البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

برسيبوليس و تنورة مكسي

كاتب المقال الناصر الرقيق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7843


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


إلى كل دعاة الحرية في تونس الذين إستماتوا في الدفاع عن قناة نسمة و مالكها بعد عرضها لفليم برسيبوليس الذي أساء للذات الإلاهية ضد من قالوا أنهم خطرا على حرية التعبير و هي الغالبية العظمى من الشعب التونسي التي هبت للتنديد و رفض الإساءة لمقدساتها خصوصا و أن الفيلم أساء لأقدس و أجل ما يحمله التونسيون في داخلهم و هو الله تعالى علوا كبيرا عن التشبيه و التمثيل و للتذكير فإن الفيلم المشار إليه هو فيلم إيراني أي أنه ليس من إنتاج تونسي و لا يمت لتونس بصلة و هذا معطى مهم سنعود إليه لاحقا .

أقول هذا لأذكر هؤلاء المتحدثين بإسم حرية التعبير أن هذا الرفض للمساس بالمقدسات و خصوصا الأديان ليس له علاقة بالحد من الحريات و هو من المسلمات في جميع المجتمعات و لدى كل الشعوب و هذا الكلام له ما يدعمه مثل الذي حدث مؤخرا في لبنان أين تم عرض فيلم بعنوان " تنورة مكسي " للمخرج جو بوعيد الذي رأى فيه المسيحيون إساءة لهم و لديانتهم فهبت جل القنوات و الصحف اللبنانية لمهاجمة الفيلم مما تسبب في تراجع نسب مشاهدته إلى حد مقاطعته و فتح ملف حرية التعبير مجددا في لبنان الذي يعتبر الدولة العربية الاولى من حيث المساحة الممنوحة للتعبير إلا أن النخب اللبنانية المسيحية و أيضا المسلمة نددت بما حصل و أكدت أن هذا الفليم لا يندرج ضمن حرية التعبير بل لا يدخل إلا في إطار التطاول و التعدي على المقدسات و لذلك فهو مرفوض شكلا و مضمونا لأنه يسيء لشريحة من الشعب و مقدساتها و للإشارة فإن فيلم "تونرة مكسي" لم يتناول الذات الإلاهية أو المسيح عليه السلام بل كل ما في الأمر أنه تعرض للممارسات الغير أخلاقية التي يقوم بها بعض القساوسة و الأساقفة في الكنائس .

فهل تتفضل نخبنا التي ساندت إبن أبيه الحنون المسكين المظلوم في تلك المحنة التي عاشها لإجابتنا عن موقفها من هذا الجدل الدائر في لبنان؟ و هل ستقوم بالتنديد بالنخب اللبنانية التي ظهرت منغلقة و رجعية في الدفاع عن مقدسات شعبها في حين أن جهابذة الفكر و الفن و الإبداع في بلدنا لا فعل لها إلا معادات ما هو مقدس بالنسبة للشعب و هي لا تنتج أفكارا بل همها الوحيد تبني أفكار لا علاقة لها لا من قريب و لا من بعيد بهوية هذا الشعب و مقدساته التي يعتقد بقدسيتها و يرفض المساس بها تحت أي العناوين كانت حتى ما قامت من أجله الثورة و هو حرية التعبير التي لا يمكن أن تكون جسرا يعتمده الرويبضة لإخراج ما بداخلهم من عفن نتن يصيبنا جميعا بالقرف عند سماعه أم مشاهدته.
لنعد إلى فيلم برسيبوليس الذي هو فليم إيراني صرف تم عرضه في تونس أي أنه ليس إنتاجا و لا إبداعا تونسيا فشخصيا تمنيت أنه لو كان كذلك حتى يكون لجدلنا قيمة فأن يقوم تونسي بإنتاج شيء ما و لو كان مما لا نحبذه فالأكيد أن النقاش حوله سيكون أكثر قيمة و جدوى أما أن يحكم علينا بالبقاء في دائرة الإستهلاك حتى في الرذائل فهذا ما يثير السخرية و الإشمئزاز فصاحب الفيلم الإيراني أكيد أنه إسمتتع بما حصل في تونس من جدل بسسب إنتاجه الذي من المؤكد أنه لم يحظى به في أي مكان أخر و هذا من غريب الأشياء.

قد يكون من يسمون أنفسهم نخبا في بلدي ليس لهم ما يقدموه لعامة الناس لذلك يلجأ معظمهم للتطاول على ما هو مقدس فأسهل طريقة لتصبح مفكرا و صاحب نظريات في تونس أن تقوم بالتشكيك فيما يعتقد الغالبية العظمى بصحته و قدسيته لكن إذا تأملنا قليلا و بحثنا عما أنتجه هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم من علياء القوم سنكتشف الإجابة سريعا لا شيء و حتى في صورة ما إذا تم إنتاج شيء ما فإنه إما يبقى نكرة لا يلتفت إليه أحد و إما يتم شراءه من قبل الدولة عن طريق الدعم أما أن يفرض هذا الإنتاج الإبداعي و الفني نفسه على الذائقة الفنية للناس فصعب جدا حصول هذا لأنه ببساطة أبعد ما يكون عنه و لا يعبر عنه و لا يشبهه في شيء و ليحاول كل منكم أن يتذكر فليم تونسي ناجح و نال و لو جائزة صغيرة أو أغنية نجحت في شد الجمهور أو كتاب تونسي طبع و سجل نسبا عالية من المبيعات أو ديوان شعر تعلقت به قلوب الناس...حاولوا ثم حاولو ثم حاولوا و من وجد الإجابة فليجبني.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، وسائل الإعلام،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 21-05-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمود فاروق سيد شعبان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سيد السباعي، ضحى عبد الرحمن، د- محمد رحال، أحمد النعيمي، عبد الرزاق قيراط ، محمد يحي، الهادي المثلوثي، وائل بنجدو، صفاء العراقي، فهمي شراب، إياد محمود حسين ، فتحي الزغل، الناصر الرقيق، خبَّاب بن مروان الحمد، د - محمد بنيعيش، أحمد الحباسي، رافد العزاوي، د - مصطفى فهمي، د. مصطفى يوسف اللداوي، أحمد بوادي، رحاب اسعد بيوض التميمي، طارق خفاجي، المولدي الفرجاني، منجي باكير، ماهر عدنان قنديل، عبد العزيز كحيل، د. طارق عبد الحليم، سفيان عبد الكافي، أ.د. مصطفى رجب، عمر غازي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، فوزي مسعود ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - المنجي الكعبي، علي عبد العال، عراق المطيري، د. خالد الطراولي ، سامح لطف الله، العادل السمعلي، مصطفي زهران، فتحي العابد، جاسم الرصيف، سلام الشماع، سامر أبو رمان ، نادية سعد، طلال قسومي، عبد الله زيدان، رضا الدبّابي، محمد الياسين، بيلسان قيصر، د. عبد الآله المالكي، صباح الموسوي ، سليمان أحمد أبو ستة، المولدي اليوسفي، ياسين أحمد، صلاح الحريري، حاتم الصولي، تونسي، د. صلاح عودة الله ، فتحـي قاره بيبـان، د- جابر قميحة، عبد الله الفقير، محمد علي العقربي، د. عادل محمد عايش الأسطل، محرر "بوابتي"، د - شاكر الحوكي ، محمد أحمد عزوز، حسن الطرابلسي، د - صالح المازقي، يحيي البوليني، سعود السبعاني، محمد الطرابلسي، د- محمود علي عريقات، الهيثم زعفان، مصطفى منيغ، إيمى الأشقر، عمار غيلوفي، صفاء العربي، د- هاني ابوالفتوح، كريم السليتي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، صلاح المختار، إسراء أبو رمان، علي الكاش، مراد قميزة، رمضان حينوني، أنس الشابي، محمد شمام ، حسن عثمان، محمد العيادي، كريم فارق، د.محمد فتحي عبد العال، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد عمر غرس الله، محمد اسعد بيوض التميمي، مجدى داود، أحمد ملحم، رشيد السيد أحمد، د - محمد بن موسى الشريف ، رافع القارصي، د. أحمد محمد سليمان، خالد الجاف ، أشرف إبراهيم حجاج، د. أحمد بشير، د - عادل رضا، محمود طرشوبي، د - الضاوي خوالدية، أحمد بن عبد المحسن العساف ، صالح النعامي ، عبد الغني مزوز، عزيز العرباوي، حميدة الطيلوش، سلوى المغربي، أبو سمية، عواطف منصور، يزيد بن الحسين، محمود سلطان،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء