لا فرق بين الإسلامي والعلماني، ولا يختلفون إلا في درجات السوء
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 54 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الفواعل التونسية من سياسيين وكتاب، الذين يناقشون مسائل من نوع الديموقراطية والسياسة والاقتصاد، إنما يناقشون تفاصيل تقنية تنفيذية مع ضمنية القبول بالموجود في أسسه، وبفرضية صوابية البناء والتأسيس التصوري النظري الأولي الموجه للواقع
لذلك لا يوجد، حقيقة، فرق بين منتسبي الغرب لدينا ممن يسمى حداثي وعلماني من جهة، وبين من يسمى إسلامي
لانهم كلهم يقبلون بالتحرك في مساحة تبعية للغرب ويقبلون بتأطيراته العقدية الضابطة لواقعنا منذ عقود
ما يتصور أنه خلاف بين العلماني والإسلامي هو مجرد تنازع في التفاصيل أي مفاضلة في درجات السوء لكن مع اشتراك في مجال فاسد وهو القبول بحال الإلحاق بالغرب واستعمال مسطرته موجها وأفقا أعلى للواقع ولمنظومات التشكيل الذهني من تعليم وتثقيف واعلام، لا يتجرأ على مراجعة ذلك لا العلماني ولا الإسلامي
ومادام هؤلاء يتعاركون ويتغالبون في التفاصيل التقنية، فلا قيمة لنشاطهم، ما لم يتحول لنقاش ومراجعة ومساءلة التأسيسات الأولى لتونس الحديثة التي لم نصممها وإنما صممتها فرنسا وفرضتها علينا وتبنيناها، فإن فعلوا ذلك، ساعتها سيكون لاختلافهم قيمة ومعنى
في انتظار ذلك، علينا أن ندرك أن لا فرق بين بورقيبة وبن علي والمرزوقي والغنوشي وقيس، إلا أن يكون إختلافا في درجات السوء، لكنه ليس إختلافا في النوع، إذ كلهم يتحركون تحت سقف التحكم والتوجيه الفرنسي ويقبلون بعدم مراجعة ذلك، ويعملون على عدم المس من شروط التمدد الفرنسي ببلادنا وهو اللغة والثقافة الفرنسية وعدم مراجعة النفوذ الفرنسي المباشر في منظومات التشكيل الذهني من تعليم وتثقيف وإعلام
إذن علينا أن نحرر أنفسنا من وهم هذه التشكيلات الحزبية وصراعاتها العبثية البينية، إن أردنا فعلا سياقا تحرريا من الغرب، لأن هؤلاء لا يعتبرون الغرب وغير الغرب كتركيا وإيران، لا يعتبرون الأجنبي عدوا ومغالبا وإنما يسعون لطلب رضاه ويتنافسون لتقديم الخدمات له، إذ منتسبو الغرب فيهم العلماني وفيهم الإسلامي، والمتعاملون مع الأجنبي فيهم العلماني وفيهم الإسلامي
بل إن شقّا من ذوي الهوى الإسلامي يبررون التبعية للأجنبي تبربرات عقدية، مما يزيد من خطر هذا الصنف من الولاء للأجنبي خاصة في حالات تبربر الولاء لتركيا ولإيران