البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

مرحى بالطائرات الحربية المصرية في سماء غزة

كاتب المقال د. مصطفى يوسف اللداوي - بيروت    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4124 moustafa.leddawi@gmail.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


للمرة الأولى منذ ما قبل العام 1967 تحلق طائراتٌ حربية عربية فوق سماء قطاع غزة، طالما كان يتمنى الفلسطينيون تحليقها في سماء فلسطين كلها، إذ أن تحليقها يعني القوة والتفوق والانتصار، ويعني الجرأة والتحدي وعدم الخوف، فهي لن تحلق في سماء فلسطين إلا إذا كانت منتصرة، وصاحبة السيادة، ومالكة القرار، فلا عدوان يخيفها، ولا مضاداتٍ تمنعها، ولا أجهزة إنذارٍ مبكرٍ تكتشفها، فالأرض والسماء لها، والشجر والحجر والبشر لها، ولا مكان لعدوها في سمائنا، ولا سلطة له ولا قرار على أرضنا.

الفلسطينيون عموماً وفي قطاع غزة تحديداً لا يستغنون عن صوت الطائرات الإسرائيلية، سواء كانت طوافاتٍ وحواماتٍ، أو زنانةً أو أباتشي صائدة المقاومين، فقد اعتادوا على الطائرات الحربية الإسرائيلية، تخترق أجواءهم، وتمزق صمتهم، وتقتل رجالهم، وتستهدف مصالحهم، وتدمر بيوتهم ومعاملهم، حتى باتت هذه الطائرات التي لا تغيب عن سماء الوطن، جزءاً من حياة الناس اليومية، فيكاد الأطفال يميزون أصوات الطائرات وأنواعها، ويعرفون بتحليقها من خلال أصواتها المميزة، قبل أن يروها بأعينهم وهي تحلق فوق رؤوسهم في سماء الوطن، فما اعتاد الفلسطينيون الخوف منها، أو الفرار من أمامها، أو الاضطراب لقدومها، فقد باتت حاضرةً لا تغيب، وطائرةً لا تهبط، وقاصفةً لا تهدأ.

لكن الحال مع الطائرات الحربية المصرية التي حلقت في سماء قطاع غزة مختلف، فهي طائراتٌ عربيةٌ مصريةٌ عزيزةٌ علينا، تخاف علينا، وتحرص على مصالحنا، وهي على استعدادٍ للدفاع عنا، وصد أي إعتداءٍ من أي جهةٍ ضدنا، فلا تظنوا أن الفلسطينيين فزعوا أو خافوا من الطائرات المصرية التي اجتازت أجواء قطاع غزة، أو أنهم أصيبوا بالقلق والإضطراب، خوفاً من غارة، أو تحسباً من قصف، فهذا طيرانٌ صديق، وتحليقٌ ودود، لا يحمل معه إلا الخير، ولا يجلب إلا المزيد من الأخوة والمحبة.

يخطئ المصريون إذا ظنوا أن سكان قطاع غزة مستاءين أو غاضبين لأن الطائرات الحربية المصرية ظللت سماء قطاع غزة، وحامت في أجوائها، وأن القيادة العسكرية المصرية لم تبلغ الحكومة في قطاع غزة بنيتها التحليق في سمائها، وأنها اكتفت بالتنسيق مع السلطات الإسرائيلية، التي تملك السيادة الجوية، ولديها ما يخيف الطائرات المصرية، ويجبرها على التراجع والنكوص والعودة إلى قواعدها، أو أن القيادة المصرية قامت بإبلاغ السلطة الفلسطينية في رام الله، واعلمتها بخطتها، وأخذت موافقتها على ما ستقوم به من إجراءات، باعتبار أنها السلطة الشرعية، وصاحبة الولاية على قطاع غزة.

الفلسطينيون جميعاً في غزة وفي رام الله وحيث هم يقيمون في الوطن أو الشتات، يرحبون بالإجراءات المصرية، ويؤيدون مساعي مصر لتحصين أمنها، وتأمين سلامة بلادها ومواطنيها، وملاحقة المتآمرين على أمنها، والمتطاولين على سيادتها، ذلك أن أمن مصر هو أمن العرب جميعاً، وهو أمن الفلسطينيين على وجه الخصوص، ولعل أهل غزة يدركون أكثر من غيرهم أن أمن مصر هو جزء من مسؤوليتهم، وهو أمانةٌ ملقاةٌ على عاتقهم، وأنه لا يجوز المساس بأمنها، ولا تعريض سلامة وحياة جنودها للخطر، فجنود مصر جنودنا، وقوة مصر هي لنا، وسلامتها من سلامتنا، وما يصيبها ينعكس بالضرر علينا جميعاً قبلها.

أهل غزة ليسوا خائفين من تحليق الطيران الحربي المصري فوق رؤوسهم، لأنهم واثقين من أنفسهم، وعلى يقينٍ من أحوالهم، أنهم لا يفكرون في الإساءة إلى مصر ولا يقدرون، ولا يخططون لإلحاق الضرر بها ولا يستطيعون، ولا يسمحون لأحدٍ بالتخطيط ضدها، أو التآمر على مصالحها، ولا يقبلون أن يجعلوا من قطاعهم مأوىً للمعارضين، ولا معبراً أو ممراً للعابثين، أو مصدراً لسلاحٍ أو عتادٍ يستخدم ضد المصريين، فهذه ثوابتٌ فلسطينية أكيدة، يعرفها الصغير قبل الكبير، والمواطن قبل الحاكم، فلا شئ يضير مصر يبقى في قطاعنا، أو يدبر في مناطقنا، أو يسكت عنه في حال معرفتنا به أو اطلاعنا عليه.

أملنا نحن الفلسطينيين أن يعود الجيش المصري كله، بثكناته وقواعده وقواته البرية والجوية والبحرية، وطائراته ودباباته ومدرعاته إلى صحراء سيناء، وأن يكون في مدينة رفح على مقربةٍ من أهل غزة، فقوة مصر لنا وهي تخيف عدونا، وأمن مصر سلامةً لنا وهو يغيظ عدونا، واستعادة مصر لكامل سيادتها على أرضها الوطنية في شبه جزيرة سيناء يسعدنا ويرضينا، فإن كانت مصر قوية فإننا أقوياء، لا نخشى عدونا ولا نخافه، ولا نسكت على ظلمه ولا نقبل باعتداءاته، ولعل العدو الإسرائيلي أكثر من يدرك أن أهل غزة يشعرون بالفخر والتيه عندما يرون أعلام مصر ترفرف في سماء سيناء، كما يشعرون بمثله من الفخر والتيه عندما تجوب الطائرات الحربية في سماء قطاع غزة.

الفلسطينيون لا يخشون على أنفسهم من مصر، ولا يخافون على أمنهم منها، فمصر لا تستهدف أمن الفلسطينيين، ولا تطمع من خلال طلعاتها الجوية إلى قنص أو اغتيال قياداتٍ فلسطينية، ولا يهمها أن تجمع المعلومات عن حركات المقاومة، وأنشطة الأذرع العسكرية، ولا تسعى للتضيق على السكان أو إخافتهم، وهي أولى بالطلعات الجوية، وأحق بها في سمائنا من عدونا، الذي لا تطلع طائراته إلا لتقصف، ولا تجوب طوافاته إلا لتقنص وتغتال، ولا تتحرك زناناته إلا لترصد وتجمع المعلومات.

مرحى بمصر وطائراتها، وأهلاً بها وبجيشها، وألفُ سلامةٍ لها ولجنودها، فقد حلت أهلاً، ووطئت سهلاً، ففلسطين كلها لها وطن، وأجواؤها لها سماء، وسكانها كلهم لها أهلٌ وولد، حمى الله مصر من كل سوء، وحفظها من كل مكروه، وجعلها لنا ذخراً وجنداً، تذوذ عنا وتنافح عن كرامتنا، تكون لنا عوناً ومعناً شريكاً وسنداً.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، الثورة المصرية، الثورة المضادة، الإخوان المسلمون، الفلول، حركة تمرد، الفريق السيسي، غزة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 15-07-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  يومٌ في الناقورة على تخوم الوطن
  فرنسا تضيق الخناق على الكيان الصهيوني
  ليبرمان يعرج في مشيته ويتعثر في سياسته
  يهودا غيليك في الأقصى والكنيست من جديد
  عيد ميلاد هدار جولدن وأعياد الميلاد الفلسطينية
  ليبرمان يقيد المقيد ويكبل المكبل
  سبعون عاماً مدعاةٌ لليأس أم أملٌ بالنصر
  ويلٌ لأمةٍ تقتلُ أطفالها وتفرط في مستقبل أجيالها
  سلاح الأنفاق سيفٌ بتارٌ بحدين قاتلين
  دلائل إدانة الأطفال ومبررات محاكمتهم
  طبول حربٍ إسرائيلية جديدة أم رسائلٌ خاصة وتلميحاتٌ ذكية
  سياسة الأجهزة الأمنية الفلسطينية حكيمةٌ أم عميلةٌ
  العلم الإسرئيلي يرتفع ونجمة داوود تحلق
  نصرةً للجبهة الشعبية في وجه سلطانٍ جائر
  طوبى لآل مهند الحلبي في الدنيا والآخرة
  تفانين إسرائيلية مجنونة لوأد الانتفاضة
  عبد الفتاح الشريف الشهيد الشاهد
  عرب يهاجرون ويهودٌ يفدون
  إيلي كوهين قبرٌ خالي وقلبٌ باكي ورفاتٌ مفقودٌ
  إرهاب بروكسل والمقاومة الفلسطينية
  المساخر اليهودية معاناة فلسطينية
  الدوابشة من جديد
  المهام السرية لوحدة الكوماندوز الإسرائيلية
  المنطقة "أ" إعادة انتشار أم فرض انسحاب
  إعلان الحرب على "فلسطين اليوم" و"الأقصى"
  عظم الله أجر الأمريكيين وغمق لفقيدهم
  الثلاثاء الأبيض وثلاثية القدس ويافا وتل أبيب
  الهِبةُ الإيرانية والحاجةُ الفلسطينية
  هل انتهت الانتفاضة الفلسطينية ؟
  سبعة أيامٍ فلسطينيةٍ في تونس

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سلام الشماع، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد عمر غرس الله، طلال قسومي، حسن الطرابلسي، وائل بنجدو، رافع القارصي، د- جابر قميحة، د- هاني ابوالفتوح، عبد الغني مزوز، صفاء العراقي، جاسم الرصيف، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د- محمد رحال، محمد أحمد عزوز، نادية سعد، حسني إبراهيم عبد العظيم، سامر أبو رمان ، كريم السليتي، عزيز العرباوي، تونسي، أ.د. مصطفى رجب، أشرف إبراهيم حجاج، أحمد النعيمي، أحمد ملحم، حميدة الطيلوش، سفيان عبد الكافي، صالح النعامي ، مجدى داود، عمر غازي، سيد السباعي، د- محمود علي عريقات، د - عادل رضا، أحمد الحباسي، سليمان أحمد أبو ستة، عراق المطيري، مراد قميزة، إيمى الأشقر، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد الطرابلسي، د - مصطفى فهمي، د. عبد الآله المالكي، سلوى المغربي، أبو سمية، محمود طرشوبي، رضا الدبّابي، عبد الله الفقير، صباح الموسوي ، د. طارق عبد الحليم، علي الكاش، أنس الشابي، د - شاكر الحوكي ، د. مصطفى يوسف اللداوي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، المولدي الفرجاني، محمد شمام ، خالد الجاف ، ياسين أحمد، د. خالد الطراولي ، إسراء أبو رمان، د. أحمد محمد سليمان، ضحى عبد الرحمن، محمود فاروق سيد شعبان، الهيثم زعفان، فتحي الزغل، محمد يحي، خبَّاب بن مروان الحمد، فتحـي قاره بيبـان، د - محمد بنيعيش، مصطفي زهران، عبد الرزاق قيراط ، د. عادل محمد عايش الأسطل، رشيد السيد أحمد، أحمد بوادي، منجي باكير، عبد الله زيدان، الهادي المثلوثي، ماهر عدنان قنديل، حسن عثمان، د - المنجي الكعبي، فتحي العابد، كريم فارق، الناصر الرقيق، مصطفى منيغ، سعود السبعاني، يزيد بن الحسين، حاتم الصولي، د - الضاوي خوالدية، صفاء العربي، عواطف منصور، علي عبد العال، العادل السمعلي، د. صلاح عودة الله ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمود سلطان، إياد محمود حسين ، يحيي البوليني، د. أحمد بشير، صلاح المختار، د.محمد فتحي عبد العال، رمضان حينوني، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محرر "بوابتي"، صلاح الحريري، فوزي مسعود ، محمد الياسين، محمد العيادي، سامح لطف الله، عمار غيلوفي، محمد اسعد بيوض التميمي، رافد العزاوي، د - صالح المازقي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، فهمي شراب،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة