البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

سقوط سحيق للمثقّف السلطوي 2/2

كاتب المقال أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي - اليمن    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8320


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


تمت الإشارة في العدد الماضي إلى ظاهرة سقوط مثقف السلطة وأقسامه ونموذجين تونسيين، وفي هذا العدد نختتم توصيف هذه الظاهرة بذكر نماذج لها من مصر واليمن، على خلفية الثورتين المباركتين في البلدين، وذلك على النحو التالي:

ثانياً: نماذج مجملة عن المثقف السلطوي في مصر:



وإذا كان ذلك في تونس فإن الأمر في مصر أكثر وضوحاً بحكم الحراك الثقافي الأكبر في هذا البلد. والمثقفون السلطويون هناك أكثر من أن يحصروا لكن لهم رموزاً من الإعلاميين والفنانين – بوجه خاص- ولو أراد كاتب أن يستقصي كل واحد منهم بحديث مستقل لما انتهى الأمر إلا ببحث خاص لكل فرد منهم، أو مجلّد كامل لعجائب بعضهم ومغامراته، ، ولكن حسب المرء الإشارة المجملة إلى جانب من تلك المواقف، ولعل من أبرزها: الموقف الذي استقبل به نقيب الصحافيين المصريين مكرم محمّد أحمد من قبل جمهرة الصافيين الذين ضروا في عزاء زميلهم : أحمد محمود الذي قضى في تغطيته لأحداث الثورة،. لقد استقبل النقيب بهتافات الطرد والشتائم لم خان مهنته، وانحاز بالمطلق نحو السلطة (الغاشمة)، وهو ما دفع بالنقيب للمغادرة، وإعلانه إجازة مفتوحة على خلفية ذلك. وثمّة أسماء من مثقفي السلطة الذين اشتهروا بالإسفاف في الدّفاع عن كل ممارساتها، واتهام شباب الثورة والقوى الحيّة في المجتمع بالتآمر والتخريب، ولعل من أشهرهم –واللهم لاشماتة- وزير الثقافة أنس الفقي وأسامة سرايا رئيس تحرير صحيفة الأهرام ومجدي الدّقاق رئيس تحرير مجلة أكتوبر وعبد الله كمال رئيس تحرير روزا اليوسف، وحسن راتب صاحب قناة المحور التي انحازت لنظام مبارك بالمطلق، وسواهم كثير كثير، وقد نشر شباب الثورة قائمة بأسماء شخصيات وصفوها بالوقوف ضدّ الثورة، ويمكن مراجعتها على الرابط التالي: http://www.alwafd.org/index.php?option=com_content&view=article&id=15889:%D8%A7%D9%84)%(.

ولعلّ أبأس الجميع: الإعلاميون في الجهاز المرئي (التلفاز) الذين تورّط بعضهم في الدّفاع الفج عن السلطة وسياساتها وممارساتها القمعية ضدّ المتظاهرين الثائرين، فهؤلاء قد استفزّوا الضمير الجمعي للمشاهد المصري تحديداً، حيث كانوا يقلبون الحقائق، ويزوّرون الأحداث، وينالون من الشرفاء، والشعب يعرف الحقيقة من خلال المعايشة، والمعاناة ساعة بساعة ويوماً بيوم، وبذلك دخلوا في مواجهات مباشرة بعضها أثناء الأحداث، حين كانوا يحاولون أن يستدركوا –على استحياء- في الأيام الأخيرة لانتصار الثورة بعضاً من المسالك السابقة في التعتيم، فيسعون لفتح خطوط الهاتف لعامة المشاهدين، وليس كل من يتصل بهم من فصيلتهم بالضرورة، فيتلقّون أحياناً عبارات قاسية، وتهكماً مباشراً، من قبل بعض المشاهدين، لكن ذلك زاد بعد النصر على نحو مضاعف، ووصل الأمر حدّ تظاهرات من عامة العاملين بقطاع التلفاز المصري ضدّ مسئوليهم، ولاسيما المسئولون عن السياسة الإعلامية والإخبارية- بوجه خاص- . وهكذا تظل ظاهرة (المثقف السلطوي) مستمرة، لكن ثورتي تونس مصر كانتا كفيلتين بإسقاطهم جماهيرياً، مهما ظن بعضهم أنّه يتذاكى على الجميع، وسيظل يلعب لعبته (المكشوفة) حين يركب موجة الأحداث ليقدّم نفسه رائداً لها، أو معتذراً اعتذاراً مفضوحاً غير مبرّر، و صدق النبي – صلى الله عليه وسلّم- حين قال:" إذا لم تستح فاصنع ما شئت"!

وتقوم اليوم في مصر معركة باسم (إنقاذ الثورة وتطهيرها من فلول النظام البائد لاسيما في المؤسسات الثقافية والإعلامية) ضدّ هذه الرموز وغيرها ممن خرج بعضها من الباب ليعود إليه من النافذة!

ثالثاً: نماذج مجملة عن المثقف السلطوي في اليمن:



ليست اليمن في منأى عن ذلك المسلك الشائن لاسيما مع قيام القنوات الرسمية – والدينية منها على وجه الخصوص- بدور غاية في الكشف عن شخصيات كثيرة لم يكن يعلم كثيرون أنها بذاك المستوى من السقوط والانحدار في القيم، وتجسيد وصف (مثقف السلطة)، سواء كان هذا المثقف مدّعياً الانتساب إلى السلك الأكاديمي والتعليمي أم القانوني والقضائي أم العسكري والأمني، أم السياسي والديبلوماسي، وسواء أكان فناناً أم إعلامياً أم منتمياً إلى الإطار (الديني)؛ فإنه يجمعهم ذلك الموقف الأعمى المغلق، حيث الولاء (الدوغمائي) المطلق للسلطة ورمزها الذي يمثل رأس الحربة في المعركة القائمة اليوم. ومرة أخرى لاضير -بعد الاتفاق على رأس المشكلة وجوهرها المتمثل في ضرورة السعي الحقيقي نحو التغيير الشامل للفساد ورموزه ولا سيما في المستويات العليا للسلطة، والاتفاق كذاك على فساد أولئك الرموز بأعيانهم وأشخاصهم وضرورة استبدالهم- لاضير بعد ذلك في ذلك الخلاف البيني الذي قد ينشأ أحياناً حتى في الإطار الواحد، في تقدير الأولويات ووسائل التغيير السلمي، وتحقيق أكثر المصالح، ودرء أكثر المفاسد، في هذا الأسلوب أو ذاك، ونحو ذلك من التفاصيل، إذ إن ذلك محك الخلاف الأدبي والعلمي والأخلاقي المسئول، بيد أن الخلاف غير المبرّر ولا المقبول علمياً ولا أدبياً أو أخلاقياً – كما سلفت الإشارة- إنما يكمن في ذلك الموقف التبريري الأرعن الذي قد يجمع بين الشيء ونقيضه في آن، بما في ذلك القول بضرورة التغيير وتحقيق الإصلاح، لكنا نجد أن ذلك أحياناً لدى كثير ممن يردّد هذه المقولة ويقف عندها من قبيل ذرّ الرماد في العيون، مجاراة للتيار الشعبي الكاسح، إذ إن الحديث العائم عن الفساد ليس جديداً، بل يذكّرك بلعن رأس النظام للفساد والفاسدين والمطالبة بمحاكمتهم طيلة السنوات الماضية، بل قام قبل سنوات بتشكيل لجنة لمشايعة الفساد – معذرة لمكافحته- وكأن الفساد كائن هلامي غير مقدور على ضبطه ومحاكمته، بدليل أنّه لم يقدّم أحد من رموز الفساد حتى يوم الناس هذا، مع أنّه متجسّد – قبل هذا وذاك- في سلوك الحاكم وعائلته والمقرّبين منه أبرز مايكون، ولذلك فأيّما حديث عن الفساد وضروة الإصلاح على ذلك النحو؛ فإنه ليس بأكثر من مشايعة له ليدوم حتى تهدأ موجة الاحتجاجات، فتعود الأمور إلى وضعها السابق، ولا غرابة، كما عهدنا ذلك طيلة العقود السابقة.

خذ مثال صاحب مقولة (قلع ) العداد الرئاسي من الأساس، -لاتصفيره فحسب- مع حماسة وشطط واتهام عريض لكل من يقول بضرورة تحديد فترة رئيس الجمهورية بكل عيب ونقيصة، أليس هو ذاته من يستميت اليوم لإقناعنا بأنه لايقبل بالتمديد – ناهيك عن التوريث –؟! ولم نعد نسمع كلمة (التصفير) أو (القلع) تأتي على لسانه مطلقاً، بل غدا كل همّه إقناع الشعب بـ(منْح) الرئيس مدّة معقولة لضمان تسليم موقعه لـ( يد أمينة)! وقس على ذلك الموقف من القائمة النسبية والنظام البرلماني وفكرة الأقاليم والحكم الموسّع التي يستميتون اليوم كذلك في سبيل إقناعنا بها، بعد أن كانت بالأمس القريب دليل التآمر والخيانة والجهل بالدستور والقانون وما يدور في العالم (المتقدِّم)، لأنها بعض مطالب المعارضة ولجنة الحوار الوطني !!!

وأمّا فئة مثقفي السلطة الإعلاميين العاملين في الأجهزة والقنوات الرسمية فإن القائمة تطول، ومع التقدير لأولئك الأحرار الذين عبّروا عن مواقفهم علانية مما عرّضهم لصنوف مختلفة من الأذى المادي والنفسي، ومع الإعذار لمن يؤمن بالحقيقة في أعماقه، ويعرف مدى التضليل والتدجيل الذي يمارسه الإعلام الرسمي ولاسيما المرئي منه غير أنّه -لأسباب مختلفة- لم يستطع أن يعبِّر عن ذلك جهاراً وعلانية، مع عدم انزلاقه إلى مسلكيات في مهنته تدل على خلاف ذلك؛ فإن ثمّة فئة من هؤلاء الإعلاميين(السلطويين) بلغت في الإسفاف منتهاه في مسألة الانحياز الأعمى لموقف السلطة ورموزها، وبعضهم- مع الأسف- يتزيّا بزي (المثقف الديني)، وقد يتولّى إدارة قناة أو برنامج فيغدو كائناً من فصيلة ماسحي الجوخ وحاملي المباخر بل بعضهم غدا يتبارى مع (لاعقي النعال) – إياهم- ولكن (على الطريقة الإسلامية). وبطبيعة الحال ليسوا كلهم في ذلك سواء، وإن كانت النتيجة في الجملة واحدة. وما يميّز هذا الفصيل البائس أكثر من غيره أن حديثه يبعث على الغثيان والقرف أكثر من سواه–بوصفه ينصّب نفسه ناطقاً باسم السماء-. وكم تضحك عليه وتبكي في آن (فشرّ البلية ما يضحك) حين يأس أن يقنع بعض من كان يستند إلى آرائهم وفتاواهم، بعد أن نفضوا من حول (قناته) أو (برنامجه) بعد أن كان يزاود بأسمائهم ويضعهم ضمن قائمة الممنوحين (صك غفرانه)، فيصفهم بأكبر أوصاف أهل العلم والتقى، لكنه بعد انفضاضهم -لسبب أو لآخر- لايجد من يستغيث به إلا بعض حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام، ولكن ليس من مكفّرة الحكّام بل ممن يصدق فيهم وصف( الخوارج مع الدعاة المرجئة مع الحكام)، أو بعض الوعاظ (الشعبويين)،الذين لايحسنون تركيب جملة سليمة مطوّلة وفق قواعدها، ولكن وصف ( عضو جمعية علماء اليمن)- مثلاً- يسبق أسماءهم، وقد لايخلو بعض من يستجدي بهم من صفة علم ومعرفة، ولكن مع ضعف بيّن في التقوى، أو قلّة في الوعي، أو هما معاً، كما قد لايخلو بعضهم – وهم قلّة نادرة- من علم وتقوى وربما وعي نسبي ولكن اختلطت عليه الأمور بسبب الّلدد وفساد ذات البين -غالباً- بينه وبين أقرانه في العمل الدعوي، خاصة إن كان قد بلغ به الأمر تحديد موقف علني منهم، فانتقل إلى موقع آخر خارجهم، أو غدا مستقل الانتماء الحزبي أو المذهبي الشعوري، فإذا به – من حيث يدري أو لايدري- يغدو واحداً ممن يدفعون باتجاه تعزيز ظاهرة السقوط المدويّ لمثقف السلطة، وذلك حين يقدّم نفسه كغيره من (علماء السلطان)!

مراجعة أم تراجع؟



والحق أن قائمة أعداء الثورة من فئة (المثقفين) في اليمن طويلة جدّاً، بيد أن أبرز ما يجعل من الحالة اليمنية ذات خصوصية في هذه المسألة هي سرعة تراجع أو مراجعة كثيرين لمواقفهم من الحزب الحاكم وسياساته، بعضهم منذ وقت مبكّر، فيما لحق بعضهم الآخر متأخّراً، ومجيئها حتى في الأيام الأخيرة ربما خير من عدم مجيئها من الأساس-كما تقول الحكمة الشهيرة-.
وبطبيعة الحال فثمّة فرق بين موقف المراجعة وبين موقف التراجع، فليس المراجعون كالمتراجعين، إذ لايخفى أن شخصيات (محترمة) ذات سمعة طيبة، ومسلك أخلاقي نظيف، ولكن لسبب أو لآخر وضعت نفسها ضمن (مربع) الحزب الحاكم أو كانت مقرّبة منه في وقت من الأوقات، لكنها كفّرت عن ذلك بـ(إعلان) براءة صريحة من مسلك الحاكم ورموزه في وقت مناسب ،ولاسيما مع تزايد مسلكه الجهنمي في مواجهة المتظاهرين والمعتصمين في مختلف المحافظات وأبرزها في صنعاء يوم الجمعة الدامية 18/3/2011م، وفي تعز يوم السبت 2/4/2011م وأولئك هم (المراجعون). أمّا المتراجعون فهم ذوو السجل (العفن) في الفساد والإفساد، ومسلك التبرير- وإن شئت فقل مسح الجوخ ولعق النعال لرمز النظام ورأسه بوجه خاص- كما أنهم من أكثر الأصوات ارتفاعا في الدفاع عن سياسات الحاكم وممارساته السيئة عبر السنوات وربما العقود الماضية، وسجلهم في ذلك حافل بالتردّي والانتهازية الرخيصة، وهم لايختلفون إلا في الدرجة لا في النوع عن أقرانهم الذين لايزالون( مشدودين) إلى مواقفهم و(قابعين) في مواقعهم حتى اليوم ! ومع ذلك فإن ساحة التغيير في كل محافظات اليمن لم تصدّهم، وصدر الثورة كان أوسع مما يظنون، بناء على قاعدة (الثورة تجبّ ماقبلها)!
ومع التشديد على هذه الحقيقة فلا مناص من الإشارة إلى ضرورة إدراك أن الانخداع بحديثهم (المعسول) اليوم، حين يقدِّمون أنفسهم ضمن (صنّاع) الثورة وربما (روادها)، وانخداع إعلام الثورة أحياناً بذلك حتى كاد أن يضفى عليه مسحة من الدّين أحياناً؛ يعدّ من أبرز المخاوف المشروعة التي تتردد عن السرقة (المحتملة) للثورة وجهود الثوار الحقيقيين .

لقد مضى بعض هؤلاء في سياسة النفاق (الفجّ) حتى أدركهم الغرق أو كاد، ولاسيما بعد إعلان قيادات علياء في الجيش يوم الإثنين 21/3/2011م انضمامهم إلى الثورة ومطالبها، وحينها شعر كثير من هؤلاء أنه اليوم الأخير للنظام فبادر إلى إعلان البراءة والالتحاق بالركب الجديد، ولو استقبل من أمره ما استدبر ما أقدم على غلطته –ربما-، أو أن بعضهم كان موعوداً بقسط وافر من غنيمة السلطة في هذا الوقت الحرج، حيث فرّ كثيرون من مواقعهم، وتخلّى بعض أقرب الناس إلى النظام عنه، غير أن بعض المقرّبين الآخرين إلى رأس النظام وحاشيته (الخاصة) كان أسرع من بعض أولئك فسبقوه، فلم يجد خيراً من الانتقام من السلطة بإعلانه الانضمام إلى خصومهم الثوّار، نكاية بحلفاء الأمس، أو ابتزازاً لهم، وليس حبّاً في الثورة والثوار، كيف يكون ذلك وقد كان إلى الأمس القريب من أكثر الناس ذوداً عن الحاكم، وأشدّ على المعارضة في الخصومة إلى الحدّ الذي أمعن في إسفافه حتى يظن المرء أن لالقاء بعد اليوم؟! ولذلك فمن غير المستبعد أن بعض هؤلاء كان سيرجع إلى سابق عهده من النفاق و(لعق النعال) لو اطمأن إلى صمود النظام طويلاً، أو ضمن ثمناً يستأهل التضحية بالموقف الجديد، وتحمّل تبعات ذلك من غضب الشعب ولعناته، وقد فعل بعضهم ذلك، ولابأس بعد ذلك أن يكيّف ذاته مع أي وضع، فتلك (صنعته) على الدوام. وإذا كان ذلك قد صدر عن بعض أولئك (المتراجعين) فيبدو أن كثرة المتخلين عن النظام من أقرب حلفائه جعله يضطرب ولا يدري إلى من يعتذر وبمن يبدأ المقايضة والعودة إلى سياسته في المساومة بأي ثمن، مما جعل بعض (المتراجعين) (يثبتون) على موقفهم الجديد، ولو – لاقدّر الله- تراجعت الثورة أو فشلت في تحقيق مطلبها الرئيس لرأيت منهم عجباً !

قائمة مثقفي السلطة:


لقد سمعنا بقائمة لرموز مثقفي السلطة أو أعداء الثورة في اليمن قد تخرجها الثورة على غرار ما قامت به الثورة في مصر، ولكنها لم تخرج بعد ويبدو أنها لن تخرج إلا بعد أن تعلن الثورة نهاية مشهدها الرئيس الأول المتمثل بإسقاط رأس النظم أو تنحيته، وإلى ذلك الحين فإن الإشارة جديرة بالتأكيد على حقيقتين إحداهما: إن الكشف عن قائمة أعداء الثورة من مثقفي السلطة بيقين لا يقتضي أكثر من تذكيرهم والشعب والتاريخ بمواقفهم ذات الخزي والعار، بحيث لايجوز أن تنسى، وبذلك يغدون عبرة لغيرهم في أي زمان أو مكان، غير أن ذلك لايعني انتقاماً مادياً منهم، أو التعرّض لهم بأي أذىً، بأي معنىً من المعاني خارج القانون. الحقيقة الأخرى: لابدّ من وضع معايير موضوعية دقيقة لمن ينطبق عليه هذا الوصف ( مثقف السلطة)، إذ إن التسرّع في ذلك لمجرّد خلاف جزئي، أو تباين مشروع في تقدير الأولويات ونحو ذلك مما سبقت الإشارة إليه مما يعدّ عذراً متفهماً؛ يغدو افتراء مجرّماً، وفق قانون السماء والأرض، ويحق لكل من أحسّ بظلم أو تشويه لسمعته أن يقاضي متهميه، ويحصل على حقوقه القانونية والأدبية، وفي مقدّمتها ردّ الاعتبار الكامل لشخصيته، إذ لايودّ مخلص للثورة أن تغدو كبعض الثورات العسكرية انتقاماً وتصفية خصومات .

للعبرة فقط:


ومع أن ذكر الأسماء ليس أمراً محبّذاً على الدوام لكن بلوغ بعضهم درجة التباهي بذلك يخوّل الإشارة إليهم استناداً إلى الأثر النبوي الصحيح القائل :" كل أمتى معافىً إلا المجاهرين"(أخرجه البخاري ومسلم، عن ابن عمر، انظر الألباني، مرجع سابق، جـ4 ص 170، حديث رقم( 4388) )، ويجعل – من ثمّ- من المشروع، بل ربما المحتّم الإشارة إلى طرف منهم، فهؤلاء يتبجحون بل يحمل بعضهم كبر قيادة الفساد و التبرير لكل سلوكه أمس واليوم على نحو قلّ نظيره، وبعضهم ربما اختفى بعد الثورة على نحو ظاهر بارز لكنه مشتهر بعلاقته (الخاصة) برموز النظام وهو اليوم يقود المسلك السيئ له في الغرف المظلمة، ولذلك فإنّه يُعرف بأنّه من منظري الفساد ورموزه، على مدى حقبة النظام السياسي الحالي، ولاسيما أولئك الذين يمسكون بزمام المؤسسة الإعلامية على مدى الحقبة المديدة . ولعل من أشهر هؤلاء- على سبيل المثال ليس أكثر- وزير الإعلام: حسن اللوزي، ونائبه الجديد: عبده الجندي، ورئيس الكتلة البرلمانية في حزب للمؤتمر الشعبي الحاكم: سلطان البركاني، وأحمد بن دغر الأمين العام المساعد للحزب، ووزير الشباب والرياضة الأسبق والأوقاف حالياً: حمود عباد، وحمود الصوفي محافظ تعز، وعبد الكريم شائف الأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة عدن، ورئيس وكالة سبأ للأنباء الجديد رئيس الدائرة الإعلامية في الحزب الحاكم: طارق الشامي ونائبه في الدائرة الإعلامية: عبد الحفيظ النهاري، وأحمد الصوفي المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية، وبعض رؤساء التحرير والكتّاب الرسميين، وبعض الإعلاميين (البائسين) في القنوات الإعلامية المرئية ولاسيما في القناة (الدينية)، وكذا في الإذاعات الرسمية . وإلى أن تصدر قائمة أعداء الثورة من المثقفين والإعلاميين خصوصاً نسأل الله أن لا يحين موعد صدورها إلا وقد راجع أو تراجع الجميع عن مواقفهم، وهدوا إلى الرشد وإلى طريق مستقيم.

أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي


أستاذ أصول التربية وفلسفتها- كلية التربية – جامعة صنعاء


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، اليمن، الثورة، ثورات شعبية، مثقف السلطة، فقهاء السلطان،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 15-04-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سامح لطف الله، د. مصطفى يوسف اللداوي، جاسم الرصيف، عمار غيلوفي، صلاح المختار، سفيان عبد الكافي، د - مصطفى فهمي، حاتم الصولي، عراق المطيري، المولدي الفرجاني، كريم السليتي، مصطفى منيغ، أنس الشابي، عبد الرزاق قيراط ، صباح الموسوي ، فتحي العابد، رافع القارصي، منجي باكير، عزيز العرباوي، محمود فاروق سيد شعبان، سليمان أحمد أبو ستة، د - محمد بن موسى الشريف ، د. عادل محمد عايش الأسطل، إسراء أبو رمان، سلام الشماع، الهادي المثلوثي، سلوى المغربي، د. عبد الآله المالكي، فوزي مسعود ، سامر أبو رمان ، د. طارق عبد الحليم، د. صلاح عودة الله ، محمود سلطان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، رحاب اسعد بيوض التميمي، يزيد بن الحسين، خبَّاب بن مروان الحمد، حسن عثمان، د - صالح المازقي، صفاء العراقي، حسني إبراهيم عبد العظيم، أحمد الحباسي، د. أحمد محمد سليمان، فتحي الزغل، إيمى الأشقر، ماهر عدنان قنديل، خالد الجاف ، تونسي، محمد عمر غرس الله، عبد الله زيدان، وائل بنجدو، سعود السبعاني، محمد علي العقربي، أحمد بوادي، ضحى عبد الرحمن، حسن الطرابلسي، د - شاكر الحوكي ، رضا الدبّابي، كريم فارق، الهيثم زعفان، عبد الله الفقير، د- محمود علي عريقات، محمد شمام ، رافد العزاوي، بيلسان قيصر، طارق خفاجي، د- جابر قميحة، د - محمد بنيعيش، الناصر الرقيق، محرر "بوابتي"، المولدي اليوسفي، أحمد ملحم، مصطفي زهران، إياد محمود حسين ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمود طرشوبي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، رشيد السيد أحمد، د.محمد فتحي عبد العال، محمد الطرابلسي، مجدى داود، فتحـي قاره بيبـان، يحيي البوليني، رمضان حينوني، صلاح الحريري، علي عبد العال، عمر غازي، د- محمد رحال، محمد الياسين، سيد السباعي، العادل السمعلي، د- هاني ابوالفتوح، ياسين أحمد، حميدة الطيلوش، محمد العيادي، طلال قسومي، أ.د. مصطفى رجب، صفاء العربي، محمد اسعد بيوض التميمي، د - عادل رضا، د - الضاوي خوالدية، أبو سمية، علي الكاش، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - المنجي الكعبي، أشرف إبراهيم حجاج، محمد أحمد عزوز، عبد العزيز كحيل، مراد قميزة، فهمي شراب، صالح النعامي ، د. خالد الطراولي ، عواطف منصور، د. أحمد بشير، محمد يحي، عبد الغني مزوز، نادية سعد، أحمد النعيمي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز