يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أغرب تعليق سمعته عن تفكّك الجبهة، هو أنّ هذا الأمر ليس في صالح الدّيموقراطية!!
ضحكت وضحكت وضحكت حتّى سقطت على قفاي من الضّحك، ومازلت أغالب الضّحك الهستيريّ إلى حدّ كتابة هذه الكلمات، وأغلب الظّنّ أنّني سوف أموت من الضّحك وأكَفَّنُ وأدفن وأنا أضحك وأتصكّك وأنبش التّراب البارد!
منذ متى كانت الجبهة في مصلحة الثّورة أو في مصلحة الدّيموقراطيّة؟
الجبهة ليست حزبا ولا ائتلافا حزبيّا ولا علاقة لها بالتّحزّب والعمل السّياسيّ.
هناك فصل في القانون، كلّما سمعته شعرت أنّه ينطبق على حالة الجبهة مائة بالمائة:
" تكوين وفاق قصد الإعتداء على أمن الدّولة الدّاخلي والمشاركة في ذلك والاشتباه في الانضمام إلى تنظيم إرهابي."
هذه هي الجبهة في كلمتين، ولو كانت الدّنيا دنيا وليست دمية، لأحيلت بموجب تلك التّهمة منذ مدّة على القضاء وأدينت وحلّت قبل أن تنال شرف التّفكّك الذّاتيّ وشرف السّقوط التّلقائيّ وتنجو بذلك من الحساب.
أليست الجبهة هي الّتي نفخت في روح التّجمّع بعد أن وقع حلّه بحكم قضائيّ، واستحضرته من قبره ليتشكّل من جديد وتحارب به الخوانجيّة؟ ألم تعطه هي شرعيّة العودة فتزعّم الحضبة في خصّة باردو للانقلاب على أوّل حكومة شرعيّة منتخبة بإرادة شعبيّة بعد ثورة الحرّية والكرامة؟
أليست هي التي قطعت الطّريق أمام مرشّح الثّورة للرئاسة كي ينالها مرشّح كمال اللطيف ووداد بوشمّاوي؟
أليست هي من ساندت كمال اللطيّف والقروي وكلّ الفاسدين واستغلّت إعلامهم لبثّ الكراهية وتشويه الخصوم وتضليل الرّاي العام؟
أليست هي التي أعدّت ميليشيات لتسلّم الحكم بالغورة في الولايات والمعتمديّات وأحرقت المقرّات وأشعلت حرب الإضرابات؟
أليست هي التي دمّرت الاقتصاد الوطنيّ باحتلالها لمثلّث الفسفاط وتعطيلها للانتاج وهي التي دعّمت التّمرّد النقابي ووظّفته لأجنداتها السياسية المعادية للديموقراطية؟
ثمّ أليست هي التي جعلت الشّعب التونسي يعيش على مدى فترات طويلة حالات من الرّعب والتّوتّر والشّد والجذب جعلته يسير على حافّة الحرب الأهليّة أكثر من مرّة؟ أليست هي من أغرق السّاحة السياسية بأكاذيب الجهاز السرّي والغرفة السّوداء وفعلت المستحيل لاجتثاث أكبر طرف سياسيّ في البلاد واخترقت أجهزة الدّولة ووظّفتها توظيفا مافيويّا مكشوفا؟
ما علاقة كلّ ذلك بالسّياسة والثّورة والدّيموقراطيّة؟
مختصر الكلام:
ذئاب الجبهة كانت دائما وفيّة لشعار المطرقة والمنجل، هم المطرقة الّتي كان بن علي يضرب بها على رؤوس الخوانجيّة لعقود، وبأيديهم المنجل الّذي استعملوه دائما لحصد الغنائم والمصالح الضّيقة والمنافع الفاسدة من الطّبقة "البورجوازيّة المتعفّنة". والإعلان عن وفاتها، إذا حدث، يجب أن يكون حدثا سعيدا للثورة وللوطن وللدّيموقراطية بالذّات، ويجب أن يحتفل به في موكب جنائزيّ عظيم يتمّ خلاله توزيع الحلوى والعصائر ونثر الورود وتبادل التّهاني والرّقص الخليع وتبادل القبل الفاضحة في الطّريق العامّ حتّى طلوع الصّباح.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: