جماعة "الصفر فاصل" يتشبثون بدور أحمق القرية المدلّل
فوزي مسعود - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 13434
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
مثلت تونس حالة شاذة بين البلدان الإسلامية بما شهدته من عمليات اقتلاع من هويتها وإلحاق قصري بالغرب وفرنسا تحديدا وذلك طيلة أزيد من نصف قرن، وتولى كبر تلك العمليات الأليمة سيئ الذكر الحبيب بورقيبة، الذي عمل على إنتاج أدوات تسويق مخططه بالتعاون مع فرنسا، فكان أن وقع تفريخ أشخاص تونسيين وقع إغراقهم منذ تنشئتهم في إطار ذهني يعلي من شأن فرنسا وثقافتها ويتخذها قدوة، بالتزامن مع محاربته لمجل مكونات الهوية العربية الإسلامية.
وبمرور الوقت آلت دفة التوجيه والقيادة الفكرية و الثقافية والإعلامية بتونس لهؤلاء الرموز المنبتة، فأصبحت طبيعة محاربة الهوية بتونس متغيرة، من حيث ان القائمين بها أضحوا حين تبشيرهم بالنموذج الغربي ومحاربتهم للهوية العربية الإسلامية، إنما يفعلون ذلك دفاعا عن ذواتهم هم ونمط حياتهم أساسا، حيث يعيش جل هؤلاء فعلا النموذج الغربي في حياتهم من زي وأكل وسلوكيات، عكس ماكان يفعله دعاة التبعية الأوائل الذين كانوا ينادون بالنموذج الغربي من دون ان يكونوا متماهين معه بالضرورة.
هذه المقدمة ضرورية لفهم ما تأتيه بتونس شراذم منبتة، من مواقف تبدو غريبة حد الطرافة، فهؤلاء الذين يولعون بإطلاق الألقاب على أنفسهم من مثل أنهم حداثيون وتقدميون، يمتلكون قدرا من التعالي عن الواقع والتحليق في الخيال جعلهم يعتقدون أنهم رسل الحداثة وحقوق المرأة من دون كل الناس، وأنهم بتلك الصفة يحق لهم الوصاية على التونسيين وتلقينهم الدروس، هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم مقررين لمفاهيم حقوق الإنسان وحقوق المرأة أوتوا قدرا من التكلس الذهني النادر بحيث أنهم لم ينتبهوا لحالهم ليعيدوا النظر في حقيقة أمرهم ووزنهم الهزيل بالواقع وغرابة مايؤتونه، فرغم أن الانتخابات التي جرت بتونس أبانت عن حقيقتهم من أنهم شراذم تكاد تكون منبوذة، فإن هؤلاء لازالوا مغيبين عن الواقع، بل وإنهم ليتجرؤون على التونسيين فيصرون على إعطائهم الدروس قصرا، بل إنهم ليسرفون في تلك الوصاية حد الحماقة.
جماعة "الصفر فاصل"
هؤلاء الذين تراوحت نتائجهم في الانتخابات بين صفر مقعد ومقعد يتيم أي بما نسبته صفر فاصل من مجموع النتائج البالغ عددها 217 مقعدا، تقمصوا دور الغربان وأدمنوا مهنة النعيق مشككين في النتائج التي أزاحتهم ومثلت البصقة التي تطلق بجدارة في وجه كل منبوذ.
هؤلاء الذين حينما جمّعوا أنفسهم من 'فنانين' ومسرحيين وجمعيات مجتمع مدني ونساء ناشطات، ثم خططوا ثم تجمعوا في جبهة "القطب الحداثي" ثم خططوا لم يجاوزا خمس مقاعد، كموقف احتقار وازدراء من طرف التونسيين لهم، فيما يشبه الركلة التي يجود بها الناس على مؤخرات المنحرفين المنبوذين بكل مجتمع، هؤلاء أوتوا قدرا من الصلف والحقد جعلهم لايعترفون بقيمة اختيارات الناس وحريتهم في ذلك، فكان ان وصفوهم بالغباء والجهل أن لم ينتخبوهم.
ويمضي إسفاف هؤلاء حدودا تجاوز الجد، بحيث لايمكن التناول لما يؤتونه إلا في باب الهزل، ولذلك فقد شبهت مواقف هؤلاء بمواقف الأحمق الذي يتغاضى أطفال القرية عن أفعاله، وهم إنما يفعلون ذلك ويدللونه لأنهم يسعدون بتنطعه الغريب ومواقفه الطريفة المسلية.
وإذا كان أطفال القرية وجدوا متسعا للمرح مع أحمقهم، فإني لست متأكدا أن التونسيين يمكن أن يجدوا مع جماعة "الصفر فاصل" مايدعو للفرح أو التسلية، خاصة أن هؤلاء عكس أحمق القرية، يصرون على بعثرة كل الامور والتهجم على كل شيء، بما في ذلك هوية البلاد.
حماقات غير مقبولة
فهؤلاء يدعون لسن قانون يدافع عن الزانيات العاهرات ممن ينجبن خارج الزواج، بل وإنهم ليقيمون الدنيا أن أبدت مترشحة لحركة النهضة موقفا يتضمن رفضها للدفاع عمن تتخذ الزنا طريقا للإنجاب، بمعنى أن هؤلاء أخذتهم العزة بالإثم حدا جاوز التفاخر بالزنا وإنما وصل الحال الدفاع عنه وسن القوانين، ولذلك فإني قلت أن مواقف هؤلاء دخلت طور الهزل والحماقة.
وهؤلاء يرون أن لهم الحق في وضع "فيتو" حول من سيتولى منصب وزير الثقافة، فهم يقولون أن هذا المنصب لا يجب أن يتولاه إلا شخص علماني، وعلى أية حال يمكن تفهم مثل هذا الصلف الذي صدر ممن ماعرفهم التونسيون الا منتجين لأفلام الفساد والتعري، هؤلاء الذين حولوا وزارة الثقافة سابقا لأداة لتمويل أفلام تحارب هوية البلاد، نعم يمكن تفهم صلفهم لأنهم ماوجدوا من يقف في وجههم ويطالب بمحاكمتهم كمجرمين في حق هوية البلاد، وإنما وجدوا مواقف رخوة لازالت تعتبرهم فنانين، ولذلك علينا ان نتجرع نتائج مواقفنا المتخاذلة مع أهل الباطل.
وهؤلاء أقاموا الدنيا ولعلهم لم يقعدوها بعد، إذ طالب البعض بالفصل بين الجنسين في بعض الأماكن زاعمين أن ذلك تعد على حقوق المرأة، ولئن كان هؤلاء لم يكلفوا أنفسهم تبيان أي حق للمرأة يمكن هضمه حينما تصان عن مساوئ الاختلاط، فإنه جدير طرح التساؤل حول حقيقة الحساسية التي تتملك الحداثيين المزعومين إزاء كل مايمت للعفة والاحتشام بصلة، فهؤلاء انفعلوا اشد الانفعال حينما انتظم الناس تلقائيا ببعض المراكز إبان فترة الانتخابات في صفوف منفصلة بين الجنسين، وهؤلاء ماعرفناهم مدافعين إلا عن الزنا والزانيات والشذوذ والشاذات، يعقدون في ذلك المؤتمرات وينظمون المسيرات وينتجون الأفلام، إنها مواقف مستعصية عن فهم عامة التونسيين إلا أن تكون حداثيا من جماعة "الصفر فاصل"، ولذلك قلت أن مواقفهم جاوزت الجد ودخلت طور الهزل والحمق أحيانا.
وهؤلاء انتفضوا حينما قال حمادي الجبالي أمين عام حركة النهضة في سياق كلمة أمام منتسبي حركته دعاهم فيها إلى التواضع بعد النصر والانكسار إلى الله، انتفض هؤلاء حينما قال الجبالي في مامعناه "اننا ننطلق في خلافة راشدة سادسة"، كما كتب بعض هؤلاء مقالا في جريدة "المغرب" ليوم 15/11/2011، يعتبر فيه أن قول الجبالي فيما معناه " إنما حصل هو مدد رباني ودورة ربانية"، يمثل أمرا غير مقبول لأنه حشر للدين في السياسة بزعمه.
هنا أيضا لا املك إلا أن اعلق بان لهؤلاء المنبتين أبناء فرنسا أن ينفشوا ريشهم، ويتأففوا من حمد الله على النصر واعتبار ذلك أمرا غير مقبول، لان ما يقع متأت أساسا من ان التونسيين لم يحاسبوا هؤلاء القطعان الذين طالما مثلوا أداة بن علي ومن قبله بورقيبة في استعباد الناس، وترك التونسيون لهؤلاء المجال مفتوحا بعد الثورة بل وعاملوهم باحترام، وهاهم الآن لازالوا يتبوؤون المناصب التي تمكنوا منها زمن تحالفهم مع بن علي ليسخروا من التونسيين وعقيدتهم.
لو عامل التونسيون هؤلاء بما يستحقونه من أنهم مجرمون وأحالوهم للمحاكم، ونظروا إليهم على أنهم أهل باطل طالما نشروا الفاحشة بين التونسيين من خلال أفلامهم ومسرحياتهم وكتاباتهم وبرامج التعليم التي وضعوها، لو وقع ذلك ما كان يحصل ما يحصل الآن أصلا، ولأننا لم نفعل ذلك ولا أقل منه، فعلينا أن نتعود على قذف هؤلاء المنبوذين القاذورات في وجوهنا.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
6-12-2011 / 11:33:14 فوزي
لعل نوارا هذا من جماعة الصفر من دون فاصل
أخشى أن يكون وائل نوار هذا ممن ينطبق عليه وصف أنه من جماعة الصفر من دون فاصل، لأن مثل هذا الكلام الذي يقوله فضفاض بشكل كبير، حيث ينطلق من قياس فاسد وبالتالي فإن نتيجته لن تكون الا فاسدة، إذاخذ ظاهر وصف جماعة بصفر واستنتج بعدها ان كل مااتصف بتلك الصفة فان باقي نتائجها هي نتائج باقي الحالات وهذا كلام لايصح، إذ لايكفي وجود الوصف بالصفر وانما يجب الاخذ بعين الاعتبار مطلق الصفة وموضوع الصفة ومصداقية الصفة وزمان إطلاق الصفة، واذا نحن نظرنا بهذا الاعتبار سنجد ان اطلاق صفة 'الصفر فاصل' لامعنى لها في عهد حاكم متسلط لان الصفة لامصداقية لها كما ان المعارضين كانوا كثرا وليس صفرا، واذا مانظرنا الان بعد الثورة فان اطلاق الصفة اي 'صفر فاصل' لايوجد مانع الخوف من نقضه وبالتالي فانه يبقى لتاكيد مصداقيته النظر عدديا للمطلق عليه والقائم باطلاق الصفة، وهذا امر يمكن النظر اليه من زوايا مختلفة يحددها مطلق الحكم، ولكن مالايصح قوله منطقيا هو الاستنتاج الفاسد كما فعل نوار
6-12-2011 / 11:13:42 جلال
الصفر فاصل في عهد بنعلي
أنقل لك ما قاله وائل نوار
Wael Naouar
كمواطن تونسي، قضيت عمري موصوفا بالأقلية: وقت بن علي قالو علينا أقلية والتجمع عندو ملاين منخرطين، قالو بن علي 99 واحنا أقلية، في الجامعة قالولنا فما 400 ألف طالب والاتحاد أقلية، في أول أيام الثورة قالولنا أقلية ضالة وسنعاملكم بكل حزم، في 13 جانفي قالولنا أقلية والأغلبية صفقت لخطاب أنا فهمتكم، في القصبة 1 قالو علينا أقلية، في القصبة 2 كيف كيف وطلعولنا بالأغلبية الصامتة، وتوا في باردو مازالت نفس اللغة أقلية و صفر فاصل,,,الخ... سجل عندك مالا وبعد شهر تو ترجع لبروفيلي وتفهمها... انا من الأقلية التي عارضت بن علي ومن الأقلية التي ناضلت في الجامعة ومن الأقلية اللي بن علي فهمنا واحنا ما فهمناهوش ومن الأقلية متاع القصبة1 و2 ومن أقلية اعتصام باردو.....
6-12-2011 / 11:33:14 فوزي