سنية تومية - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6883
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أعزائي القراء أذهب الله عنكم الشؤم لكن الوضع يجعل الصخر ينطق.
أراد الدافعون من حزب النداء لرئيس الجمهورية لتقديم المبادرة وبأكثر دقة الكارهون لحبيب الصيد والمريدون تنحيته لتنصيب شخصية ندائية اغتنام السلطة باعتبار حزبهم كان الأول في الانتخابات وأقول كان في الماضي بمعنى أنهم اليوم لم يعودوا كذلك لأنهم انقسموا وتشتتوا وأكثر حزب اليوم فائز بأكثر المقاعد هو حزب النهضة وهم لا يدرون أنه في حالة الوصول إلى البرلمان ورفض الصيد الاستقالة وتصويت اغلب النواب على تجديد الثقة سيعتبر رئيس الجمهورية مستقيلا بصفة آلية.
لذلك أقول لهم ‘من حفر جبا لأخيه وقع فيه’ .
وتقدم الرئيس بهذه المبادرة دون علمه بأن منصبه على المحك ينم بما لا يدع مجالا للشك على ضعف الدائرة القانونية والمستشارين السياسيين لرئاسة الجمهورية ولئن لم أطلب منهم الإلمام بكل تفاصيل الدستور الذي حري بنا أن ندرسه في المدارس والمعاهد والجامعات لكل التلاميذ والطلبة حتى تتشربه كل الأجيال فإنه كان الأجدر بهم أن يلموا حتى بالفصول الدستورية التي تهم رئاسة الجمهورية على الأقل حتى يكونون خير ناصحين له.
لذلك على رئاسة الجمهورية اليوم أن تعزز فريقها القانوني مختصين في القانون الدستوري أو بالنواب المؤسسين حتى تتفادى الضعف والسقوط في مطبات لا تحمد عقباها.
لكن الوشوشة التي تنتاب كل تونسي جريء وصريح ولا يخشى في الله لومة لائم هو كيف لحزب فشل في الحفاظ على تماسكه واعتمد الهروات لفض الخلافات كما قال أحد القائلين لا فظ فوه وتفتت واستقال منه من استقال ورجع منهم ما رجع واستقطب نوابا آخرين للانضمام إليه أن يتبجح بقيادة الحكومة والقدرة عليها بمعنى قيادة شعب بأسره عبر مؤسساته ووزاراته وإداراته و...و...و..؟
الغريب كل الغرابة أن لا أحد من الأحزاب المشاركة في الائتلاف أو غيرها نقد وانتقد هذه الوقاحة وهذا الصلف والكل ساكت كالشيطان الأخرس.
على كل الإداريين و التكنوقراطيين والمستقلين أن يعرفوا أن مصيرهم سيكون مشابها لمصير الصيد ‘سيأكلونهم السياسيون لحما ويرمونهم عضما’.
فقد لا نجد في المستقبل أي إداري يقبل بالعمل تحت إمرة الأحزاب الحاكمة.
فما ذا يعني فشل الصيد وتنحيته وانه لم يعد رجل المرحلة كما تشدق بذلك بعض أشباه الساسة وليسوا بالسياسيين؟
إنه لا يعني إلا أمرين لا ثالث لهما.
الأمر الأول يعني فشل كل الوزراء الذين اشتغلوا تحت إمرته لأنهم لم يستقيلوا ولم يحتجوا عليه وبلعوا ألسنتهم طوال توليهم الوزارات وهذا يعني أما جبنهم المدقع وإما نفاقهم الكامل وأما رضاءهم التام عن قائد فريقهم.
أما الأمر الثاني فيعني إنهم كانوا دمى في يديه يفعل بهم ما شاء كيفما شاء ولا يهمهم ‘اتخذت وإلا عمرت’ -كما يعبر التونسيون بلهجتهم الدارجة -سوى استمرارهم على رأس الوزارات والتمتع بالامتيازات كانتداب لهم الخادمات في منازلهم مثلا والسيارات والسفريات و..و...و...
وفي كلتا الحالتين لا يستحق أي وزير منهم البقاء في الحكومة القادمة ولا يتعللن أحد منهم بأنه كان أقلية في الوزارة ولم يستطع التأثير في مجلس الوزراء لأن الشخصية الكفأة والنظيفة قادرة على إقناع كل أعضاء المجلس بالحجة والبرهان لتمرير فكرته بكل موضوعية وبعيدا عن أي صبغة إيديولوجية.
فمن كان جزء من حكومة فاشلة لا يمكن أن يكون جزءا من حكومة يراد لها النجاح في قادم الأيام.
والغريب كل الغرابة أن يصطدم التونسيون يوما بان يكون أحد وزراء الصيد رئيسا للحكومة القادمة.
الأكيد أن قادم الأيام ستحمل لنا شخصية جديدة مفاجئة ولم يقذف باسمها في الإعلام حتى لا تحترق تماما مثلما افتعلت مبادرة الباجي وقيل إنها مفاجئة ولم يشاور فيها أحدا مع إنها قتلت بحثا ومشاورات مع حزبه ومكونات الائتلاف والمنظمات قبل أن يقذف بها في العلن.
أرجو أن لا تفهم وشوشتي بالنسبة لهذا الأسبوع بأنني أساند الصيد مساندة مطلقة لأنه رجل تنفيذ وخبر الإدارة وخبرته لسنوات فهو ابن الإدارة التي اشتغلت فيها أنا نفسي مدة16 سنة مع تقديري الشديد للرجل لكن قلة معروف السياسيين هي من أرقتني حتى جعلتني أظن أن مكونات الائتلاف ‘صاحبها في حجرها تقضي منها حاجتها أو كيف تقوم تنفظو’ كما إنني في الحقيقة اعتقد أن كل إنسان هو قابل للتنحية وليس بمعزل عن التغيير
لكل هذه الأسباب وتلك اعتقد انه في قادم الأيام سيندم البعض ندامة الكسعي عن تغيير الصيد وقد تأتي شخصية عاجزة عن ترتيب بيتها الداخلي فتحكمنا لا قدر الله بالنار والحديد.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: