البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

لغز في تل أبيت، يصعب حسمه

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3164


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


على مدار الفترة السابقة، اعتبرت إسرائيل نفسها، بأنها لا تشعر بأيّة تهديدات حقيقية من قِبل تنظيم الدولة الإسلامية، المتواجد على مساحات واسعة من الشرق الأوسط، وذلك بناءً على عدم رصد أجهزتها الأمنية لأيّة خيوط، تفيد بأن هناك أخطار واضحة، توحي بأن التنظيم سيتجه بقتاله نحوها، بسبب انشغالاته بمسألة ترسيخ الدولة وتوسيعها، من خلال مواصلة القتال (دفاعاً وهجوماً) على عدّة جبهات محليّة ودوليّة.

برغم ذلك، فإن إسرائيل لم تقُم بإسقاط التنظيم من أجندتها، باعتباره عدوّاً حقيقياً لها، بسبب توجّهاته الإسلامية كأساس، وبسبب تفكيره باتجاه ضرب النظم العربيّة في المنطقة، وصولاً إلى تعظيم الدولة بمقربة من حدودها، ولذلك فقد عملت على مُضاعفة احتياطاتها الاحترازية، لِما يُمكن أن يتسبب في مواجهات محتملة، بل وبدت في أحيانٍ مُتقاربة، كمن تستعد للحرب ضده.

فخلال حالة الأمان التي شعرت بها، كان الجيش الإسرائيلي يقوم بتكثيف تمريناته العسكرية الحيّة، داخل بيئات مُشابهة ومختلفة تحسّباً لمواجهته، وحرصت الأجهزة الأمنية بعمومها، على بذل جهودها الاستخباراتية باتجاه سياساته وتحركاته، وخاصةً باتجاه فرعه المتواجد بالقرب من الحدود الشمالية في منطقة الجولان السورية، أو باتجاه فرعه المتواجد بالقرب من الحدود الجنوبية في سيناء.

خلال الآونة الأخيرة، استقبلت إسرائيل ولأوّل مرّة، تهديداً مُفاجئاً من قِبل التنظيم، وبرغم عدم مبالاتها به باعتباره مضيعة للوقت، إلاّ أنه مثّل بالنسبة لها، تطوّراً غير ساراً ومُثيراً للقلق أيضاً، جعلها لا تنام إلاّ بعينين مفتوحتين، سيما وأن التهديد بدا جادّاً، وغير مُعتاداً، إذ نطق باللغة العبرية، وحمل في إطاره وعداً بقرب المواجهة معها، وباستمرار تلك المواجهة إلى حين زوالها من البلاد، ومُعتبراً أن الهبّة الفلسطينية الدائرة، ما هي إلاّ البداية.

في أوقات لاحقة، صدرت مجموعة متفرقة ومتجانسة من التهديدات، وكان أبرزها ما صدر عن أمير التنظيم نفسه "أبوبكر البغدادي" من أن إسرائيل لن تفلت من دون عقاب، وبأن طلائع المجاهدين ستقوم بحصارها خلال يومٍ ما، ودعا صراحة لتنفيذ هجمات ضدها.

تهديدات "البغدادي" جعلت إسرائيل، في حيرة من أمرها، بين مكوثها على اللامبالاة بها، وبين الاكتراث بفحواها، ففي حين اعتبرتها بأنها مجرّد تهديدات لفظية، وأنها لن تنقبض بشأنها، سيما وأنها ترى بأن التنظيم لا يزال بعيداً عن كونه قوّة، تُمكنه من مواجهتها، ومن ناحيةٍ ثانية، كانت لديها تفضيلات، باتجاه الوقوف بجديّة أكبر ضد التهديدات الآتية من طرف تنظيم حزب الله اللبناني، أو من حركة حماس، بدلاً عن تهديدات لم تُسفر عن شيء، وأنها تجيء فقط لجذب المقاتلين إلى صفوفه، ومن أجل تخفيف وطأة الحرب ضد دولته.

فقد كانت هناك أحياناً أخرى، حصلت فيها تلك التهديدات على مرتبة متقدّمة لديها، وذلك بناءً على تطورات مهمّة، نقلتها تقارير أجهزتها الأمنية، بما فيها التصريحات التابعة لرئيس جهاز الموساد الإسرائيلي الجديد "يوسي كوهين"، الذي اعتبر بأن التهديدات قد تُصبح حقيقية في يومٍ ما، خاصة وأنها أصبحت مواجهتها استخباراتياً ليس سهلاً، بل وسيكون أمرها في غاية الصعوبة، حيث ستجد – حسب تصريحاته- أجهزة الدولة الأمنيّة، عقبات كبيرة قبل الحصول على معلومات عن نشاطات التنظيم، بسبب اعتماده على السريّة التامّة، والتي تُمكنه من تنفيذ أعمال عسكرية، دون وجود تحذيرات استخباراتية مسبقة.

بلا شك، فإن التصريحات الفائتة، لم تكن قد صدرت هكذا، بل تقديراً على نشاطات التنظيم المُفاجئة، والتي طافت أنحاءً من العالم، وكان ما وقع للعاصمة الفرنسية، دليلاً واضحاً، حيث تلقّت (باريس)إحدى ضرباته، خلال نوفمبر الماضي، بحجة مشاركة الفرنسيين في الحرب ضده، إضافةً إلى العلم التام، بحرصه على إثبات أن له من القدرة في اختيار الأماكن الجيّدة لتنفيذ هجماته، أو الجبهات التي يمكن أن ينطلق منها، بنفس القدرة التي يتمكن خلالها من تجنيد مقاتلين.

على أي حال، فإن إسرائيل تشعر الآن بالقلق أكثر من أي وقتٍ مضى، والذي لا يُمكنها إخفاؤه بسهولة، وتزايد بدرجة ملحوظة، بعد الحادثة الأخيرة التي تم تنفيذها بإطلاق النار على إسرائيليين في العاصمة السياسية (تل أبيب)، وأسفرت عن وقوع قتلى ومصابين، فعلاوة على أنها اضطرّت غالبية الاسرائيليين إلى الإعلان عن فقدانها الشعور بالأمن، فإن الجهات الأمنيّة بدت أكثر انزعاجاً، وخاصةً بعد أن أصبحت الحادثة، لغزاً غامضاً، يصعب عليها حسمه، فيما إذا كان مُرسلاً من التنظيم أو من أي جهةٍ مُعاديةٍ أخرى.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إسرائيل، حماس، فلسطين، داعش، الدولة الإسلامية، الجماعات الجهادية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 4-01-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
حسن الطرابلسي، صباح الموسوي ، حسني إبراهيم عبد العظيم، مصطفى منيغ، المولدي الفرجاني، مراد قميزة، إسراء أبو رمان، رضا الدبّابي، محمد الطرابلسي، محمد أحمد عزوز، سلوى المغربي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أحمد بوادي، حاتم الصولي، رافد العزاوي، رشيد السيد أحمد، د. عبد الآله المالكي، علي عبد العال، عزيز العرباوي، يحيي البوليني، ياسين أحمد، أشرف إبراهيم حجاج، صفاء العربي، د. عادل محمد عايش الأسطل، رافع القارصي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د- هاني ابوالفتوح، فوزي مسعود ، وائل بنجدو، د - شاكر الحوكي ، سليمان أحمد أبو ستة، د - الضاوي خوالدية، د.محمد فتحي عبد العال، صالح النعامي ، د- محمد رحال، أحمد بن عبد المحسن العساف ، يزيد بن الحسين، عمار غيلوفي، محمود سلطان، عواطف منصور، د. صلاح عودة الله ، د. طارق عبد الحليم، علي الكاش، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عبد الغني مزوز، حميدة الطيلوش، عمر غازي، جاسم الرصيف، د- جابر قميحة، صفاء العراقي، ضحى عبد الرحمن، سفيان عبد الكافي، سامح لطف الله، طلال قسومي، كريم فارق، د. مصطفى يوسف اللداوي، رمضان حينوني، محمد يحي، ماهر عدنان قنديل، فتحـي قاره بيبـان، الهادي المثلوثي، عبد الله زيدان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، الهيثم زعفان، إيمى الأشقر، منجي باكير، د - المنجي الكعبي، محمد عمر غرس الله، أنس الشابي، صلاح المختار، محمد اسعد بيوض التميمي، أحمد الحباسي، د. خالد الطراولي ، نادية سعد، رحاب اسعد بيوض التميمي، الناصر الرقيق، خالد الجاف ، عبد الله الفقير، العادل السمعلي، خبَّاب بن مروان الحمد، محمود فاروق سيد شعبان، إياد محمود حسين ، د - محمد بن موسى الشريف ، تونسي، د - عادل رضا، سعود السبعاني، د. أحمد محمد سليمان، محرر "بوابتي"، سلام الشماع، أحمد النعيمي، عبد الرزاق قيراط ، د. أحمد بشير، محمود طرشوبي، محمد شمام ، فتحي العابد، محمد الياسين، أ.د. مصطفى رجب، صلاح الحريري، سامر أبو رمان ، أبو سمية، حسن عثمان، محمد العيادي، أحمد ملحم، مصطفي زهران، د - صالح المازقي، مجدى داود، د- محمود علي عريقات، عراق المطيري، فتحي الزغل، كريم السليتي، د - محمد بنيعيش، فهمي شراب، د - مصطفى فهمي، سيد السباعي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة