أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5921
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يحاول بعض السياسيين التونسيين فيما يسمى بالمعارضة التباكي على السيادة الوطنية ، مثلا بعلة أن انخراط تونس في القوة العربية لمكافحة الإرهاب التي تحاول السعودية تشكيلها من باب رفع العتب على ممارستها و تمويلها للإرهاب هو شكل من أشكال التنقيص و المس من السيادة الوطنية ، و الحقيقة أن الجميع يعلمون أن هذه القوة العربية الكرتونية لن تتشكل و تشكيلها لا يمكن اعتباره انتهاكا للسيادة الوطنية لسبب بسيط و أن هذه المشاركة إن حصلت طبعا قد جاءت في إطار ممارسة السيادة الوطنية في المشاركة في أي تجمع دولي مهما كان نوعه القصد منه هو مكافحة الإرهاب ، و يصبح الأمر أكثر من منطقي و قبول إذا كان هذا الانخراط في الجهد الدولة لمكافحة الإرهاب سيزيد من فاعلية القوة العسكرية التونسية التي تبين أنها غير جاهزة لمثل هذه الحرب سواء من حيث العدة أو العدد خاصة في ظل مشاركة دول إقليمية معينة في إثارة هذه الحرب الإرهابية لتفتيت المنطقة العربية فيما يعرف بمشروع الفوضى الخلاقة .
يدمن السيد عصام الشابى و ‘رفاقه’ من سقط المعارضة الخاسرة في الانتخابات أو ما يسمى بجماعة الصفر فاصل على لعبته المفضلة في ‘تحمير الأكل القديم ‘ كما يقال ، يضاف إلى ذلك بعض الفلافل لإشعال الفتن النائمة لإزهاق الأرواح و بث البلبلة ملتحفا بسيل جارف من الخطاب النمطي الفاقد للكرامة و الأخلاق و هو يصدق نفسه رغم أنه يعرف مسبقا أنه ليس هناك من يصدقه حتى في أبشع الأحلام ، و رغم إحساسه بالفراغ القاتل بعد أن لفظته الانتخابات الأخيرة ليصبح مجرد سياسي متقاعد و هو في بداية سلم التعامل مع السياسة فقد حاول الرجل القفز على كل الخيبات المتتالية و الصفعات الموجعة ليمارس لعبته الرديئة المفضلة في نكاح المنطق بمثل الرداءة التي يمارس بها جهاد النكاح عند هؤلاء الإرهابيين الذين يشربون دماء الأبرياء في سوريا و يشنعون بكرامة النساء ، فتارة يستل سيف النفاق ليبارز الحكومة متهما إياها بكل العلل و الخطايا و تارة يستل معول الهدم الصدأ ليعيث في المشهد السياسي عبثا و ترويعا كل ذلك حتى يصل إلى نفس الإحساس الهمجي لملوك روما الذين كانوا يدفعون السجناء لحفلات القتال و القتل ليشبعوا بمنظر دماء القتلى منهم .
أي مستقبل لتونس و أي مستقبل مجهول ينتظرها في ظل عبث هذه ‘ العصابات’ السياسية المنتمية إلى الجاهلية السياسية ، و أي كارثة ستحل بهذا الوطن و نحن نستمع بكثير من حالات الغثيان إلى هذا الإسهال الخطابي الكريه للسيد محمد عبو رئيس تيار الفاشلين الذي رفض الاستقالة السياسية بعلة أن ممارسة السياسة في المشيب هي رياضة تماثل كل الرياضات مستشهدا بالنبيذ المعتق و بكبار السن الذين يمارسون لعبة كرة القدم ، فالرجل مصاب بحالة الزهايمر جدية أفقدته الذاكرة تماما ، لأنه و ما بالعهد من قدم ، فقد نسى الوطن و مستلزمات الصراحة السياسية عندما كان في الوظيفة و لم يخرج من هذه السلطة إلا طريدا منبوذا ليحاول بعد ذلك قلب الحقيقة بالادعاء الزائف أنه قدم الاستقالة و لم تقله عصابة الترويكا ، فلماذا يم يتباكى الرجل في تلك اللحظات المناسبة على السيادة الوطنية و هي تنتهك تحت وطأة الضغوط القطرية للانفصال عن سوريا و مقاطعة شعبها و طرد سفيرها و استقبال ما يسمى ‘ بأصدقاء سوريا’ من الدول الصهيونية المتكونة من المحمية الصهيونية القطرية و المحمية العثمانية على سبيل المثال لا الحصر ، كل ذلك من أجل ‘ثورة قذرة’ دبرتها المخابرات الصهيونية في سوريا
لقد سقط الكثير من أدعياء الفضيلة من حركة النهضة منذ اندلاع الثورة ، و لم نعد نسمع لهم حسا أو خبرا ، و لم نعد نريد تعكير مزاج المتابعين بإعادة التذكير بهؤلاء بالتفصيل و بالأسماء ، لكن ما زال بعض المرتزقة من زوار السفارات الأجنبية و بائعي الضمير إلى دكاكين هيومان رايتس وو تش و شركة مينابوليس ‘الشهيرة’ يزاولون رحلات الليل و النهار لهذه السفارات و الدكاكين المشبوهة ثم يطلعون علينا بالدروس المجانية في حب الوطن و حب الوطن من الإيمان و السيادة الوطنية إلى غير ذلك من الشعارات التي جعلت ريحتهم تطلع و تفوح كما طلعت ريحة جماعة الحملة اللبنانية بذات الاسم بعد أن تبين أن الغاية من حملة الدعوة لنظافة لبنان و رفع الفضلات لا علاقة لها بالنظافة و الإيمان بل هي ذات الحملة المشبوهة التي قادها بعض شباب هؤلاء في تونس زمن ما يسمى بالثورة التونسية ،
لا يخفى على المتابعين أن أغلب من ينشطون في السياسة اليوم هم ‘ناشطون ‘ مأجورون بالقطعة و بالجملة أحيانا ، و كل المقالات و التحاليل التي تنتشر في الساحة الإعلامية هي نتاج للمال الأجنبي الفاسد الذي كرع منه الكثيرون بعلم أو بدون علم المخابرات التونسية ، و حين يدعو البعض إلى تجفيف منابع المال الموجه لتمويل الإرهاب فعليهم أن يولوا نفس العناية للمال الخليجي الصهيوني الذي يمول تجار السياسة في أغلب الأحزاب التونسية ، و مع تقدم الوقت ستظهر شهادات عديدة ناطقة بخبايا و أسرار المتآمرين على تونس و سيفضح أصحاب هذه المقاولات العلنية أو من الباطن و سنكتشف أن ‘رموزا’ كثيرة محسوبة على الثورة هم عملاء لجهات أجنبية و خدم لما يسمى بالثورة الصهيونية التركية القطرية المضادة ، و إعلان تشكيل بعض الأحزاب الجديدة هذه الأيام تحت عناوين و يافطات مختلفة هو بداية الاشتغال على المكشوف لهؤلاء الذين يتباكون كالتماسيح على السيادة الوطنية .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: