البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

تحول المعرفة الإسلامية لعامل وجاهة اجتماعية دليل إنحراف

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 41
 محور:  التدين الشكلي

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


تنتشر مظاهر الاحتفاء بالمتحدثين في الإسلاميات من طرف السلطات، ويسمون علماء ("العلماء" الدائرون حول سلطات السعودية والمغرب والأردن ومصر..) ومن منتسبي الحركات الاسلاميات (مثلا "علماء" الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين...)، ويعتقد البعض أن ذلك أمر جيد ودليل على مكانة الاسلام بذلك البلد

الحقيقة أن هذه المظاهر الاحتفالية وبروز المتحدثين بالإسلاميات كنجوم اجتماعية واعلامية، دليل انحراف تصوري في مستوى التعامل مع الإسلام

أولا "العالم" هو رجل معرفة أي متحدث في إحدى الحقول من اختصاصات الاسلام، والمعرفة غير الفكر، أي أن يكون أحدهم حافظا القرآن أو الأحاديث أو مختصا في القواعد الفقهية، ذلك لايعني أنه ذو قدرة تفكيرية فضلا أن يتحول لقدوة تتحدث في مشاكل المجتمع التي تتطلب قدرات تفكيرية وليس قدرات معرفية مثل التخصص في حقل معرفي

القدوة الفردية لا تتأتى من خلال المعرفة وإنما من خلال المواقف الفردية أي التفكير، وعموما المواقف، وهذه مسائل تدور في مساحة الفكر وليس المعرفة

أي أن الفرد يكون قدوة ليس لأنه طبيب أو مهندس أو حافظ القران أو دارس الفقه وهذه كلها تخصصات معرفية، وإنما يكون قدوة من خلال مواقفه و أفكاره

ثانيا مثلما أن الامكانية المعرفية (أي التخصص الدراسي في الإسلاميات أو أي تخصص معرفي في الطب والهندسة والفلاحة ...) لاتعني القدرات التفكيرية خارج التخصص المعرفي، فإن المعرفة الدينية تحديدا لاتعني العمل بها، أي أن المتحدث في الإسلاميات لايعني بالضرورة أنه ملتزم بما يقول

لما ثبت أن المعرفة لاتعني قدرات تفكيرية وهو الأمر الذي وحده يخول لأحدهم أن يتحدث في مسائل الواقع بمعنى تقديم الإضافة، وأن المعرفة لا تعني الالتزام بالدين، فإنه بالتالي بطلت أي جدارة تعطى للمعرفة الإسلامية كعامل مفاضلة بين الناس، وبطل الأساس المعتمد للاعلاء من شأن هؤلاء الرموز الاسلامية الذين تحتفي بهم السلطات

ثالثا وجود رموز إجتماعية بنيت وجاهتها على التخصص المعرفي الديني، ذلك يعني تحول المعرفة الاسلامية لعامل مفاضلة، أي أن المعرفة أصبحت مصعدا للوجاهة الإجتماعية، وليس التفكير وليس الالتزام بالدين

هذا يعني انه تم اختزال الإسلام في الشكل لان إستبعاد التفكير (المفاضلة بالتدبر والتأمل) وإستبعاد فعل الالتزام بالاسلام (المفاضلة بالتقوى) من عوامل المفاضلة والتمايز، يترك الأمر لمساحة المعرفة التي يمكن بيسر توفيرها وتوفير الحائزين عليها

ولما كانت السلطات تعلي من شأن المنحدثين في الاسلاميات هؤلاء، فذلك يحول الاسلام من خلالهم لأداة توجيه وإخضاع جماعي

وهذا يقع كما يلي: حيث يتم التحكم في طبقة المتحدثين بالاسلاميات، ثم بعدها يتم تسويقهم اجتماعيا بصنع وجاهة لهم لإيصالهم لمرتبة قدوات اجتماعية

بعدها تأتي مرحلة توظيف كل ذلك المسار الدعائي، حيث تتحكم السلطة السياسية في الجموع من خلال توجيه ذلك المتحدث في الإسلاميات، ولن يكون على السلطة السياسية تبرير أي شيى للناس مادام "العالم" الديني سيتكفل بذلك ويسوقه لدى الأتباع ويبرره، ومادام الناس قبلوا أن يتحدث صاحب معرفة دينية كفاءته قدرات الحفظ، أن يتحدث في مسائل تتطلب جدارة فكرية

إذن تكوّن الوجاهات الاجتماعية بناء على التخصصات الاسلامية، دليل توظيف الإسلام ودليل إستبعاده من مجال الفعل، ثم إن تحول المعرفة لعامل مفاضلة عوض الفكر والالتزام الفردي دليل انحراف تصوري داخل ذلك الواقع

--------
(*) لمن يريد المزيد، يمكنه الاطلاع على مقالات عديدة ولقاءات مصورة لي، حول هذه المواضيع وغيرها، تجدونها بموقع بوابتي وبقناتي يوتيوب


--------
فوزي مسعود
#فوزي_مسعود

الرابط على فايسبوك
. تحول المعرفة الإسلامية لعامل وجاهة اجتماعية دليل إنحراف


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فايسبوك،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 1-03-2025  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء