البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

غزة المنكوبة بالحرب والمعذبة بالهدنة

كاتب المقال د. مصطفى يوسف اللداوي - بيروت    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3871 moustafa.leddawi@gmail.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لم يكد سكان قطاع غزة يتنفسون الصعداء بانتهاء العدوان الإسرائيلي عليهم، الذي شن عليهم أسوأ وأشد حربٍ عرفها الفلسطينيون من قبل، استخدم فيها أخطر وأقوى آلات القتل والتدمير التي تملكها أحدث الجيوش العالمية، التي تقتل بوحشية، وتدمر بغباء، وتسحق بعمى، وتبيد بجهلٍ، ولا تفرق بين الأهداف، ولا تميز بين المقاتلين والمدنيين، ورغم أن الفلسطينيين أعلنوا بصمودهم وثباتهم انتصارهم في هذه المعركة، إذ أنهم أفشلوا العدوان، وأحبطوا مخططاته، وأجبروه على إنهاء القتال، ووقف كل العمليات الحربية ضدهم.

إلا أن واقع حالهم بعد الحرب كان أشد وأنكى، وأسوأ وأخطر، وأكثر وجعاً وإيلاماً، وأعمق جرحاً وأكثر نزفاً، لكن أحداً لم يأبه بهم، ولم يهتم لشأنهم، ولم يسمع لشكواهم، ولم يرفع الصوت انتصاراً لهم، وتأييداً لحقهم، فقد هدأت أصوات المعارك الحربية، وغاب هدير الدبابات، ودوي القنابل، وعادت الطائرات الحربية أدراجها إلى مطاراتها، وسكنت المدافع في مرابضها، تاركين الفلسطينيين في غزة يلعقون جراحهم، ويشكون حالهم، ويعانون من عدوهم وجارهم، ويألمون من صديقهم واخوانهم.

يعيش سكان قطاع غزة حالةَ كربٍ قاسية، ومحنةٍ حقيقيةٍ، إذ على الرغم من التوصل إلى وقفٍ لإطلاق النار، إلا أن شيئاً من الواقع لم يتغير، كما أن شيئاً من الوعود الدولية لم يتحقق، وما زالت الوعود التي تم التوافق عليها مجمدة، ولم تأخذ طريقها إلى التنفيذ.

الحرب قد تسببت في دمارٍ واسع، شمل مناطق بأكملها، وأدت إلى إزالة أحياء كاملة، ودمرت كلياً وجزئياً آلاف البيوت والمساكن، الأمر الذي أدى إلى نزوح السكان، ولجوئهم إلى المدارس والمساجد وأماكن الإيواء العامة، رغم أن عشرات المدارس والمساجد قد دمرت أيضاً، وقد استهدف بعضها أثناء وجود اللاجئين فيها، مما زاد في تعقيد المشكلة، وفاقم من سوء الأوضاع.

الحقيقة التي يجب أن يدركها المجتمع الدولي أن سكان قطاع غزة يعيشون هذه الأيام حالاً سيئة جداً، ويعانون من أكثر من جانب، وهي معاناةٌ أكبر بكثير مما كانت عليه قبل الحرب، فقد ضاعفت عملية تدمير آلاف المساكن والبيوت، وعدم وجود أماكن إيواء كافية ومناسبة، من معاناة السكان، في ظل دخول فصل الشتاء، وبداية انخفاض درجات الحرارة وسقوط الأمطار، علماً أن قطاع غزة يعاني أساساً من عجزٍ في البنية التحتية، خاصةً فيما يتعلق بالخدمات العامة ومجاري الصرف الصحية، الأمر الذي قد يتسبب في حدوث سيول كبيرة، وتجمع كمياتٍ كبيرة من مياه الأمطار في الشوارع العامة، التي تدخل أحياناً إلى البيوت والمساكن، خاصة أن أغلب بيوت قطاع غزة أرضية، وليست مهيأة لمواجهة الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة.

وزاد من حجم المعاناة قيام الحكومة المصرية بعد انتهاء العدوان بإغلاق معبر رفح الحدودي بالكامل، حيث منعت انتقال المسافرين من وإلى القطاع، ولم تستثن أحداً، حيث شمل قرار منع السفر المرضى والمصابين، والطلاب والموظفين وحاملي الإقامة والعرب والأجانب، ومن لديهم دعوات للمشاركة في أنشطة عامة، ومؤتمراتٍ دولية وغيرهم.

كما أقدمت الحكومة المصرية على بناء منطقة عازلة بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية، بطول 14 كلم، وعرض أولي 500 متر، ونهائي ثلاثة كيلو مترات (3000 متر)، حيث تنوي شق نفقٍ مائي بعمق 500 متر على طول الحدود الفاصلة بين القطاع ومصر.

وقد قامت خلال عملية بناء الجدار العزل بهدم مئات البيوت التي تعود لعائلاتٍ مصرية من أصلٍ فلسطيني من سكان مدينة رفح، وأجبرتهم على الانتقال إلى أماكن جديدة، وإن كان أغلبهم قد فضل الانتقال إلى مناطق أقربائهم، بعيداً عن مشاريع الحكومة التي يرون أنها مذلة وغير مناسبة، وأنها تفتقر إلى أبسط وسائل الراحة والسلامة، علماً أن عملية التدمير قد شملت إلى جانب البيوت والمنازل، المزارع والمعامل والمساجد والمؤسسات العامة وغيرها من المباني التي تحول دون حركة وانتقال الجيش المصري في منطقة رفح، حيث يبدو أن الحكومة المصرية بصدد إنشاء منطقة أمنية كاملة، تكون خالية من أي وجود مدني فيها.

تبرر الحكومة المصرية هذا الإجراء بأنه بقصد حماية حدودها من أي عمليات تهريب وانتقال من الجانب الفلسطيني، ولمنع أي محاولاتٍ للهروب من مصر إلى قطاع غزة، خاصة إثر اتساع دائرة العنف في صحراء سيناء، وصدور تقارير أمنية عديدة تشير إلى احتمال قدوم المنفذين عبر الأنفاق إلى رفح، أو هروبهم منها إلى قطاع غزة.

يقول مراقبون إسرائيليون أن الأوضاع الأمنيّة على حدود قطاع غزة أصبحت قابلة للتصعيد بشكل كبير، وذلك على ضوء الإجراءات المصرية الحديدة وإغلاق معبر رفح، بالإضافة لإغلاق "إسرائيل" لمعابرها التجارية، الأمر الذي من شأنه أن يحشر حركة حماس وقوى المقاومة الفلسطينية مرةً ثانيةً في الزاوية، ما قد يؤدي إلى تصعيد الأوضاع بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال.

ويرون أن من شأن هذه الاجراءات القاسية أن تزيد الخشية الإسرائيلية من زج قطاع غزة للحرب ثانيةً، مما قد يدفع إلى اشتعال الوضع مرة أخرى بين "إسرائيل" وحركة حماس، معتبرين أنّ الذي يمسك بفتيل الحرب هذه المرة هما الجيش الصهيوني والنظام المصري الحاكم، وعلى الجميع التنبه لخطورة الوضع القائم في غزة.

غزةٌ منكوبةٌ بالحرب، ومعذبةٌ بالهدنة، ومحاصرةٌ من العدو، ومطوقةٌ من الصديق، ومحرومةٌ من قيادتها، ومعاقبةٌ من محيطها، وهي منزوعةٌ من عمقها، وقصيةٌ عن أهلها، تصرخ بعالي صوتها، وتنادي بكل أملها، تستنهض الضمائر الحية والقلوب الرحيمة، لينقذوا غزة وأهلها، من حربٍ ضروس، ومن جوعٍ قاتل، وتخليصها من قتلٍ سريعٍ وموتٍ بطيءٍ، ومن معاناةٍ قصيرة وألمٍ ووجعٍ دائم، والوقوف إلى جانبها ضد عدوٍ لئيمٍ ومحيطٍ خائفٍ ولا يرحم.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

غزة، العدوان على غزة، إسرائيل، حماس، الهدنة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 14-11-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  يومٌ في الناقورة على تخوم الوطن
  فرنسا تضيق الخناق على الكيان الصهيوني
  ليبرمان يعرج في مشيته ويتعثر في سياسته
  يهودا غيليك في الأقصى والكنيست من جديد
  عيد ميلاد هدار جولدن وأعياد الميلاد الفلسطينية
  ليبرمان يقيد المقيد ويكبل المكبل
  سبعون عاماً مدعاةٌ لليأس أم أملٌ بالنصر
  ويلٌ لأمةٍ تقتلُ أطفالها وتفرط في مستقبل أجيالها
  سلاح الأنفاق سيفٌ بتارٌ بحدين قاتلين
  دلائل إدانة الأطفال ومبررات محاكمتهم
  طبول حربٍ إسرائيلية جديدة أم رسائلٌ خاصة وتلميحاتٌ ذكية
  سياسة الأجهزة الأمنية الفلسطينية حكيمةٌ أم عميلةٌ
  العلم الإسرئيلي يرتفع ونجمة داوود تحلق
  نصرةً للجبهة الشعبية في وجه سلطانٍ جائر
  طوبى لآل مهند الحلبي في الدنيا والآخرة
  تفانين إسرائيلية مجنونة لوأد الانتفاضة
  عبد الفتاح الشريف الشهيد الشاهد
  عرب يهاجرون ويهودٌ يفدون
  إيلي كوهين قبرٌ خالي وقلبٌ باكي ورفاتٌ مفقودٌ
  إرهاب بروكسل والمقاومة الفلسطينية
  المساخر اليهودية معاناة فلسطينية
  الدوابشة من جديد
  المهام السرية لوحدة الكوماندوز الإسرائيلية
  المنطقة "أ" إعادة انتشار أم فرض انسحاب
  إعلان الحرب على "فلسطين اليوم" و"الأقصى"
  عظم الله أجر الأمريكيين وغمق لفقيدهم
  الثلاثاء الأبيض وثلاثية القدس ويافا وتل أبيب
  الهِبةُ الإيرانية والحاجةُ الفلسطينية
  هل انتهت الانتفاضة الفلسطينية ؟
  سبعة أيامٍ فلسطينيةٍ في تونس

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عبد الغني مزوز، أحمد بوادي، رافد العزاوي، منجي باكير، المولدي الفرجاني، خبَّاب بن مروان الحمد، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. عادل محمد عايش الأسطل، أحمد بن عبد المحسن العساف ، رشيد السيد أحمد، فهمي شراب، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمود طرشوبي، سعود السبعاني، د - عادل رضا، الهادي المثلوثي، أ.د. مصطفى رجب، د - محمد بن موسى الشريف ، خالد الجاف ، فوزي مسعود ، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد أحمد عزوز، تونسي، د. طارق عبد الحليم، عمر غازي، صباح الموسوي ، عواطف منصور، فتحي العابد، د - شاكر الحوكي ، عبد الرزاق قيراط ، يزيد بن الحسين، يحيي البوليني، محمد الطرابلسي، طلال قسومي، إسراء أبو رمان، صالح النعامي ، أنس الشابي، علي عبد العال، د. صلاح عودة الله ، محمد عمر غرس الله، د. أحمد محمد سليمان، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د- هاني ابوالفتوح، رافع القارصي، حسني إبراهيم عبد العظيم، علي الكاش، إيمى الأشقر، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محرر "بوابتي"، صفاء العراقي، فتحـي قاره بيبـان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سامح لطف الله، سفيان عبد الكافي، حاتم الصولي، إياد محمود حسين ، محمد شمام ، عزيز العرباوي، كريم فارق، نادية سعد، الناصر الرقيق، أحمد ملحم، د. عبد الآله المالكي، صلاح الحريري، د - مصطفى فهمي، د. مصطفى يوسف اللداوي، سلام الشماع، د.محمد فتحي عبد العال، محمد الياسين، حسن الطرابلسي، عراق المطيري، د. أحمد بشير، أشرف إبراهيم حجاج، محمد العيادي، د - صالح المازقي، محمود سلطان، د - محمد بنيعيش، مصطفى منيغ، كريم السليتي، العادل السمعلي، عمار غيلوفي، فتحي الزغل، مصطفي زهران، رضا الدبّابي، حميدة الطيلوش، رمضان حينوني، د - الضاوي خوالدية، صلاح المختار، د. خالد الطراولي ، سليمان أحمد أبو ستة، سلوى المغربي، أحمد الحباسي، وائل بنجدو، د- جابر قميحة، سيد السباعي، حسن عثمان، صفاء العربي، ضحى عبد الرحمن، سامر أبو رمان ، مراد قميزة، د- محمد رحال، مجدى داود، جاسم الرصيف، الهيثم زعفان، ماهر عدنان قنديل، د - المنجي الكعبي، محمود فاروق سيد شعبان، أبو سمية، عبد الله الفقير، عبد الله زيدان، أحمد النعيمي، محمد يحي، د- محمود علي عريقات، ياسين أحمد،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة