر في إحدى عينات الواقع، ولا تنظر بالمقابل في الفكرة المؤطرة والمنتجة لتلك الأحداث والواقع عموما
ولما كانت عينات الواقع هي ممكن من ممكنات متعددة للفكرة العليا، فإنها ستكون أقل تجريدا وأكثر اختزالا للفكرة

أي أن هذا الاختزال والتسطيح حين التعامل مع الواقع، سببه اعتماد محورية العينة والواقع عوض محورية الفكرة أي يتم النظر في العينة وليس في التجريد الاعلى لها، وهذا نتيجته انه تعامل تابع لمنتج الواقع وللمتحكمين فيه

أي أن الإغراق في تفاصيل الواقع هو حقيقة تبعية للحدث ومساره ومن هناك هي تبعية ذهنية للتصورات المؤطرة والمتحكمة في الواقع

وهذا معناه ونتيجته أن من يريد أن يغير أو على الأقل أن يؤثر في الواقع فعليه أن لا يتوقف عند احداثه ويستغرق في نقاشها كل مرة، وإنما عليه أن يبحث عن الفكرة المؤسسة والمنتجة لتلك الأحداث والواقع عموما، فيسائلها ويعيد النظر فيها، وإلا فإن التعاملات مع الواقع هي مجرد تحاليل إخبارية، لان التفكير هو نظر في الفكرة بينما التحاليل هي نظر في الواقع وعيناته

------

حينما نتحرك بمحورية الفكرة عوض محورية الواقع والعينة، سنبتعد عن الثنائيات، وأساسا وجود الثنائيات مؤشر على غياب التفكير وأنه قبول وتسليم بما قدم لنا أنه الصواب، لان التفكير يندر ان يؤدي للثنائيات
لذلك نحن بتونس مثلا نمضي مباشرة من دون توقف، نناقش تفاصيل الواقع (سياسة، اقتصاد،...) لكننا لا نراجع ماقدم لنا حول التأطير التصوري المنتج لهذا الواقع أي المركزية العقدية الغربية التي فرضت علينا، والمجال المفاهيمي المتفرع منها الضابط للواقع والذي يغذي منظومات التشكيل الذهني من تعليم وتثقيف واعلام منذ عقود، الذي أسس لتونس الحديثة، وهذا التسليم والقبول هو خلل منهجي خطير، لا تتم مراجعته

-----

لذلك كان يفترض أن نجد أكثر من رأيين نمطيين في مسألة المواقف من "عبير موسي" ومن التجمع عموما، لاننا باعتماد محورية الفكرة، سندرك أن "التجمع" ومنتسبيه ليس هو الخطر الاكبر على تونس وانما منتسبو فرنسا وعموما دعاة الالحاق بالغرب من يساريين وغيرهم حتى من الاسلاميين هم أشد خطرا، لأن العداء العقدي أهم من العداء السياسي، ولان العقيدة هي منتجة المستوى الفكري بينما السياسة تتحرك في المستوى التقني الواقعي التعييني، وعبير والتجمع عداؤهم ذو بعد سياسي مصلحي وليس عقديا عكس اليساريين وتفريعاتهم

ولو اعتمدنا محورية الفكرة، سنجد أكثر من رأيين في مسألة أحداث سوريا خارج التصورين النمطيين، اذ يمكن أن تكون ضد تسلط نظام بشار وفي نفس الوقت ضد من أتى للسلطة في سوريا بترتيب دول أجنبية (تركيا، السعودية، قطر، اسرائيل، أمريكا...)، لأنك تتحرك من خلال فكرة فساد التصور الذي يقول بجواز أن تستولي مجموعات مسلحة مدعومة أجنبيا على بلد ما، خاصة حينما توظف فكرة المشروع الإسلامي وتمتطيه فتفسده وتؤسس لسابقة تبعية الفعل الإسلامي للأجنبي وجوازها

وحين تفكر فيمكن أن تكون صاحب تصور خارج التنميطين المتداولين حول "حسن نصر الله"، إذ يمكن أن تناصره وتشيد به باعتباره مقاوما لاسرائيل بل من أرفع رموز المقاومة، لكنك ترفض في نفس الوقت بُعد توظيفه تنظيم حزب الله لمصلحة التمدد الايراني، وهذا لاينفي ذلك

وقس على ذلك في غيرها من أحداث الواقع، الموقف التفكيري يجعلك عادة تتخذ رأيا خارج المتداول، لذلك إن تكلمت فلن يفهمك المتعجلون من الطرفين، وسيقع تسطيح كلامك وسيتم حشرك رغما عنك في إحدى التصورين السائدين رغم أنك ترفض كليهما، وهذا ما يجعلك أحيانا تفضل عدم الخوض في النقاشات لشيوع سوء الفهم والجدل العقيم

-----

فوزي مسعود
#فوزي_مسعود

. عموم ما يحصل من تناولات الواقع ومسائله تتحرك بفرضية وجود احتمالين فقط للصوابية
ينتج عن هذا التصور، أن عليك إزاء قضية ما من مسائل الواقع أن تقف في إحدى طرفي الممكنات، فإن لم تكن مع طرف فأنت بالضرورة مع الطرف الآخر
وهذا تصور غير سليم، إذ يمكن أن تكون الصوابية بشمولها غائبة عن الطرفين وإنما هي متوزعة عليهما بل متوزعة على ممكنات متعددة

------

بعض أسباب هذا القصور التصوري أن هذه التناولات التسطيحية تنظر في تفاصيل الواقع أي الأحداث والافراد، أي تنظر في إحدى عينات الواقع، ولا تنظر بالمقابل في الفكرة المؤطرة والمنتجة لتلك الأحداث والواقع عموما
ولما كانت عينات الواقع هي ممكن من ممكنات متعددة للفكرة العليا، فإنها ستكون أقل تجريدا وأكثر اختزالا للفكرة

أي أن هذا الاختزال والتسطيح حين التعامل مع الواقع، سببه اعتماد محورية العينة والواقع عوض محورية الفكرة أي يتم النظر في العينة وليس في التجريد الاعلى لها، وهذا نتيجته انه تعامل تابع لمنتج الواقع وللمتحكمين فيه

أي أن الإغراق في تفاصيل الواقع هو حقيقة تبعية للحدث ومساره ومن هناك هي تبعية ذهنية للتصورات المؤطرة والمتحكمة في الواقع

وهذا معناه ونتيجته أن من يريد أن يغير أو على الأقل أن يؤثر في الواقع فعليه أن لا يتوقف عند احداثه ويستغرق في نقاشها كل مرة، وإنما عليه أن يبحث عن الفكرة المؤسسة والمنتجة لتلك الأحداث والواقع عموما، فيسائلها ويعيد النظر فيها، وإلا فإن التعاملات مع الواقع هي مجرد تحاليل إخبارية، لان التفكير هو نظر في الفكرة بينما التحاليل هي نظر في الواقع وعيناته

------

حينما نتحرك بمحورية الفكرة عوض محورية الواقع والعينة، سنبتعد عن الثنائيات، وأساسا وجود الثنائيات مؤشر على غياب التفكير وأنه قبول وتسليم بما قدم لنا أنه الصواب، لان التفكير يندر ان يؤدي للثنائيات
لذلك نحن بتونس مثلا نمضي مباشرة من دون توقف، نناقش تفاصيل الواقع (سياسة، اقتصاد،...) لكننا لا نراجع ماقدم لنا حول التأطير التصوري المنتج لهذا الواقع أي المركزية العقدية الغربية التي فرضت علبنا، والمجال المفاهيمي المتفرع منها الضابط للواقع والذي يغذي منظومات التشكيل الذهني من تعليم وتثقيف واعلام منذ عقود، الذي أسس لتونس الحديثة، وهذا التسليم والقبول هو خلل منهجي خطير، لا تتم مراجعته

-----

لذلك كان يفترض أن نجد أكثر من رأيين نمطيين في مسألة المواقف من "عبير موسي" ومن التجمع عموما، لاننا باعتماد محورية الفكرة، سندرك أن "التجمع" ومنتسبيه ليس هو الخطر الاكبر على تونس وانما منتسبو فرنسا وعموما دعاة الالحاق بالغرب من يساريين وغيرهم حتى من الاسلاميين هم أشد خطرا، لأن العداء العقدي أهم من العداء السياسي، ولان العقيدة هي منتجة المستوى الفكري بينما السياسة تتحرك في المستوى التقني الواقعي التعييني، وعبير والتجمع عداؤهم ذو بعد سياسي مصلحي وليس عقديا عكس اليساريين وتفريعاتهم

ولو اعتمدنا محورية الفكرة، سنجد أكثر من رأيين في مسألة أحداث سوريا خارج التصورين النمطيين، اذ يمكن أن تكون ضد تسلط نظام بشار وفي نفس الوقت ضد من أتى للسلطة في سوريا بترتيب دول أجنبية (تركيا، السعودية، قطر، اسرائيل، أمريكا...)، لأنك تتحرك من خلال فكرة فساد التصور الذي يقول بجواز أن تستولي مجموعات مدعومة أجنبيا على بلد ما

وحبن تفكر فيمكن أن تكون صاحب تصور خارج التنميطين المتداولين حول "حسن نصر الله"، إذ يمكن أن تناصره وتشيد به باعتباره مقاوما لاسرائيل بل من أرفع رموز المقاومة، لكنك ترفض في نفس الوقت بُعد توظيفه تنظيم حزب الله لمصلحة التمدد الايراني، وهذا لاينفي ذلك

وقس على ذلك في غيرها من أحداث الواقع، الموقف التفكيري يجعلك عادة تتخذ رأيا خارج المتداول، لذلك إن تكلمت فلن يفهمك المتعجلون من الطرفين، وسيقع تسطيح كلامك وسيتم حشرك رغما عنك في إحدى التصورين السائدين رغم أنك ترفض كليهما، وهذا ما يجعلك أحيانا تفضل عدم الخوض في النقاشات لشيوع سوء الفهم والجدل العقيم

-----

فوزي مسعود
#فوزي_مسعود

https://www.facebook.com/share/p/163oyyzn1w/


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فايسبوك،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 23-02-2025  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء