البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

خطر الإيهام بالفاعلية في قضايا الشأن العام ونموذج غزة: الفرد عاجز لكنه ليس المسؤول

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 85
 محور:  الفرد التابع

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يسعى الفرد العاجز عموما، لتغطية قصوره من خلال خلق إنطباع يناقض حقيقته، فينتج مساحة متوهمة توحي للغير أنه فعّال

ولسبب ما، ينتج الفرد العاجز ضجيجا يريد من خلاله إسكات توجسه من أن يكون قد تمّ كشف تقاعسه وتخلّيه، لذاك فإنه يتحرك في الواقع بصنع مناخ الإيهام بالفاعلية، وحينها تعمّ حالة العجز لدى الناس
ثم ينتهي عموم الناس للقبول بذلك الحال، ويصبح الإيهام بالفاعلية هو السلوك الغالب وتصبح الفاعلية المتوهمة لكأنها هي المبتغى
وتترك القضايا موضوع التناول لشأنها ويكتفى في التعامل معها بهالة وهم الفعل

وهذا الفعل المتوهم، يكون في صور متنوعة أدوارها إنتاج معاني من دون محورية فعل، لأن الأصل في الواقع الموضوعي أن تكون التعبيرات لاحقة عن الفعل أو على الأقل مشروع الفعل، أي أن التعبيرات الفنية والأدبية تكون لاحقة عن سعي منخرط في فعل ما، لكن حينما يغيب الفعل ويحل العجز تتحول الكتابات المتنوعة لشكليات لأنها أوعية لا تملك محورا أي فعلا تدور حوله ويضخ فيها المعاني، لذلك هي تعبيرات فنية وكتابات باهتة فضفاضة، تساهم في تعميق حالة العجز لأنها تبرره ضمنيا وتعمل على تخدير ممكنات وطاقة الفعل أي الإرادة، بخلق حالة رضا عن الذات بزعم المساهمة في الفعل
وكل هذا ينطبق على حالة غزة وعلى تقتيل إخواننا

------------

علينا أن نقرّ بأننا عَجَزة مقصّرون أشد التقصير نحو إخوتنا في غزة، وعلينا أن ندرك أن ما نأتيه من تعبيرات وكتابات حول الموضوع، هي طرق لاقيمة لها حقيقة في مستوى تغيير الواقع، وأن سيطرة خَدَر الوهن علينا هو الذي أوهمنا بأن طرق تعبيراتنا تلك، التافهة العقيمة، ذات قيمة، وهي غير ذلك واقعا

لكن بالمقابل علينا أن ندرك أيضا أن عجزنا ذلك لا يعني أننا جبناء بالضرورة أو متواطئون، لأن عجزنا ناتج عن تقصير تصوري أوجد عدم إدراك لحقيقة مسألة غزة وأبعدنا عن طرق مواجهتها، بينما الجبن والتواطؤ مرحلة تفترض إدراكا مضافا إليه تقصير في إنجاز الفعل

العجز إزاء غزة سببه ليس الأفراد أي عامة الناس وليس تقصير الأفراد، وإنما المنظومات، وغياب هذا التدقيق يمثل خللا منهجيا في تعاملنا مع قضية غزة وغير غزة

تقصير الناس في تفاعلهم أو بدقة ضعف فاعلية مواقفهم، مع غزة سببه منظومات التوجيه والتحكم الذهني التي تعمل على إخضاع الشعوب

الشعوب تافهة لأن منظومات التشكيل الذهني هي التي صيّرتهم لذلك الحال
والناس تهتم بقضايا أخرى غير قضايا الواقع وما غزة إلا نموذج (في بلدان المغرب العربي يمثل عدم الاهتمام بخطر فرنسا ومنظوماتها التي تحكمنا منذ عقود أهم عجز تصوري يماثل العجز إزاء قضية غزة)، بسبب أن منظومات التوجيه تغرقهم في قضايا عقيمة واهتمامات أخرى

واقعنا الحديث تتحكم فيه المنظومات وليس الأفراد وإن وجد أفراد مؤثرون فلاعتبارهم ممثلين لمنظومات
وهي في مستوى التأثير في واقع بلداننا ثلاث منظومات، يجب أن نحملها المسؤولية عن هواننا ومنها هوان حال غزة، وهي:

الخطر الأول هو المنظومات السياسية أي الأسر الحاكمة بالمغرب والسعودية والأردن، ثم بدرجة أقل الأنظمة الحاكمة بالدول الأخرى، وخطر هذه الأنظمة المذكورة يتأتى من توظيفها الإسلام لتخدير الناس، وهذا أخطر طرق الدعاية فاعلية للتحكم في الجموع

الخطر الثاني يتأتى من منظومات المشتغلين بالإسلاميات ("علماء"، شيوخ، جامعات إسلامية، وعاظ...) الذين يتم توظيف معارفهم الإسلامية لتأبيد تحكم المنظومة السياسية، من خلال تبرير الواقع وإغراق الناس في العقم التصوري وتسطيح الأفهام، وإبعادهم عن الواقع بإحياء خلافات سياسية تاريخية والزعم أنها هي الإسلام والتحلق حولها

الخطر الثالث منظومات الإعلام والتثقيف وهي تأتي لتكمل منظومة المشتغلين بالإسلاميات من حيث ضمّ الناس لمساحة العقم والتفاهات المؤدية لتثبيت الواقع وعدم مساءلته ومساءلة بداياته

إن أردنا تغيير واقعنا ومنها تغيير مسار أحداث غزة، فإنه علينا الكفّ عن تحميل الأفراد المسؤوليات في مواضيع تهم الواقع، وعلينا الإلتفات بدل ذلك للمنظومات وفي حالتنا فإن الخطر يكمن في المنظومات الثلاث التي ذكرتها


----------
فوزي مسعود
#فوزي_مسعود

الرابط على فايسبوك
. خطر الإيهام بالفاعلية في قضايا الشأن العام ونموذج غزة: الفرد عاجز لكنه ليس المسؤول


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فايسبوك،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 24-03-2025  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء