البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

في فهم حالة الحماس الدائم لدى البعض، حين التعامل مع الأحداث: محورية الإخلاص مقابل محورية الصوابية

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 85
 محور:  الفرد التابع

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لماذا كلما حصل حادث من أمور السياسة أو ما دون السياسة، وجدتَ الناس ينطلقون مباشرة للتنازع واتخاذ المواقف، كلّ يلزم نفسه بتبني وجهة نظر طرف ما، وهذا يقودنا لمسار العراك الأبدي بين هؤلاء حتى من أجل مواضيع تافهة

هذه مواقف تفترض كأنه تمّ النقاش مسبقا للأفكار المنتجة لأحداث الواقع ثم تمّ الحسم في دلالاتها ثم أخيرا تمّ اختيار الجهة التي ستساندها
ولكن ذلك لم يحصل

لو نظرنا من زاوية ما، لتعامل عموم الناس مع الواقع وأحداثه، فيمكن ملاحظة التالي:

- يُقبِل الناس على مواضيع الواقع وأحداثه بغرض المشاركة فيها ولو لاماديا من خلال المساندة والدعم
أي هناك تصور أن على الفرد مباشرة أن يقف في صف شق معين بالضرورة

- الفرد من هذا النوع، ينطلق من تصور ضمني يقول أن الموجود صواب معياريا وأن المطلوب ابتداء هو الفعل، لذلك فإنه حتى وإن لم يقم هو بفعل فإن عليه أن يناصر أحد الفاعلين في الواقع
إنه تصور تسطيحي بسيط، يرى الأمور بالثنائيات البدائية
لم يتساءل هؤلاء حول إمكانية أن يكون الحدث ورموزه فاسد ابتداء، معياريا

- هذا الفهم يتحرك بمحورية العينات وأحداث الواقع وليس الفكرة المنتجة للواقع، لذلك سُلّم الجدارة لدى هذا الصنف من الأفراد درجاته تقيس مقدار الفعل أو مقدار مساندته
فالمسطرة إذن محورها الإنجاز والالتزام بخط مسار الفعل، لا يتم إعطاء أي قيمة لما قبل الفعل ولا الحديث حول كيف أتى للوجود، أي ما إن تجد الفعل فعليك إما قبوله أو رفضه باستعمال ما وفره لك نفس الواقع من تصورات مسبقة

هذا يعني أنه يتم اعتماد فهم ما ومستوى تصوري ما، لكنه لالتصاقه بتوجيهات الواقع الغالب فإنه لايخرج عن حالة الإنفعال بالأحداث ودليل ذلك التنادي للتعليق عليها واتخاذ المواقف، لذلك فإن التعامل مع الواقع وعيناته يحصل بجهاز "تفكيرى" سقفه الأعلى الواقع ذاته ومجاله المفاهيمي، وهذا يجعلك أسيرا للتوجيهات التي تلزمك بأن تتخذ موقفا معينا من مسارات الموجود وفواعله

لهذا السبب فإننا نلاحظ أن ما يستعمل عادة في التقييم هي صفات على طيف الصدق والاخلاص والحماسة ويتفرع منها الخائن والمتواطئ مقابل الملتزم والمخلص وغيرها من التصنيفات المتعلقة بعينات الموجود، لأنه تمّ الحسم في صوابية الفعل وتحول الحديث للنظر في تنفيذه ونصرته

بالتالي فإن المساهم مباشرة في إنجاز الواقع مطالب بالصدق والإخلاص في للفعل، وأما باقي الناس الذين أُلزموا بوجوب نصرة أحد طرفي المغالبة، فعليهم أيضا الإخلاص للخط الموجه للواقع أو أحد مكوناته، مثل الإخلاص للفصيل المسلح أو للتنظيم الحزبي أو للزعيم وللشيخ

وفي كل الحالات ما يجمع هؤلاء هو الحماس الذي يمثل مرحلة متقدمة لمناصرة أمر دخل الوجود، لأنه بالمقابل لا يصح الحديث عن الحماس حين الحديث عن مناصرة فكرة نظرية، وإنما تستدعى هنا أوصاف أخرى غير الحماس

-----

مقابل كل هذا التصور الذي يتعامل بمحورية الفعل والإخلاص له والمؤدي للحماس الأبدي وتكريس التبعية للمؤثرين في الواقع، فإنه توجد محورية أخرى وهي محورية الصوابية التي تنظر في المسار النظري للفعل بما يخرجه عن تأثيرات وتأطيرات الواقع وتوجيهاته، وهو تصور متفرع من محورية الفكرة والمنظومة

محورية الصوابية تنظر في مدى صوابية الفكرة المنتجة الفعل، أي هل هذا صواب أم لا، وهذا يعني استدعاء مركزية عقدية ومنظومة عليا للتقييم تتعالى عن الواقع لأنها أساسا تحاكمه، لا ان تتخذه مرجعا ومسطرة عليا للتوجيه

علما أن الصوابية ليست الصحة، فالصحة تنظر في التقييم الكمّي، بينما الصوابية تنظر في تقييم فكرة من خلال سلم معياري، لذلك الصوابية ثنائية فهي يجوز أو لا تجوز

وعليه، فباستعمالك محورية الصوابية فإنك لا تتأثر بأحداث الواقع ولا تجد نفسك ملزما باتخاذ أي موقف من الفعل مباشرة، قبل أن تنظر في مسارات الفكرة والعقيدة والتوجيه والاخضاع الذهني المنتج لكل تلك الأحداث

ينتج عن النظر بمحورية الصوابية أنه قد تجد نفسك رافضا لطرفي الأحداث وقد تجد أن الصوابية متفرقة بين الطرفين وقد تجد ممكنات أخرى مما يجاوز الممكنات التي يقدمها الواقع وأحداثه

والأهم أن النظر بمحورية الصوابية هو مسار فكري يرفض الإنفعال بالأحداث، ويتعالى عن توجيهات سادة الواقع ومنظوماته

---------
فوزي مسعود
#فوزي_مسعود

الرابط على فايسبوك
. في فهم حالة الحماس الدائم لدى البعض، حين التعامل مع الأحداث: محورية الإخلاص مقابل محورية الصوابية


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فايسبوك،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 9-03-2025  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء