البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

إتحاد الشغل و جبهة الخلاص: اليسار وتوظيف النقابة لنجدة الإنقلاب

كاتب المقال الحبيب بوعجيلة - تونس   
 المشاهدات: 3194


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


استباق زمن سياسي متسارع
حوار هادئ مع حوار الاخ نورالدين الطبوبي ..

لم أكن اتوقع مسارعة السيد نورالدين الطبوبي باعلان الموقف الرسمي للمنظمة من جبهة الخلاص و تدعيم هذا الاعلان بمقابلة الحزب الفاشي ..لكنني لم أكن استبعد هذا الموقف لاعتبارات عديدة :
أولا :
رغبة المنظمة في احتكار اللحظات الاخيرة من ازمة الانقلاب ومؤشرات اغلاق القوس و فرض هذا الاغلاق تحت سقف " 25 جويلية" المزعوم باعتباره " انتفاضة شعب " ضد المسار السابق بما يمكن السيستام( بمعناه العميق و الشامل) من فرض شروط الحل وفق ميزان القوة الذي يريده اعادة ترتيب لموازين القوة مع منظومة الثورة و الانتقال الديمقراطي الحقيقي .
كلما امسكت المنظمة في ظل طبيعة الاطراف السياسية / النقابية المتحكمة فيها الان بقيادة طاولة الحوار و ملامح الحل كان ذلك بالضرورة تحجيما للقوى المقاومة للانقلاب منذ تسعة اشهر ميدانيا على قاعدة الانحياز للثورة و الانتقال الديمقراطي . المسارعة باعلان الموقف من جبهة الخلاص هو محاولة تدارك لما فرضه اعلانها من اعلان القوة الديمقراطية المقاومة للانقلاب نفسها طرفا رئيسيا في كل حل على قاعدة دستور الثورة و الشرعية و احترام المؤسسات .
ثانيا :
المسارعة باصدار الموقف من جبهة الخلاص و من نجيب الشابي بالاساس و من المكونات الحزبية لهذه الجبهة هو موقف فرضته داخل الاتحاد تيارات نقابية سياسية ذات تاريخ وظيفي في علاقة بالاستبداد و مقاومته اثناء حركة 18 اكتوبر وذات نزوع ايديولوجي قائم على الاستئصال و هي تيارات وازنة في الاتحاد و ضاغطة على الامين العام و تستطيع دفعه الى ذلك عبر التذرع بوجود ائتلاف الكرامة و حتى تونس الارادة وما عرف عن قيادات هذين الطرفين من اعلان واضح لنقدهما لتمشيات الاتحاد في علاقة بالمسار الديمقراطي منذ انتخابات اكتوبر 2011 .
اعتبر بطبيعة الحال ان موقف الاخ نورالدين الطبوبي كان متسرعا و استباقيا بشكل مبالغ فيه لاسباب عديدة :
اولا:
جبهة الخلاص بطبيعة الحال ترفض ان تقوم على قاعدة الاقصاء و نحن نراها امتدادا و ثمرة لمسار كفاحي ميداني كان له فضل محاصرة الانقلاب و زعزعته و في هذا المسار شاركت كل القوى التي اختارت ان تشارك في معركة الشرف الديمقراطي و سيكون من الطبيعي ان تكون جميعا في جبهة واحدة تتويجا للمسار الكفاحي الميداني باعداد الشرط السياسي .
لكن ما كان يجب ان ينتظره الاخ نورالدين الطبوبي قبل اصدار موقفه هذا هو ان ينتظر طبيعة الخطاب السياسي لهذه الجبهة و الخطاب الذي ستعلنه تجاه الاتحاد الا اذا كان تعجل الاخ الامين العام نابعا فعلا من المبررات اعلاه .
ان يكون في الجبهة مختلفون مع الاتحاد او حتى معادون له او لعدد من القيادات المحمولة فيه على احزاب و تنظيمات و تيارات ايديولوجية لا يعني ان الجبهة ستتبنى هذا الخطاب و هنا نفهم ان الامر في العمق لا يتعلق بتعجل مضغوط فقط بل بتعجل موقف سياسي مفكر فيه .
ثانيا :
تجربة السنوات العشرة التي يريد البعض نسبة سلبياتها الى اطراف دون اخرى او تحويلها الى سواد مطلق و بناء الامين العام موقفه من الجبهة على اساس هذه السردية و التذرع بوجود هذه الاطراف المسؤولة عن فشل هذه السنوات هو موقف يحتاج الى تنسيب .
هناك اطراف في الجبهة و نحن منهم نملك تقييما اخر و سردية اخرى لمسار انتقالنا الديمقراطي المتعثر نوزع فيه الحصيلة بين السلبية و الايجابية اولا و ثانيا نعتبر فيها الجميع مسؤولين بأقدار عديدة و اذا كان لابد من توزيع المسؤوليات فلن تكون المنظمة الشغيلة بمعزل عن تحمل جزء من مسؤولية الفشل و بعض النجاح في عشرية البناء المتعثر للديمقراطية بطبيعة من قاد المنظمة و طبيعة العقل السياسي الذي حكمها في هذه العشرية و التي غادرت فيه المنظمة خطها العاشوري لتنحرف في بعض مساراتها الى خطابات الوظيفيين .
ثالثا :
ليست لنا مشكلة كبيرة في اختيار الاتحاد ان يكون في صف معارضة اخرى للانقلاب و معادية لجبهة الخلاص في نفس الوقت و ان كنا طبعا لا نحب ان يتصرف الاخ نورالدين كحانوتي او ضابط حالة مدنية يمنح حجج الموت او الحياة للقوى و الجبهات .
و عندها سنعتبر انفسنا معارضة عضوية ديمقراطية و نصنف المعارضة المقابلة معارضة وظيفية تضم بشكل طبيعي الفاشية و الوظيفيين و الشعبوية الاستئصالية فنحن نعتبرهم حلفاء لبعضهم بعضا منذ تمهيدهم للانقلاب بترذيل الديمقراطية و التامر على الثورة ...لكننا نحتفظ وقتها بحقنا في القول ان الاتحاد هو منظمة لجميع التونسيين بمختلف تياراتهم و ليس من حقه ان يتموقع مع جهة سياسية في مقابل اخرى الا على قاعدة الانتصار للديمقراطية و المصلحة الوطنية للشغيلة و من المؤكد ان مصلحة العمال التونسيين لن تكون مع الفاشية و الشعبوية و لا مع الوظيفيين ايضا حتى لو انهم يفوزون منذ سنوات بمواقع متقدمة في سلطة القرار و القيادة النقابية .

----------
وقع تغيير في العنوان الأصلي للمقال
محرر موقع بوابتي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إنقلاب قيس سعيد، تونس، الإنقلاب في تونس، الثورة المضادة، إتحاد الشغل،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 30-04-2022  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، ياسين أحمد، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد الياسين، د.محمد فتحي عبد العال، إيمى الأشقر، فوزي مسعود ، علي الكاش، محمد اسعد بيوض التميمي، تونسي، رافع القارصي، أ.د. مصطفى رجب، الناصر الرقيق، أحمد الحباسي، د. طارق عبد الحليم، صفاء العربي، منجي باكير، حسني إبراهيم عبد العظيم، أشرف إبراهيم حجاج، د. خالد الطراولي ، سامر أبو رمان ، محمود سلطان، سيد السباعي، عبد الله الفقير، سليمان أحمد أبو ستة، د- هاني ابوالفتوح، سلوى المغربي، الهادي المثلوثي، أبو سمية، فتحي العابد، صلاح المختار، حاتم الصولي، د - شاكر الحوكي ، كريم فارق، د. عبد الآله المالكي، صفاء العراقي، د- محمد رحال، يحيي البوليني، د - الضاوي خوالدية، صباح الموسوي ، فهمي شراب، د - عادل رضا، سامح لطف الله، محمد يحي، عمار غيلوفي، رمضان حينوني، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمد العيادي، محمود فاروق سيد شعبان، محمد علي العقربي، عبد الرزاق قيراط ، محمود طرشوبي، مراد قميزة، ضحى عبد الرحمن، علي عبد العال، صالح النعامي ، المولدي الفرجاني، رشيد السيد أحمد، سفيان عبد الكافي، عبد الله زيدان، حسن الطرابلسي، حسن عثمان، إياد محمود حسين ، عواطف منصور، د- جابر قميحة، فتحـي قاره بيبـان، عبد الغني مزوز، أحمد النعيمي، عراق المطيري، أنس الشابي، سلام الشماع، أحمد بوادي، محمد أحمد عزوز، رضا الدبّابي، جاسم الرصيف، طلال قسومي، د - صالح المازقي، مصطفي زهران، د - محمد بنيعيش، عبد العزيز كحيل، د - المنجي الكعبي، د. أحمد محمد سليمان، حميدة الطيلوش، كريم السليتي، د - محمد بن موسى الشريف ، العادل السمعلي، ماهر عدنان قنديل، سعود السبعاني، رافد العزاوي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، وائل بنجدو، د- محمود علي عريقات، د. عادل محمد عايش الأسطل، يزيد بن الحسين، خالد الجاف ، فتحي الزغل، د - مصطفى فهمي، نادية سعد، طارق خفاجي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، بيلسان قيصر، محمد عمر غرس الله، رحاب اسعد بيوض التميمي، إسراء أبو رمان، مجدى داود، صلاح الحريري، مصطفى منيغ، محمد الطرابلسي، عزيز العرباوي، أحمد ملحم، محمد شمام ، المولدي اليوسفي، خبَّاب بن مروان الحمد، عمر غازي، د. أحمد بشير، د. كاظم عبد الحسين عباس ، الهيثم زعفان، محرر "بوابتي"، د. صلاح عودة الله ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء