فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 47 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الفعل الذي أعنيه يحيل للإيجابية الموضوعية وليس بالضرورة المعيارية، وهو الذي يدور في دلالة إنتاج المعنى أي إيجاد إضافة تصورية تخرج عن توجيهات أدوات الضبط والاخضاع الجماعي، وليس فقط الفعل بمعنى المستوى التقني التنفيذي
فالفعل في عمومه يقصد به الإرادة الفردية ولازمها التفكير وقدر من الابداع
إذن الفعل بهذا المعنى منطلقه الفرد وهدفه الغير
فالفعل من هذه الزاوية معالجة نقطية أي ينطلق من نقطة ثم يسعى للاتصال بالغير أي بنقاط أخرى متعددة، ولا يمكن تجميع العديد منها إلا بصعوبة لأن ذلك لايحصل تلقائيا وإنما يلزمه إقناع أو مجهود إخضاع
فالفعل الفردي إذن، متنازع بتنازع إرادات الافراد وأفكارهم، لذلك الناس الفاعلة أي أصحاب المواقف والأفكار، لا تشترك في مستوى مساحة الفاعليات الفردية لأنها مساحات مغالبة بالضرورة
------
بالمقابل حينما يكون الفرد موضوع تأثير من الغير، فإن دوره هو التقبل فقط، أي أن مسار المعنى يكون ذا اتجاه عمودي من الغير المؤثِّر نحو الفرد السلبي الذي يكون دوره التقبل فقط واستهلاك المعنى
ثم إن مسار التأثير على الناس باعتبار غياب الرفض لديهم، يمكنه أن يشمل مساحة واسعة وعددا كبيرا من الأفراد في نفس الوقت
تفسير ذلك أن المنفعلين أي الخاضعين لعملية التوجيه ومنظومات التأثير، لا يصدر منهم أي صد، فيكون الانفعال بأمر ما هو المساحة التي يجتمع فيها هؤلاء، وهم اجتمعوا ضمنيا بفعل إشتراكهم في حالة الخضوع والتسليم الذهني
بهذا المعنى فإن الفاعلية الفردية هي قرين التفرد والنبذ، بينما السلبية والإنفعال والخضوع الجماعي قرين الالتقاء والتجمع والانتماء لمجموعة
-------
من زاوية أخرى وتبعا لما أوردته، يمكن القول أن الجموع مهما كان موضوعها، حتى وإن كان ظاهرها إجتماعا لنصرة فكرة أو حزب أو لنصرة الدين، فإنها تعكس انفعالا وقدرا من السلبية الذهنية لدى أفراد تلك المجموعة، لأن دلالة التسليم لمجموعة وتوجيهاتها، هو تغييب الراي الفردي والخضوع لعملية توجيه عليا