رضا دبّابي - فرنسا / تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6610
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أحداث "القصرين" الأخيرة من فعل فاعل، يريد بذلك تشويه الزّهور والنّور معقلي الثّورة على الهارب. لا بدَّ أن تصبح القصرين المنسية عند هؤلاء الحشّاشين وَكرا للإرهاب وتُنسى جهودها في تلقّف الثّورة واستمرارها. من ناحية أخرى فإنّ استهداف منزل بن جدّو وزير الدّاخلية هو أمر قديم معروف ذلك أنّ الرّوافض كانوا يَكرهون أن يكون الرَّجل على رأس وزاره يطمعون في أن تنفّذ انقلابا على الشّرعية على غرار مصر فيُرجعون البلاد إلى أسفل سافلين.
التّاريخ ليس ببعيد فقد اشترط مهدي جمعة تولّي رئاسة الحكومة على أن يبقى بن جدّو وزيرا للدّاخلية. تذكَّروا أيّها السّادة أنّ جماعة المعارضة والإعراض كانوا قد رفضوا بشراسة ولا يَزالون بقاءه على رأس وزارة كان لهم فيها مطمع الانقلاب ونقض الشّرعية والعقود. إنّه لا أمان لهم ولا أمانة ولا عهد وليحذر النّاس كيدهم ونُكوصَهم ولا ينبغي أن نتعامى على هذه الحقيقة. سرّ القصرين عندي في وزارة الدّاخلية وبعض من الحرس القديم الذي لا يحبّ الحرية لتونس. إنّ الضِّباع المختفية لا تَزال تبحث ليلا عن الجِيف والصيّاد لا بندقية له ولا فخ. إنّ رجلاً كهذا القاضي الشَّريف النَّزيه هو الصدّ المنيع الذي يقطع الأيادي الخسيسة التي تمتدّ خلسة لسرقة أحلام أمّة. هو على خط التَّصويب وتصفيته ومن وراءه وزارة ذات رمزية كهذه هدف يطمحون ويعملون ليلا نهارا من أجل تحقيقه. هم يَعِدُون ويتوعّدون ويخوّفون كلّ مَن يقطع السَّبيل دون أهدافهم الدَّنيئة والغايات تبرِّر عندهم الوسائل. إنّهم عائدون، هكذا يوحون إلى أصحاب النُّفوس المريضة والدَّنيئة. أمّا الأمناء والأفاضل فلا بدّ أن يتنحّوا جانبا ويُفْسحوا لهم طَريق عودة المنتصرين كان ذلك بالتّهديد أو بالتّخويف أو بالوعيد. لا بُدَّ أن يتذكّرَ القاصي والدّاني أنّ المنهزمين كانوا يسألون أكبر من ذلك فقد تداعوا إلى حلِّ المجلس التّأسيسي ورحيل الحكومة والرّئيس فكيف لا يطلبون رأس بن جدّو؟
الدَّسيسة ديدنُهم والجريمة صنيعهُم والقتلُ وسيلَتُهُم والسُّلطة مأربُهُم هكذا علَّمَنا تاريخهُم ‘الشَّريف’. قال لهم التّونسيون منذ الثَّوْرة وانتخاب التّأسيسي سُحقا بُعداً للظّالمين. أيقنوا أنّه لا مكان لهم ولا قرار في حكم جعلوا منه مَطيةً للثَّراء والغنى. إنّهم يبكُون على اللَّبن المسكوب والحكم المفقود والتّاريخ المَجيد. لقد باءت جهودهم منذ انقلاب العسكر في مصر بنكسة وردّوا على أعقابهم خائبين يجرّون أذيال الخيبة والمرارة تُكدّر عليهم كلّ مذاق للحياة. إنّهم خاسرون ولا شكّ في ذلك فلم يبق لهم سوى طلب رؤوس كثيرة مثل وزير الدّاخلية والغنّوشي والمرزوقي. يبدو أنّ المنهزمين قد أدركوا سوء عملهم فَطَفَقوا يروِّعون ويُرهِبون النّاس لعلّهم يسلّمون لهم ولكن هيهات ما كلّ ما يتمنّونه يدركونهم.
علموا أنّ طريق الشّرعية قد حيل بينها وبينهم ولا يجدون ريحَها ولو تظاهروا على طلب ذلك. لقد خسروا مرَّتين في الانتخابات الأولى والآخرة وضاقت عليهم الأرض بما رحُبت فكيف الوصول إلى سلطان قد ولّى؟
ترويع الآمنين وتقتيل الآدميين ليس هو الحل وهو طريق مرفوض عقلا وشرعا ولا بدَّ أن يثوبوا إلى رُشدهم. إنّ استهداف الوزير ومن وراءه الشّعب جريمة عظمى لا ينبغي السُّكوت عليها. وإنّي أدعو القضاء إلى تعقّب المجرِمين والقصاص منهم حتّى يكونوا عبرة لمن كان في رأسه عقل. كما أدعو الإعلام والإعلاميين للكفّ عن التَّجييش والتّهييج والتّهريج والتّحريض على الفتنة الصَمَّاء فوالله إنّ الفتنة إذا حلّت بقوم لا تُبقِ ولا تذر والعاقل من اتّعض بغيره. ألا ترون ما يجري في مصر من استباحة للدّماء والأنفس والأعراض والأموال، أتريدون أن تدور عليكم الدَّوائر؟ لِمَ لا تنتهون عن الكذب والتّزوير والتّضليل؟!
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: