البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

الخطاب الإعلامي و التّيار المهيمن عليه

كاتب المقال فتحي الزغل - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7592 groupfaz@yahoo.fr


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


في هذا الجزء من الرّأي، سأتناول كما أعلنت في مقدّمته، الخطاب الإعلامي السّائد بيننا هذه الأيام، و الهيمنة الواضحة للتّيار المعارض لأولئك الذين توّلوا الحُكم بعد الانتخابات الأخيرة.

فالمحاورة موضوع الرّأي، لم تشذّ عن قاعدة عامّة طبعت إعلامنا أو لِأقل جلّ إعلامنا لأكون مُنصفا، و هي الانتقاد الذي يعتبر بعيدا كل البعد عن النقد، فأن أنقُدَ مشروعا في الاصطلاح، فهو الفعل الذي أُبرز فيه مساوئه كما محاسنه، أمّا أن أنتقده فهو أن أركِّز على المساوئ و أتجاهل المحاسن، و هذا خطأ اصطلاحي مشهور كثيرا بين أوساط مثقّفينا، إذ يتكلمون دائما على أنّهم لا يجدون في صدورهم حرج من الانتقاد، و إنما الصحيح أنّنا نرحّب بالنقد و نرفض الانتقاد غريزة.

فأنت لا تكاد تتصفّح جريدة ورقيّة أو إلكترونيّة إلّا و ينتابك شعور بأنّ البلد على شفا جرف هارٍ سينهار بنا في النار، من فرط جهلٍ أو تقصيرٍ أو سفاهةٍ من أولئك الذين يحكمون... فالعناوين تُركّب تركيبا فاحشا على شاكلة "معزات و لو طارت "... و ضيوف هذه الوسائل الإعلامية المكتوبة يتكرّرون فيها و على صفحاتها بسماجة، درجة أنّنا أصبحنا نعرف ما سيقولون و ما سيكتب عنهم، بمجرّد رؤية صورهم التي تكون عادة كبيرة إذا لم تكن في الصفحة الأولى من الصحيفة.

أمّا إذا تابعت شاشاتنا و بعض إذاعاتنا، فأنت تدرك أننا خسرنا أموالا كبيرة دون طائلٍ، في تدريس صحفيين أربع سنوات على الأقل في كلياتنا، من جيوبنا... إذ يُخيّل إليّ في بعض القنوات و الأحيان، أنّي أمام عصابة رأي بزعيم على شاكلة جنود... يبدأ فيها الزعيم بادئ الأمر بالتصويب بمقدمة تحيل المشاهد إلى فشل الحكومة... لينقضّ ضيوفه أو مساعدوه نهشا في الفريسة دون اعتبار لمعايير المهنة، التي اعتبرها من أشرف المهن و أسماها، فلا هم أكلوا الفريسة لقوّة لحمها و عظمها في الشارع إذ تُمثل الحكومة أكثر من رأي ثلثي الشعب، و لا هم أنصفوا مهنتهم منهم.

و لذلك – و لهذه الحالة المزرية - فأنا أراقب النشاط اليومي لحكومتنا في عديد المناسبات في وسائل إعلام أجنبية، لا تونسية و هذا يفرط في قلبي الحزنَ، لأننا لم نقم بثورة، لنتتبّع عبر الأقمار الصناعية أخبار من انتخبنا... فهل يعقل أن يكون حظ روبورتاج عن اجتماع أراده أهلُه أن يوازي المجلس التأسيسي الشرعي، قرابة الخمس دقائق في نشرة الأخبار الرئيسة، و يكون بالمقابل حظ إسقاط الحكومة الألمانية ديونا مثقلة على بلدنا منذ ستّة و عشرين سنة، حظ الثّمالة من الأكل؟... فكان على شكل خبر لم يتجاوز الجملتين في سياق أخبار أخرى، عوض أن يكون لهذا الخبر تحليل... و تفسير للمواطن عن حجم تلك الديون... و أقسامها... و عن سر موافقة الألمان على إسقاطها... و عن الجهة و الإدارة التي عملت لتحقيق هذا الإنجاز... و عن المشاريع المزمع إنجازها بتلك الأموال ...

لكن تلك هي حالة إعلامنا المتحزّب ضمن تيّار بعينه ... التيّار الذي لم ينجح بأغلبية في الانتخابات الأخيرة، و الذي يُعتبر أصلا متشرذما بالنظر إلى أنّه يُمثّل بدوره تيّارات و رؤى مصطدمة بطبيعتها، إلّا أن وحدتهم كانت نتيجة انتقادهم لمنافس واحد يسمّوه هذه الأيّام بالترويكا.

لكن سؤالي لإعلاميينا الحرفيين هل نزلت الترويكا من المرّيخ؟ أو صعدت بتصويت؟ و إذا كان الجواب بالصّعود فهلّا أشفقتم على شعب اختار قائده؟
و إلى اللقاء إن شاء الله في المحور الثالث.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، وسائل الإعلام،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 28-01-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
إياد محمود حسين ، مجدى داود، حسن الطرابلسي، د. خالد الطراولي ، كريم السليتي، د - محمد بن موسى الشريف ، الهيثم زعفان، يزيد بن الحسين، د. ضرغام عبد الله الدباغ، فهمي شراب، مصطفي زهران، صباح الموسوي ، أشرف إبراهيم حجاج، محمود طرشوبي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سليمان أحمد أبو ستة، طلال قسومي، أحمد بوادي، د- جابر قميحة، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - صالح المازقي، سلوى المغربي، أحمد ملحم، سفيان عبد الكافي، إيمى الأشقر، منجي باكير، رحاب اسعد بيوض التميمي، عراق المطيري، صفاء العربي، سامح لطف الله، د - شاكر الحوكي ، سلام الشماع، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد عمر غرس الله، ضحى عبد الرحمن، محمود فاروق سيد شعبان، صلاح الحريري، رافع القارصي، عمار غيلوفي، إسراء أبو رمان، فتحـي قاره بيبـان، د - عادل رضا، أحمد الحباسي، رمضان حينوني، محمد اسعد بيوض التميمي، المولدي الفرجاني، عبد الرزاق قيراط ، محرر "بوابتي"، عبد الله زيدان، أنس الشابي، تونسي، مصطفى منيغ، علي عبد العال، عبد الله الفقير، محمود سلطان، محمد الطرابلسي، د. طارق عبد الحليم، صفاء العراقي، ياسين أحمد، د- محمود علي عريقات، د. كاظم عبد الحسين عباس ، ماهر عدنان قنديل، محمد العيادي، حسن عثمان، محمد الياسين، د - مصطفى فهمي، فوزي مسعود ، سيد السباعي، أ.د. مصطفى رجب، حميدة الطيلوش، د.محمد فتحي عبد العال، جاسم الرصيف، د. أحمد بشير، محمد أحمد عزوز، العادل السمعلي، محمد يحي، الهادي المثلوثي، د. عبد الآله المالكي، فتحي العابد، سعود السبعاني، يحيي البوليني، صالح النعامي ، مراد قميزة، خبَّاب بن مروان الحمد، حسني إبراهيم عبد العظيم، رضا الدبّابي، د- هاني ابوالفتوح، نادية سعد، د - محمد بنيعيش، أبو سمية، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عبد الغني مزوز، سامر أبو رمان ، د - الضاوي خوالدية، رشيد السيد أحمد، أحمد النعيمي، علي الكاش، د. أحمد محمد سليمان، عواطف منصور، وائل بنجدو، عزيز العرباوي، فتحي الزغل، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عمر غازي، د - المنجي الكعبي، د. صلاح عودة الله ، كريم فارق، خالد الجاف ، محمد شمام ، حاتم الصولي، صلاح المختار، رافد العزاوي، الناصر الرقيق، د- محمد رحال،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء