أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6252
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تبارك الله و سبحان الله و لا اله إلا الله، مبروك، ألف مبروك، التونسيون يكتشفون اليوم أن إعدام معارض سياسي بحجم الشيخ باقر النمر هو ...شأن داخلي للمملكة العربية السعودية، أي و الله، تبارك الله و سبحان الله و لا اله إلا الله، قائل هذه الحكمة السياسية ؟ الرئيس التونسي الباجى قائد السبسى بجلالة قدره، لا فض فوه، أي و الله، إعدام معارض سياسي في دولة شمولية لا تعترف بالرأي و بحرية الرأي هو من صميم ... أعمال السيادة و من الشؤون ‘ الداخلية’ المحضة لمملكة الشياطين و الفساد ، هذه علامة من علامات قيام الساعة ، و لهبوط المسيح الدجال، رئيس ‘ الثورة’ يعود بالمبادئ الإنسانية المستقرة إلى آلاف السنوات القمرية إلى الوراء، نحن نعتبر أن اعتقال ‘ناشط غنائي’ في قطر من أجل قصيدة ‘الياسمين ‘ المهداة للثورة التونسية عملا بشعا يستحق التدخل و التشهير بالنظام القطري و لا نعتبر إعدام قامة سياسية معارضة بحجم الشيخ المرحوم باقر النمر إلا عملا من أعمال السيادة ، يا سبحان الله .
الرئيس التونسي يعتبر أيضا أن عاصفة الدم - عفوا عاصفة الحزم - التي تضرب الشعب اليمنى و تقتل الأطفال و الشيوخ بدون مبرر هي شأن من الشؤون الداخلية للحكم السعودي المتآمر مع الأمريكان لتنفيذ مشروع الفوضى الخلاقة، و لا يزال الرئيس التونسي في غيه معتبرا أنه يمكن لتونس بقدراتها العسكرية المتواضعة المشاركة في الحرب الموهومة ضد الجماعات الإرهابية المتشبعة بالفكر التكفيري الوهابي و بالمال النفطي الخليجي و بخط السير الصهيوني، و بعد أن تناست حكومات الثورة بما فيها حكومة الحبيب الصيد معاناة البغدادي المحمودى الضيف الثقيل الظل الذي آوته حكومة السبسى الأولى و باعته حكومة حمادي الجبالى النهضوية لهؤلاء الذين يشكلون الألوية الليبية الأولى للإرهاب جاء اليوم الذي تنسى فيه حكومة النداء كل هؤلاء الأشلاء الآدمية المبعثرة العقول المعتقلة بتهمة الإرهاب في السجون السورية و العراقية، بما يعنى أن المبادئ في واد و مصالح الدول في واد .
بالإمكان أن لا نكون على نفس الموجات الفكرية مع الشيخ باقر النمر، بالإمكان أن يكون للبعض ريبة حول هوينه الشيعية في ظل هذا الإعلام التضليلي الخليجي لكن كيف نتفق مع أفكار الزعيم الراحل نيلسون مانديلا كمعارض زنجي في مواجهة نظام الميز العنصري و نقف مع أفكار الدالاى لاما في التيبت و مع كل المعارضين من مختلف الألوان و الجنسيات و لا نقف مع أفكار الشيخ نمر باقر النمر لمجرد أنه مسلم ...شيعي ، نحن لن نخترع العجلة حين نؤكد أن معالجة الأفكار المعارضة لا تكون بحد السيف بل بالحوار و الحجة ، و هنا، تفتقر كل الأنظمة العربية دون استثناء إلى هذه المبادئ الكونية المستقرة فتضع الإعدام الفاتورة المستوجبة الدفع من كل معارض، لذلك من المؤكد أن رئيس الدولة اعتبارا لعامل السن و ‘التجربة’ لا يزال ‘سكة قديمة’ لا يرى في المعارضة إلا شكلا من أشكال الزندقة الفكرية و بدعة و ضلالة تستحق الرجم و الموت ، و حين ينطق بأن الإعدام حق للأنظمة الشمولية كدواء مبيد للمعارضة السياسية الفكرية فقد نطق كفرا .
من عيب هذه ‘ المعارضة’ التونسية أنها تعارض بالمناسبات و على الهوية و حسب الأذواق، فهؤلاء ‘ المعارضين درجة عاشرة و أصحاب الارتزاق من حقوق الإنسان يقفون اليوم ضد الفرق الأمنية المتعهدة بقضايا الإرهاب يصوبون عليها كل سهام التلفيق و النفاق حتى ترتعش أياديها و يفلت منها هؤلاء القتلة الذين يدمرون كل شيء جميل في الحياة، لكنهم ‘يختارون’ مع من يقفون في حالات حقوق الإنسان التي تتعلق بالممارسات الوحشية لهذه الأنظمة الشمولية العربية، و في انتظار تعليمات ‘رؤساء مقاولات حقوق الإنسان’ بمن فيهم منظمة هيومان رايتس يلف صمت القبور هؤلاء إزاء هذه الجريمة الدموية النكراء التي ارتكبها النظام السعودي ضد معارض لمجرد انه يفكر بعقل شيعي مع أن هذا الدين لم يفرق بين الناس إلا بقدر طاعتهم للإسلام، و حين يكرس رئيس دولة ثورة مبدأ الصمت في وقت نطمح فيه كشعب متجدد إلى ترسيخ المبادئ و القيم الإنسانية بما فيها حق المواطن في حرية التعبير فالظاهر أن على الكاتب الفرنسي الكبير فولتير أن يعود للحياة مرة ثانية ليقنع من به صمم بتلك المقولة التاريخية الشهيرة الموجهة لصديقه الكاتب الفرنسي الكبير جون بول سارتر ‘ أنا لا أتفق معك في كلمة واحدة مما قلته، و لكنى سأدافع عن حقك في الكلام و حرية التعبير عن أفكارك حتى الموت ‘، لكن على من تقرأ زبورك يا داوود ؟ ...اللعنة على سياسة المصالح حين تهدم كل المبادىء.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:
4-02-2016 / 19:16:09 فوزي