البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

فروقات بسيطة، بين احتجاز "إفراهام منغيستو" ومقتل "إسحق حسّان"

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3125


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


ربما نجد رخصة لادعاءات عائلة الإسرائيلي "إفراهام منغستو" المتواجد لدى حركة حماس، بحكم اجتيازه إلى داخل قطاع غزة في سبتمبر من العام الماضي، في أن حماس تُناقض نفسها وتنافق الناس في ذات الوقت، في شأن إظهار انكوائها وشعورها بالحرقة في أعقاب قيام الجيش المصري بقتل الفتى الفلسطيني "إسحق حسان" المُعاق جسدياً بعد قيامه بتجاوز الحدود المصرية، ودون أي تحذيرات مسبقة.

حيث اعتبرت ذلك القتل، بأنه خارج عن حدود الإنسانية، بينما فعلت نفس الشيء في شأن قيامها باحتجاز "منغستو" واستمرار احتجازها له، إذ كان يُحظر عليها فعل ذلك، باعتباره بلا عقل، حيث ضل الطريق باتجاه القطاع، ولم تشأ الحركة بتسريحه وإعادته إلى أهله.

لكننا لا نجد الرخصة ذاتها لكبراء آخرين من سياسيين وخبراء وأمنيين (إسرائيليين وعرباً)، حين يصفون الحادثتين بوصفٍ واحد ودون وقوفهم على أية فروقات بينهما، حيث أثبتوا بأنفسهم، بأن عقولهم لا تزيد كثيراً عن عقول العصافير، وما يزيد عقولهم صغراً، هو وصولهم إلى خيال، أوحى لهم بأن حماس حرصت على استخدام "حسان" لأغراض تجسسية، ربما بقصد الإبلاغ عن عدد أفراد الجنود المصريين في المكان على الأقل، وذلك اعتماداً على ادعاءات عسكرية إسرائيلية تقول: بأن جنود الجيش الإسرائيلي، اعتادوا على قيام حماس بإرسال أطفال أو ممن بلغوا الحلم -غير مسلّحين- إلى المناطق الحدودية، في مهامّ المراقبة وجمع المعلومات الاستخباراتية.

على أي حال، يمكننا تلاشي تلك الادعاءات، حتى وإن كانت هناك نسبة 0% لنجاحها، حيث لا نعلم بعد، بأي طريقة يمكن فهمها أو الاقتناع بها، وحتى في حال وصول تلك الادعاءات إلى درجة المحاولة لاستخدامهم في تصميم وإدارة الحروب المقبلة، لكنّ اللازم- ليس لأجل المُدافعة عن أحد كأساس-، هو توضيح أن هناك فروقات وافرة بين الحادثتين، والتي يمكن سوْق بعضاً منها كما يلي:

لا شك، بأن الطريقة التي تناولت بها حركة حماس الإسرائيلي "منغستو" هي طريقة آدميّة، وسواء من حيث القبض عليه، أو طريقة إيداعه إلى أماكن آمنة، أو بالحرص على توفير معيشة رحبة (صحية، وترفيهية) لجنابه- ويمكن التأكّد من ذلك بسؤال "غلعاد شاليط"، باعتباره كان متواجداً لدى حماس طيلة فترة لا بأس بها امتدت على مدار عدّة سنوات-، بينما "حسان" لم يُستشر مطلقاً من قِبل جنود الجيش المصري، في مسألة إطلاق النار عليه، ولم يتم الأخذ بالحسبان أيّة تداعيات لاحقة، حتى على الصعيد الأخلاقي والإنساني.

وكما أن حماس لم تقم بتوجيه أيّة اتهامات باتجاه "منغستو" تؤهله للمحاكمة للقصاص منه بسبب تجاوزه الحدود عمداً أو بناءً على ما هدته إليه حالته النفسية، بينما "حسان" تعرض لحكم الإعدام فوراً، بدون أي تدخلات لجهة قضائية، فإنها أيضاً، ليست هي التي انهارت ألماً على مقتله وحدها، بل كل الفلسطينيين والعرب وكل من ساءه المشهد من المصريين أيضاً.

إن ظروف "منغستو" وإن كان ضالاً عن الطريق، هي ليست مشابهة لظروف "حسان" الذي جاء بباله أن يسمح له الجانب المصري بمواصلة مسيره، لأجل تكملة علاجه داخل المستشفيات المصرية بعد انتظاره سنين طويلة، وفي ضوء وصوله إلى نتيجة فظة، كما بقية المأزومين الفلسطينيين، بأن بوابة المعبر (معبر رفح) قد صُبّت بواسطة بشريةّ، بسدادٍ من حديد ونحاس.

إن "منغستو" ضلّ باتجاه ما تعتبره إسرائيل كياناً معادياً، هي وحتى هذه الأثناء، في غنىً عن الاعتراف به، بينما "حسان" سار باتجاه من نقول: بأننا نرتبط وإياهم برباط العروبة والدم، وليس بطريق العداء، بغض النطر عن مسألة انقطاع العلاقة بين حماس والحكم المصري منذ 2013، وهو العام الذي تسلم فيه الرئيس "عبد الفتاح السيسي" مقاليد الرئاسة والحكم، وفي ضوء أن "حسان" لم يُكتشف أمره، فيما إذا كان تابعاً لحركة فتح أو حماس أو حتى لتنظيم الدولة.

لا تزال "حماس" تطمع من وراء احتجازها "منغستو"، إلى مبادلته بِحفنة من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، الذين لا يزالون يقبعون داخل السجون الإسرائيلية، وفي ضوء أن إسرائيل لا تنهار قيد أنملة، في شأن استمرار اعتقالهم، بينما "حسان" ليس من وراءه أيّة أطماع سوى رميه بالرصاص، وإبداء المزيد من القسوة.

ومتابعة في ذات السياق، فإنه لا يمكننا نسيان أفضال الإعلام المصري، الذي كان أوجد الفرق الأهم والنادر، باتجاه المسألة، حيث كان يُفضل الصمت والكتمان بشأن قضايا مُشابهة ومتكررة، ليهود اجتازوا الحدود المصرية، بعد ردّهم على آثارهم ردّاً جميلاً، بينما اشتغل بجدارة فائقة إلى جانب (تأييد) قتل مُعاق فلسطيني أعزل.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إسرائيل، الإحتلال الإسرائيلي، فلسطين، فراهام منغستو، حماس،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 29-12-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
المولدي الفرجاني، حسني إبراهيم عبد العظيم، الهادي المثلوثي، رافد العزاوي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، فتحـي قاره بيبـان، مصطفى منيغ، د- هاني ابوالفتوح، أحمد الحباسي، حسن الطرابلسي، محمد أحمد عزوز، عزيز العرباوي، سامر أبو رمان ، مصطفي زهران، د- محمود علي عريقات، سلام الشماع، رحاب اسعد بيوض التميمي، كريم السليتي، عبد الله زيدان، محمود فاروق سيد شعبان، أحمد النعيمي، محمد العيادي، محمود سلطان، أ.د. مصطفى رجب، عمر غازي، أبو سمية، أشرف إبراهيم حجاج، صلاح المختار، نادية سعد، د. مصطفى يوسف اللداوي، الناصر الرقيق، د - محمد بنيعيش، العادل السمعلي، سلوى المغربي، كريم فارق، صفاء العربي، محمد شمام ، فتحي الزغل، علي الكاش، وائل بنجدو، صالح النعامي ، سيد السباعي، إيمى الأشقر، د. أحمد محمد سليمان، د - شاكر الحوكي ، خبَّاب بن مروان الحمد، د- جابر قميحة، سامح لطف الله، محمد اسعد بيوض التميمي، د - صالح المازقي، ماهر عدنان قنديل، منجي باكير، ضحى عبد الرحمن، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، فتحي العابد، د. عادل محمد عايش الأسطل، صلاح الحريري، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أحمد بوادي، محرر "بوابتي"، عبد الله الفقير، صفاء العراقي، محمد عمر غرس الله، فهمي شراب، د. خالد الطراولي ، عمار غيلوفي، يزيد بن الحسين، طلال قسومي، د - عادل رضا، د - الضاوي خوالدية، د. أحمد بشير، د- محمد رحال، أنس الشابي، ياسين أحمد، د - مصطفى فهمي، رشيد السيد أحمد، د.محمد فتحي عبد العال، خالد الجاف ، إياد محمود حسين ، سفيان عبد الكافي، محمد الطرابلسي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عبد الرزاق قيراط ، الهيثم زعفان، يحيي البوليني، مراد قميزة، عراق المطيري، علي عبد العال، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سليمان أحمد أبو ستة، رضا الدبّابي، د. طارق عبد الحليم، تونسي، د - المنجي الكعبي، إسراء أبو رمان، د. صلاح عودة الله ، مجدى داود، أحمد ملحم، جاسم الرصيف، رافع القارصي، عواطف منصور، عبد الغني مزوز، د - محمد بن موسى الشريف ، صباح الموسوي ، سعود السبعاني، رمضان حينوني، حميدة الطيلوش، فوزي مسعود ، محمد الياسين، محمد يحي، حاتم الصولي، محمود طرشوبي، د. عبد الآله المالكي، حسن عثمان،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة