الدستور بين إسرائيل الكبرى ودويلات مصر الصغرى

صفاء العربي - مصر من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
المشاهدات: 9476

يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط

صناعة الأقلية المدللة والطائفية هي أولي خطوات التقسيم في مصر، لا يخفي علي البعض ظهور النعرات من بعض الأقليات والطوائف التي تدعي أن حقها مهضوم وأنها تعاني ظلما وتجد تهميشا متعمدا من الدولة قد زادت في الآونة الأخيرة وبالأخص العشر سنوات الأخيرة .

سنتناول واحدة من هذه التي تصر على أن تطلق على نفسها الأقلية النوبية والذين تتداول قضيتهم الآن في حق العودة علي ضفاف نهر النيل بإسهاب مريب وكأنهم يعلنون علي الملأ أن هذه الدويلة التي سوف تضمهم وأبناء جلدتهم فقط لا غير ، ومن أجل ذلك ظهرت المدونات وصفحات الفيسبوك ليتم التصعيد الداخلي والخارجي لما أسموه بقضية العودة وإعادة توطين أبناء النوبة إلي أرض الأجداد وارض الميعاد .
فانطلقت الأصوات النوبية البارزة تنادي النوبيين من كل أنحاء العالم بالتوجه إلي الجنوب للعودة والتوطين علي ضفاف النيل.

وأود أن أتوقف قليلاً عند مسمي (حق العودة وإعادة التوطين) وهو نفس المصطلح الذي كانت تستخدمه اليهود للهجرة إلي ارض فلسطين ، واعتبروا أن التوطين وحق العودة هو من ابرز حقوقهم والتي أرجعوها لعوامل الاضطهاد التي واجهتها اليهود علي مر العصور، وهو نفس الأسلوب التي يستخدمه النوبيون الآن وبنفس الاستراتيجية ، وبما أن كل الطرق تؤدي إلي روما ،فالغرض من عودة اليهود إلي ارض فلسطين نتج عنه أن قسمت فلسطين وصارت مسمار جحا للعالم الغربي في قلب العالم الإسلامي ، وكذلك الحال مع النوبيين مع اختلاف الأماكن والحجج والأساليب لتتناسب والموقف ولكن الغرض في النهاية واحد وهو تقسيم مصر إلي دويلات صغيرة متباعدة الأطراف ومن بينهم دولة النوبة.

ودعنا نتطرق بعض الشئ إلي مخططات التقسيم في مصر وقد نالت منها بعض الشعوب الإسلامية والعربية أمثال (لبنان والعراق والسودان ) والمخططات المستقبلية تهدف إلي تقسيم دول أخرى مثل ليبيا والجزائر ومصر، والسودان إلي ثلاثة أقاليم أخري.
من مخططات التقسيم الشهيرة هما:

1- اتفاقية سايكس بيكو عام 1916
2- مخطط برنار لويس لتقسيم الوطن العربي 1993

ويحوي المخطط في جنباته تقسيم مصر إلى أربع دويلات ؛ واحدة تحت السيادة القبطية وأخرى تحت السيادة الإسلامية ، وثالثة للنوبة ، ثم دولة تحت السيادة الفلسطينية في سيناء بعد ضمها إلى غزة، وحتى يتحقق حلم إسرائيل "من الفرات إلي النيل".
وبما أن الواقع أصدق أنباءً من الكتب فنجد في الآونة الأخيرة تتحقق بعض من مفردات التقسيم الغابر للجنوب من خلال ارتفاع سقف طلبات النوبيين بحق العودة المزعوم والتلويح بتدويل القضية خارجياً إن لم تستجب الحكومة لطلباتهم ، علماً بأن الحكومة أعطتهم ومازالت تعطيهم الكثير بل وتتغاضي في معظم الأحيان عن أعمال إجرامية وتخريب وحرائق وأعمال بلطجة يقوم بها النوبيون تحت ستار العودة إلي أراضيهم.

سنتناول علي سبيل المثال لا الحصر الأعمال الإجرامية للنوبيين في الجنوب خلال هذه السنين ، وسنطرح سؤالا هاما ، ألا وهو : لماذا تغض الحكومة أبصارها عن تلك الأعمال الإجرامية التخريبية في حرق المنشآت العامة والخاصة ؟! ولماذا لا يجدون رادعا لهم يوقفهم عن تلك الأعمال الإجرامية ؟؟؟!!!

وقبل أن نتطرق ونشير لهذه الأعمال ، سنعطي نبذة عن طبيعة عشيرة النوبة فهم يميلون إلي الانغلاقية أكثر من الاندماج مع غيرهم ويعتبرون من يحاول أن يندمج معهم في السكن أو العمل من غير أبناء جلدتهم فهو غاز وغريب عنهم ، لذا تجدهم في كثير من الأحيان يقفون ضد أي شخص غريب عنهم بل ويهاجمونه في تكتل مريب

إذا حاولت أن تتفاهم معهم بلغة الحوار فلا تجد إلا أصواتا متعالية في الهواء ، فمنهجهم في الحوار هو واحد يسمع وعشرة يتحدثون في وقت واحد، فلا تستطيع أن تجري حوارا بناء معهم ، فلهم سياسات مختلفة في تصديق ما يزعمون بغير حق بل ، والأغرب أنهم قد يساعد بعضهم بعضا علي ارتكاب جرائم كالحرائق والتخريب وهم لا يعلمون لماذا يفعلون هذا إلا مجاملة لبعضهم البعض وللتعصب العرقي ليس أكثر.

وسنتطرق بالإشارة لبعض هذه الأعمال وعلي سبيل المثال:-

1- حريق مديرية امن أسوان
2- حريق نادي ضباط الشرطة وتكسير الشوارع وتخريبها
3- حريق مبني محافظة أسوان واحتجاز العاملين داخله ورشقهم بالحجارة وسد الطرق الحيوية بأسوان
4- حريق مبني ايزيس ايسلند السياحي
5- حريق منازل أهالي عرقيتهم غير نوبية في قرية غرب سهيل وممارسة أمور البلطجة في هذه القرية علي الأهالي
6- تهريب أربعة محاكمين نوبيين من محكمة أسوان بعد تخريبها وتكسيرها وإهانة هيبة الدولة
7- الاعتداء علي العاملين بمديرية الزراعة بأسوان بعد احتجازهم داخل مبني المديرة ورميهم بالحجارة مما نتج عنة تخريب لمبني المديرية وإصابة عدد من الموظفين
8- الاعتداء علي الموظفين في مبني العون الغذائي " برنامج الغذاء العالمي " وذلك بعد احتجازهم وتخريب المبني ونتج عنة إصابات الموظفين
9- تكون مليشيات مسلحة داخل قرية غرب سهيل النوبية بأسوان فأصبحت ملاذا للمجرمين الهاربين من الأحكام القضائية والدليل علي ذلك المجرمين الهاربين من محكمة أسوان في 19\2\2012 يقطنون تلك القرية مع علم الحكومة بذلك ولكن لا تستطيع القبض عليهم والسبب غير معروف ؟؟!!

كل هذا وأكثر جرائم وبشائع للنوبيين بأسوان ومع ذلك لا تقسو عليهم الحكومة بل علي العكس فهم الأقلية المدللة في مصر ولا نعلم لماذا تجعل الحكومة النوبيين قوة فوق قوة القانون هل بسبب "الزن علي الودان" الذي يمارسونه اليوم أم بسبب تهديدات النوبيين بتدويل القضية خارجياً أم بسبب الميليشيات المسلحة بالقرى النوبيين وأصبحت ملاذا للمجرمين ؟؟!! نريد إجابة علي كل هذه الاسئلة المحيرة؟؟؟!! .
بل وأشدهم خطورة في الأمر هو رفع بعض من الأعلام المريبة في القري النوبية و التي تنادي بالاستقلال وترسم هذه الأعلام علي جدران البيوت وترفع فوق البنايات ، فهل أصبحت قري النوبة هي بؤرة وبداية الانفصال والدرع المتين لاي مجرم نوبي، أوليس هذا أشارة تلوح لو من بعيد في الانفصال عن مصر وتحقيق حلم إسرائيل الكبير من الفرات الي النهر.

ونود ان أسال اذا كانت الدولة تتغاضي عن فضائح النوبيين فلماذا أيضا تغدق الحكومة بالأموال لإرضاء الطائفة النوبية في مصر دون غيرهم من باقي أطياف الشعب المصري!!!!

يتمثل الإغداق علي الأقلية النوبية كما يطلقون علي أنفسهم بان الدولة عبارة عن خاتم سليمان بالنسبة للنوبيين .فوجد النوبيين ضالتهم في اللعب بأوراق الضغط علي الحكومة منذ العشر سنوات الأخيرة بعد أن قام بعض النوبيين المتواجدين في الخارج بالولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا والنمسا وغيرها من البلاد الغربية الأخرى بإبراز القضية النوبية المزعومة والتي من خلالها توجهوا لمراكز حقوقية عالمية وتسليم القضية النوبية لهم ولم يكن بعيداً علي الغرب والذي عمل علي ترسيخ مفهوم أن النوبيين يعانون من التهميش علي مر السنين وأنهم حضارة ولا بد من استردادها وإعادة التوطين وحق العودة – أرجو أن تنظروا للتاريخ اليهود فهل تجدوا بعض الشبة ؟؟؟!

دعنا نستعرض بعض من الإغداق الذي تنعمت به النوبة من تدويل القضية ، لم تجد النوبة من الحكومة إلا كل سمع وطاعة فقد قامت الدولة ببناء بعض من القري النوبية بتكلفة 120 ألف جنية للبيت الواحد وهي أشبه بمنتجعات سياحية مبنية علي الطراز النوبي الحديث ، ويبلغ تكلفة القرية الواحدة أكثر من 1.50 مليار جنية وهي قري سكنية شاملة جميع المرافق ، وهذه المساكن أعدت خصيصاً للنوبيين المغتربين عن أسوان ، ومع ذلك فالنوبيين أبوا أن يسكنوا في تلك المنازل التي كلفت الحكومة الكثير من الأموال الطائلة بسبب أنها بعيدة عن ضفاف النيل ، فهل يعقل هذا يا سادة يا كرام وإلي متي ستظل الحكومة تدلل النوبيين أوليس كافة الشعب المصري أولي بهذه المبالغ الطائلة ، ومن للحكومة بكل هذه الأموال الطائلة أوليست هي من الضرائب التي يدفعها كل مواطن مصري وتذهب لتحل مشاكل عامة في البلد مثل التعليم والصحة وتوفير فرص العمل لجميع أطياف الشعب المصري ؟؟؟!

فالنوبيون يريدون عدد 40 قرية علي ضفاف النيل بتكلفة القرية الواحدة 1.50 مليار بتكلفة إجمالية 60 مليار جنيه بينما الكثير من الشعب المصري يحلم فقط بأربعة جدران تواريه هو وأسرته يقول النوبيين دوما هل من مزيد ... نريد بيوتنا تعطيهم الحكومة بيوتا ،يقولون نريدها علي الطراز النوبي الحديث فتعطيهم الحكومة بيوتاً علي الطراز النوبي ثم يرفضون ويقولون نريدها علي ضفاف النيل ومعها خمس أفدنة زراعية علي الأقل ، فهل ينطبق علي النوبيين قول تعطيهم إصبع يطمعون في كف تعطيهم كف يطمعون في ذراع ؟!.

أرجو أن تكف الحكومة عن تدليل النوبيين الزائد عن الحد وعدم الانسياق وراء أنهم ضحوا من اجل أن يبني السد العالي وخزان أسوان، فإن الملايين من الشعب المصري ضحوا بالروح والدم والأرض في حروب مصر علي مر الزمان وليس النوبيون فقط هم من ضحوا من اجل مصر.

وأرجو من النوبيين أن يكفوا عن اتباع سياسية اليهود في أنهم المغلوبون علي أمرهم وان الدولة تهمشهم ولا تعطي لهم حقاً، فيوجد في مصر من يسكن تحت الكباري وانتم تسكنون في بيوت أشبه بمنتجعات سياحية.

وإلى مدعي التهميش منهم : أليس المشير حسين طنطاوي وهو ابن من أبناء النوبة ظل وزيرا للدفاع لأكثر من عشرين سنة الأخيرة فماذا تريدون أكثر من هذا وتلك وعن أي تهميش من الدولة تتحدثون ؟!، واعلموا أنه ليس بينكم فقير فالنوبيون منعمون لدرجة لا حد لها فالأغلبية العظمي تتمتع بالوظائف الحكومية في مؤسسات الكهرباء والتربية والتعليم وغيرها من المصالح الحكومية الأخرى ناهيك عن العمل بالسياحية في منتجعاتهم السياحية بأسوان ، فبالله عليكم أين هذا التهميش؟؟!!.

أعلام النوبة ترفرف في قراها والتأسيسية للدستور تعلن الاعتراف من خلال نصوص الدستور الجديدة، والتي ومن رأي ستكون نكسة علي مصر ومن هذه النصوص :

طلب النوبيين بالإقرار بالتعددية العرقية والثقافية في مصر وإلزام الدولة بحماية المجتمعات ذات الخصوصية في مصر بشكل يحفظها من الاندثار وكذلك
إنشاء مجلس لغوى قومي للغات المحلية ( النوبية - البحا- الامازيغ ،......) تمهيدا لإقرارها في المناهج الدراسية .

فإذا كان هذا مطلب النوبيين وأقصى أمانيهم فلا مانع من أي عرق آخر ان يطلب نفس المطالب ولا مانع من ان نجد قبائل في أسوان وغيرها في ربوع مصر تطالب بنفس المطالب أمثال ذلك العبابدة والبشايرية والصعايدة وابناء الساحل والبدو وغيرهم من الأعراق والتي من خلالها ستصبح البلد في حالة تصدع وانفصال فكري وعرقي وبدل من أن يكون الدستور قائما علي المواطنة سيكون قائما علي العرق وهذه أول ثغرة في سياسة التقسيم والانفصال فهل يريد أبناء النوبة أن يبدؤوا بفتح باب الانفصال حتى تنفرج أسارير إسرائيل بتحقيق حلمها الأكبر وجعل مصر دويلات صغيرة والبداية ستكون دولة النوبة؟!.

اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، النوبة، تقسيم مصر، خطط التقسيم، التدخل الإسرائيلي بمصر،

23-08-2012

لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه

رابط المقال

لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال

البريد الإلكتروني

اسمك