البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الثورة المضادة

كاتب المقال محمد أحمد عزوز - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4970


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


رغم أن أكثر من 90% من سكان مصر يدينون بالإسلام، ومذهبهم سني، إلا أن الأقليات، وبعض المحسوبين على الإسلام، وهم في حقيقة الأمر لا يعرفون عنه إلا اسمه، ومن القرآن إلا رسمه، يحاربون الإسلام والإسلاميين بصورة غريبة تشمئز منها القلوب، وتقشعر منها الأبدان.

استغل هؤلاء قيادة المجلس العسكري المنحل للثورة المضادة، في زعزعة أمن واستقرار مصر، ومحاربة الإسلاميين علانية، دون حياء، بعدما كانوا يخفون كراهيتهم لهم، لأنهم يعلمون أنهم على خطأ، ويخافون على مصالحهم الشخصية، وليس مصلحة الوطن العظمى.

منذ حصول الإخوان على النصيب الأكبر في مقاعد البرلمان، اشتد حقدهم عليهم، وأصبحوا يحاربون الإسلاميين بشكل علني، ظناً منهم أنهم إذا أمسكوا بزمام الأمور، فسيقضون عليهم، على الرغم من أنهم يعيشون معهم، ويعلمون أنهم مسالمون، ولا يحبون العنف، ولا يسعون إليه، ويريدون الوصول لمبتغاهم بالطرق السلمية، ولو كانوا إرهابيين لما صبروا على نظام مبارك لمدة ثلاثين عاماً اتسمت بالقهر والاستبداد ومحاربة الإسلاميين بكافة الأشكال، رغم قدرتهم على الانقلاب عليه بكل سهولة ويسر، إلا أنهم أبوا ذلك، خوفاً على دماء الشباب، وحفاظاً على الممتلكات.

ليس بخافٍ على أحد أن الإخوان لم يشاركوا في الثورة، إلا بعد أن اشتعل لهيبها في كل أرجاء المحروسة، وامتلأت الشوارع والميادين عن بكرة أبيها بالمواطنين، المطالبين بسقوط النظام، ولولا علمهم بأنه بدأ يتهاوى لما شاركوا فيها، أما السلفيون فرفضوا رفضاً قاطعاً المشاركة فيها، ومن خرج منهم إلى الميادين خرج بشكل فردي معبراً عن نفسه وليس عن الجماعة.

رغم أن قادة المجلس العسكري قاموا بحل البرلمان، لمحاربة الإخوان، وتجريد الدكتور محمد مرسي من مناصريه، ليفسحوا المجال لمرشحهم أحمد شفيق، خوفاً من وصول إسلامي إلى كرسي الرئاسة، إلا أن الرياح جاءت بما لا تشتهيه السفن، وانقلب السحر على الساحر، وكانت النتيجة لصالح مرشح الإخوان، لأن الله تعالى قال في الآية 30 من سورة الأنفال: «وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ‏».

منذ وصول د. مرسي لكرسي الحكم، ويحاول هؤلاء البحث له عن أخطأ، ولم يخرج من مشكلة إلا وأدخلوه في أخرى، ليمنعوه من تنفيذ برنامجه الانتخابي، وقاموا بثورة مضادة يوم 24 من أغسطس الماضي، لقلب نظامه، ولأنهم على باطل، لم تساندهم الجماهير التي أبت الخروج على الشرعية.

عندما لم تفلح ثورتهم، ولم تتضامن معهم الجماهير، التي تنشد الأمن والاستقرار، وليس عندها وقت لإضاعته فيما لا ينفع، بل يضر البلاد والعباد، أبى هؤلاء التسليم للأمر الواقع، وأخذوا يتصيدون الأخطاء لرجال الدين، ليبعثوا برسالة للعالم مفادها، أن الإسلاميين أصحاب مشاكل، ويستقوون بالرئيس، لأنه محسوب على أكبر فصيل إسلامي، رغم أنه برئ من كل من يخطأ في حق الآخرين، لأنه صاحب عقلية فائقة، وليس عنده وقت لتضييعه في المهاترات.
استغل هؤلاء حديث الشيخ هاشم إسلام عن عدم شرعية الخروج على الرئيس الشرعي للبلاد، وقاموا بتحريف بعض النقاط فيه، وإقامة دعوة قضائية ضده بتهمة إحلال دماء المتظاهرين، رغم أنه برئ مما نسب إليه براءة الذئب من دم ابن يعقوب، وساعدهم في ذلك بعض المحسوبين على الأزهر، وفي حقيقة الأمر الأزهر برئ منهم، لأنهم رجال دنيا وليس دين.

رغم أن رجال الدين يعلمون أن هناك من يقف لهم بالمرصاد، ويتصيد لهم الأخطاء، إلا أن بعضهم، وللأسف الشديد، يفتي بدون علم، ويدخل نفسه في متاهات ما أنزل الله بها من سلطان، وليس ببعيد عنا ما قاله الشيخ عبدالله بدر عن إلهام شاهين، حتى إن وسائل الإعلام أصبحت تتداول قضيتها ليل نهار، ومنحها شهرة عالمية ما كانت لتحققها لولا الخطأ الذي وقع فيه دون قصد.

كم كان جميلاً رد فعل الرئيس الدكتور محمد مرسي تجاه شاهين، عندما أمر المتحدث الرسمي باسمه، الدكتور ياسر علي، بالاتصال بها، ليعرب لها عن تقديره لها، ويخبرها بأن الهجوم عليها ما هو إلا رأي فردي، الدولة بريئة منه.
على رجال الدين أن يكونوا فطنين، ولا يفتوا إلا بما يعلموا، من خلال كتاب الله وسنة رسوله، لكي لا يقعوا في المحظور، فمن قال «الله أعلم» فقد أفتى.

محمد أحمد عزوز
كاتب وناشط سياسي مصري


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، الثورة المصرية، الثورة المضادة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 10-09-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  رسالتي إلى السيسي
  للمعارضة معانٍ
  تباً للمتحولين
  التأهيل قبل التطبيق
  محاولات فاشلة
  لا للإرهاب
  الغباء السياسي
  فوضى انتشار السلاح
  الأمن المصري.. يحتاج إلى تقنين أوضاعه
  من «محظورة» إلى «إرهابية»
  عودوا لرشدكم
  إنها إرادة شعب!
  وسقط القناع
  لمُّ الشمل
  إلى القضاة ..
  التطهير الأمثل
  اتحدوا.. لنصرة إخوانكم
  شعارات زائفة
  إلى الساسة وأصحاب القرار
  نحتاج لقائد
  مسلسلات هابطة
  لا للاستغلال
  تقارب مرفوض
  أجندات مفضوحة
  قطار الصعيد.. وماذا بعد؟
  الصحة.. في خطر
  انتهاكات صارخة
  مشاكل.. تحتاج إلى حل
  إلى أصحاب الرسالة السامية
  سياستها ثابتة

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد شمام ، الهيثم زعفان، حاتم الصولي، د. خالد الطراولي ، أحمد ملحم، فهمي شراب، صلاح الحريري، أحمد الحباسي، د - الضاوي خوالدية، تونسي، مجدى داود، د - المنجي الكعبي، سامر أبو رمان ، محمد أحمد عزوز، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أبو سمية، محمود فاروق سيد شعبان، صفاء العراقي، أ.د. مصطفى رجب، د - صالح المازقي، د- محمد رحال، يحيي البوليني، د.محمد فتحي عبد العال، صفاء العربي، المولدي اليوسفي، د - محمد بنيعيش، منجي باكير، رافع القارصي، فتحي العابد، إيمى الأشقر، محمد الطرابلسي، محمد اسعد بيوض التميمي، سعود السبعاني، عواطف منصور، د- هاني ابوالفتوح، سليمان أحمد أبو ستة، ضحى عبد الرحمن، سلوى المغربي، رمضان حينوني، حميدة الطيلوش، عزيز العرباوي، خبَّاب بن مروان الحمد، عراق المطيري، سامح لطف الله، العادل السمعلي، محمد الياسين، رشيد السيد أحمد، عمر غازي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، علي عبد العال، صالح النعامي ، د - مصطفى فهمي، محمد يحي، د. صلاح عودة الله ، عبد الغني مزوز، ماهر عدنان قنديل، أحمد بوادي، الهادي المثلوثي، مراد قميزة، طلال قسومي، نادية سعد، د. طارق عبد الحليم، سيد السباعي، محمود سلطان، أشرف إبراهيم حجاج، كريم فارق، رافد العزاوي، بيلسان قيصر، سفيان عبد الكافي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، مصطفى منيغ، عبد العزيز كحيل، د. عبد الآله المالكي، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمود طرشوبي، د- محمود علي عريقات، محرر "بوابتي"، د. أحمد محمد سليمان، صلاح المختار، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - عادل رضا، عبد الله الفقير، أحمد النعيمي، د - شاكر الحوكي ، طارق خفاجي، حسن الطرابلسي، رضا الدبّابي، المولدي الفرجاني، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمد عمر غرس الله، فتحـي قاره بيبـان، صباح الموسوي ، عبد الرزاق قيراط ، محمد العيادي، د - محمد بن موسى الشريف ، إسراء أبو رمان، الناصر الرقيق، د- جابر قميحة، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. كاظم عبد الحسين عباس ، علي الكاش، فوزي مسعود ، ياسين أحمد، حسن عثمان، جاسم الرصيف، فتحي الزغل، وائل بنجدو، خالد الجاف ، د. مصطفى يوسف اللداوي، مصطفي زهران، أنس الشابي، عبد الله زيدان، د. أحمد بشير، عمار غيلوفي، كريم السليتي، يزيد بن الحسين، محمد علي العقربي، إياد محمود حسين ، سلام الشماع،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة