علماء عُمَلاء وأمراء سفهاء ولَغُوا في دماء المصريِين
رضا الدبابي - تونس / فرنسا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5296
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
مصر إزاء تحوّل تاريخي رهيب والمصريون في مفترق طرق وعر. مطلوب من المجتمع المصري خياران ، إمّا الديكتاتورية الدموية أو الديمقراطية الحقيقية! غير أنَّ جيش المرتزقة لا يعترفُ إلا بالدبّابة والمدفع باعتبارهما السبيل الوحيد للبقاء في السلطة التي اغتصبها منذ ستِّينَ عاما . لم تمْنع الانتخابات الحرّة والاستفتاءات الشّعبية والإرادة الوطنية من عودةِ هذا الجيش إلى طموحاته القديمة. لقد ظهر ذلك في حركةِ الجزّار سيسي الانقلابية، إذ كَشفَ عن مدى تغلغل الجيش في أجهزة الدّولة. كما تبيَّنَ بوضوح هذا الطّموح في حجم تلك السّلطات الواسعة لذاك الجنرال الانقلابي وذلك من خلال
أولا، نداءهِ للمعارضَة لدعم الانقلاب وإسقاط الرئيس المنتخب وتبرير قَتْل المحتجين المدنيين . ثانيا الاستخدام المنهجي للدعاية والخِطاب المغرض والمتحامل التي تُردِّده وسائل الإعلام المأجورة وكأنَّ مصر تواجه تهديدا خطيرا وكأنَّ البلاد في حالة حرب مع إسرائيل ! لقد صادَرَ العسكر جميع السلطات وتعرَّضَ الشّعبُ إلى أبشعِ الممارسات ، وفرضَ حالةَ الطوارئ ، وواصلَ الاعتقالات التعسّفية بلا هوادة وقام بإعدامات الأبرياء وقتل المدنيين.
إنَّ كلاب الحراسة القديمة أعني وسائل الإعلام هي التي خدمت من قبْل نظام الدِّكتاتور المخلوع وهي التي تَزال في خدمة العسكريين إذ لم يتغير شيء خلال رئاسة مرسي ، بل واصل العسكر هيمَنتَهُ على الحياة السّياسية في مصر وظلَّ سيِّدَ الموقف بلا منازع ولم يكن للرئيس المنتخب صلاحيات حقيقية تُذكر.
تضخَّمتْ الدعاية المعادية للديمقراطية والإسلام بشكل رهيب ممّا سبَّبَ في إفراز شعور الرفض وكراهية الآخر ويَسودُ بعد الانقلاب جوٌّ عام مشحون بالكراهية الصَّمّاء وذَلك لِتبرير القتل العَمد مع سبق الإصرار والترصّد وتوجيه الاتهامات التي لا أساس لها من الصحّة لِلايقاع بأنصارِ الشّرعية. في هذا الجو الموبوء أصبح تشويه سمعة الإخوان وقياداتهم وأنصارهم شائعا في الدّاخل والخارج.
تورّط جهاز الدولة كله في خدمة المجلس العسكري وسقط القضاء المصري تحت رصاص القتلة شأْنُهُ شأن آلافٍ من المتظاهرين. في مصر صحفيون باعوا أنفسهم للشيطان وتواطئوا مع الطُّغيان وركنوا إلى الذين ظَلَمُوا فعميت بصائرهم وأبصارهم عن إدراك الحق وعجزوا عن التمييز بين العدل والحق والظُّلم والجور. يجب أن نعلمَ أنَّ العديد من الرجال قد سقطوا سقوطاً مدوياً إزاء كارثة المصريِين وكشفت تلك المِحْنةُ لنا كيف أنَّ كثيرا من الناس تخلوا عن مبادئهم الانسانية! رمتْ رياح الثورات العربية إلى أسفل أفراداً وأحزاباً ودُوَلاً وألقت بها في مَزابِل التّاريخ. هذا هو عصر الفاضحة الكاشِفة لخطط جميع أولئك الذين يعملون ضد إرادة الشعوب في مصر ، شيخ الأزهر والمفتي الأسبق علي جمعة وسالم عبد الجليل وعمرو خالد وشخصيات بارزة أخرى انضموا إلى الجيش لِتبرير جنون القوة المسلحة ضد الآلاف من المحتجين الذين استنكروا الانقلاب. والسمةُ المشتركة لخطاب هذه العصابة هو الاستخدام المزيّف للدين من أجلِ القضاء على الإخوان وإدانتهم زوراً وبُهْتاناً. كل هؤلاء الأدعياء دون استثناء برَّروا من خلال خطاباتهم قَتل المدنيين والأطفال والنساء والمعارضين المسالمين والحال أنَّ الإسلام يحرِّمُ تحريماً قاطعاً قَتل الأبرياء ويَعتبر مثل ذلك الفعل جريمة ضد الإنسانية . وبالمثل، في سوريا ودول الخليج تواطأ أشباه العلماء كما هو حال المفتي المفسد العام السّوري الحالي أحمد حسّون. في السّعودية عبد الرحمن سُديْسي إمام بيت الله الحرام يستبيح الدم الحرام خلال خطبة الجمعة من فوق منبر المسجد الحرام في مكة المكرمة ويبارك فِعلَ الحرام من الظّالمين وتبرير عدوان المجرمِين على المصريِين!!! من الواضح أنَّ كثيرا من العلماء قد أصبحوا عبيداً للإقطاعية السعودية. على النَّقيض وضدَّ رأي الأغلبية من علماء الأمّة وجماهيرها اخترت هذه الطّغمة الزائفة من العلماء الباطل والتّزوير والتَّضليل والكذب. اختار هؤلاء السَّير خلفَ العسكريين المفسدين والقعود مع أمثالهم الدّعاة الأدعياء الكذّابين المنافقين قد حان الوقت لقول الحق وليس من أجل مصلحة ما نتكلّم. لا شيءَ يبرر استخدام القوة المسلحة وقتل الأبرياء بالآلاف. يا أشباه العلماء، يا أشباه الرِّجال، أيها الأحبار، أيُّها الأشياخ الثّعالب : أَسْقِطوا أقنعةكم، اكشفوا عن وجوهكم، أَحْلقوا لحاكم ، اطرحوا عمائمكم أرضاً، اخْسئوا ولا تكلَّمون !!! لكم دِينُكم ولنا دينُنا. دينُكم في خدمة الطُّغاة البغاة عندما أستمع إلى كلام هؤلاء السَّحرة المشعوذين الذين يجعلون من الأبرياء المدنيين كائنات خطرة يجب مواجهتها ، أجد نفسي مضطرا إلى استنتاج مفاده أنَّ تحريف الدِّين يؤدي إلى الجريمة . لكل هؤلاء العلماء المزيَّفين المشعوذين: «أنتم قتَلةُ الرجال !». لكلِّ هؤلاء الأمراء التُّجّار المُرابين « خطاباتكم تكشفُ عن كراهيتكم للإسلام وعداوةكم للمسلمين «.
في مصر نفسها، بابا الكنيسة القبطية يؤيد علناً دون أيّ تحفظ الجيش في قَتل المصريين.
نسي هذا البابا الصَّليبي الحاقد المصاب بفقدان الذاكرة بسرعة أن هذا الجيش قد قام بعمليات تفجيرية وإرهابية تستهدف الكنائس والأديرة والأقباط بإيعاز من مبارك ممّا تسبَّبَ في توتير العلاقات داخل المجتمع المصري المتسامح .
في التّاسع من أكتوبر 2011 أقدم العسكر على إطلاق النار على جموع المتظاهرين الأقباط في ماسْبيرو متسبِّباً في قَتل وجرحِ العشرات. عصابة كاملة من أشباه العلماء عمدت إلى كلمات وخِطابات لتشجيع التدنيس وعمليات القتل والتعذيب والقمع وأعمال الاغتصاب وتدمير المساجد والكنائس والاعتقالات وإحراق جثث القتلى.
كشفت الأزمة المصرية عن شرٍّ متأصِّلٍ في آل سعود وثبت للمسلمين في جميع أنحاء العالم أنّ هؤلاء ليسوا إلا مارقِين عن الدّين والانسانية وأنّهم هم أعداء المسلمين قَبلَ غيرهم. أولا هم الذين يساندون بالمال والعلم والسِّلاح الأنظمة الاستبدادية العسكرية والبوليسية في المنطقة. ويؤكد كلامي هذا أنّ كل هذه الانتفاضات الشعبية من تونس إلى اليمن إلى ليبيا ومصر في عيون آل سعود مجرّد اضطرابات وفِتنْ وخروج عن الحاكم مع انتخاب مرسي ووصول جماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة كان آلُ تعوس يُجهِرونَ بالعداء ضد القادة الجدد وأصبح الاخوان ذئاباً في زَرِيبةِ الأغنام ! لا بدَّ أن تُتخذَ جميع الاجراءات ضدّهم ويجب أن تنتهي مَشاريعهم وعلى الإسلاميين أن يختفوا بالإبادة ! وقد بدأت بالفعل أعمال التخريب ابّان فترة رئاسة مرسي القصيرة، إذ عمدَ الجيش صاحب القوة المسلّحة وكبير لصوص الثروة الوطنية المصرية إلى قطع الكهرباء والوقود والمواد الأساسية والغذائية لإعطاء الانطباع بأن الرئيس المصري وحكومته غير أكفاء
من الضّروري بالنّسبة للأرستقراطية السعودية القضاء على الزعماء الإسلاميين في بُلْدان الرّبيع العربي. للقيام بذلك سخَّرَ هؤلاء الأمراء الآلة الإعلامية الرهيبة في خدمة دعايتهم القاتلة. بمجرّد استيلاء المجلس العسكري على الحكم وعزل الرئيس المنتخب بدأت مليارات الدولارات القادمة من السّعودية تنهمر لتمويل جيش المرتزقة وتبرير أسوأ الانتهاكات والإعدامات من شنق وحرق للأرواح والممتلكات العامّة والخاصّة.
يجب علينا فضْحُ هؤلاء الأمراء قُطاع الطرق وكشفِ مخططاتهم الإجرامية لتشويه الإسلام وتدمير الرجال . دعنا نقول ، هو عصر خرسَ فيه الرجال ، يجب علينا أن نكشف الحقيقة من أجل إنقاذ إنسانِيتِنا الحائرة المعذّبة. وهَذا واجب إنساني وأخلاقي إذا لم نفعله سنَضَلُّ إلى الأبد ! آل سعود ليسوا حُماة الأماكن المقدسة. إنّها أسطورة كبيرة. هم المفسدون المدنِّسون للبِقاع المقدَّسة وليسوا منقذين للمسلمين بل هم المجرمون القاتلون! مَلِكُهم هذا عبد الله ليس خادم الحرمين بل هو خائن الحرمين الشَّرِيفيْن. لقد استَخدَموا أموال النفط المنهوبة لقتل المصريِين . ثُمّ انهم مستعدون لضخ المزيد من المليارات اذا تراجعت الولايات المتحدة وتخلت عن دعمها المالي للجيش المصري قاتل المدنيِين الأبرياء . فما هو الفرق بين الصُّهيونية والسّعودية السادية ؟
هما شيءٌ واحد وهَذا أكيد ، هما قاتلان متعطشان للدماء بغض النظر عن مرجعيتيهما الدينية وكلاهما يعمل ضد حرية الانسان. هاتان طائفتان تعملان علنا من أجلِ ردِّ مصر وشعبها إلى العبودية والدكتاتورية . والسّادية السّعودية والصهيونية والسّيسية ثالُوثٌ من المفسدين الذين ينفّذون برنامج جريمة ضد شعوب الشرق الأوسط .
يجب علينا تفكيك خطاب أشباه العلماء الذي يخدم الحَط من المسلمين في العالم . إذا كان الإسلام بالنّسبة لهذه الطّغمة من أشباه الرِّجال والعلماء أيديولوجية لتبرير الهيمنة والقتل فهو للمسلمين رسالة خَلاصٍ وتحرير. من مسؤوليَتِنا إذَن مكافحة هذه الإيديولجية القاتلة التي تبشِّر بها هاته العصابة من الدَّهْمَاء والعلماء المفسدين التي تفتِكُ بالبشر في البلدان الإسلامية وخاصة في مصر وسوريا.
ما هو الفرق بين السّعودية السّادية والستالينية السُّوفياتية؟
هما نسختان قاتلتان من عقيدةٍ واحدة تُجرّدُ الانسان من الإنسانية. قديماً كان لينين وستالين مستعدّان للقضاء على ثُلُثيْ الشعب الرُّوسي من أجل توطيد السلطة على أساس الإيديولوجية الشيوعية . أدَّتْ الرّغبة في إدامة الشيوعية بهؤلاء الطّغاة إلى ارتكابِ جرائم الإبادة الجماعية التي ستبقى سُبَّةً وعاراً في جبين الانسانية! إنَّ السّادية السّعودية تماماً مثلَ السّتالينية السّوفياتية والصّهيونية الإسرائلية والسّيسية المصرية تكرِّرُ مثلَ هذه الأفعال الشَّنيعة والدَّنيئة باسم الدين للبقاء في السلطة. في المملكة العربية السعودية نفسها ، تعالت الأصوات الحرَّة مندِّدةً بتجاوزات استخدام المافيا الدينية والاستبدادية ومستنكرةً إساءة استخدام الدين لِتكريسِ هيمنةِ السلطة الفاسدة .
وقد كشفت هذه الأحداث الدرامية الوجه الحقيقي لهذه السلالة من المصرفيين المُرابين.
المملكة العربية السعودية لا تدعم المظلومين ، على العكس من ذلك فهي تساندُ الظّالمين وهيَ أسوأ عدو لحركات التحرر في المنطقة. كما أنَّ المذهب الوهابي السّائد بتلكَ المَلَكية على نَقيضٍ مع الإسلام . في الوقت الذي تدعي الدفاع عن الإسلام يقوم عُلمائها وعُمَلاِئها في أنحاء العالم بالتَّرويج لسياستها المناهضة لتحرّر الشّعوب.
-------------
رضا الدبّابي
باحث في التّاريخ والفلسفة
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
14-12-2013 / 15:08:31 اسماعيل الجزائري
انسانية العلم.وحيوانيتي كانسان
ما دخل علم يمجد سلطان البغي والعدوان وانقلاب الاقلية المدعومة من قوى الشر الداخل العربي والخارجي العميل لاسرائيل على دولة عربية الا جعلت اهلها شيعا يستضعف.طائفة من اهل تلك الدولة يذبح ابنائهم ويستحيي نسائهم.كما فعل تماما امامهم في جهنم فرعون.ارغم بنو اسرائيل ان ينادوه بالاله.ومن ابا اخذ قسطا لاباس به من العذاب.انا من موقعي احاول ان ادخل في مكيونية هذا العلم والى ما يستند اليه.هل الى الله ورسوله.فالله ثم رسوله لا يامران بالبغي والفساد وماخذة الناس بالاكراه في اتباع الحق فما بالك في غير الحق.وهل ينصر الحق بالوقوف مع اهل الظلم والفساد.ما قيمة حاملوا ذاك العلم ووقفتهم مع الظلم والفساد .الى القوانين الوضعية فكل اتباع تلك القوانين.مستغربون .قد صادفهم الوضع المرير في مصر. اظن ان الامر لا يعدوا ان يكون سياسيا تحركه قوة عربية .ملتوية تحاول امتصاص الغليان العربي.هنا وهناك.يقال ان الربيع العربي صنيع دول اجنبية.لماذا دعم في دول عربية وحورب واجهض في دول اخرى.من قوى عربيه.هذا يعني ان اميركا وبريطانيا وباقي الدول العظمى يعملون معا وفي خندق واحد .اليس هذا كيل بمكيالين.ام ضرب عصفورين بحجر واحد.واول دولة كانت فارا لتجربة السعودية للانقلاب على اختيار الشعب كانت الجزائر .بلدي الغالي.وليكن في علم الجزائريين ان اول دولة عربية ساندت وامدت يد العون للسلطة المجرمة في الجزائر هي السعودية.وان كان علمائها في ذاك الوقت لم يعلنوا وقوفهم العلني مع السلطة مثل ما حدث لمصر في يومنا هذا.بل كانوا يبدون النصح ولكلا الطرفين.نحسبهم كذلك والله حسيبهم.
14-12-2013 / 15:08:31 اسماعيل الجزائري