البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

السّلفيّون، هم منّا و نحن منهم

كاتب المقال منجي باكير - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7926


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


مـــــــــا كانت الحكومة لتركب الخطر و تضع نفسها أمام إبرة الميزان لتتحمّل من بعد و في كلّ الحالات تبعات هي في غنًى عنها وسط الغوغاء التي احترفت التنكيد عليها و الإرباك لكل مجهوداتها في الحكم ، ما كانت الحكومة لتقدم مُكرهة على هذا الفعل لولا الضغوطات الخارجيّة المتواترة و المساومة لكينونتها مقابل الإضطلاع بالتصدّي لكل وجود إسلامي يشكّل الخطر الأكبر على المصالح و التواجد الغربي و الأمريكي في المنطقة ،و ما كانت لتفعل لولا الهجمات المقيتة من إعلام يسوّق لبضاعة التغريب و اجتثاث الشعب من جذور هويّته و دينه ، هذا الإعلام الذي إنخرط في معظمه في أجندا ممنهجة يتقاسم فيها أدعياء الإعلام و الوطنيّة أدوارا تتكامل و تتّحد لتلتقي آجلا أم عاجلا على هدف واحد و هو تمييع الدّين الإسلامي و إقصاءه من الحياة السّياسيّة فضلا عن الحياة الإجتماعيّة ،و هكذا كان شأنهم مع حركة النهضة قائدة الترويكا و التي أجبروها تِباعا على التنازل وراء التنازل عن ثوابتها المرجعيّة و عن وعودها لشعب و ناخبين أشّر معظمهم على خانة ترشّحها لسبب حفظ الدين و ردّ اعتباره بعد سنوات الجمر و العلمانيّة المقيتة ،،،

أضف إلى هذا حساسيّة العلاقة القائمة بين السّلفييّن و حركة النهضة التي تتباين عندها كثير من الأفكار و الخطوط العريضة في فهم تطبيق شريعة الإسلام و تنزيل تعاليمه على الواقع و كيفيّة الأخذ بالمعالجات الشّرعيّة ،لهذا فأنّ محاولة السّلفيّين لإقامة مؤتمرهم الثالث بالقيروان بدون طلب ترخيص من الدّاخلية كان الذّريعة التي اعتمدتها الحكومة لتبرير المنع و المواجهة بأقصى ما تملك من جاهزيّة سخّرتها حصريّا لتنفيذ وعيدها في مواجهة الحدث برغم أنّنا لم نر مثل هذه المواقف الحكوميّة من قبل مع كثير من الأحداث و الأحزاب و الشخوص الذين تناقلت الأخبار عنهم تعطيل المصلحة العامّة و ازدراء المصلحة العليا للوطن و رمزياتها و انتهاك للقوانين الضّابطة و التهديد جهرا بما يزيد من توتير الأوضاع السّياسيّة و الإجتماعية و الإقتصادية و يشكّل خطرا على النّظام العامّ ...

السّلفويّون –التونسيّون- في وضعهم العامّ هم أصيلون و لم يأتوننا من خارج هذه الأرض الطيّبة و التي تحمّلت طيلة تاريخها الكثير من المفارقات الفكريّة و المذهبيّة و حتى الحضاريّة ، هؤلاء السّلفيون قد يحملون ما لا يروق للبعض منّا أو يأتون أفعالا لا يتقبّلها هذا البعض ، لكن ليس هذا هو المشكل الذي تُبطنه الحملات الشعواء عليهم و التهم التي تُلصق بهم جُزافا و أثبت الواقع غالبا براءتهم منها ، بل أصل كلّ هذا العداء هو عداء خفيّ للإسلام و كره لتعاليمه و شِرعته و هذه العداوة لا يمكن المجاهرة بها أمام الشعب المسلم و لا يمكن تمريرها في هذه البلاد العريقة الدّيانة و الهويّة ، و لا سبيل إلى تنفيذ أجنداتهم التي تبشّر بالحداثة و العلمانية إلاّ جعل السلفيين كبش الفداء خصوصا إذا كانت القوى الدّولية تصبّ في ذات الإتّجاه ...
غير أنّه من المفيد جدّا القول بأنّ التيّار السّلفي كغيره من التيّارات مازال يعيش شيئا من تشوّش الأفكار و تضارب بعض الأدبيّات و تعدّد المرجعيّات المحلّية وغوغائيّة التنظّم ممّا جعل من السّهل إختراقهم و بلبلة صفوفهم كما أنّ شيوخهم في بعض الأحيان قد لا يقدّرون جيّدا الأمور قدر حقّها ، أيضا هم لا يتقنون متاهات اللّعبة السياسيّة التي تعتمد المراوغة و التسويف و ديبلوماسيّة التصاريح و ازدواجيّة المواقف باعتبار أنّ عملهم ينطلق من عين الفكرة فيتمسّكون بالوضوح و الصراحة و تحمّل النتائج مهما كانت ضدّهم ...

ختاما نقول أن التيار السلفي هو واقع لا يمكن بأيّة حال إنكاره أو إقصاءه أو حتّى محاصرته ، أتباعه هم تونسيّون يشاركوننا الوطن و يقاسموننا العيش عليه و لهم فيه ما لنا ، هم يمثّلون كتلة من الشعب – أحبّ من أحبّ و كره من كره – و من الملاحظ أنّ أتباعهم يزيدون عند كل ّ مواجهة لهم أو حصارهم ، غالب ما يحملونه من فكر هو دعوي و خدماتي يشتركون فيه مع كل تيّار أو حزب يسعى لبناء هذا الوطن و ما تبقّى ممّا يحملون من الأجدى أن تُرفع عنهم الشيطنة المسلّطة عليهم و الإمساك عن إلصاق التّهم بهم مجاراة للجهات المعادية محلّيا و خارجيا و فتح الحوارات الفكريّة العلميّة و الدينيّة و تيسير أنشطتهم العلنية بمراعاة و متابعة حكوميّة تشملهم و تشمل غيرهم من التيّارات و الأحزاب بنفس المستوى ..
و لهــــذا فإنّه من العبث أن تستمرّ طرق المحاصرة و الإقصاء و المنع لتيّار يحوي في مكوّناته أبناءنا و إخوتنا و أهلنا الذين هم منّا و نحن منهم فالنتائج تتّجه دوما نحو الكوارث التي تعشّش و يستعصي إستئصالها و ما جرى و يجري في البلدان التي مرّت بمثل هكذا تجارب إلاّ دليل واضح ،،،


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، احداث الشعانبي، السلفيون،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 20-05-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد أحمد عزوز، محمد يحي، صالح النعامي ، علي عبد العال، د.محمد فتحي عبد العال، د. صلاح عودة الله ، رافد العزاوي، علي الكاش، المولدي اليوسفي، د - محمد بن موسى الشريف ، عزيز العرباوي، إيمى الأشقر، إسراء أبو رمان، محمود طرشوبي، محمود سلطان، سلوى المغربي، نادية سعد، سامح لطف الله، د. خالد الطراولي ، عبد العزيز كحيل، د- جابر قميحة، يزيد بن الحسين، أ.د. مصطفى رجب، فهمي شراب، طلال قسومي، أشرف إبراهيم حجاج، كريم السليتي، عبد الغني مزوز، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - محمد بنيعيش، عبد الله الفقير، محمد علي العقربي، فتحي العابد، فوزي مسعود ، د - المنجي الكعبي، صلاح الحريري، سلام الشماع، محرر "بوابتي"، د. كاظم عبد الحسين عباس ، وائل بنجدو، عواطف منصور، د- محمد رحال، عراق المطيري، ضحى عبد الرحمن، أحمد بن عبد المحسن العساف ، مراد قميزة، د- هاني ابوالفتوح، صفاء العربي، د- محمود علي عريقات، حاتم الصولي، د. مصطفى يوسف اللداوي، أنس الشابي، مصطفى منيغ، بيلسان قيصر، د - الضاوي خوالدية، ماهر عدنان قنديل، العادل السمعلي، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد الياسين، عمر غازي، د. طارق عبد الحليم، سفيان عبد الكافي، يحيي البوليني، صباح الموسوي ، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. عادل محمد عايش الأسطل، سامر أبو رمان ، سعود السبعاني، حسن عثمان، عمار غيلوفي، حميدة الطيلوش، سليمان أحمد أبو ستة، رمضان حينوني، رشيد السيد أحمد، محمد عمر غرس الله، فتحـي قاره بيبـان، طارق خفاجي، تونسي، صلاح المختار، حسن الطرابلسي، محمد الطرابلسي، أحمد ملحم، د - شاكر الحوكي ، د. أحمد محمد سليمان، مجدى داود، الهيثم زعفان، رافع القارصي، رضا الدبّابي، كريم فارق، سيد السباعي، د. أحمد بشير، عبد الله زيدان، د - صالح المازقي، مصطفي زهران، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. عبد الآله المالكي، الناصر الرقيق، المولدي الفرجاني، د - مصطفى فهمي، إياد محمود حسين ، ياسين أحمد، خبَّاب بن مروان الحمد، عبد الرزاق قيراط ، منجي باكير، صفاء العراقي، أحمد النعيمي، محمد العيادي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمود فاروق سيد شعبان، خالد الجاف ، د - عادل رضا، أحمد الحباسي، الهادي المثلوثي، محمد شمام ، فتحي الزغل، أحمد بوادي، جاسم الرصيف، أبو سمية،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء