البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

الخطاب الإعلامي و التّيار المهيمن عليه

كاتب المقال فتحي الزغل - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7579 groupfaz@yahoo.fr


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


في هذا الجزء من الرّأي، سأتناول كما أعلنت في مقدّمته، الخطاب الإعلامي السّائد بيننا هذه الأيام، و الهيمنة الواضحة للتّيار المعارض لأولئك الذين توّلوا الحُكم بعد الانتخابات الأخيرة.

فالمحاورة موضوع الرّأي، لم تشذّ عن قاعدة عامّة طبعت إعلامنا أو لِأقل جلّ إعلامنا لأكون مُنصفا، و هي الانتقاد الذي يعتبر بعيدا كل البعد عن النقد، فأن أنقُدَ مشروعا في الاصطلاح، فهو الفعل الذي أُبرز فيه مساوئه كما محاسنه، أمّا أن أنتقده فهو أن أركِّز على المساوئ و أتجاهل المحاسن، و هذا خطأ اصطلاحي مشهور كثيرا بين أوساط مثقّفينا، إذ يتكلمون دائما على أنّهم لا يجدون في صدورهم حرج من الانتقاد، و إنما الصحيح أنّنا نرحّب بالنقد و نرفض الانتقاد غريزة.

فأنت لا تكاد تتصفّح جريدة ورقيّة أو إلكترونيّة إلّا و ينتابك شعور بأنّ البلد على شفا جرف هارٍ سينهار بنا في النار، من فرط جهلٍ أو تقصيرٍ أو سفاهةٍ من أولئك الذين يحكمون... فالعناوين تُركّب تركيبا فاحشا على شاكلة "معزات و لو طارت "... و ضيوف هذه الوسائل الإعلامية المكتوبة يتكرّرون فيها و على صفحاتها بسماجة، درجة أنّنا أصبحنا نعرف ما سيقولون و ما سيكتب عنهم، بمجرّد رؤية صورهم التي تكون عادة كبيرة إذا لم تكن في الصفحة الأولى من الصحيفة.

أمّا إذا تابعت شاشاتنا و بعض إذاعاتنا، فأنت تدرك أننا خسرنا أموالا كبيرة دون طائلٍ، في تدريس صحفيين أربع سنوات على الأقل في كلياتنا، من جيوبنا... إذ يُخيّل إليّ في بعض القنوات و الأحيان، أنّي أمام عصابة رأي بزعيم على شاكلة جنود... يبدأ فيها الزعيم بادئ الأمر بالتصويب بمقدمة تحيل المشاهد إلى فشل الحكومة... لينقضّ ضيوفه أو مساعدوه نهشا في الفريسة دون اعتبار لمعايير المهنة، التي اعتبرها من أشرف المهن و أسماها، فلا هم أكلوا الفريسة لقوّة لحمها و عظمها في الشارع إذ تُمثل الحكومة أكثر من رأي ثلثي الشعب، و لا هم أنصفوا مهنتهم منهم.

و لذلك – و لهذه الحالة المزرية - فأنا أراقب النشاط اليومي لحكومتنا في عديد المناسبات في وسائل إعلام أجنبية، لا تونسية و هذا يفرط في قلبي الحزنَ، لأننا لم نقم بثورة، لنتتبّع عبر الأقمار الصناعية أخبار من انتخبنا... فهل يعقل أن يكون حظ روبورتاج عن اجتماع أراده أهلُه أن يوازي المجلس التأسيسي الشرعي، قرابة الخمس دقائق في نشرة الأخبار الرئيسة، و يكون بالمقابل حظ إسقاط الحكومة الألمانية ديونا مثقلة على بلدنا منذ ستّة و عشرين سنة، حظ الثّمالة من الأكل؟... فكان على شكل خبر لم يتجاوز الجملتين في سياق أخبار أخرى، عوض أن يكون لهذا الخبر تحليل... و تفسير للمواطن عن حجم تلك الديون... و أقسامها... و عن سر موافقة الألمان على إسقاطها... و عن الجهة و الإدارة التي عملت لتحقيق هذا الإنجاز... و عن المشاريع المزمع إنجازها بتلك الأموال ...

لكن تلك هي حالة إعلامنا المتحزّب ضمن تيّار بعينه ... التيّار الذي لم ينجح بأغلبية في الانتخابات الأخيرة، و الذي يُعتبر أصلا متشرذما بالنظر إلى أنّه يُمثّل بدوره تيّارات و رؤى مصطدمة بطبيعتها، إلّا أن وحدتهم كانت نتيجة انتقادهم لمنافس واحد يسمّوه هذه الأيّام بالترويكا.

لكن سؤالي لإعلاميينا الحرفيين هل نزلت الترويكا من المرّيخ؟ أو صعدت بتصويت؟ و إذا كان الجواب بالصّعود فهلّا أشفقتم على شعب اختار قائده؟
و إلى اللقاء إن شاء الله في المحور الثالث.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، وسائل الإعلام،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 28-01-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عزيز العرباوي، د. عبد الآله المالكي، محمود طرشوبي، علي الكاش، د - المنجي الكعبي، د- محمود علي عريقات، أنس الشابي، رحاب اسعد بيوض التميمي، عواطف منصور، أ.د. مصطفى رجب، تونسي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، كريم السليتي، محرر "بوابتي"، رافع القارصي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د.محمد فتحي عبد العال، أحمد بوادي، صلاح المختار، أحمد ملحم، محمود فاروق سيد شعبان، رمضان حينوني، رافد العزاوي، د - صالح المازقي، محمد أحمد عزوز، فتحي الزغل، سيد السباعي، خالد الجاف ، مجدى داود، العادل السمعلي، إياد محمود حسين ، سامح لطف الله، جاسم الرصيف، محمود سلطان، حسن الطرابلسي، ياسين أحمد، إسراء أبو رمان، د. خالد الطراولي ، محمد العيادي، صالح النعامي ، عبد الله الفقير، د. أحمد بشير، صفاء العراقي، محمد عمر غرس الله، صلاح الحريري، د - عادل رضا، عبد الرزاق قيراط ، المولدي الفرجاني، د- جابر قميحة، منجي باكير، الهيثم زعفان، حسن عثمان، د - شاكر الحوكي ، مراد قميزة، ماهر عدنان قنديل، عراق المطيري، سلوى المغربي، سامر أبو رمان ، عبد الله زيدان، د- محمد رحال، د - محمد بنيعيش، حميدة الطيلوش، فوزي مسعود ، خبَّاب بن مروان الحمد، سلام الشماع، ضحى عبد الرحمن، صباح الموسوي ، الناصر الرقيق، سعود السبعاني، يحيي البوليني، عبد الغني مزوز، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - مصطفى فهمي، د. صلاح عودة الله ، يزيد بن الحسين، الهادي المثلوثي، سفيان عبد الكافي، وائل بنجدو، رضا الدبّابي، صفاء العربي، أبو سمية، فهمي شراب، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أحمد الحباسي، علي عبد العال، عمر غازي، أشرف إبراهيم حجاج، أحمد النعيمي، نادية سعد، رشيد السيد أحمد، مصطفي زهران، د - الضاوي خوالدية، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، فتحـي قاره بيبـان، د - محمد بن موسى الشريف ، د. طارق عبد الحليم، محمد الياسين، مصطفى منيغ، محمد شمام ، د- هاني ابوالفتوح، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد يحي، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد اسعد بيوض التميمي، إيمى الأشقر، عمار غيلوفي، محمد الطرابلسي، طلال قسومي، كريم فارق، سليمان أحمد أبو ستة، حاتم الصولي، فتحي العابد، د. أحمد محمد سليمان،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء