البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

صدمة في إسرائيل

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3387


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


منذ بداية احتجاجات القدس الدامية، والتي جاءت على خلفية الاعتداءات الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو" قد وعد بإعادة الهدوء في اللحظة التالية من إتمامه كلمته أمام وزرائه، لكنه تبيّن فيما بعد، بأن الأمر أشد من ذلك، فطفق يأخذ بالأسباب والإمكانات المتاحة في آنٍ واحد، وما فتئ يوجد الفرصة تلو الأخرى، ليستجدِ ما استطاع للوصول إلى الهدوء، فألقى إلى الحاخامات وتحدث مع الحلفاء والأصدقاء، وألان من التصريحات، حتى بلغت مستويات متدنية، تدل على تخوفاته من أن الأمور ذاهبة نحو الأسوأ، سيما وأن مسؤولين في السلطة الفلسطينية، وفي حركة فتح أيضاً، يؤكّدون وفي ضوء عدم رغبتهم في خسارة الشارع الفلسطيني، على أن الاحتجاجات، هي فقط تمهيد لشيء أكبر بكثير في حال لم تتواجد انفراجات دبلوماسية، كما أن حركات أخرى كحماس والجهاد الإسلامي وفصائل أخرى، توعّدت بأن الاحتجاجات ستتفاقم تباعاً وتهدف إلى تحقيق انتفاضة ثالثة، ومن ناحيةٍ أخرى، شكّلت له إضافة إلى اتهامه محلياً، بأنه ينحرف نحو اليمين، أزمات مختلفة تمثّلت في انتقادات حزبية وشعبية حادّة واستقالات من الحكومة، حيث بادر "عمير بيرتس" بتقديم استقالته من الحكومة - من حزب (الحركة) - وهناك تهديدات أخرى، لحزب (هناك مستقبل) بالانسحاب أيضاً.

ربما كان "نتانياهو" أقوى، برغم صدمته، بشأن تفاقم الاحتجاجات وخروجها عن برنامجه، بسبب أنها لا تزال محصورة داخل القدس، وأن لديه من الأصدقاء العرب الذين ينشطون في تمويل مشاريع الإسكات الكلي لها، لكن ما جعلته في المكان الأضعف هي الصدمة التالية، التي حدثت فجأة، ولم تكن في الخيال، والتي أثّرت على إسرائيل بشكلٍ عام، وسواء كان ذلك داخلياً أو خارجياً، ألا وهي حادثة استشهاد "خير حمدان" على أيدي الشرطة الإسرائيلية - من قرية كفر كنّا داخل الخط الأخضر، وهو طالب قانون في جامعة تل أبيب-، والتي أثارت عاصفةً سوداء غطّت أنحاء إسرائيل سخطاً وغضباً، وما زاد الطين بلّة، أن كان القتل مقصوداً، ولم يكن مبرراً، حيث كان بالإمكان احتجازه، أو السيطرة عليه بإطلاق الغاز في النهاية، وبدى سيناريو الحادثة كأنه مقطعاً من أحد أفلام الرعب الهولووديّة.

انتشار آلاف الشرطيين في المناطق، وقرار المفتش العام للشرطة "يوحانان دنينو" برفع مستوى التأهب، إلى المستوى الأعلى في أعقاب المواجهات، لم تمنع قومة عرب الداخل الاحتجاجية القوية، والتي وشارك فيها رؤساء مجالس محليّة وأعضاء وقوىً إسلامية ووطنية أخرى.
ما ساء الإسرائيليين أكثر، وشكّل لديهم الصدمة الحقيقية، هو أن الاحتجاجات العربية التي شاهدوها، لا توحي بأنها عفوية أو آنيّة أو لها نهاية قريبة، أو ناتجة عن عملية القتل فقط، إضافةً إلى ما ثبُت لديهم بأنها، جرس تنبيه إلى أمور وقضايا سياسية واجتماعية، طالما عاني منها العرب الأمرّين، وبات لديهم أن الأمر لا يتوقف عند حادثة قتل وكفى، بل ذكّرتهم عملية القتل بأنواع العنصرية الإسرائيلية الصّارمة، التي تؤكد على أن العرب هم مواطنين من الدرجة الرابعة، وأن إسرائيل تمارس إرهاب الدولة باتجاههم، بما يتنافى وديمقراطيّتها الزائفة.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فبدلاً من الاعتراف بالجريمة ومباشرة التحقيق وملاحقة القتلة، ارتفعت أصوات داعمة للمرحلة الدموية وبقوّة، حيث قام "نتانياهو" بالتحذير، وكأنه نسي احتجاجات أكتوبر عام 2000، وأحداث القدس التي لا تزال متفاقمة، بأن من لا يحترم القانون سيُعاقب بقسوة، وتعهّد بسحب المواطنة من أي عربي يقوم بتهديد الأمن الإسرائيلي أو يدعو إلى إبادة إسرائيل. وكان المتطرف وزير الاقتصاد "نفتالي بينت" قد برر أعمال القتل، بقوله: إذا لم نقدم الدعم للشرطة الإسرائيلية التي تحمينا، فإننا سنرى المزيد من الإسرائيليين الذين يُقتلون بسكاكين وألعاب ناريّة، ويتم دهسهم بسيارات. ومن جهته، دعم وزير الخارجية "أفيغدور ليبرمان" التصريحات السابقة بقوله: كل (إرهابي) يؤذي مواطنين إسرائيليين، يجب أن يكون حكمه الإعدام، وبالتالي فإن هذه التصريحات برغم نتوجها عن الشعور بالصدمة، شجعت نشطاء اليمين للبدء في مظاهرات مضادة وعنيفة ضد المواطنين العرب عموماً، وهي التي من شأنها الإنباء عن إشكالات قادمة أكثر وخطورةٍ أكبر.

حكومة "نتانياهو"، اليمين الإسرائيلي، وغيرهم، يخشون تماماً من أن خطوات العنف المعتمدة، وسواء الحاصلة في القدس أو أراضي الداخل أو في نطاق الأراضي التابعة للسلطة الفلسطينية، لا تصُبّ في حسابهم، وبالمقابل فهي ساخنة جداً بالنسبة لنا، سيما وأننا نُشاهد إسرائيل (ككل)، وهي تقف على رجلٍ واحدة ألماً وحيرة، لمعاناتها وبشدّة من جراء وصولها إلى النقطة الحرجة أمام نفسها والمجتمع الدولي أيضاً، ولا تعرف بالمطلق ما هو قادم، المهم أن يتم العثور على واحدٍ من العرب أو الفلسطينيين بخاصة، من يستغل الفرصة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إسرائيل، العدوان على غزة، الحرب على غزة، غزة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 9-11-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عزيز العرباوي، طلال قسومي، د. خالد الطراولي ، إيمى الأشقر، د. طارق عبد الحليم، سلوى المغربي، د - المنجي الكعبي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د- محمود علي عريقات، صباح الموسوي ، سفيان عبد الكافي، يزيد بن الحسين، د - الضاوي خوالدية، محمد العيادي، نادية سعد، صلاح الحريري، محمد عمر غرس الله، حسن عثمان، أنس الشابي، سلام الشماع، جاسم الرصيف، محمود فاروق سيد شعبان، خبَّاب بن مروان الحمد، أ.د. مصطفى رجب، عبد الرزاق قيراط ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - شاكر الحوكي ، صفاء العربي، محمود طرشوبي، ياسين أحمد، محمد الياسين، صالح النعامي ، د - محمد بنيعيش، حسني إبراهيم عبد العظيم، مصطفي زهران، عبد الغني مزوز، حسن الطرابلسي، العادل السمعلي، د - صالح المازقي، الهيثم زعفان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، إياد محمود حسين ، منجي باكير، إسراء أبو رمان، محمد يحي، د - مصطفى فهمي، د - عادل رضا، سعود السبعاني، د. عبد الآله المالكي، محمد أحمد عزوز، حميدة الطيلوش، محمود سلطان، علي الكاش، الناصر الرقيق، صلاح المختار، سيد السباعي، فتحي العابد، ماهر عدنان قنديل، سامح لطف الله، رضا الدبّابي، مصطفى منيغ، عمار غيلوفي، عواطف منصور، محمد اسعد بيوض التميمي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، فتحـي قاره بيبـان، رشيد السيد أحمد، د- هاني ابوالفتوح، فوزي مسعود ، كريم السليتي، فتحي الزغل، د. أحمد بشير، ضحى عبد الرحمن، د. عادل محمد عايش الأسطل، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، مراد قميزة، رافد العزاوي، د. صلاح عودة الله ، رمضان حينوني، أحمد الحباسي، الهادي المثلوثي، عمر غازي، عراق المطيري، سامر أبو رمان ، محرر "بوابتي"، صفاء العراقي، عبد الله زيدان، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد شمام ، حاتم الصولي، مجدى داود، رافع القارصي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، فهمي شراب، أحمد بوادي، د- محمد رحال، عبد الله الفقير، د.محمد فتحي عبد العال، أبو سمية، علي عبد العال، كريم فارق، د- جابر قميحة، خالد الجاف ، د. أحمد محمد سليمان، أحمد ملحم، أشرف إبراهيم حجاج، سليمان أحمد أبو ستة، أحمد النعيمي، يحيي البوليني، تونسي، د - محمد بن موسى الشريف ، وائل بنجدو، محمد الطرابلسي، المولدي الفرجاني،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة