ناصر الرقيق - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7121
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
قد نتفهّم بعض العقد التي يعانيها الرئيس التونسي قيس سعيد لكن إلى متى سيكون علينا نحن كشعب تونسي أن نتحمل و نتفهم عُقَدَ رؤساء جمهوريتنا ؟
و متى يحين الوقت الذي يحكم تونس شخص سويّ ؟
فالحبيب بورقيبة أوّل رؤساء الجمهورية كانت لديه عقدة البلديّة و أنّه ليس من أصول بلديّة لذلك سعى للتشبّه بهم و التقرّب منهم إلى درجة جعلته يخرق قوانين مجلة الشخصية التي يعتبرها مفخرته ليقوم بتطليق إمرأة متزوجة ثم يتزوجها ثم يطلقها على خلاف القوانين المعمول بها،أمّا المخلوع الذي أطاح ببورقيبة بعد إنقلاب 87 فكان يعاني عقدة المستوى العلمي إذ كان مستواه ثانوي مما جعله محلّ سخرية دائمةبسبب ذلك مما جعله يعمل بكلّ جهده لطمس تلك الحقيقة و ينفق الكثير من المال العام للحصول على شهادات دكتوراه فخرية له و لزوجتهالتي كانت تعاني نفس الأمر ثمّ يأتي الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي و الذي كان يعاني عقدة بورقيبة لدرجة أنّه كان يتشبه به فيالكلام و اللباس و حتى في المنام لدرجة أنّه طلب أن يجهز له سرير بورقيبة لينام عليه حين كان في قرطاج كما رواه عديدون كانوا معه في قرطاج.
و تتواصل عُقد رؤساء تونس مع رئيسها الحالي قيس سعيد الذي يبدو من خلال هذه السنة التي قضاها في قرطاج أنّه كتلة من العقدالمتراكمة لسنين طويلة سيصعب معاها أي محاولات لإذابتها أو على الأقلّ التقليل من سمكها و قد بدا أنّه يعاني عقدتين كبيرتين على الأقلّ أولاهما أنّه بلا ماض سياسي بما يجعله غير ذي أهميّة كبرى و إن تقلّد أعلى منصب في الدولة لذلك سعى منذ تسلّمه الحكم للحطّ من قدرالجميع ( أشخاصا، مؤسسات، مناسبات ) حتى يبقى الأرفع قدرا أو هكذا يظنّ، فهو لا يتكلّم كثيرا، لا يستقبل أحدا، لا يصرّح للإعلام،يتعامل بشكل مهين مع الأحزاب، لا يحتفل بعيد الجمهورية و لا يهنأ التونسيين بأعيادهم الدينية...لكن السؤال ما ذنب الشعب التونسي إنكان رئيسه بلا ماضي، بلا تاريخ، بلا أمجاد تفرضه أمام الرموز السياسية الأخرى الموجودة على الساحة التي حتى و إن إختلف حولها التونسيون إلاّ أنّها تبقى رموزا شاء الرئيس أو أبى.
ثاني عقد الرئيس، عقدة الأستاذ الذي يرى في نفسه أعلم الناس و بأنّ على جميع التونسيين ( لا أريكم إلا ما أرى) الإنصات و الإلتزام دونإعتراض لذلك فهو العارف الوحيد و العالم الأوحد الذي يعرف المصلحة أكثر من أصحاب المصلحة أنفسهم، فهو لا يستمع لأحد و يقرر كمايريد صحبة فريق صغير من بطانته التي هي أيضا لها ما لها من عقد تجعل من الرئيس يتحوّل لكابوس مزعج يؤرق أحلام التونسيين بل يخوّفهم من مستقبل مجهول قد يجدون أنفسهم فيه مع رئيس مستعد للمقامرة بكلّ شيء لأجل أفكاره التي مازال لم يعبّر عنها حتّى الآن،أفكار أو شبه تصورات يريد فرضها لا برضاء الأغلبية و لكن بما يراه صالحا من وسائل قد يكون ضررها كبيرا عليه و على تونس و على التجربة الديمقراطية التي ما أنتخب إلاّ لأنّه وعد بالحفاظ عليها و على دستورها لكن إلى حد الآن الأحداث لا تنبئ بذلك البتّة.
فلماذا لم يع الرئيس أنّ التاريخ يصنع و الأمجاد تزرع فتنمو، و لماذا لم يدرك أن الشعب بالغ، عاقل و راشد و ما فوّضه إلا للحكم بما له منصلاحيات لا بما في الدستور من ثغرات هو أعلم الناس بظروفها و ملابساتها و لماذا يصرّ على ما يراه حقا و الذي لا يراه غيره كذلك، و لماذا لا يشترك مع الآخرين في حكم البلد و هو الوافد الأخير على الحكم، لماذ ؟
فتونس هذا البلد الصغير جدا ماكر جدا أيضا و نَفَسُه طويل جدا، لقد مكر بكثيرين قبلك أرادوا أيضا ما تريد أو ما يدفعونك إليه فأحذر و لاتأمن العاقبة طالما أنّك تسيء لتونس و شعبها الزوّالي ولد باب الله.
----------------
وقع تحوير طفيف على العنوان الأصلي للمقال كما وردنا
محرر موقع بوابتي
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: