البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

غزة تحت النار: ضحايا الإسعاف والدفاع المدني

كاتب المقال د. مصطفى يوسف اللداوي - بيروت    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3676


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لم تسلم سياراتُ الإسعاف والدفاع المدني من القصف الصهيوني المتعمد، فقد عمد جيش العدو في هذه الحرب العدوانية وما سبقها، إلى قصف العاملين في مجال الإسعاف من الأطباء والممرضين ومساعديهم، وكافة الطواقم العاملة فيها، وكذلك استهدف رجال الدفاع المدني فقتل بعضهم، ودمر سياراتهم ومعداتهم، ومنعهم من أداء واجبهم، وإتمام المهمات التي انطلقوا من أجلها.

لا يتردد العدو الصهيوني في قصف سيارات الإسعاف وهو يعلم أنها تقل مرضى ومصابين، وتحمل فيها أطفالاً أو امرأةً حامل، وغيرهم ممن هم في حالة الخطر الشديد، ويلزمهم تدخل جراحي ورعاية طبية عاجلة، يقصفها بينما يضع العاملون فيها على ثيابهم ما يدل على عملهم، وتحمل سياراتُها الشارات الخاصة بها، وهي شاراتٌ دوليةٌ، موحدةٌ ومتفق عليها، تعرفها كل جيوش العالم، كما يعرفها عامة الناس، كي يخلوا الطريق لها، ويسهلوا عملها، ولا يعترضوا طريقها، ولا يعرقلوا مهمتها، ولكن العدو الصهيوني يتجاهل حقيقتها، وينكر دورها، ويتنكب إلى كل المعاهدات الدولية، والإعلانات العالمية والإنسانية، التي تنص على احترام الطواقم الإنسانية، العاملة في مؤسسات الإسعاف والدفاع المدني والهلال والصليب الأحمر وغيرهم.

كثيرون هم الشهداء الذين سقطوا نتيجة الغارات الصهيونية أثناء تأديتهم للواجب، أو خلال طريقهم إلى الأماكن التي تعرضت للقصف، وسقط فيها شهداء وجرحى، فبعضهم ارتقى شهيداً وهو يحمل جثمان شهيد، أو بينما كان يحاول إسعاف مصاب، أو سحبه من بين الركام، وغيرهم استهدف في السيارة مع جرحاه الذين يقلهم، أو الشهداء الذين ينقلهم إلى المستشفى، وبعضهم رجع بأجساد وأشلاء رفاقه.

أما رجال الدفاع المدني فإن الكثير منهم قد أصابتهم صواريخ العدو بينما كانوا يحملون خراطيم المياه، محاولين إطفاء الحرائق التي أشعلتها القذائف الإسرائيلية، وتسببت في حرق البيوت ومن فيها، وقتل الأطفال والشيوخ والعجائز حرقاً أو خنقاً، فإذا بالعدو يدخلهم بقذائفه المحرقة، ويحكم عليهم بالموت كأبناء شعبهم، مشكلاً خرقاً فاضحاً للأنظمة والقوانين والأعراف الدولية، وغير مبالٍ بردود الفعل المتوقعة.

رغم أن الأطباء والممرضين والمسعفين، ورجال الدفاع المدني، يعرفون أن عملهم خطرٌ، وأن المهمة الملقاة على عاتقهم قد تودي بحياتهم، وقد تصيبهم بنفس الداء الذي جاؤوا من أجله، فهم أثناء قيامهم بواجبهم يعرضون حياتهم للخطر، ويدخلون إلى مناطق الاشتباك، وميادين القتال، وينزلون إلى الأقبية المحترقة، والبيوت الملتهبة، ويتوقعون في كل لحظةٍ غارةً صهيونية تستهدفهم، أو قذيفةً تصيبهم، تقتلهم ومن معهم، إلا أنهم لا يتأخرون عن الواجب، ولا يجبنون عن تلبية النداء، ولا يقصرون في مساعدة ونصرة كل ملهوفٍ ومحتاج.

يتعرضون للقصف الإسرائيلي، ويعرضون حياتهم للخطر، ولكنهم يلبون النداء، رغم أن إمكانياتهم بسيطة، وتجهيزاتهم محدودة، وسياراتهم معدودة، ولا يوجد عندهم ما يكفي سكان قطاع غزة، الذين يتعرضون للنار جميعاً، ويستهدفهم القصف في كل مكان، ما يعني أن جهوزيتهم يجب أن تكون حاضرة لتغطية أي منطقة في قطاع غزة، إلا أن واقع حالهم البئيس، وقدراتهم المتواضعة، والتسهيلات القليلة، والحرية المقيدة، والقصف المتعمد، وإطلاق النار العشوائي عليهم، وحجز سياراتهم على الحواجز، وتأخيرها أو منعها، يحول دون قيامهم بالواجب المطلوب منهم على الوجه الأكمل والأفضل.

يدعي العدو الصهيوني كذباً أن الفلسطينيين يستخدمون سيارات الإسعاف والدفاع المدني في نقل السلاح والذخيرة ومعدات القتال المختلفة، وأن رجال المقاومة يستغلون التسهيلات المعطاة لهذه السيارات للوصول إلى مناطق ممنوعة، أو نقل مطلوبين أو مصابين وجرحى مقاومين من أرض المعركة إلى المستشفيات ومراكز العلاج والرعاية، ويتهمون المقاومة بأنها تملك سيارات إسعاف ودفاع مدني، وتستخدمها لأغراضها الخاصة، ولكن الحوادث تثبت دوماً كذب وافتراء العدو الصهيوني، حيث أن أغلب الشهداء الذين سقطوا من الإسعاف وهيئات الدفاع المدني، قد استهدفوا في مواقع القصف، وبينما هم في عملهم، أو أثناء نقلهم للجرحى والشهداء، ولم يسجل أن أياً منها كان يقل سلاحاً أو مقاومين.

إنه العدو الصهيوني الذي يستهدف كل فلسطيني، ويعادي كل عربي، ويرى الخطر كامناً في كل الفلسطينيين، أياً كانت انتماءاتهم أو وظائفهم ومهامهم، فلا نستغرب أفعالهم، ولا نتعجب من تصرفاتهم، إن عدوٌ غادرٌ فاجرٌ، خبيثٌ ماكرٌ مخادع، لا يحترم قانوناً، ولا يعترف باتفاق، ولا يراعي هدنة، ولا يلتزم بشارةٍ أو علامة.

الأحد 15:25 الموافق 20/7/2014 (اليوم الرابع عشر على العدوان)


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الهجوم على غزة، قصف غزة، حماس، العدوان الإسرائيلي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 20-07-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  يومٌ في الناقورة على تخوم الوطن
  فرنسا تضيق الخناق على الكيان الصهيوني
  ليبرمان يعرج في مشيته ويتعثر في سياسته
  يهودا غيليك في الأقصى والكنيست من جديد
  عيد ميلاد هدار جولدن وأعياد الميلاد الفلسطينية
  ليبرمان يقيد المقيد ويكبل المكبل
  سبعون عاماً مدعاةٌ لليأس أم أملٌ بالنصر
  ويلٌ لأمةٍ تقتلُ أطفالها وتفرط في مستقبل أجيالها
  سلاح الأنفاق سيفٌ بتارٌ بحدين قاتلين
  دلائل إدانة الأطفال ومبررات محاكمتهم
  طبول حربٍ إسرائيلية جديدة أم رسائلٌ خاصة وتلميحاتٌ ذكية
  سياسة الأجهزة الأمنية الفلسطينية حكيمةٌ أم عميلةٌ
  العلم الإسرئيلي يرتفع ونجمة داوود تحلق
  نصرةً للجبهة الشعبية في وجه سلطانٍ جائر
  طوبى لآل مهند الحلبي في الدنيا والآخرة
  تفانين إسرائيلية مجنونة لوأد الانتفاضة
  عبد الفتاح الشريف الشهيد الشاهد
  عرب يهاجرون ويهودٌ يفدون
  إيلي كوهين قبرٌ خالي وقلبٌ باكي ورفاتٌ مفقودٌ
  إرهاب بروكسل والمقاومة الفلسطينية
  المساخر اليهودية معاناة فلسطينية
  الدوابشة من جديد
  المهام السرية لوحدة الكوماندوز الإسرائيلية
  المنطقة "أ" إعادة انتشار أم فرض انسحاب
  إعلان الحرب على "فلسطين اليوم" و"الأقصى"
  عظم الله أجر الأمريكيين وغمق لفقيدهم
  الثلاثاء الأبيض وثلاثية القدس ويافا وتل أبيب
  الهِبةُ الإيرانية والحاجةُ الفلسطينية
  هل انتهت الانتفاضة الفلسطينية ؟
  سبعة أيامٍ فلسطينيةٍ في تونس

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د. طارق عبد الحليم، عبد الغني مزوز، د. صلاح عودة الله ، د - شاكر الحوكي ، سعود السبعاني، الهادي المثلوثي، فوزي مسعود ، طلال قسومي، أنس الشابي، خبَّاب بن مروان الحمد، د. عبد الآله المالكي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. عادل محمد عايش الأسطل، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أحمد النعيمي، خالد الجاف ، رافد العزاوي، عزيز العرباوي، محمد أحمد عزوز، د- هاني ابوالفتوح، عبد الله الفقير، الناصر الرقيق، د. خالد الطراولي ، محمد الطرابلسي، د - محمد بنيعيش، المولدي الفرجاني، إسراء أبو رمان، محمد اسعد بيوض التميمي، مصطفي زهران، سامح لطف الله، عمر غازي، أحمد بوادي، مصطفى منيغ، عبد الله زيدان، أشرف إبراهيم حجاج، محمد شمام ، د.محمد فتحي عبد العال، د - صالح المازقي، أحمد الحباسي، نادية سعد، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سليمان أحمد أبو ستة، د- جابر قميحة، إياد محمود حسين ، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد عمر غرس الله، محمود طرشوبي، أ.د. مصطفى رجب، عواطف منصور، سيد السباعي، حسني إبراهيم عبد العظيم، العادل السمعلي، كريم السليتي، سامر أبو رمان ، محمد يحي، رافع القارصي، علي عبد العال، فهمي شراب، عبد الرزاق قيراط ، صفاء العربي، إيمى الأشقر، صلاح الحريري، د - مصطفى فهمي، صلاح المختار، د. أحمد بشير، ياسين أحمد، حميدة الطيلوش، د. ضرغام عبد الله الدباغ، حسن الطرابلسي، فتحي الزغل، د. أحمد محمد سليمان، سلوى المغربي، فتحي العابد، صفاء العراقي، د- محمد رحال، د- محمود علي عريقات، مراد قميزة، محمد العيادي، د - المنجي الكعبي، د - الضاوي خوالدية، جاسم الرصيف، عمار غيلوفي، حاتم الصولي، محمود فاروق سيد شعبان، الهيثم زعفان، منجي باكير، محرر "بوابتي"، د - محمد بن موسى الشريف ، صالح النعامي ، رحاب اسعد بيوض التميمي، وائل بنجدو، رمضان حينوني، علي الكاش، حسن عثمان، أبو سمية، أحمد ملحم، كريم فارق، صباح الموسوي ، مجدى داود، محمد الياسين، تونسي، ضحى عبد الرحمن، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سلام الشماع، سفيان عبد الكافي، فتحـي قاره بيبـان، يحيي البوليني، د - عادل رضا، رضا الدبّابي، يزيد بن الحسين، ماهر عدنان قنديل، رشيد السيد أحمد، عراق المطيري، محمود سلطان،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة