أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6127
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
طبعا، هذا المقال لن يقرأه السيد رئيس الجمهورية، و لن يقرأه رئيس حكومته الفاشل، و لن يقرأه المتخاصمون المنافقون في حزب ‘ النداء’، و لن يقرأه السيد محمد الناصر رئيس مجلس الشعب ، الوحيد الذي لن يحتاج إلى ما جاء في هذا المقال هو وزير الداخلية الجديد و مدير الأمن الوطني السيد بالحاج على، فالرجل على اطلاع على الكبيرة و الصغيرة و لا يحتاج للعبد الفقير، و لذلك سنمر مباشرة إلى السؤال الحارق الذي يقض مضاجع كل التونسيين الشرفاء : هل يمد السيد وزير الداخلية رئيس الدولة ورئيس الحكومة بتقرير حقيقي مفصل حول الوضع في البلاد من الناحية الأمنية ؟ ...طبعا، الجواب : لا ... بالبنط العريض، فمن المؤكد أن السيد وزير الداخلية لا يقوم بتقديم المعلومات الكاملة و الصحيحة حول الوضع للسيد رئيس الجمهورية و لرئيس حكومته، و من المؤكد لجل المتابعين اليوم أن وزارة الداخلية هي من تخون ثقة المواطن و لا تؤدى دورها ‘ الإعلامي ‘ بالشكل المطلوب .
من الواضح للعيان أن السيد الحبيب الصيد يصلح كمسكن وقتي و لكنه لا يصلح كدواء فعال، فالرجل لا يملك من ‘المطلوب’ لمعالجة الوضع المتأزم داخل البلاد سوى بعض الأمنيات المبتورة و التعبير السطحي و الدعوات الصالحة، غير ذلك مفيش، الرجل يصلح كرجل عائلة و لكنه لا يصلح كرجل دولة، و تونس لا تحتاج إلا لرجل دولة بصفات و أوصاف و كاريزما معينة، و حتى السيد رئيس الدولة فقد أظهرت الوقائع و الأحداث المتتابعة أنه ينام في العسل و بعيد كل البعد عن شواغل و مشاغل المواطنين بل من المؤكد أنه معزول داخل القصر و يعيش في شبه جزيرة نائية عن واقع ما يحدث و ما يدبر و ما سيقع في قادم الأيام، و إذا عجزت ‘تقارير’ الداخلية عن الوصول إلى الحقيقة و هذا مستبعد فان المواطن العادي قد بدأ يتلمس بأم العين بوادر ثورة عارمة سنهز تونس و تقضى على الأخضر و اليابس .
ما يحدث في القصرين نذير شؤم على هذه الحكومة الفاشلة و نذير شؤم على الوطن المنتهك و المنهوك و نذير شؤم على الاقتصاد و على السيادة الوطنية، فالأيادي العابثة واضحة و المخابرات تلعب لعبتها بحرفية واضحة و المال النفطي الفاسد يفعل فعله في عقول بعض المتآمرين من الشيب و الشباب المندسين وراء بعض المطالب المشبوهة بما فيها مطالب المعطلين عن العمل، حكومة الأيادي المرتعشة و العقول المنفصلة تماما عن الواقع تعيش آخر أيامها و هي في حكم الحكومة الساقطة كما يقول في المصطلحات العسكرية، هناك من يحرك الشارع من القصرين و بعض المناطق البعيدة الأخرى في اتجاه شارع الحبيب بورقيبة مجددا، و هناك من ‘ المواطنين’ من تأبط شرا بهذه البلاد و هناك من خطط و من مول و من أحضر كل شيء للساعة الصفر بما فيها ‘الشعارات’ و اللافتات و كل ما يلزم من ‘فيديوهات’ لقناة الجزيرة و ‘شهود’ العيان و أصحاب التحليل الموجه و النصائح المشبوهة .
مع ذلك لا تتحرك الحكومة بل و تتعامل مع الوضع الكارثة كأن شيئا لم يكن و لا يخجل السيد رئيس الجمهورية من فرط نومه في العسل أن يخصص وقت التونسيين المتعطشين لمعالجة الوضع لبعض المأجورين في حزب النداء و لبعض المنفصلين أو المفصولين أو الهاربين أو المنشقين، حديث عن حزب خان كل التونسيين و ن فئة فاقدة لماء الوجه تنكرت لكل عهودها الانتخابية لتعلن اليوم بلا خجل و لا حياء حربا شعواء على المواقع و الكراسي الهزازة، و حتى السيد رئيس الحكومة الذي تعكس ملامحه الطفولية حالة من الإفلاس السياسي و القدرة اللازمة على التعامل مع كارثة الفوضى القادمة فقد جاء خطابه الأخير في البرلمان عبارة عن مرثية خطابية زادت الوجدان الشعبي مرارة و إحباطا من فرط اعتماده على قوالب نمطية جدلية تثير الغثيان و البكاء و النحيب، و بعد أن ظن الجميع أن الرئيس سيتفطن لموطن الخليل بتغيير رئيس الحكومة جاء التعديل ليكشف أن الرئيس في واد و الشعب في واد آخر .
من يحرك آفة ‘الثورة’ و الانتفاضة الدموية القادمة ؟ ...من الصعب تبيان الحقيقة بكامل الموضوعية و لكن هناك عدة أطراف بما فيها ‘ الجناح’ الثاني للحكومة الذي تطير به تونس و بعض بارونات التهريب و بعض عملاء المخابرات الأجنبية و بعض ممثلة الأحزاب الكرتونية المتعودة على رحلة الشتاء و الصيف بين السفارات، كل هؤلاء لهم في مصلحة في التغيير و في حصول الفراغ الأمني بالذات، فداعش على الأبواب و هي تنتظر بعض ‘ الإشارات’ من بعض الأطراف لتنفذ غرضها في إعلان الدولة الإسلامية في افريقية، و السيد وزير الداخلية يعلم من يتحرك و لماذا يتحرك و من يقف وراء من يتحرك و ما هي الأهداف الخفية المعلنة لهذه المكونات الإرهابية التي تتحرك بمنتهى الحرية على التراب التونسي، و لعل حادثة اقتحام ولاية تونس منذ ساعات هي أول الغيث قطر ...عفوا الغيث من قطر .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: