اتّحاد_الشغل UGTT.. "دور وظيفي" وتقاطع استراتيجي مع "المنظومة"
صابر النفزاوي - تونس المشاهدات: 13515
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
كان اتّحاد الشّغل خير سنَد لنظام بن علي منذ أن سلّم له القياد رسميًّا ونهائيًّا عام 1989 بمكتب تنفيذي معيّن مباشرةً من الرئاسة ..
ذات يوم من عام 2012 لمّح شكري بلعيد إلى أنّه ذراع للجبهة الشعبيّة ..
استفرغ الوسع لإجهاض تجربة "الانتقال السياسي" زمن الترويكا بمئات الإضرابات وبقيادة مؤامرة الرباعي الانقلابي في ما بعد ..
سبق أن اصطفّ في صفّ أحد جناحَي "السلطة" زمن السبسي في انحراف مركّب لا يكتفي بالتدخّل الفج في الشأن السياسي ..
***********
هذا هو باختصار الاتّحاد "أكبر قوّة في البلاد" و"نصير الشغّالين" و"الحارس الأمين" للمصلحة الوطنيّة العليا والّذي يستخدم بإمعان مُلصَق "منظّمة وطنيّة" كأنّ صفة "الوطنيّة" أيّا كان المقصود منها مُسلّمة من مسلّمات العقل المجرّد (Axiome) غير القابلة للمساءلة والمراجعة !..
***********
تعوّدنا ألّا نرى #اتّحاد_الشغل يتحرّك إلّا لأحد سببين (أو علّتين) :
إمّا لتوفير آليات تنفيس ذاتيّ(ة) للسيستام بتشكيل قوّة احتجاج من الداخل أي أداة ضبط وسيطرة في ما يشبه دور المعارضات الكرتونيّة في ظلّ الأنظمة الاستبداديّة ..
أو تشويه الوعي الاحتجاجي بنفْث عناوين نضال مضلِّلة، فمنَ الطبيعي والحال تلك ألّا نسمع له رِكْزا في أيّ تحرّك شعبي مفصلي حقيقي !..
*************
الاتّحاد في "تقاطع استراتيجي" مع "المنظومة" الّتي ارتبط بها بشكل عضوي منذ عام 1981 عندما تقدّم للانتخابات التشريعيّة (المزوّرة) في قائمات مشتركة مع الحزب الاستراكي الدستوري ("التجمّع"لاحقا)، وهو بيساريّته "الوظيفيّة" يشكّل ظهيرا إيديولوجيّا يحمي "النمط" من الخارج لأنّه يستثمر في فساده من الدّاخل، وله في "الطبقة العاملة" مآرب أخرى، فلو قمنا بِعمليّة مسح إيديولوجي بسيط لهيكلة مكتبه التنفيذي المباشر نجد ما لا يقل عن (8) أعضاء من اليسار الماركسي والعروبي من أصل 13 عضوا وغياب "الإسلاميين" بشكل شبه كامل !..
************
من آخر القضايا الطاعنة في شرف الاتّحاد تخلّف المنظّمة الوطنيّة جدّااا عن دفع مستحقّات الCnss التّي تجاوزت قيمتها ال20 مليون دينار رغم الاقتطاعات "المرصودة" للصندوق المأزوم،، ما يشي بأنّنا في النّهاية إزاء مركزيّة نقابيّة لا يَستفزّها "الفساد" بقدْر ما يُثيرها "سوء توزيع الفساد"،، وحتّى رفضها المستميت للخصخصة ليس في جوهره سوى دفاع عن مصالحها الخاصّة بما أنّها المستفيد الأكبر من فساد المؤسسات العموميّة ولنا في قضيّة الشركة الوطنيّة للنّقل وال160 نقابيّا الّذين يتقاضون أجورا عن ساعات عمل وهميّة أبلغ مثال على هذا التمعّش الخرافي من "رزق البيليك" ! ..
..
*************
إذ إنّها تستمدّ وجودها الفاعل من خطوط الإمداد المستقرّ بالمال العام مستفيدةً من هشاشة السلطة وخشوع الحكومات المتعاقبة في محراب المؤسّسات الماليّة الدوليّة بما يسهّل عليها جهود التعبئة والتحشيد والشرعنة في "صراع الحدود" الّذي تخوضه بين الحين والآخر مع واجاهات الحكم المتغيّرة، ولا بأس ببعض الانفلات أحيانا لحفظ "الاستقرار" استقرار «المصالح الحيويّة» لنظام يفتقر في العمق إلى عناصر الإسناد الذاتيّ(ة) رغم ما يبدو عليه من تماسك !..
*************
عندما لا ترى عصابة ساحة محمد علي لا في وينو البترول ولا في "الكامور" ولا في جبهة الرفض الحدّي لل"أليكا" (ALECA) النسخة الجديدة/المحيّنة من الاحتلال الأجنبي المباشر وعندما يُعرب اتّحاد الأعراف عن تضامنه الكامل مع اتّحاد الشغل أمام "الحملة المسعورة" الّتي يتعرّض لها فلابدّ أن تنتهي إلى نتيجة مفادها أنّنا أمام قفازات مخمليّة تتحرّك أفُقيّا لخنق كلّ نفس تحرّري حقيقي وخدمة "الطّموح البورجوازي"ّ وإسناد "النظام الكمبرادوري" !..
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: