البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

محمد بوغلاب، دعهم يغضبون

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6657


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


من البداية، هناك في القصرين و في مدن الجنوب من هضمت حقوقه، هذا يحدث في كل بلدان العالم و تونس لا تملك لوحدها هذه الخاصية، التهميش يحدث في كل بلدان العالم و هذا ليس سرا، يكفى أن تفتح نافذة وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي لتكتشف مثلا الحالة المرعبة التي تعيشها طبقات سعودية في بلاد النفط و بلاد المليارات المبذرة على صفقات التسليح و تمويل الإرهاب و خدمة الأغراض السياسية المشبوهة، و تونس من هذه الناحية ليست الاستثناء، و لن تفلح أية حكومة مهما كان لونها في القضاء على الفقر و البطالة مهما توفرت أو وفرت من الأسباب، فالعملية معقدة و تحتاج إلى كثير من الوقت و الصبر و العمل، لكن من الواضح أن أهلنا في القصرين تحركهم بعض الذئاب السياسية المعروفة و بعض مال التهريب و بعض الشعارات التي فقدت معناها بسبب كثرة التداول الانتهازي، لهذا، تشهد المدينة حالة من الهيجان المتواصل و الذي يثير الشبهة.

أثبتت مظاهرات الثورة’ و ما تلاها من مظاهرات لحد الآن أن الوضع الاقتصادي معقد بشكل غير مسبوق، كذلك تبين أن مرض البطالة مرض عام يهم كل الجهات و لا سبيل إذن لجهة ما أن ‘ تحتكر’ هذا المرض و تزايد به و تصنع منه فتيلا مشتعلا بصورة متواصلة لغايات باتت معلومة و كثيرة البعد عن مطالب الفئات المعطلة عن العمل، فالواضح للمتابعين و للجهات الأمنية أن جهات معينة في القصرين تريد احتكار شعار البطالة لأسباب بعيدة كل البعد عن مصالح الجهات المعطلة، و الواضح أن حجم المظاهرات يؤكد أن وراء الأكمة ما وراءها، و أن هؤلاء ‘ المتظاهرين’ هم فئة من تجار المظاهرات المتنقلة و الحاصلين على ‘ ثواب’ هذه التحركات المشبوهة مقدما من بعض الأحزاب و رجال الأعمال و المهربين، فالقصرين أصبحت بؤرة توتر مقصودة تستخدم لغايات بعيدة عن السياسة و عن الاقتصاد و قريبة من المسعى الظلامى لإنشاء دولة الخلافة الموعودة على أرض الميعاد مدينة القصرين .

من المثير للانتباه أن يقتنص بعض هؤلاء ‘ المتظاهرين’ و من وراءهم من الانتهازيين على كل لون بعض العبارات أو التعليقات التي تأتى أغلبها بصورة عفوية غير مقصودة في المنابر الإعلامية لصنع ‘أسباب’ المظاهرات و شيطنة الإعلام و الزعم بوجود مؤامرة على القصرين تهدد مطالب المعطلين عن العمل، و من الواضح من ‘مسيرات’ المظاهرات و من ‘ نوعية’ الشعارات التي تتعمد التكسير و ضرب الأمنيين و الاعتداء على الأملاك العامة و الخاصة أن تلك المظاهرات الإجرامية قد دبرت بليل و اصطنعت الأسباب و المسببات حتى تهدم ما تبقى من منجزات في المدنية و بالأخص المنجزات الأمنية، في تعبير صريح على أن هناك عملية استهداف من الجموع في القصرين للمؤسسات الأمنية و هذا الاستهداف المباشر لا يكون عادة من الأمور العفوية بل هو نتاج لخطاب و مشروع معين دبرته بعض المخابرات و الأحزاب ذات الصلة بمشروع الفوضى الخلاقة لتفتيت الدول العربية .

لقد تجاوز المحتجون في القصرين دائما الأطر القانونية عن سابقية إضمار و عمد، هذا ما أكدته الأبحاث الأخيرة على الأقل، و لا نظن اليوم أن عقلاء القصرين تستفزهم عبارة من هنا أو هناك خاصة في ظل حركية الإعلام ما بعد الثورة، و حتى لو طرحنا هذه الفرضية للنقاش العام فهل يعقل أن تحرق المدينة لمجرد تعليق صحفي لا يؤخر و لا يقدم فضلا عن كون الصحفي محمد بوغلاب لم يتوجه إلى الجهة بأي خطاب ناب يستدعى مثل هذه ‘ الثورة’ الهائجة في الشارع ؟ ثم ما ذنب المواطن في أن تحرق أملاكه العامة و الخاصة لمجرد إسهال ديماغوجى من هنا و هناك ؟ و من متى يحق للمتظاهر الاعتداء على الملك العام و الخاص ؟ و هل يحق لهؤلاء المخربين قتل عون الأمن و التمثيل بجثته فقط لأنه يمثل الدولة ؟ و بأي حق يدافع الاتحاد و بقية الدكاكين الأخرى عن المخربين ؟ و هل تحولت مدينة القصرين إلى مدينة خارج حكم الدولة و القانون ؟ و هل يحق للصامتين على التخريب و المنتفعون منه أن ينادوا بالتشغيل لفئة لا تتبرأ علنا من المضاربين بحقوقها ؟ و هل يحق للمواطن اليوم الصمت على هذه الجريمة المدبرة ؟ .

لن نصمت بعد اليوم على ما يحدث من هدم للمؤسسات و انتهاك لملك الشعب، فإما أن يقبل الجميع بمنطق الدولة أو يرحلوا عن هذا البلد، لان ما يحدث منذ سنة 2011 لا علاقة له بالمطالب المشروعة و لا بالحريات و لا بالديمقراطية، ما يحدث باختزال هي حالة من الفوضى المغلفة بالعصيان و الإفساد و الخروج عن القانون، و لم يعد مقبولا اليوم تحت أية ذريعة آو شعار أو بند أن تظل الدولة رهينة ‘مظاهرات’ أو قطعان الطرق أو انتهاك حرمة الولايات و المؤسسات ذات الطابع الخدمي في أي مكان من هذا الوطن المشترك، حالة الانفلات و الفوضى المدبرة و المزايدات الثورية المشبوهة أصبحت مملة ركيكة لأنها تعرت في كامل قبحها و وقاحتها، ثم ليفهم هؤلاء المخمورون أنهم لا يخدمون أبدا أهداف العاطلين عن العمل لان فاتورة إصلاح ما أفسدوه ستبقى قائمة معطلة للتنمية، و على كل حال و مهما سقط الإعلام بعد الثورة فانه يبقى منارا يفضح بعض المتآمرين و بعض ‘ المتظاهرين’ و بعض الانتهازيين الحزبيين، و محمد بوغلاب الذي نختلف معه كثيرا لن يذهب ضحية بعض الغوغائيين المنافقين الذين ينتحلون صفة الثوريين و العاطلين عن العمل في حين تشهد جيوبهم يوميا لفافات المال الفاسد .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، بقايا فرنسا، محمد بوغلاب، إعلام المارينز، القصرين، وسال الإعلام،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 31-01-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، صباح الموسوي ، طارق خفاجي، رشيد السيد أحمد، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د- محمد رحال، د.محمد فتحي عبد العال، د - محمد بنيعيش، عبد الله زيدان، نادية سعد، سلوى المغربي، رحاب اسعد بيوض التميمي، فتحي العابد، الناصر الرقيق، تونسي، منجي باكير، رمضان حينوني، طلال قسومي، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد عمر غرس الله، د- محمود علي عريقات، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد يحي، د - الضاوي خوالدية، أبو سمية، عمر غازي، محمد الياسين، د. كاظم عبد الحسين عباس ، مصطفى منيغ، العادل السمعلي، محمود فاروق سيد شعبان، كريم فارق، د. طارق عبد الحليم، ماهر عدنان قنديل، عبد الرزاق قيراط ، مجدى داود، محمد اسعد بيوض التميمي، د. عبد الآله المالكي، حسن عثمان، المولدي الفرجاني، د - شاكر الحوكي ، إيمى الأشقر، أحمد ملحم، عراق المطيري، محمود سلطان، د. صلاح عودة الله ، كريم السليتي، صفاء العربي، صلاح الحريري، د. مصطفى يوسف اللداوي، فتحـي قاره بيبـان، عواطف منصور، يحيي البوليني، د- جابر قميحة، صلاح المختار، أحمد بوادي، محمد أحمد عزوز، أنس الشابي، أ.د. مصطفى رجب، عبد الله الفقير، سيد السباعي، فتحي الزغل، رضا الدبّابي، سامر أبو رمان ، ضحى عبد الرحمن، إياد محمود حسين ، محمد علي العقربي، عزيز العرباوي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - عادل رضا، د - صالح المازقي، محمود طرشوبي، حاتم الصولي، أحمد النعيمي، مصطفي زهران، رافع القارصي، خبَّاب بن مروان الحمد، بيلسان قيصر، عبد العزيز كحيل، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سلام الشماع، خالد الجاف ، رافد العزاوي، أشرف إبراهيم حجاج، عبد الغني مزوز، علي عبد العال، عمار غيلوفي، مراد قميزة، د. أحمد بشير، صالح النعامي ، د. خالد الطراولي ، أحمد الحباسي، الهيثم زعفان، سليمان أحمد أبو ستة، د - المنجي الكعبي، د. أحمد محمد سليمان، جاسم الرصيف، إسراء أبو رمان، فوزي مسعود ، محمد شمام ، سفيان عبد الكافي، د - مصطفى فهمي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد العيادي، سامح لطف الله، المولدي اليوسفي، فهمي شراب، حميدة الطيلوش، يزيد بن الحسين، علي الكاش، محمد الطرابلسي، وائل بنجدو، الهادي المثلوثي، حسن الطرابلسي، محرر "بوابتي"، ياسين أحمد، صفاء العراقي، سعود السبعاني، د- هاني ابوالفتوح،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء