البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

مسار السلام المسدود

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3541


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


التهنئة التي قام بتقديمها الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" لرئيس الوزراء "بنيامين نتانياهو" بمناسبة فوزه في الانتخابات الإسرائيلية الفائتة، بدت كرسالة صوتية مسجلةً وليست مباشرة أو اعتيادية، بسبب جفافها وخلوها من أي تقدير أو احترام، كما لم يتحدث الاثنان في السياسة على الإطلاق، وربما كان لدى اعتقاد البعض بأن ذلك الفتور، جاء ترتيباً على رغبة "أوباما" في مشاهدة شخصاً آخر يجد معه فسحة من التوافق والانسجام بشأن تجاوز مراحل يعتبرها مفصلية، لكن الواضح يُثبت أن الأمر أعقد بكثير، فالعلاقات بين تل أبيب ووشنطن، التي امتدت لـ 6 سنوات متواصلة، وهي فترة حكم "نتانياهو" كانت ممتلئة عن آخرها بالمناكفة الممتزجة بالريبة والشك، وكنّا قد شاهدنا آلافاً من التقارير التي تفيد بأن العلاقات متدهورة، و تزداد سوءاً ساعةً بعد أخرى، بلغت درجة لا تُحتمل من قبل إدارتيهما على الأقل.

بعد القفز عن أسباب أخرى كثيرة، فإن تدخلات الجانبين المتبادلة سراً وجهراً، وسواء بشأن القضايا الداخلية كالانتخابات الداخلية، حيث شجيع "نتانياهو" الجمهوريين في انتخابات 2012 الأمريكية، وشجع "أوباما" بالمقابل في شأن إسقاط "نتانياهو" في الانتخابات الأخيرة وفي انتخابات 2013 أيضاً، وتوضحت الخارجية، في التدخلات المتبادلة بشأن القضيتين الفلسطينية والإيرانية وغيرهما، حيث كانت خلقت احتقانات متبادلة، وأحدثت شرخاً يصعب التعامل معه لدي الطرفين، فأصبحت إسرائيل منقسمة مناصفةً تقريباً بين اليمين واليسار، وأصبحت الولايات منقسمة أيضاً بين "أوباما" الممثل للإدارة الأمريكية والكونجرس الذي فرض نفسه جمهورياً، وكان البيت الأبيض قد أكّد بأن خلافات حقيقية تفصله عن "نتانياهو" الأمر الذي ينبئ بأن العلاقات الثنائية، هي أسوأ من أي وقت كان، سيما بعد شحنة التراجع وبطريقة فظّة عن حل الدولتين التي عرضها "نتانياهو" عشية الانتخابات، والتي توحي بنواياه الحقيقية باتجاه العملية السياسية، ولم تكن ادعاءً أو مجرّد استراتيجية انتخابية.

"أوباما" أخفى القفازات التي كان يلبسها في مواجهة "نتانياهو" خلال الأيام الأخيرة قبل الانتخابات، بعد أن تغير سلوكه إلى الأسوأ، بمجرّد تلقيه نبأ فوزه، لخضوعه بشأن تمديد حكم “الملك بيبي” على غير رغبته، بعد تحدّيه كل التوقعات بحصوله على تفويض يميني قوي، بسبب حملته الانتخابية التي أخذت اتجاهاً يمينياً متشدداً، وأصبح "أوباما" لا يعلم أين يضع قدمه، وبالتالي أثّرت حالته هذه سلباً وبشكلٍ كبير على القضية الفلسطينية، ففي الوقت الذي أعلن بأن فوز "نتانياهو" لن يعيق جهود واشنطن للتوصل إلى اتفاق مع إيران، فإنه أقرّ بصعوبة إيجاد مسارٍ للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، واعتبرها مغلقاً، ليس لعدم تواجد نوايا حقيقية لدى "نتانياهو"، وإنما بسبب أن إدارته غير قادرة على فرض أية حلول أو إقناع "نتانياهو" بأيّة مشاريع تسووية، حتى في ضوء شائعات، تقول بأن البيت الأبيض بصدد عرض خطة سلام جديدة، خطة تتجاوز المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وتحاول فرض واقع على الأرض، بما يضمن أمن إسرائيل على المدى البعيد، وفي إطار بناء دولة يهودية وديمقراطية، وبما يسمح بقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة.

ستكون الأسابيع القادمة حاسمة للعلاقة المستقبلية على المدى القصير، على الأقل حتى عام 2017، وهو عام انتهاء فترة "أوباما" حيث ينتظر ليرى ما إذا كان سيتم تدعيم خطاب "نتانياهو" خلال حملته الانتخابية بائتلاف حكومي يميني، سيما وأن إدارته قد تُعلن بأنه سيتم إعادة النظر فيه كل شيء بخلاف التعاونات الروتينية في المجالات الأمنيّة والعسكرية، رغبة في إذاقة إسرائيل بعضاً من العذاب، على الأقل كالذي ذاقته في أعقاب عدوانها الأخير –الجرف الصامد- ضد حركة حماس في يوليو/تموز الماضي، حين أبطأت في تحويل معدات عسكرية، باعتباره تهديد أولي واضح، كحدٍ أدنى، وربما يصل العذاب إلى تقليص الدعم الأمريكي لإسرائيل في الأمم المتحدة والهيئات التابعة لها، بالكف عن استخدام الفيتو، أو إقدام واشتطن على تأييد الاعتراف بدولة فلسطينية.

ما سبق جيّد التحدث به طولاً وعرضاً، ولكنه في الواقع غير قابل للتنفيذ، فعلى الدوام تبقي إسرائيل على مدى تاريخ الإدارات الأمريكية تحت سقف اصطفافها إلى جانبها، باعتباره الضامن الأساس في استمرار نجاح القدرة الإسرائيلية على إخضاعها لسياستها بشكلٍ عام، وإدارة "أوباما" تحت هذا السقف، لا يمكنها المخاطرة بأي حال، الإقدام على تنفيذ تهديداتها، التي تبعد عن ذلك الاصطفاف، وبغض النظر على أنها أشرفت على المغادرة، فإن أربطة التحالفات الاستراتيجية المتعددة والمعقّدة في ذات الوقت، لها الدور الأكبر في تكتيف أياديها إلى الوراء، كما أن قوة اللوبي الصهيوني داخل الولايات المتحدة، لا تزال متماسكة بنسبة تزيد على 90%، أيضاً هناك حسابات قيّمة لسيطرة الجمهوريين على الكونغرس، الذين كانوا أول المهنئين لـ "نتانياهو" علناً، والذين هم في الأساس الذين شجعوا "نتانياهو" إلى الصعود على منصته لإلقاء خطابه الثالث داخله، هاجم خلاله سياسة "أوباما" وتعهّد بإفشال أي اتفاق بشأن الملف النووي الإيراني، ومن ناحيةٍ أخرى، فإن ذهاب السلطة الفلسطينية نحو الجنائية الدولية، سيُهدّئ من روع الإدارة ككل نحو إسرائيل، سيما وأنه إلى هذه الأثناء ووفقاً للقانون الأمريكي، فإن أيّة محاولة فلسطينية لمقاضاة إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب، ستُنهي كافة امداداتها المادية للسلطة والبالغة 400 مليون دولار، بالإضافة إلى إعادة النظر في شأن علاقاتها معها بشكلٍ عام.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إسرائيل، نتنياهو، الإنتخابات الإسرائيلية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 22-03-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
علي عبد العال، أشرف إبراهيم حجاج، عزيز العرباوي، سامر أبو رمان ، د. عبد الآله المالكي، ضحى عبد الرحمن، د. كاظم عبد الحسين عباس ، الهادي المثلوثي، سليمان أحمد أبو ستة، أحمد بوادي، محمد عمر غرس الله، أحمد الحباسي، د. عادل محمد عايش الأسطل، عبد الله الفقير، حميدة الطيلوش، يزيد بن الحسين، عبد الرزاق قيراط ، صفاء العراقي، محمد اسعد بيوض التميمي، عبد العزيز كحيل، د - شاكر الحوكي ، رحاب اسعد بيوض التميمي، الهيثم زعفان، محمد شمام ، د - الضاوي خوالدية، د. طارق عبد الحليم، سفيان عبد الكافي، د. خالد الطراولي ، بيلسان قيصر، إياد محمود حسين ، أحمد ملحم، عواطف منصور، أحمد بن عبد المحسن العساف ، ماهر عدنان قنديل، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سيد السباعي، د - عادل رضا، فتحـي قاره بيبـان، سعود السبعاني، يحيي البوليني، د- هاني ابوالفتوح، محمد علي العقربي، صباح الموسوي ، صفاء العربي، المولدي اليوسفي، ياسين أحمد، عراق المطيري، جاسم الرصيف، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمود طرشوبي، سلام الشماع، فهمي شراب، د. مصطفى يوسف اللداوي، فوزي مسعود ، أبو سمية، رضا الدبّابي، د- جابر قميحة، أنس الشابي، عمر غازي، عبد الغني مزوز، فتحي العابد، عبد الله زيدان، خالد الجاف ، تونسي، د - المنجي الكعبي، مصطفى منيغ، محمود فاروق سيد شعبان، الناصر الرقيق، د. ضرغام عبد الله الدباغ، المولدي الفرجاني، د - محمد بنيعيش، د - مصطفى فهمي، مصطفي زهران، د- محمود علي عريقات، فتحي الزغل، د- محمد رحال، د - صالح المازقي، كريم فارق، وائل بنجدو، د.محمد فتحي عبد العال، رشيد السيد أحمد، إيمى الأشقر، حاتم الصولي، خبَّاب بن مروان الحمد، سلوى المغربي، رمضان حينوني، عمار غيلوفي، منجي باكير، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، العادل السمعلي، صالح النعامي ، طلال قسومي، أ.د. مصطفى رجب، نادية سعد، إسراء أبو رمان، أحمد النعيمي، د - محمد بن موسى الشريف ، د. أحمد محمد سليمان، محرر "بوابتي"، مجدى داود، رافد العزاوي، حسن الطرابلسي، محمد الياسين، صلاح المختار، محمد يحي، حسن عثمان، كريم السليتي، سامح لطف الله، محمود سلطان، صلاح الحريري، محمد العيادي، علي الكاش، مراد قميزة، رافع القارصي، طارق خفاجي، د. صلاح عودة الله ، محمد الطرابلسي، د. أحمد بشير، محمد أحمد عزوز،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز